الجزيرة:
2024-09-30@11:23:13 GMT

طوفان الأقصى.. نتنياهو يخشى حربا طويلة الأمد

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

طوفان الأقصى.. نتنياهو يخشى حربا طويلة الأمد

القدس المحتلة- اعتاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنذ اعتلائه كرسي رئاسة الوزراء عام 2009، على خوض جولات قتالية محصورة لأيام على جبهة قطاع غزة. فيما واجه التوتر على جبهتي سوريا ولبنان عبر احتواء التصعيد والامتناع عن الدخول في حرب شاملة، حفاظا على كرسيه وخوفا من الفشل في الحسم.

وفي اليوم الـ11 للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وقبيل التوغل البري الذي تخطط له حكومة نتنياهو في قطاع غزة، منحت وسائل الإعلام والصحف العبرية مساحة واسعة لكتاب المقالات والمحللين السياسيين والعسكريين، للحديث حول رغبة نتنياهو في حرب شاملة مع غزة، ومدى نجاحه فيما وصفوه بـ"امتحان" هذه الحرب التي تهرّب من خوضها دوما.

نتنياهو يرفض تحمّل مسؤولية الفشل في صد هجوم "طوفان الأقصى" (الجزيرة) مواجهة شاملة

ونتنياهو الذي اعتاد ترحيل الصراع ورفض أي تسوية سياسية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال بموجب القرارات الدولية وحل الدولتين، وتمادى في إدارة الأزمة سواء في قطاع غزة المحاصر أو الضفة الغربية المحتلة، وجد نفسه في حالة حرب ومواجهة شاملة بعد معركة "طوفان الأقصى".

ورغم الانتكاسة الإسرائيلية في "طوفان الأقصى" والفشل في تقدير سيناريو الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات "غلاف غزة"، واختراق "كتائب القسام" المستوطنات الإسرائيلية، يمتنع نتنياهو عن تحمّل المسؤولية، ويصرّ على التمسك بكرسي رئاسة الوزراء رغم اعتراف رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، بالفشل الاستخباراتي وتحمّل المسؤولية.

وقد سبق بار في هذا الاعتراف رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، الذي قال "لقد تلقينا ضربة موجعة وأنا أتحمل المسؤولية"، وهي ما قُرئت كاستعداد للاستقالة بعد انتهاء الحرب.


تردد وخوف

ويعكس نهج ترحيل الصراع والجولات القتالية القصيرة الذي اعتاده نتنياهو، حالة التردد والخوف والخشية من المجازفة والامتناع عن خوض معارك قتالية طويلة الأمد، وفقا لمحللين إسرائيليين.

وعاش نتنياهو خلال الجولات القتالية السابقة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، هواجس من أن تتحول إلى مواجهات عسكرية شاملة، وامتنع كذلك عن الاجتياح البري لقطاع غزة رغم توصيات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

ودائما ما بحث عن "صورة انتصار" حتى وإن كانت وهمية، وكان جل اهتمامه في كيفية تحصين مكانته والبقاء في سدة الحكم.

في نهاية مارس/آذار 2009، عاد نتنياهو إلى منصب رئيس الوزراء بعد نحو عقد من الزمن. وكان أحد التغييرات الرئيسية التي أحدثتها حكوماته منذ ذلك الحين، تطبيق سياسة "فرّق تسُد" بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وهي سياسة مخالفة لنهج حكومة سلفه إيهود أولمرت التي سعت لإضعاف حماس بغزة وتعزيز السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، بحسب قراءة المحلل السياسي الإسرائيلي آفي يسخروف.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (وسط) يتفقد قاعدة عسكرية بالجنوب خلال الغارات على غزة (الجزيرة) تنازلات

وأوضح يسخروف أن نتنياهو، وخلال سنوات حكمه كلها، امتنع عن أي مواجهة شاملة مع حركة حماس في غزة، واعتاد على سياسة إدارة الأزمة والحفاظ على الأمر الواقع. وبعد صفقة تبادل الأسرى عام 2011 (وفاء الأحرار)، "قدّم نتنياهو التسهيلات وحتى التنازلات الاقتصادية والتجارية والتصاريح للعمال من غزة".

وقال إن نتنياهو الذي بدا دائما مترددا من خوض حرب طويلة الأمد، سعى لضمان الهدوء على جبهة غزة رغم تقديرات الأجهزة الأمنية أن حماس تعارض ولن تقبل بذلك.

وفي المقابل، يقول يسخروف، إن نتنياهو اعتاد على وأد أي مسار أو مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين ليجد نفسه في دوامة الحرب.


"طريق غير واضح"

وبشأن تعامل نتنياهو مع سيناريو تتطور فيه الحرب على غزة، كتب المحلل العسكري عاموس هرئيل مقالا في صحيفة "هآرتس" بعنوان "في إسرائيل يتحدثون عن إخضاع حماس وهزيمتها، لكن الطريق لتحقيق ذلك لا يزال غير واضح".

وأشار هرئيل إلى نهج التردد والغموض الذي سلكه نتنياهو بجولات قتالية سابقة والتلميح باحتمال الرسوب بامتحان "الحرب الشاملة".

وقال المحلل العسكري "في الماضي، لم يكن نتنياهو في عجلة من أمره للمخاطرة بالدخول البري إلى غزة، ولكن هذه المرة قد لا يكون لديه خيار آخر وخاصة مع الدعم من الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن الجولات القتالية السابقة تختلف كليا عن الحرب الدائرة حاليا على جبهة غزة ولا يمكن لأحد أن يعلم كيف ستتدحرج الأحداث وتتطور المعارك خلال الاجتياح البري".

وأضاف أن "الضربة التي تلقتها إسرائيل بالهجوم المفاجئ الذي شنته حماس، موجعة للغاية، والتوقعات التي عززتها القيادة السياسية والعسكرية لدى الجمهور الإسرائيلي من الحرب على غزة عالية، لدرجة أن المسار الهجومي المحدود قد يثير ردود فعل قوية بالرأي العام بإسرائيل، رغم المخاوف من سقوط كثير من الضحايا في هجوم بري".

غارات إسرائيلية على غزة أوقعت آلاف الشهداء والجرحى منذ "طوفان الأقصى" (الأناضول) حملة من أجل خلاصه

أما الكاتب الإسرائيلي نحميا شترسلر، فاعتبر أن نتنياهو يتحمل كامل المسؤولية، حيث فشل في مواجهة حماس وعجز عن تقويض قوتها سياسيا وعسكريا، و"رافقته دائما هواجس حرب طويلة الأمد عندما كان الثمن هو مستقبله السياسي وكرسي رئاسة الوزراء".

ورفضا لتحمله أي مسؤولية وبحثا عن طوق نجاة، أوضح شترسلر أن نتنياهو ومنذ اليوم الأول للحرب بدأ مهمة إنقاذ نفسه، حيث سارع هو ومن حوله في حزب الليكود إلى إلقاء مسؤولية أحداث ما بات يوصف بـ"السبت الأسود" على الجيش والاستخبارات العسكرية والشاباك و"الفوضويين" من الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية.

ويضيف "من الواضح أن نتنياهو غير قادر على خوض الحرب، وفي حال أدارها لن تكون ضد حماس، بل ستكون حملة من أجل خلاصه الشخصي والحفاظ على منصبه والبقاء على كرسي رئاسة الوزراء، فكل التحركات الحربية والاتصالات السياسية تسعى إلى هدف واحد فقط؛ هو بقاؤه في السلطة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رئاسة الوزراء طوفان الأقصى طویلة الأمد أن نتنیاهو قطاع غزة على غزة

إقرأ أيضاً:

حماس ترد على خطاب نتنياهو

نددت حركة حماس بخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة،27 سبتمبر 2024 ، قائلة إنه يهدد "الأمن والسلم والدوليين ويواصل سياسة الكذب المفضوح فيما يتعلق بتجويع غزة ".

تغطية مباشرة ومتواصلة عبر قناة وكالة سوا على تطبيق تليجرام- تابعونا هنا

وقالت الحركة، في بيان: "مجرم الحرب نتنياهو، ما زال يواصل استخفافه بالرأي العام العالمي، ويردد ذات الأكاذيب التي ارتكز عليها لتبرير حملة الإبادة التي يشنها ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، والادعاءات التي ثبت كذبها حول ما حدث في 7 أكتوبر، وذلك وفق تقارير وتحقيقات صحفية دولية، أو حتى تحقيقات داخلية صهيونية".

وتابعت حماس : "ما سمعه العالم اليوم من الإرهابي نتنياهو، هو تهديد واضح للسلم والأمن الدوليين، عبر تأكيد إصراره على المضي في توسيع العدوان على شعوب المنطقة، ومواصلة جرائمه الوحشية المستندة إلى سياسة أمريكية إجرامية توفر الغطاء السياسي والعسكري لهذه الجرائم".

وعدت حركة حماس ادعاءات نتنياهو عن سماحه بإدخال مساعدات إلى غزة "استمرارا لسياسة الكذب المفضوح"، قائلة إن "جريمة التجويع التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة مثبتة وموثقة بتقارير أممية".

ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توقف إسرائيل إمدادات الحياة الأساسية من مياه وغذاء وأدوية ومستهلكات طبية، من خلال إغلاق المعابر وتعمد تقليل دخول المساعدات الإغاثية ما تسبب بتفاقم الأوضاع المعيشية لدى النازحين، ووفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية الناجم عن المجاعة.

وأشادت حماس بـ"انسحاب وفود معظم دول العالم من قاعة اجتماع (الأمم المتحدة) فور صعود مجرم الحرب نتنياهو للمنصة".

وأظهرت مقاطع فيديو خلو مقاعد معظم وفود الدول العربية والإسلامية، التي قاطعت خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فيما حاول الوفد الإسرائيلي التغلب على هذا الإحراج عبر تعمد التصفيق بشكل متواصل له خلال كلمته.

وكان عدد من الوفود غادرت القاعة فور وصول نتنياهو إلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن ضمنها الوفد التركي.

وتضمن خطاب نتنياهو تهديدات لطهران ودول الشرق الأوسط، قائلا: "رسالتي إلى إيران إذا ضربتمونا فسنضربكم".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • رباطة علماء اليمن: ما يقوم به العدو الصهيوني هي محاولات بائسة لاسترداد قوة الردع التي فقدها في معركة طوفان الأقصى
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حماس تنعى حسن نصر الله: كلما مضى قائد خلفه جيلٌ أكثر بأسا
  • حركة حماس ناعية نصر الله: قضى شهيداً وهو داعم ومؤيد للشعب الفلسطيني
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • بوريل: لا أحد يستطيع "وقف" نتانياهو.. وأتوقع حرباً طويلة
  • أبرز قيادات حزب الله التي اغتالتها إسرائيل بعد طوفان الأقصى
  • حماس ترد على خطاب نتنياهو
  • نتنياهو: الحرب على غزة تنتهي فور استسلام حماس والإفراج عن المحتجزين