إسرائيل تصعد مجازرها وتشن حرب العطش ضد الشعب الفلسطينى
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
المقاومة تواصل ضرب عمق الاحتلال ونزوح مليون مستوطن على حدود القطاع
حماس: لدينا 250 أسيراً إسرائيلياً وبعض الجنسيات.. وتل أبيب قتلت 22 من أبنائها فى الهجمات
فشل ذريع لمجلس الأمن فى تبنى القرار الروسى لوقف الحرب
دخلت أمس محارق الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، يومها الحادى عشر بمجازر دامية وتصعيد بحرب الإبادة الجماعية، والإغلاق الشامل مع نفاد مرتقب للوقود والمياه يهدد بوقف عمل المستشفيات فى وقت يصل إليها آلاف الضحايا.
أكد شهود عيان لـ«الوفد» أن الإجرام الإسرائيلى تركز فى اليوم الحادى عشر على خان يونس ورفح ما يدلل على كذب الاحتلال الذى طلب من سكان شمال القطاع اللجوء إليهما كمناطق آمنة. وأوضحوا أن العديد من المنازل المدمرة كانت بالفعل ملاذاً للنازحين من مناطق أخرى، واستشهد عدد كبير منهم.
وأشاروا إلى وقوع مجازر مروعة فى خان يونس ورفح بقصف أكثر من 10 منازل على رؤوس قاطنيها، ما أدى إلى استشهاد قرابة 100 وإصابة عشرات المئات الآخرين. وارتفعت حصيلة الشهداء فى قطاع غزة، جراء المحرقة التى يقترفها الاحتلال إلى 3 آلاف شهيد منهم، 853 طفلاً
وقال المكتب الإعلامى الحكومى، فى غزة استشهد 300 و562 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة الشهداء إلى 3 آلاف وإصابة 11 ألفاً على الاقل
وأكد أن 64% من الشهداء هم نساء وأطفال حيث توزعت كالتالى: 936 امرأة و853 طفلاً، فى حين بلغ عدد شهداء الطواقم الصحية 37 شهيداً موزعين بين أطباء ومسعفين وممرضين وغيرهم.
وأكد المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، أن قوات الاحتلال تسحق براءة أطفال غزة وتقتل ما معدله 100 منهم يومياً منذ إطلاق هجومها العسكرى واسع النطاق ضد القطاع فى السابع من أكتوبر الجارى. ووثق المرصد الأورومتوسطى استشهاد 1046 طفلاً فلسطينياً، وقدر وجود 167 آخرين تحت أنقاض المبانى السكنية المدمرة وتعذر انتشالهم حتى الآن. وأضاف أنه وثق إصابة 3250 طفلاً آخرين بجروح مختلفة- بينهم ما لا يقل عن 1240 جراحهم تحتاج إلى رعاية طبية خاصة.
وتسبب انقطاع الوقود والكهرباء فى تعطل تشغيل محطات المياه، وشبكة الصرف الصحى. وقالت وزارة الداخلية فى غزة: إن الاحتلال الإسرائيلى لم يضخ أى لتر من مياه الشرب إلى أى من محافظات القطاع لليوم العاشر، ما دفع السكان لشرب مياه غير صالحة، محذرة من أزمة صحية خطيرة تهدد حياتهم.
وحذر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازارينى، من التداعيات الخطيرة لنفاد المياه الصالحة للشرب على حياة سكان غزة البالغ عددهم 2,3 مليون تقريباً، وقال لازارينى: إن «مياه الشرب بصدد النفاد، وغزة تواجه الموت».
وواصلت المقاومة الفلسطينية ضرباتها فى عمق الداخل المحتل، واستهدفت بالقصف عدة مواقع عسكرية ومستوطنات للاحتلال عقب ساعات من ضربها لمقر الكنيست خلال خطاب لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. وشددت حركة حماس على أن تصعيد الاحتلال وارتكابه المزيد من الجرائم والمجازر البشعة التى يندى لها جبين الإنسانية، ستبقى وصمة عار على جبين داعمى الاحتلال ومؤيديه من الإدارة الأمريكية وبعض الدول الغربية.
وكشف «أبوعبيدة» المتحدث باسم كتائب القسام، أن الكتائب تحتفظ بنحو 200 أسير صهيونى، فيما هناك نحو 50 آخرين محتجزين لدى باقى المكونات. وأعلن «أبوعبيدة» فى كلمة له أن 22 من أسرى الاحتلال قتلوا فى غارات إسرائيلية، آخرهم الفنان غاى أوليفز الذى قتل أمس الأول. وقال «أبوعبيدة»: لا نستطيع حالياً ضبط الأعداد الموجودة فى القطاع من أسرى الاحتلال بشكل كامل ودقيق لاعتبارات أمنية وميدانية لكننا نقدر مبدئياً أن عددهم من 200-250 وقد يزيد على ذلك بقليل. وأضاف: لدى «القسام» نحو 200 أسير والبقية موزعون لدى المكونات الأخرى.
كما أكد «أبوعبيدة» أن لدى «القسام» مجموعة من المحتجزين من جنسيات مختلفة، وهؤلاء ضيوف لدينا ونسعى إلى حمايتهم. واعترفت قوات الاحتلال بإصابة ثلاثة من قواتها جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من جنوب لبنان.
وقالت وسائل الإعلام العبرية أن 5 ضباط وجنود صهاينة قتلوا منذ بدء معركة طوفان الأقصى فى عمليات وقصف صاروخى من جنوب لبنان، إلى جانب العديد من المستوطنين، فيما أجبرت قوات الاحتلال على إجلاء آلاف المستوطنين من شمال فلسطين المحتلة.
وأكد نزوح نحو نصف مليون مستوطن من مناطقهم منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية معركة طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر الأول الجارى، مؤكداً إخلاء جميع مستوطنى مستوطنات غلاف غزة. وقال متحدث باسم الاحتلال إنه يجرى أيضاً إخلاء مدينة سديروت التى تبعد نحو 30 كيلومترا إلى الشمال من قطاع غزة. وأقر بإجلاء سكان 20 مستوطنة تقع بالقرب من الحدود مع لبنان من جهة أخرى.
فشل مشروع قرار صاغته روسيا فى مجلس الأمن الدولى يدعو إلى وقف إطلاق النار لدواعٍ إنسانية فى الحرب بين حماس وإسرائيل فى غزة، فى الحصول على الحد الأدنى من الأصوات المطلوبة وعددها تسعة فى المجلس المؤلف من 15 عضواً. وحصل مشروع القرار على خمسة أصوات مؤيدة و4 معارضة فيما امتنع 6 أعضاء عن التصويت. ويصل اليوم الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إسرائيل لتأكيد «تضامن» الولايات المتحدة معها عقب هجوم حماس غير المسبوق، فى وقت تتكثف الجهود لتخفيف حدة أزمة إنسانية كبيرة فى قطاع غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشعب الفلسطيني الاحتلال الإسرائيلى قطاع غزة حقوق الإنسان شبكة الصرف الصحي قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أمين عام علماء المسلمين: المقاومة انتصرت وأوصلت صوت الفلسطينيين للعالم
أكد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محمد الصلابي، أن وقف إطلاق النار في غزة الذي بدأ سريانه اليوم يعكس انتصاراً للمقاومة بفضل صمودها واستراتيجيتها المدروسة، ويشكل رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني وقواه الحية قادرون على مواجهة الاحتلال وتحقيق مكتسبات رغم كل التحديات.
ورأى الصلابي في تعليق له على وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة الاحتلال، يمكن اعتباره انتصاراً للمقاومة الفلسطينية من عدة جوانب، وهو يحمل دلالات سياسية ومعنوية تعكس صمود الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وقال في حديث لـ "عربي21": "إن هذا الثبات العجيب للمقاومة الذي أذهل العالم، جعل الكثير يتساءل عن قيم الشعب الفلسطيني ودينه وحضارته وثقافته، مما جعل الكثير من الناس الذين كانوا يجهلون الإسلام أن يتعرفوا عليه، بل كانت سببا في إسلام بعضهم، وهذا الحدث في الفقه الحضاري له ما بعده، ذلك أن الظلم مؤذن بزوال الحضارات وأن المستضعفين يتولى الله أمرهم من الضعف إلى القوة، وسنرى سنن الله في الظالمين والمجرمين".".
وأشار إلى أن "وقف إطلاق النار يعكس قدرة المقاومة الفلسطينية على الصمود أمام آلة الحرب الإسرائيلية رغم الاختلال الواضح في موازين القوى، ويظهر أن الاحتلال لم يستطع تحقيق أهدافه المعلنة خلال العدوان، سواء كانت عسكرية أو سياسية".
وأوضح أن الحرب الأخيرة من العدوان عززت من حالة التكاتف الشعبي حول المقاومة، ووحدت الفلسطينيين في الداخل والخارج، كما حشدت تعاطفاً دولياً مع معاناتهم.
وقال: "رضوخ الاحتلال لوقف إطلاق النار يعكس صمود الشعب الفلسطيني والضغوط التي مورست على الاحتلال، سواء من المجتمع الدولي أو حتى من الداخل الإسرائيلي نتيجة تكاليف الحرب والخسائر".
وأضاف: "أظهرت المقاومة قدرتها على فرض معادلات جديدة في المواجهة، منها الرد على العدوان بالمثل وامتلاك أدوات قادرة على إحداث ضرر حقيقي لدى الاحتلال. وعززت فكرة أن غزة ليست ضعيفة أو معزولة، بل قادرة على التأثير في مسار الأحداث. كما نجحت المقاومة في إيصال صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم من خلال الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، مما ساهم في كشف حجم العدوان والمعاناة، ودفعت بعض الدول إلى إعادة النظر في مواقفها وتوجيه انتقادات علنية للاحتلال".
ووفق الصلابي فإن وقف إطلاق النار بالنسبة للشعب الفلسطيني يُعدّ تأكيداً على أن المقاومة قادرة على حماية الحقوق الفلسطينية والوقوف أمام التهديدات. ويشكل مصدر إلهام للشعوب المظلومة الأخرى في العالم.
وأضاف: "لقد أحيت المقاومة الفلسطينية ببطولاتها في مواجهة الاحتلال الأمل لدى كل المظلومين في العالم، أن بالإمكان ردع الظلم وهزيمته والانتصار عليه، وهو ذات المعنى الذي أكدته الثورة السورية التي استمرت نحو 14 سنة، ودفعت ثمنا باهظا من دون أن تلين قناتها حتى أنهت حكم الطغيان والاستبداد"، وفق تعبيره.
ودعا الصلابي العالمين العربي والإسلامي وكذلك أحرار العالم إلى الاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني لإتمام فما وصفه بـ "الانتصارات التاريخية"، وقال: "على الرغم من أنه يمكن اعتبار وقف إطلاق النار انتصاراً، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، بما في ذلك الحصار على غزة، إعادة الإعمار، وتحقيق المصالحة الفلسطينية الداخلية. يتطلب هذا الانتصار البناء عليه لتحقيق مزيد من الإنجازات على الصعيد السياسي والوطني".
وأضاف: "لا يمكن لأي كان أن يتجاهل الدور المحوري الذي لعبته دولة قطر، على جميع الأصعدة، سواء بالتغطية الإعلامية ومواكبة جرائم الاحتلال وتوثيقها للعالم، بل ودفعت من أجل ذلك ثمنا باهظا حيث استشهد عدد من مراسلي قناة الجزيرة بنيران العدو، وعلى المستوى السياسي بالدفاع عن فلسطين في كل المحافل الدولية، وقيادة جهود ديبلوماسية مكثفة من أدل وقف العدوان، ثم إغاثة المنكوبين على الأرض بكل صنوف المساعدات"، وفق تعبيره.
ومع بدء سريان وقف إطلاق النار اليوم الأحد، خرج آلاف الفلسطينيين إلى شوارع غزة احتفالًا بوقف إطلاق النار.
وأظهرت لقطات مصورة انتشار عناصر من حركة "حماس" في مناطق مختلفة من القطاع، بما في ذلك خان يونس.
تجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار تضمن تبادلًا للأسرى، حيث تم الإفراج عن ثلاث رهائن إسرائيليات وتسليمهن إلى الصليب الأحمر، في حين التزمت إسرائيل بالإفراج عن 90 معتقلًا فلسطينيًا من النساء والأطفال.
هذا التطور جاء بعد جهود وساطة مكثفة من قبل مصر وقطر، وأسفر عن تهدئة الأوضاع في القطاع بعد تصعيد دامٍ.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأحد، أن معركة "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل غيّرت المعادلات، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار شريطة أن تلتزم به إسرائيل.
وتحدث أبو عبيدة، متحدث "القسام"، في كلمة مصورة دامت نحو 24 دقيقة، وهي الأولى له منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والخطاب الثلاثين منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة في 7 أكتوبر 2023.
وتزامنت هذه الكلمة مع أول أيام وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بغزة بدأ صباح الأحد، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.
وقال أبو عبيدة، إن "التوصل إلى اتفاق لوقف العدوان وحرب الإبادة على شعبنا كان هدفنا منذ شهور طويلة، بل منذ بدء هذا العدوان".
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
إقرأ أيضا: عملية تسليم الدفعة الأولى من أسرى الاحتلال.. هدية لكل أسيرة (شاهد)