أطلقت اليوم رسميًا دكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمنسق الوطني للبرنامج القطري؛ البرنامج القطري لمصر، وذلك بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وبحضور السيد/ ماتياس كورمان، سكرتير عام المنظمة، وبمشاركة م. محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والذي ألقى كلمة السيد رئيس مجلس الوزراء نيابة عنه، وعدد من السادة الوزراء والسفراء، وممثلي المجالس النيابية، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ونُخبةً متميزة من السادة الخبراء، والأكاديميين، والإعلاميين البارزين.


وخلال كلمتها الافتتاحية؛ قالت الدكتورة هالة السعيد إن اليوم سيشهد استعراض مخرجات العام الأول من تفعيل البرنامج القطري لمصر مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وتدشين الخطوات المستقبلية لمواصلة الجهود المبذولة في كافة مجالات التعاون المشترك.


واستعرضت السعيد أهم ملامح برامج الإصلاح الاقتصادي التي نفذتها الدولة المصرية في العقود الأخيرة، مشيرة إلى تجارب الإصلاح المتعددة التي نفذتها مصر خلال العقود الأخيرة والتي ارتكزت على الإصلاحات المالية دون الإصلاحات الهيكلية، مشيرة إلى تجربة الإصلاح الأخيرة التي نفذتها الدولة المصرية منذ نوفمبر 2016 بإطلاق المرحلة الأولى من البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، والذي جاء في إطار رؤية مصر 2030، وتَضمّن العديد من الإصلاحات المؤسسية والتشريعية، وكذلك إصلاح الخلل في بعض القطاعات، والتوسّع في مشروعات البنية التحتية لتحفيز الاقتصاد وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي. بالإضافة إلى تنفيذ برامج الحماية الاجتماعية التي تخفف من تداعيات برامج الإصلاحات على المواطنين.


وأشارت وزيرة التخطيط إلى الإنجازات المحققة على مستوى المؤشرات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، وتعزيز صمود الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات العالمية، أبرزها ارتفاع معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 5،6% في 2019/2020، مقارنة ب2،9% في 2013/2014، كما انخفض معدل البطالة من 13،3% في 2013/2014 إلى 7،9% في 2019/2020، بالإضافة إلى انخفاض عجز الموازنة إلى الناتج من 12% في 2013/2014 إلى 8،2 % عام 2018/2019.


أضافت د. هالة السعيد أن مصر  خلال أزمة كوفيد 19 وما تَبعها من أزمات اقتصادية واجتماعية كانت قد قطعت بالفعل شوطًا كبيرًا من الإصلاحات والجهود الجادة التي استهدفت تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وهو ما عَزَّز  قدرتها على  التحرّك السريع والمدروس لمواجهة أزمة كوفيد 19، ومنحها المساحة المالية المساندة للاقتصاد؛ وتضمّنَت إتاحة 100 مليار جنيه (2% من الناتج المحلي الإجمالي) مخصّصات الخطة الشاملة للتعامل مع الأزمة وتحسين معيشة المواطنين، بالإضافة إلى جهود الدولة لمساندة العمالة المُنتظمة وغير المُنتظمة، وتقديم الدعم للقطاعات الرئيسية المتضرّرة من جرّاء الأزمة، وأهمها: قطاع الصحة، والسياحة الذي يُعد أكثر القطاعات تضررًا من الأزمة، وقطاع الصناعة والمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصِغَر.


وأكدت السعيد أنه في ضوء النتائج الإيجابية المتحققة من جراء تطبيق المرحلة الأولى من الإصلاحات، اعتزمت الدولة مواصلة هذه الإصلاحات من خلال تنفيذ البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، الذي تم إطلاقه في إبريل 2021 من خلال تشاور وحوار بنّاء مع القطاع الخاص، حيث يستهدف البرنامج تحويل مسار الاقتصاد المصري ليُصبح اقتصادًا إنتاجيًا يرتكز على المعرفة ويتمتّع بقدرات تنافسية في الاقتصاد العالمي، من أجل تشجيع النمو الاحتوائي وخَلق فرص عمل لائق ومُنتِج، وتنويع وتطوير أنماط الإنتاج، وتوطين الصناعة المحلية وزيادة تنافسية الصادرات المصرية.
وأشارت السعيد إلى دور برنامج الإصلاحات الهيكلية في دعم مرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات العالمية المتعاقبة والمتداخلة، ففي الوقت الذي لم يحقق فيه العالم التعافي الكامل من تداعيات أزمة كوفيد-19 مع ظهور متحورات جديدة، ظهرت تداعيات الأزمة الجيوسياسية الروسية-الأوكرانية، حيث يحمل كليهما انعكاسات سلبية على الوضع العالمي والواقع المحلي، مما يعرقل جهود الدول والحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، نظرًا لما تسببت فيه تلك الأزمات اضطرابات في سلاسل التوريد، ونقص في السلع وتفاقم معدلات التضخم، وارتفاع في أسعار الشحن الدولي، بالتزامن مع أزمة الطاقة في أوروبا، بالإضافة إلى تعميق فجوة تمويل التنمية في الدول النامية؛ وإبراز الحاجة الماسة لإعادة ترتيب الأولويات، وفرض ضرورة التحرّك في جهود الإصلاح في كافة القطاعات لتعزيز الصمود.


وأكدت السعيد التزام الدولة المصرية باتباع الحوار والنهج التشاركي لإطلاق الشراكات التنموية مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، وهو النهج المُتبع من قِبَل الوزارة والدولة في عملية التخطيط التنموي بصفةٍ عامة وفي تنفيذ رؤية مصر 2030، والتي تم تحديثها وفقًا للنهج التشاركي، كذلك يجري تنفيذها من خلال مختلف الخطط البرامج المرحلية وفقًا لهذا النهج التشاركي. 


وحول البرنامج القطري لمصر كأحد دعائم برامج الإصلاح الهيكلي والخطط والبرامج القطاعية، أكدت وزيرة التخطيط حرص الدولة المصرية على الدخول في شراكات دولية فاعلة تستهدف تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، بما يعظّم الاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية المتاحة لدى المؤسسات الدولية الرائدة، بما يدعم تصميم الخطط والبرامج الوطنية وفقًا لأفضل الممارسات العالمية، مؤكدة أن البرنامج القطري لمصر مع المنظمة يمثل أكبر البرامج التي دشنتها المنظمة مع مختلف دول العالم، وأن إطلاق البرنامج يأتي تكليلًا لمسيرة تعاون ممتدة بين الجانبين، والذي تمت صياغته من خلال نهج تشاركي مع كافة الجهات الوطنية، بما يسمح بتحديد مجالات الدعم التي تتوافق مع الأولويات المصرية.


وأشارت د. هالة السعيد إلى أهم المحطات في تاريخ التعاون بين الجانبين، موضحة أنه في 2005 شاركت مصر بشكل فعال في مبادرة المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حول الحوكمة والتنافسية من أجل التنمية؛ وفي عام 2007، انضمت مصر كعضوٍ في لجنة الاستثمار التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية؛ ثم في عام 2008، انضمت مصر للجنة الخاصة بسياسة التحول للاقتصاد الرقمي بالمنظمة، وفي عام 2016، انضمت مصر للمنتدى العالمي حول الشفافية وتبادل المعلومات فيما يخص السياسات الضريبية. 


وأوضحت السعيد أن البرنامج القطري لمصر يضُم خمسة محاور رئيسية تتماشى مع أولويات الحكومة المصرية، وتتمثل في: النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، والابتكار والتحول الرقمي، والحوكمة ومكافحة الفساد، والإحصاءات والمتابعة، والتنمية المستدامة المرتبطة بالاقتصاد الاخضر، مشيرة إلى أنه من المنتظر أن يُسهم هذا التعاون المثمر في تحقيق رؤية مصر 2030 والبرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية، والذي يتضمن مزيد من التنويع للهيكل الاقتصادي بالتركيز على مجموعة من القطاعات في إطار المرحلة الثانية، وهي قطاعات الزراعة، والصناعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية، إلى جانب تهيئة بيئة الأعمال ودعم دور القطاع الخاص، ورفع كفاءة ومرونة سوق العمل.


واستعرضت وزيرة التخطيط أهم محاور البرنامج ونماذج لأهم المشروعات ومردودها على الاقتصاد المصري، مشيرة إلى المحور الأول وهو تعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام والذي يتضمن تنفيذ 10 مشروعات، تم تصميمها خصيصًا لدعم أجندة الإصلاح الاقتصادي في مصر؛ بهدف تحسين مناخ الأعمال وجذب الاستثمار. وقد بلغت نسبة استكمال المشروعات التي تندرج تحت المحور الأول 33%، حيث يتوافق المحور مع مستهدفات البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي والذي يركز على تمكين القطاع الخاص وتعزيز الاستثمار، واستهداف زيادة مساهمة القطاعات الرائدة في الاقتصاد المصري.


وأشارت الوزيرة إلى أهم منطلقات تحسين بيئة الأعمال في تحفيز الاستثمار الخاص وزيادة المشاركة في النشاط الاقتصادي، وتعزيز تنافسية الاقتصاد، مع الرغبة في تعظيم الاستفادة من المزايا النسبية للاقتصاد المصري، لافتة إلى وثيقة سياسة ملكية الدولة والتي تم الاسترشاد في صياغتها بتوصيات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فيما يتعلق بسياسات الحياد التنافسي والتي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز بيئة الأعمال.


وقالت السعيد إنه في قطاع الصناعة تتمثل أبرز منطلقات اختيار القطاع فيما يحققه من مساهمة كبيرة في خلق فرص العمل، وما يمتلكه من روابط تشابكية مع القطاعات الأخرى، بالإضافة إلى ارتفاع القيمة المضافة المتولدة عن القطاع، بنسبة نمو بلغت 10% في العام المالي 2021/2022. وتتضمن الأنشطة المُنفذة في إطار هذا القطاع دعم سياسات الصناعة من جانب وزارة التجارة والصناعة، وتحديد السياسات التي تُسهم في زيادة إنتاجية قطاع التصنيع، وفي قطاع الزراعة تتمثل أبرز منطلقات اختيار القطاع فيما يضمنه من تحقيق الأمن الغذائي، وما يحققه من مساهمة كبيرة في خلق فرص العمل، بالإضافة إلى ارتفاع القيمة المضافة المتولدة عن القطاع الزراعي، وتتضمن الأنشطة المُنفذة في إطار هذا القطاع دعم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تصميم سياسات زراعية فعالة بما يعزز مرونة القطاع، وذلك بالاسترشاد بإطار سياسات المنظمة الخاصة بالمرونة والاستدامة والإنتاجية للأغذية الزراعية.


وحول مجال دعم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أوضحت السعيد أن أهم أسباب اختيار المنطقة ترجع إلى الأهمية الاستثمارية التي تحظى بها، نظرًا لكونها أهم الـممرات الـملاحية عالـميًا، وأقصر طريق ربط بين الشرق والغرب وأقلها تكلفةً، بما يحقق وفرًا في الوقت والـمسافة، وبالتالي خفضًا في الوقود وتكلفة التشغيل. إلى جانب استيعاب قناة السويس لحركة التجارة الـمُتنامية، حيث يمر من خلالها نحو 12% من إجمالي حركة التجارة العالـمية، وما يُقارب 25% من إجمالي حركة البضائع الـمحْوّاه عالـميًا، و100% تقريبًا من إجمالي تجارة الحاويات الـمنقولة بحرًا من بين آسيا وأوروبا، مشيرة إلى المقومات الكبيرة التي تتمتع بها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث تبلغ مساحتها 461 كم2، وتضم 6 موانئ بحرية، و4 مناطق صناعية وتقدم المنطقة بيئة عمل مُيسَّرة من خلال تقديم حوافز ضريبية وجمركية وبرنامج لدعم الصادرات. أضافت أن الأنشطة ضمن المشروعات المُنفذة في المنطقة تتضمن دعم خلق بيئة تشريعية جاذبة للاستثمارات من خلال تسهيل حل المنازعات التجارية، وإقرار الحوافز الضريبية، ودعم شبكات البنية التحتية التي تستخدم الوقود الصديق للبيئة، وتعبئة الاستثمارات الخاصة في مجالات البنية التحتية المستدامة.


ولفتت السعيد إلى مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث تتمثل أبرز مبررات اختيار القطاع فيما يحققه من مساهمة كبيرة في خلق فرص العمل تقدر بنحو 43%، وكذلك دور القطاع في تحقيق العدالة المكانية، مشيرة إلى المشروعات المُنفذة في إطار القطاع والتي تشمل دعم قدرة قطاع الترويج للسياسات بجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر على تنفيذ ومتابعة السياسات التي تعمل على تحسين بيئة عمل ريادة الأعمال، بالإضافة إلى بناء القدرات وتحسين الكفاءات في مجالات دعم الحوار بين القطاعين العام والخاص، وإعمال آليات الرقابة والمتابعة على السياسات في قطاع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.


وفيما يتعلق بمجال تمكين المرأة وتحقيق الشمول المالي، قالت وزيرة التخطيط إن أبرز منطلقات اختيار هذا المجال يتمثل فيما أشارت إليه العديد من الدراسات الدولية من أن زيادة نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بنفس نسبة مشاركة الذكور تؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للدول بنسب متفاوتة منها مصر 34%. ومن ثَم، تضمنت الأنشطة ضمن المشروعات المُنفذة في إطار هذا القطاع: تقديم الدعم للمجلس القومي للمرأة لزيادة نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة. بالإضافة إلى دمج البعد الخاص بالمساواة بين الجنسين في كافة المشروعات.  


وحول المحور الثاني دعم الابتكار والتحول الرقمي، أوضحت وزيرة التخطيط أنه تم تصميمها بالتوافق مع أجندة التحول الرقمي في مصر؛ بهدف تحسين جودة حياة المواطنين. وقد بلغت نسبة استكمال المشروعات التي تندرج تحت المحور الثاني 46%، حيث يتوافق المحور الثاني للبرنامج القطري لمصر أيضًا مع مستهدفات البرنامج الوطني للإصلاح الهيكلي والذي يتضمن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من ضمن القطاعات المستهدفة. وأشارت إلى أن أبرز منطلقات اختيار قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في التقديرات العالمية لمساهمة الذكاء الاصطناعي بما يصل إلى 320 مليار دولار في اقتصاد المنطقة العربية بحلول عام 2030.


تابعت السعيد أن مصر أطلقت أول استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي في عام 2021، بمساعدة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تتكون من 4 ركائز أساسية: الذكاء الاصطناعي للحكومة، والذكاء الاصطناعي للتنمية، وبناء القدرات والتعاون الدولي، وذلك نظرًا للإمكانات الاقتصادية الهائلة التي يحملها الذكاء الاصطناعي للبلاد، بما في ذلك خلق فرص العمل، وزيادة الإنتاجية، وجذب الاستثمار الأجنبي، مشيرة إلى تقدم مصر 55 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، لتحتل المركز 56 من بين 172 دولة، مقارنة بالمركز 111 من بين 194 دولة، في عام 2019، وفقًا لتقرير مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، لافتة إلى المشروعات المُنفذة في إطار القطاع وهي صياغة اول استراتيجية الذكاء الاصطناعي بناءً على توصيات المنظمة، بالإضافة إلى تحقيق اتساق السياسات المصرية مع توصيات المنظمة، بما جعل مصر الدولة الأولى أفريقيًا وعربيًا في تحقيق الاتساق الكامل مع تلك التوصيات ومبادئ الذكاء الاصطناعي المسئول.


كما أشارت السعيد إلى المحور الثالث: الحوكمة ومكافحة الفساد، والتي تم تصميمها لضمان وضع آليات حوكمة الإدارة العامة بإتباع أفضل الممارسات. وقد بلغت نسبة استكمال المشروعات التي تندرج تحت المحور الثالث 20%، لافتة إلى أسباب اختيار مجال الحوكمة ومكافحة الفساد والذي يتمثل في توسيع القاعدة الضريبية، مشيرة إلى الأنشطة المُنفذة في إطار هذا المجال وهي تقريب معايير الضرائب المصرية للمعايير الدولية بما سيدعم الحصيلة الضريبية للدولة بالإضافة إلى بناء القدرات الفنية لوحدة الضرائب الدولية بمصلحة الضرائب وإجراء إصلاحات تشريعية ضريبية في عدد من المجالات تشمل مكافحة التهرب الضريبي عبر الحدود.


وفيما يتعلق بالمحور الرابع: تطوير قواعد البيانات، أوضحت الوزيرة أنه يتضمن تحسين القدرات الإحصائية بهدف تعزيز حوكمة البيانات. وقد تم البدء في تنفيذ ثلاث مشروعات، حيث بلغ إجمالي نسبة استكمال المشروعات في إطار هذا المحور 25%. وتتمثل أبرز أسباب اختيار هذا المجال في الحاجة إلى تعزيز جهود إرساء دعائم التخطيط القائم على الأدلة، مشيرة إلى المشروعات المنفذة في إطار هذا المجال وهي دعم قدرة الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء على صياغة الاستراتيجية الوطنية للإحصاء وخطتها التنفيذية، فضلًا عن تطوير الإحصاءات القائمة على النوع لضمان تطوير السياسات بما يتوافق مع مستهدفات المساواة بين الجنسين.


كما أشارت إلى المحور الخامس: التنمية المستدامة، والتي تهدف إلى المساهمة في مواجهة تحديات تغير المناخ، بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ، مشيرة إلى أن معظم المشروعات المندرجة تحت هذا المحور سيتم تفعيلها خلال الربع الأول من العام القادم خلال المرحلة الثانية من البرنامج، مؤكدة وجود اتساق وتضافر بين أولويات البرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية والبرنامج القطري في دعم سياسات الاقتصاد الدائري والأخضر. موضحة أن أبرز أسباب اختيار مجال التنمية المستدامة يتمثل في أهمية دعم جهود الدولة المصرية نحو التحول الأخضر، عبر زيادة حصة الطاقة المتجددة، وتحقيق كفاءة الطاقة، واستخدام الهيدروجين الأخضر، وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وذلك تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة.


تابعت السعيد أن الأنشطة ضمن المشروعات المُنفذة في إطار هذا المجال تشمل دعم قدرات تعبئة الاستثمارات لتحقيق مستهدفات الطاقة النظيفة، حيث تستهدف الدولة زيادة نسبة الاستثمارات الصديقة للبيئة في مشروعات الحكومة إلى 50% بحلول 2025 بما يتماشى مع الالتزامات المحددة وطنيًا المُحدّثة والاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050. بالإضافة إلى دعم قدرة مصر على تفعيل الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين وتصدير الهيدروجين الأخضر إلى الدول المجاورة. إلى جانب دعم القدرات المصرية في قطاعات المياه والغذاء والطاقة.


وأشارت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى دور البرنامج القُطري لمصر في تعزيز دور ومشاركة مصر في اللجان المُتخصصة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فقد شاركت جمهورية مصر العربية مصر في أكثر من ٧ لجان متخصصة تابعة للمنظمة مثل لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي، ولجنة سياسات الاقتصاد الرقمي. مع التأكيد على أن مشاركة مصر في هذه اللجان في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية لتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، كما أكدت أهمية وضع أطر الرقابة والمتابعة في إطار البرنامج القطري لضمان الحوكمة والمشاركة الوطنية، من خلال وضع إطار منطقي محدد الأهداف والمخرجات يتضمن مؤشرات يمكن متابعتها وتقييمها لتقييم التقدُم المُحرز في إطار المشروعات المُنفذَة. ومن ثَمَ، فقد تم تشكيل اللجنة التنسيقية الوطنية للبرنامج القطري، برئاسة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والممثل بها ٢٠ جهة وطنية، مشيرة إلى تدشين الوزارة منصة متابعة إليكترونية لمتابعة تنفيذ التقدم في أنشطة مشروعات البرنامج القُطري، حيث تعد تلك المنصة ذاكرة مؤسسية للبرنامج القُطري وكل المبادرات والبرامج المُنفذة مع منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: منظمة التعاون الاقتصادی والتنمیة التخطیط والتنمیة الاقتصادیة التنمیة المستدامة الذکاء الاصطناعی مع منظمة التعاون البرنامج الوطنی الاقتصاد المصری الدولة المصریة وزیرة التخطیط أسباب اختیار بالإضافة إلى القطاع الخاص هالة السعید هذا المجال السعید إلى مشیرة إلى القطاع فی رؤیة مصر فی قطاع من خلال تحقیق ا فی عام مصر فی

إقرأ أيضاً:

الحكومة الجديدة.. تعرف على رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي

يؤدي وزراء الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء، حلف اليمين الدستورية بمقر رئاسة الجمهورية في قصر الاتحادية بمصر الجديدة.

وتتولى الدكتورة رانيا المشاط، منصب وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الحكومة الجديدة.


السيرة الذاتية للدكتورة رانيا المشاط:


انضمت الدكتورة رانيا المشاط، للحكومة المصرية في يناير 2018، وتتولى حاليًا منصب وزيرة التعاون الدولي منذ ديسمبر 2019، كما شغلت منصب أول وزيرة للسياحة في جمهورية مصر العربية في الفترة (يناير 2018 – ديسمبر 2019). تتمتع «المشاط» بخبرة دولية تمتد لأكثر من 20 عامًا في المؤسسات المالية، والبنوك المركزية، والنظم المالية، وأنظمة السياسة النقدية، والتنمية المستدامة، وسياسات واستراتيجيات التعاون الدولي، وتمويل المناخ، حيث صممت المشاط، المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي» محور الارتباط بين مشروعات المياه والغذاء والطاقة، لتعظيم الاستفادة من الشراكات الدولية وحشد التمويلات المناخية لتسريع وتيرة التحول الأخضر.


وتولت الدكتورة رانيا المشاط، عددًا من المناصب في صندوق النقد الدولي في واشنطن، حيث شغلت منصب مستشار كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي خلال الفترة من (2016-2018)، وأيضًا منصب اقتصادي أول خلال الفترة من (2001-2005)، أما في جمهورية مصر العربية فقد تولت منصب وكيل محافظ البنك المركزي للسياسة النقدية خلال الفترة من (2005-2016)، وساهمت في تطوير وتحديث استراتيجية السياسة النقدية بالبنك المركزي، والتحول نحو استهداف التضخم، كأحد محاور برنامج الإصلاح المصرفي الذي دُشن في عام 2004. كما شاركت في وضع وإدارة سياسات الاقتصاد الكلي للدولة بالتعاون مع الوزارات والجهات الاقتصادية المختصة، وتولت تنسيق العلاقات بين البنك المركزي وصندوق النقد الدولي ومؤسسات التقييم والتصنيف الائتماني.


وشغلت «المشاط»، عضوية مجالس إدارات عدد من المؤسسات المالية، والهيئات، والبنوك، منها على سبيل المثال لا الحصر، البورصة المصرية، والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمصرف العربي الدولي، وبنك الاستثمار العربي.


وبصفتها وزيرة التعاون الدولي، تُمثل «المشاط» جمهورية مصر العربية، في العديد من مؤسسات التمويل الدولية، حيث تتولى منصب محافظ مصر لدى مجموعة البنك الدولي، والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، كما تشغل منصب المحافظ المناوب لمصر في بنك التنمية الأفريقي، والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، والبنك الإسلامي للتنمية، وبنك التنمية الجديد الذي انضمت مصر لعضويته حديثًا خلال مارس 2023.


الدكتورة رانيا المشاط، مؤسس وعضو في العديد من المجالس الاستشارية والتحالفات والمؤسسات الدولية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي (World Economic Forum)، حيث شاركت في تأسيس ائتلاف المرونة (Resilience Consortium)، كما أنها الرئيس المشارك لشبكة حشد الاستثمار من أجل الطاقة النظيفة في الجنوب العالمي (Network to Mobilize Investment for Clean Energy in the Global South)، والرئيس المشارك لمجلس الإشراف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA Stewardship Board)، وعضو مجلس إدارة مركز الاقتصاد الجديد والمجتمع (The New Economy and Society Stewardship Board)، وعضو Mission Possible للعمل المناخي، وعضو في مبادرة تعزيز العمل من أجل الأرض (Giving to Amplify Earth Action initiative)، كما اختيرت ضمن مجلس القيادة العالمي Global Leadership Council لمبادرة الأمم المتحدة العالمية «جيل بلا حدود»  (Generation Unlimited)، وعضو مؤسس في التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس والكوكب (The Global Energy Alliance for People and Planet) الذي دشنته مؤسسة (The Rockefeller Foundation).


بالإضافة إلى ذلك، تولت «المشاط» عضوية عدد من مراكز الفكر والأبحاث، مثل المجلس العلمي لمؤسسة Bruegel الأوروبية الفكرية، وجمعية الشرق الأوسط الاقتصادية (Middle East Economic Association)، وعضو المجلس الاستشاري الاستراتيجي لعميد كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة (Board Member of the Dean’s Strategic Advisory Board، School of Business)، كما قامت بالتدريس كأستاذ اقتصاد غير متفرغ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وفي جامعة ميريلاند- كولدچ بارك، وهي زميل باحث في منتدى البحوث الاقتصادية  ( Economic Research Forum for Arab Countries، Iran and Turkey)، ومحاضر في المعهد المصرفي.


مع توليها حقيبة وزارة التعاون الدولي، شرعت الدكتورة رانيا المشاط، في وضع إطار للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، لتعزيز علاقات جمهورية مصر العربية مع شركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، وتحفيز الشراكات الشاملة، مع المؤسسات الإقليمية والدولية، والحكومات، وصانعي القرار، ومنظمة الأمم المتحدة وبرامجها التابعة، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، لتعزيز أجندة التنمية الوطنية، ومواءمتها مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وتدير محفظة للتعاون الإنمائي تبلغ نحو 25 مليار دولار تضم ما يزيد عن 200 مشروعًا في مختلف قطاعات التنمية الاقتصادية.


كما وثقت الدكتورة رانيا المشاط، تجربة مصر في مجال التعاون الدولي والتمويل الإنمائي على المستوى الدولي، بإطلاق كتاب "مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية لجمهورية مصر العربية لتعزيز التعاون الدولي والتمويل الإنمائي" (Stakeholder Engagement Through Economic Diplomacy)، من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية خلال يونيو 2021. وساهمت بعدة فصول في كتاب صندوق النقد الدولي بعنوان "النهوض بآفاق السياسة النقدية" (Advancing the Frontiers of Monetary Policy)، الذي نُشر في عام 2018 وحرره موريس أوبستفيلد، كبير الاقتصاديين في ذلك الوقت.


كما أشرفت «المشاط» على إعداد «دليل شرم الشيخ للتمويل العادل» (Sharm El Sheikh Guidebook for Just Financing)، والذي تم إصداره كأحد مبادرات الرئاسة المصرية لمؤتمر المناخ COP27، بالتعاون مع شركاء التنمية، ومراكز الفكر والأبحاث الدولية، والبنوك الاستثمارية والتجارية، ومؤسسات القطاع الخاص، والمنظمات غير الهادفة للربح، من أجل المساهمة في الجهود الدولية للتحول من التعهدات المناخية إلى التنفيذ، وتحفيز جهود حشد الاستثمارات المناخية في الدول النامية والاقتصاديات الناشئة.


حصلت «المشاط» على جوائز تميز عديدة لمجهوداتها البحثية ولمساهمتها في العمل العام والسياسات الاقتصادية والتنمية، ففي عام 2022 حصلت على جائزة "وزيرة التعاون الدولى الأكثر تميزًا فى إفريقيا"، المُقدمة من كلية إليوت للشئون الدولية بجامعة جورج واشنطن – معهد الدراسات الأفريقية بالمشاركة مع مبادرة GE7، وفي عام 2019 حصلت على جائزة "الريادة الدولية في السياحة"، من المجلس الدولي للسياحة والسفر، تقديرًا للجهود التي قامت بها في تطوير قطاع السياحة وتعزيز مرونته من خلال برنامج الإصلاح الهيكلي، كما حصلت على جائزة "الريادة الدولية للمساهمة الفعالة في صناعة السياحة عالميا" لعام 2019 من بورصة لندن الدولية للسياحة؛ وفازت أيضًا الدكتورة رانيا المشاط، بجائزة الأمم المتحدة للترويج للوجهات السياحية في عام 2019، وكذلك جائزة أفضل فيديو ترويجي لوجهة سياحية، وجائزة الريادة في السياحة لعام 2019 من المعهد الدولي للسلام من خلال السياحة.


وفي عام 2015، تم اختيارها، كواحدة من بين الـ50 سيدة الأكثر تأثيرًا في الاقتصاد المصري، كما جاءت من بين أبرز 100 شخصية قيادية شابة في قارة إفريقيا خلال عامي 2014 و2015 وفقًا لتصنيف معهد شوازيل الفرنسي، كما اختيرت كإحدى القيادات الدولية الشابة في قائمة المنتدى الاقتصادي العالمي ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في عام 2014؛ وجاءت في ذات العام كواحدة من بين أقوى 10 سيدات مؤثرات في القطاع المصرفي المصري وذلك في الاستطلاع الذي أجراه مركز بصيرة لبحوث الرأي العام؛ واختيرت أيضًا «المشاط» ضمن قائمة قيادات المستقبل الشابة التي أعلنتها الحكومة الفرنسية عام 2013 ببرنامج قيادات الزائرين الدوليين، وحصلت أيضًا على جائزة الخريج المتميز من كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية في نفس العام 2013؛ كما حصلت على جائزة ابن خلدون عن أفضل ورقة بحثية عن واحدة أو أكثر من دول الشرق الأوسط لعام 2004، بعنوان "السياسة النقدية وإدارة الدين العام.. تقييم التجربة المصرية" والمقدمة من جمعية الشرق الأوسط الاقتصادية.


الدكتورة رانيا المشاط، حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ميرلاند كولدج بارك بالولايات المتحدة الأمريكية ( Maryland، College Park)، كما حصلت على درجة الماجيستير في نفس الجامعة في مجال تطبيقات الاقتصاد الكلي والاقتصاد الدولي والسياسة النقدية. وحصلت على شهادة الإبداع في القيادة في ظل التحول الاقتصادي (Transformational Leadership) من جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة؛ وكذلك شهادة السياسة العامة والإبداع القيادي (Executive Education certificates in Leadership and Public Policy) من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية. «المشاط» حاصلة على درجة بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ونشرت العديد من الدراسات والأوراق البحثية في مجال السياسة النقدية والاقتصاد الدولي، وآليات استهداف التضخم، والأنظمة المالية.

 

 

مقالات مشابهة

  • بعد حلف اليمين.. بيان من وزيرة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي
  • الحكومة الجديدة.. تعرف على رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي
  • من هي الدكتورة/ رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ؟(بروفايل)
  • نحو مستقبل أخضر.. وزيرة البيئة تطلق تقرير منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية
  • وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تشارك في إطلاق التقرير الخاص بمراجعة سياسات النمو الأخضر في مصر
  • وزيرة التخطيط تشارك بحدث إطلاق التقرير الخاص بمراجعة سياسات النمو الأخضر في مصر
  • وزيرة التخطيط: ارتفاع حصة الاستثمارات الخضراء إلى 40%
  • وزيرة التخطيط تشارك بإطلاق التقرير الخاص بمراجعة سياسات النمو الأخضر في مصر
  • وزيرة التخطيط تشارك بحدث إطلاق تقرير مراجعة سياسات النمو الأخضر في مصر
  • "التخطيط" تشارك في ورشة بناء قدرات الإحصاءات ضمن أنشطة البرنامج القُطري لمصر