"القسام" تحرج إسرائيل| كواليس فيديو الأسيرة الفرنسية "ميا".. مصور من 6 أيام وخضعت لعملية جراحية
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
المتابع للتحركات الإعلامية لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يدرك أنه يسير وفقا لمعايير دقيقة، وعلى درجة عالية من التدريب والتخطيط، وهذا ما يظهر جليا في إخراجه لفيديو أسيرة إسرائيلية لديه، وقد تم نشره أمس، حيث ظهر فيه فتاة إسرائيلية تدعى ميا، ويرى الكثير من الخبراء، أن الفيديو كان رسالة للعديد من الجهات، سواء الدول الغربية، أو الدول العربية المنغمسة بملف التفاوض حول القضية، ولكن أحد أهم الأهداف التي سعت لها حماس، هو الضغط على الداخل الإسرائيلي، وتحويل أسر الأسرى لديه كورقة ضغط على الحكومة الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل.
وعلى مدار الـ24 ساعة، أثار الفيديو الكثير من ردود الفعل داخل الكيان الإسرائيلي، وأصدرت أسرتها تصريحات تعد في مجملة ضغوط كبيرة على قادة الجيش الإسرائيلي، خصوصا قبل اتخاذ قرار عسكري ببدء التحرك البرى داخل غزة، وخطورة ذلك على حياة الأسرى.
ابنتنا لبؤة قوية وعلى إسرائيل الحفاظ على أرواح الأسرى
وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فبعد أن نشرت حماس مقطع فيديو لميا شم من الأسر في غزة، أصدرت عائلتها بيانا، قالت الأم كارين عن إبنتها : "إنها لبؤة، وأعتقد أنها لا تستسلم وتشجع الأسرى الآخرين، وأطلب من الحكومة والجيش الإسرائيلي الحفاظ على أرواح الأسرى، و أن يعيدوها بنفس الحالة التي رأيتها بها على شاشة التلفزيون.
وأدلت عائلة مية شم، التي اختطفت في قطاع غزة، ببيان لوسائل الإعلام ظهر (الثلاثاء)، وقالت الأم كارين: "أتوسل للعالم أن يعيد ابنتي إلى بيتها، لقد ذهبت إلى حفلة لتستمتع، وهي الآن في غزة، فابنتي ميا 21 سنة من شوم، وتحمل الجنسية الفرنسية، وتم أسرها خلال مهرجان "نوفا" في منطقة رائيم.
الفيديو تم تصويره قبل 6 أيام على الأقل
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" التي حللت بيانات من ملف الفيديو الذي نشرته حماس، فإن الفيديو الذي تظهر فيه ميا تم تصويره قبل ستة أيام على الأقل، والفيديو الذي تبلغ مدته دقيقة، وهو الأول الذي يصدره التنظيم الفلسطيني ويظهر فيه أحد المختطفين، يبدأ بعرض العلاج الطبي الذي تلقته ميا التي أصيبت في يدها، وفي وقت لاحق من الفيديو، تتحدث ميا مباشرة إلى الكاميرا باللغة العبرية.
وقالت كيرين: "لقد شاهدت بالأمس مقطع فيديو لميا في نشرة الأخبار، لقد شعرت بالإثارة وصرخت لأنني رأيت ميا على قيد الحياة، ولكن بعد كل الإثارة شاهدت الفيديو مرة أخرى، أرى شيمية مصابة، كانت هناك شائعات بأنها أصيبت بالرصاص ويبدو أن لديها إصابة في يدها، ولقد خضعت لعملية جراحية، أرى أنها تتألم، ذلك إنها خائفة جدًا من أن تقول ما يُطلب منها قوله."
تفاصيل ما نشرته حماس
وتبدأ قصة ميا خلال الساعات الماضية، عندما نشرت حركة حماس عبر جناحها العسكري كتائب القسام مساء الاثنين، مقطع فيديو لمقاتليها وهم يقدمون الرعاية الطبية لما قالت إنها إحدى الأسيرات الإسرائيليات في غزة، وظهرت في الفيديو ومدته نحو دقيقة وهي تتلقى الرعاية الطبية لإصابة في ذراعها الأيسر داخل مكان لم تفصح عنه القسام فيما سمع دوي انفجارات، ثم ظهرت الإسرائيلية تعرف عن نفسها وتقول إن عمرها 21 عاما وإنها موجودة في غزة، وقد تم احتجازها في السابع من الشهر الجاري، وتم إجراء عملية جراحية لها مدتها ثلاث ساعات.
وذكرت ميا أنها تطلب فقط العودة إلى البيت بأسرع وقت لعائلتها وختمت بالقول "من فضلكم أخرجونا من هنا بأسرع وقت"، وقد تم إذاعة الفيديو بالتزامن مع إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مساء اليوم الاثنين، أن عدد الأسرى في هجومها ضد إسرائيل يوم السبت الماضي 7 أكتوبر يبلغ ما بين 200 إلى 250 في قطاع غزة، وقال الناطق باسم الكتائب المكني أبو عبيدة في خطاب متلفز، إن لدى القسام 200 أسير والباقي متوزع لدى مكونات فصائل "المقاومة" في قطاع غزة وفي أماكن أخرى.
الفيديو مؤشر ممتاز .. والأسرى يتم الاعتناء بهم
وبالعدوة إلى رد فعل أسرة ميا، أضافت الأم: "أرى أن حالتها مستقرة، لكني قلقة عليها للغاية، وأرى أن هذا مؤشر ممتاز ومتفائل بشأن ميا وجميع سجنائنا، ويجب أن نكون متفائلين هنا، أعتقد أنهم يتم الاعتناء بهم"، وناشدت الأم العالم قائلة: "كل ما أطلبه من زعماء العالم هو إعادة طفلتي إلى المنزل، وهي بنفس الحالة التي رأيتها بها على شاشة التلفزيون بالأمس"، وذلك في إشارة لمخاوفها من قتلها في غارة ـو مع الهجوم البرى.
وتابعت: "أريدها أن تأتي إلى هنا وتتلقى العلاج الطبي الذي تحتاجه، وكنت أعلم أنها بخير، لقد كانت لبؤة وقد مرت بالكثير في الحياة. كان من الصعب أن تظل قويًا أمام الأرقام التي ظهرت على شاشة التلفزيون، لكنني أعتقد أنها لا تستسلم، وتشجع الأسرى الآخرين، هذه هي هي".
الأسرى أقوى ورقة ضغط على نتياهو قبل الهجوم البرى
وتتحدث الصحيفة العبرية، عن أن ملف الأسرى يعد ورقة ضغط قوية على حكومة نتياهو قبل بدء الهجوم البرى على قطاع غزة، وظهر ذلك عندما تحدث إيلاي، الأخ الأكبر للأسيرة الأسرائيلية وقال: "نريد عودة جميع الأسرى إلى وطنهم، فميا فتاة بريئة أرادت فقط الذهاب إلى حفلة مع الأصدقاء، وفي النهاية وجدت نفسها مختطفة. ولهذا السبب نحن هنا، نحن أريد استعادتها."
وقال البروفيسور حجاي ليفين، رئيس القسم الطبي في مقر العائلة، عن وضع المختطفين: "بحسب معطياتنا هناك مرضى وجرحى بدرجات مختلفة، وبعضهم بدرجة خطيرة، ونطالب بمعالجة الأمر، ونحن متأكدون من أنهم يتلقون العلاج المناسب، وحالتهم تتدهور بين لحظة وأخرى، ونحن على اتصال مع الصليب الأحمر ونطلب منه القيام بمهمته".
وكما ذكرنا، فإن ميا يحمل الجنسية الفرنسية أيضًا، ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ظهر اليوم إلى إطلاق سراحها، وذلك بعد أن تم عرض الفيديو الخاص بميا شيم، المواطنة الفرنسية الإسرائيلية، والذي وزعته منظمة حماس على رئيس الجمهورية الفرنسي، ودعا قصر الإليزيه إلى إطلاق سراحها الفوري وغير المشروط، وأضاف أن "فرنسا في حالة تأهب تام وتعمل مع شركائها من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين الذين تحتجزهم حماس".
الاحتلال .. الفيديو يهدف للضغط علينا وجزء من حرب نفسية
وعلق المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اليوم الثلاثاء، على نشر فيديو الأسيرة الإسرائيلية لدى حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" ووصفه بأنه جزء من الحرب النفسية، وقد جاء هذا التعليق بعد أن نشرت المقاومة الفلسطينية كتائب "القسام" مساء أمس، الاثنين، مقطع فيديو يظهر عددا من مقاتليها وهم يقدمون الرعاية الطبية لإحدى الأسيرات في غزة، والتي تم أسرها في اليوم الأول من معركة "طوفان الأقصى".
وقالت المستوطنة الأسيرة بغزة "ميا شيم" التي ظهرت في فيديو "القسام" وهي تتم معالجتها: "أنا في غزة.. أصبت إصابات بالغة في يدي.. عالجوني وأجروا لي عملية جراحية استغرقت 3 ساعات.. وكل شيء على ما يرام.. وأطلب فقط إعادتي للمنزل بأسرع وقت، أعيدوني لعائلتي، من فضلكم أخرجونا من هنا بأسرع وقت ممكن".
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
«الخارجية الفرنسية» تدين تصريحات سموتريتش بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، إدانة تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، التي تدعو إلى ضم الضفة الغربية لإسرائيل، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل.