رئيس المخابرات الإسرائيلية يقر بالفشل في توقع هجوم حماس
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
اسرائيل تواصل غاراتها الوحشية ومجلس الأمن يرفض "هدنة إنسانية"
غزة.. بالصبر تنتصر
الأراضي الفلسطينية المحتلة .عواصم."وكالات":
اقتربت نحو 160 شاحنة تحمل مساعدات اليوم من معبر رفح رغم عدم الاتفاق على إدخال المواد الإغاثية واستمرار إغلاق المعبر من الجانب الفلسطيني بسبب الضربات الإسرائيلية.
ولم يتضح بعد متى يمكن أن تعبر هذه المساعدات من المعبر الوحيد إلى غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل في الوقت الذي تواصل فيها اسرائيل عدوانها وأعمالها الوحشية في قطاع غزة.
وقالت وزارة الداخلية في غزة إن 49 شخصا على الأقل قُتلوا في القصف الإسرائيلي الليلة الماضية على مدينة رفح حيث يقع المعبر وعلى بلدة خان يونس القريبة.
خطة لتوصيل المساعدات
وبعد مفاوضات لتسع ساعات، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه اتفق مع إسرائيل على "صياغة خطة تسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية من البلدان المانحة والمنظمات متعددة الأطراف إلى المدنيين في غزة".
وقال مسؤول أمريكي كبير إن بلينكن مارس ضغوطا شديدة من أجل وضع خطة في الوقت الذي أكد فيه زعماء ست دول عربية زارها بلينكن في الأيام القليلة الماضية أن إدخال المساعدات إلى غزة يجب أن يكون أولوية قصوى.
وقال مصدران أمنيان إنه تم التوصل إلى تفاهم بخصوص توصيل المساعدات إلى مواقع آمنة محددة في غزة تحت المراقبة مقابل عمليات إجلاء محدودة لحاملي جوازات السفر الأجنبية رغم وجود مخاوف فلسطينية من أن يؤدي ذلك فعليا إلى تهجير قسري وقال مسؤول أمريكي كبير إنه لم يتسن الاتفاق بعد على خطة من هذا القبيل.
وكان مجلس الأمن الدولي رفض اليوم مشروع قرار اقترحته روسيا لإرساء هدنة "إنسانية" بين إسرائيل وحركة حماس، وقرّر الالتئام مجدّداً للتصويت على مشروع قرار ثان قدّمته البرازيل.
وصوّتت لمصلحة مشروع القرار الروسي خمس دول (بينها روسيا والصين) بينما صوّتت ضدّه أربع دول (الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان) في حين امتنعت ستّ دول عن التصويت (بينها البرازيل).
- "رسالة مشتركة" -
وأعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أسفه لأنّ الدول الغربية "عرقلت توجيه رسالة مشتركة وفريدة من نوعها من مجلس الأمن خدمة لمصالح أنانية وسياسية بحتة".
وحذّر الدبلوماسي الروسي من أنّ بلاده "تشعر بقلق بالغ إزاء الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة والخطر الكبير للغاية المتمثّل في توسّع الصراع" إلى المنطقة بأسرها.
أما السفير الفلسطيني لدى الأمم المتّحدة رياض منصور الذي دعي لحضور الجلسة فناشد مجلس الأمن "عدم إرسال إشارة مفادها أنّ أرواح الفلسطينيين لا تهمّ".
وأضاف "لا تتجرّؤوا على القول إنّ إسرائيل ليست مسؤولة عن القنابل التي تُسقطها على رؤوس (الفلسطينيين)، لا تبرّروا عمليات القتل.. ما يحدث في غزة ليس عملية عسكرية، هذا عدوان واسع النطاق ضدّ شعبنا، هذه مجازر ضدّ مدنيّين أبرياء".
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم إن نحو 3000 فلسطيني لقوا حتفهم وأصيب 12500 آخرون في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت الوزارة أن 61 فلسطينيا لقوا حتفهم أيضا وأصيب 1250 في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها.وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بيان اليوم إن غارة جوية إسرائيلية على غزة أودت بحياة القيادي العسكري البارز في الحركة أيمن نوفل.
وأضافت في البيان أن نوفل "عضو المجلس العسكري العام وقائد لواء الوسطى في كتائب القسام".
فيما أعلن حزب الله اللبناني عن سقوط 4 قتلى في مواجهات مع القوات الاسرائيلية .
خامنئي: "لا بد أن نرد.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي وصفه للهجوم الإسرائيلي على غزة اليوم بأنه إبادة جماعية للفلسطينيين وقال إنه يجب أن يتوقف على الفور.
كما حذر قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني من أن الجماعات المسلحة المدعومة من طهران ستتخذ إجراءات إضافية ضد إسرائيل إذا لم توقف هجماتها.
وقال خامنئي في طهران "لن يتمكن أحد من إيقاف المسلمين وقوى المقاومة إذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين".
وقال خامنئي "لا بد أن نرد.. لا بد أن يكون لنا رد فعل على ما يحدث في غزة".
وأضاف أنه يتعين محاكمة المسؤولين الإسرائيليين على ما يرتكبونه بحق الفلسطينيين في غزة.
وفي سياق منفصل، أفادت وكالة فارس للأنباء بأن نائب القائد الأعلى للحرس الثوري علي فدوي حذر من هجمات أخرى للمسلحين إذا لم توقف إسرائيل ما وصفها بأعمالها الوحشية في غزة.
وقال فدوي "الصدمات التي يحدثها محور المقاومة للكيان الصهيوني ستستمر حتى استئصال هذا ’الورم السرطاني’ من خريطة العالم".
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) اليوم إنها وضعت نحو 2000 من أفراد الجيش الأمريكي في حالة استعداد قصوى نظرا "للبيئة الأمنية المتطورة في الشرق الأوسط"، لكن لم يُتخذ قرار بعد بنشرهم.
وقالت نائبة المتحدث باسم الوزارة سابرينا سينغ في بيان إن نشر حاملة الطائرات جيرالد آر فورد سيجري تمديده.
وأقر رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال أهارون هاليفا اليوم الثلاثاء بفشل المخابرات في توقع الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، معلنا تحمله المسؤولية الكاملة عن ذلك الفشل.
جاء ذلك في رسالة وزعها على مرؤوسيه نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، وأكد صحتها متحدث عسكري.
"قمة رباعية"
من جهة اخرى أعلن الديوان الملكي الأردني اليوم أن الملك عبد الله الثاني سيبحث اليوم في "قمة رباعية" تجمعه بالرئيس الأميركي جو بايدن والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبدالفتاح السياسي، في الحرب في غزة والسعي لإحياء عملية السلام.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الملكي اليوم أن الملك سيعقد قبل الاجتماع الرباعي لقاءات منفصلة مع بايدن والسيسي وعباس تتركز على "سبل وقف الحرب الجارية على غزة وخطورة تداعياتها على المنطقة، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
خطا الرئيس السوري أحمد الشرع ثلاث خطوات مُهمة نحو إعادة توحيد سوريا، ومواجهة مشاريع تقسيمها. الأولى، إفشال التمرد المُسلّح الذي قادته خلايا النظام المخلوع في مناطق الساحل بهدف إسقاط الدولة الجديدة وإشعال حرب أهلية. والثانية، إبرام اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لدمجها في الدولة الجديدة، والثالثة، الاتفاق مع أهالي ووجهاء محافظة السويداء الجنوبية على دمجها الكامل في مؤسسات الدولة.
مع ذلك، تبقى مُعضلة الجنوب السوري إشكالية ضاغطة على سوريا؛ بسبب التحركات التي بدأتها إسرائيل منذ الإطاحة بنظام الأسد واحتلالها أجزاء جديدة من الأراضي السورية ومحاولتها تأليب دروز الجنوب على إدارة الرئيس الشرع.
على الرغم من أن إسرائيل سعت في البداية إلى تسويق تحرّكاتها العدوانية في سوريا في إطار مواجهة مخاطر أمنية مزعومة تُهددها، فإن النهج الإسرائيلي أصبح بعد ذلك أكثر وضوحًا، خصوصًا بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 23 فبراير/ شباط الماضي عن نوايا إسرائيل الإستراتيجية في سوريا. وتتضمن هذه النوايا تحقيق أربعة أهداف متوسطة وبعيدة المدى.
أولًا، تكريس احتلال المنطقة العازلة في الجولان وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية كأمر واقع من خلال ربط التواجد الإسرائيلي فيهما بالتهديدات المزعومة بعيدة المدى التي تواجه إسرائيل من سوريا، وليس القريبة المدى. وبالنظر إلى أن المناطق المُحتلة الجديدة ليست كبيرة من حيث الحجم، فإن إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بها، إما بهدف ضمها لها بشكل نهائي، أو بهدف تعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مُحتملة مع النظام الجديد في سوريا.
ثانيًا، محاولة إحداث شرخ كبير بين الدروز في جنوب سوريا والإدارة الجديدة كبوابة لتأسيس كيان درزي كمنطقة عازلة بينها وبين سوريا. ولا تقتصر وسائل إسرائيل بهذا الخصوص على تشجيع النزعة الانفصالية بين الدروز، وتقديم نفسها كحامٍ لهم، بل تشمل كذلك طرح مطلب تحويل جنوب سوريا إلى منطقة منزوعة السلاح وعدم انتشار الجيش السوري الجديد فيها، فضلًا عن اعتزام السماح للدروز بالعمل داخل إسرائيل.
ثالثًا، تدمير ما تبقى من الأصول العسكرية التي أصبحت ملكًا للدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الأسد من أجل إضعاف القدرات العسكرية لهذه الدولة، وتقويض قدرتها على امتلاك عناصر القوة لبسط سيطرتها على كافة أراضيها وللتعامل مع التحديات الأمنية الداخلية التي تواجهها، خصوصًا مع الأطراف: (قسد، خلايا النظام في الساحل، والتشكيلات المسلحة في الجنوب). وتندرج هذه الإستراتيجية ضمن أهداف إسرائيل في تشجيع النزعات الانفصالية على الأطراف لإضعاف السلطة المركزية في دمشق.
رابعًا، تقويض قدرة تركيا على الاستفادة من التحول السوري لتعزيز دورها في سوريا، وفي المنافسة الجيوسياسية مع إسرائيل في الشرق الأوسط. ولهذه الغاية، تعمل إسرائيل على مسارات مُتعددة، ليس فقط محاولة إيجاد موطئ قدم لها بين الدروز في الجنوب، بل أيضًا شيطنة الإدارة السورية الجديدة للتأثير على القبول الدولي بها، والضغط على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعدم الاعتراف بالرئيس الشرع، وإبقاء العقوبات على سوريا كسيف مُصلت عليها لتحقيق مصالح إسرائيل، والضغط كذلك على واشنطن لإقناعها بالحاجة إلى بقاء الوجود العسكري الروسي في سوريا كضرورة لمواجهة نفوذ تركيا.
حتى في الوقت الذي يبدو فيه تقسيم سوريا أو فَدْرلتها أو تحويل الجنوب إلى منطقة منزوعة السلاح (عدم وجود الجيش السوري فيها)، غير مُمكن وغير واقعي، فإنه من المرجح أن تحتفظ إسرائيل باحتلال المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ الإستراتيجية لفترة طويلة.
كما ستسعى لاستثمار الفترة الطويلة التي ستستغرقها عملية بناء الدولة الجديدة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من أجل مواصلة شن ضربات على امتداد الأراضي السورية؛ بذريعة مواجهة تهديدات مُحتملة، أو خطر وقوع مثل هذه الأسلحة في أيدي جماعات تُشكل تهديدًا لإسرائيل.
إن هذا النهج الإسرائيلي المُحتمل ينطوي على مخاطر كبيرة على سوريا وإدارتها الجديدة، لأنه سيُقوض من قدرتها على تحقيق استقرار داخلي كامل وبناء مؤسسة عسكرية قوية. ولا تبدو احتمالية الدخول في حرب مع إسرائيل واردة على الإطلاق على جدول أعمال الرئيس الشرع، خصوصًا في هذه المرحلة التي تفرض عليه تركيز أولوياته على إنجاح المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء الدولة، وبناء علاقات جيدة مع الغرب من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا وإطلاق عملية إعادة الإعمار.
لقد شدد الشرع في القمة العربية الطارئة، التي عُقدت في القاهرة، على ضرورة العودة إلى اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام 1974، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي الجديدة التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد. ويعمل الشرع على ثلاثة سياقات لمواجهة التحدي الإسرائيلي.
التأكيد على التزامه باتفاقية فض الاشتباك لإظهار رغبته في تجنب أي صدام عسكري مع إسرائيل.
تقويض قدرة إسرائيل على استثمار الانقسامات الطائفية والمجتمعية والعرقية في سوريا من خلال السعي لدمج الحالات على الأطراف: (الشمال الشرقي، الساحل، الجنوب) في الدولة الجديدة.
تعزيز القبول الدولي به لإقناع القوى الفاعلة في المجتمعين: الإقليمي والدولي بالضغط على إسرائيل للحد من اندفاعتها في سوريا، والعودة إلى الوضع الذي كان قائمًا في الجنوب قبل سقوط نظام بشار الأسد.
علاوة على ذلك، يُحاول الشرع توسيع هامش المناورة لديه في مواجهة التحدي الإسرائيلي من خلال تعميق الشراكة الجديدة لسوريا مع تركيا.
على الرغم من وجود مشروع لاتفاقية دفاع مشترك بين تركيا وسوريا، فإن الشرع لا يزال متريثًا في الإقدام على هذه الخطوة لاعتبارات مُتعددة. لكنه في حال تصاعد خطر التحدي الإسرائيلي على استقرار سوريا ووحدتها، فإنه قد يلجأ إلى هذه الاتفاقية للحصول على دعم تركي في تسليح الجيش السوري الجديد، وتعزيز قدرته على مواجهة هذا التحدي.
والخلاصة أن التحدي الإسرائيلي يُوجد عقبات كبيرة أمام نجاح التحول في سوريا، لكنه يُوجد في المقابل فرصًا للشرع لبلورة إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذا التحدي، وتعزيز القبول الدولي به كضمان لمنع اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل في المستقبل.