البوابة نيوز:
2025-04-17@12:43:19 GMT

الحيوان الجريح

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

أدت عملية «طوفان الأقصى» بإسرائيل أن تسلك سلوك الحيوان الجريح؛ إذ يتخبط قادتها على نحو عشوائي تحت وطأة آلام الجرح النازف. حيوان ينشب أنيابه وأظافره في كل من يصادفه؛ عدوًا كان أو صديقًا؛ ولا أدل على ذلك من إطلاق النيران على أهداف وأشخاص إسرائيلية عن طريق الخطأ وسوء التقدير مما يكشف عن حالة اضطراب بالغة.

ذات يوم صرَّح إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: «أتمنى لو أستيقظ ذات صباح وأرى البحر يبتلع غزة». وهذا ما يحاول القيام به قادة إسرائيل اليوم، إنهم يسعون إلى مسح غزة بسكانها من على وجه الأرض. إن الهجوم الوحشي واللاإنساني للقوات الإسرائيلية ضد غزة وقاطنيها دون تمييز بين حجر وبشر؛ إنما يكشف عن رغبة إسرائيل في إزالة غزة من الوجود. أغلب الظن أن مجرمي الحرب في إسرائيل طرحوا فكرة إلقاء قنبلة ذرية على غزة؛ لكنهم فطنوا لاستحالة تنفيذ ذلك نظرًا لكثير من الاعتبارات أهمها ما سوف تؤدي إليه الإشعاعات والغبار الذري من آثار مدمرة على سكان إسرائيل في مستعمرات «حزام غزة»، فضلًا عما سيواجه هذا القرار من رفض دولي كامل، بالإضافة إلى وقوع المنطقة برمتها في صراع دموي شامل لن ينجو منه أحد.

تحاول إسرائيل الآن - بكل ما تملكه من أسلحة تقليدية ذات كثافة نيرانية عالية -  الاستعاضة عن استخدام السلاح النووي بتكثيف هجومها  الوحشي على غزة بهدف حرق كل شبر من غزة تمهيدًا لغزوها بريًا، بغية تحرير الأسرى الإسرائيليين كهدف رئيسي، وكذلك اغتيال أو القبض على كل كوادر وقادة الفصائل الفلسطينية ومقاتليها. إن كثافة النيران وشراسة الهجوم على قطاع غزة يكشف عن الرغبة الإسرائيلية في تحقيق ما كان يتمناه إسحق رابين!!

لقد أسقط المقاتلون الفلسطينيون أسطورة التفوق الإسرائيلي، وبددوا وهم الجيش الذي لا يقهر. إن الجرح الغائر الذي أصاب كبرياء جيش الدفاع الإسرائيلي، والثغرة الهائلة في جدار الأمن الإسرائيلي، وتمريغ أنف إسرائيل في الوحل على أيدي رجال المقاومة الفلسطينية؛ كل ذلك زعزع أوهامًا وأساطير كثيرة - روج لها الإسرائيليون منذ عام 1948 - وأسقطها. مما أصاب قادة إسرائيل بالجنون، وأفقد شعبها الإحساس بالأمن الذي كان ينعمون به. ويتوهم «نتنياهو» ومن معه أن عدوان الجيش الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة سوف يمحو عار الهزيمة التي لحقت بإسرائيل؛ إنهم يسعون للحصول على اللبن المسكوب.

مهما كانت نتائج القتال الدائر الآن في الأراضي الفلسطينية، ومهما كان حجم ووحشية العدوان الإسرائيلي على غزة؛ فلن يغير كل ذلك من واقع هزيمة الجيش الإسرائيلي على يد مقاتلي الفصائل الفلسطينية، إنها هزيمة تاريخية غير مسبوقة، وسوف يخلدها تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وبخاصةٍ كفاح الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه التاريخية.

في السابع من أكتوبر - شهر الانتصارات العربية - نجح أبطال المقاومة الفلسطينية في دحر الجيش الإسرائيلي. واللافت للنظر أن الغالبية الغالبة من هؤلاء الأبطال كانوا أطفالًا صغارًا في غضون الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية، ويقينًا أنهم تشبعوا بروح النضال منذ نعومة أظافرهم حين كانوا يلقون الحجارة ويواجهون جيش الاحتلال بصدور عارية، ويتلقون بشجاعة رصاصه في صدورهم وصدور آبائهم وأشقائهم. وحين اشتد عودهم وقبضوا ببسالة على الزناد ضغطوا عليه بكل قوة ليثأروا للدماء التي سالت في الانتفاضات الفلسطينية المتلاحقة، والتي نظر إليها العالَم دون أن يحرك ساكنًا من أجل استرجاع الحق الفلسطيني!!

أراد الفلسطينيون انتزاع حقهم بأيديهم فصنعوا طوفان الأقصى، وقهروا إسرائيل. لكن أمريكا والدول الأروبية تقف الآن متفرجة على وحشية إسرائيل علي قطاع غزة بمن فيه من بشر وحجر!!.. حقًا إننا نعيش عالم شديد القسوة.. عالَم يضيع فيه الحق وتغيب عنه العدالة.  

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طوفان الأقصى إسرائيل

إقرأ أيضاً:

عون: الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً في مناطق انسحاب إسرائيل

بيروت (وكالات) 

أخبار ذات صلة إسرائيل تعلن توسيع «المنطقة العازلة» في غزة البرلمان العربي يدعو إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، أمس، أن جيش بلاده يقوم بدوره كاملاً في المناطق التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي تطبيقاً للقرار الأممي 1701. 
جاء ذلك خلال لقائه عضو اللجنة الفرعية لتخصيص الاعتمادات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بول غروف في القصر الرئاسي شرق بيروت.
وأفاد بيان للرئاسة اللبنانية بأن عون أبلغ المسؤول الأميركي أن مسار الإصلاحات في لبنان بدأ وهو حتماً لمصلحة لبنان قبل أن يكون بناء على رغبة المجتمع الدولي.
وأكد عون أن الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً في القرى والبلدات التي انسحب منها الإسرائيليون تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بما في ذلك مصادرة الأسلحة والذخائر على أنواعها ما يؤكد قدرته على حماية المواطنين.
وشكر عون الولايات المتحدة على المساعدات التي قدمتها ولا تزال تقدمها للجيش اللبناني ولعدد من الإدارات والمؤسسات، مطالباً مجلس الشيوخ الأميركي بالتجاوب مع حاجات لبنان عموماً والجيش والقوى الأمنية خصوصاً.
من جهته أكد السيناتور الأميركي للرئيس عون أن بلاده عازمة على الاستمرار في دعم لبنان وتقديم المساعدات له في مختلف المجالات منها العسكرية والتربوية والاجتماعية، مشيراً إلى أن هذا الدعم الأميركي للبنان واضح ومحدد وينبغي أن يأتلف مع حاجات الدولة اللبنانية.
وفي سياق آخر، توجّه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إلى سوريا، أمس، في زيارة تهدف إلى تصحيح مسار العلاقات بين البلدين، بحسب ما أفاد مصدر حكومي لبناني.
وقال المصدر إن الزيارة تشكل محطة تأسيسية جديدة لتصحيح مسار العلاقات بين الدولتين، على قاعدة احترام بعضهما بعضاً، مشيراً إلى أن سلام سيبحث مع أحمد الشرع القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك ضبط الوضع الأمني عند الحدود ومنع التهريب وإغلاق المعابر غير الشرعية.
تضم الحدود بين لبنان وسوريا، والممتدّة على 330 كيلومتراً، معابر غير شرعية، غالباً ما تستخدم لتهريب الأفراد والسلع والسلاح، حيث شهدت المنطقة الحدودية الشهر الماضي توتراً أوقع قتلى من الجانبين.

مقالات مشابهة

  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 51065
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف مواقع حزب الله في لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا إلى إنهاء الحرب على غزة
  • الجيش اللبناني: توقيف مجموعة أطلقت صواريخ من الجنوب باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الصحة الفلسطينية: 51025 شهيدًا حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيليّ: استهدفنا عنصراً من قوّة الرضوان
  • عاجل. وزير الدفاع الإسرائيلي: الجيش سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر شركات مدنية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال المساعد الأبرز لقائد لواء غزة في حماس
  • خطأ تقني يُربك حسابات الجيش الإسرائيلي بعد انفجــ.ـار في مستوطنة «نير إسحاق»
  • عون: الجيش اللبناني يقوم بدوره كاملاً في مناطق انسحاب إسرائيل