يعكف العلماء منذ القدم على محاولة فهم العقل البشري، حيث يعتبر الدماغ هو العضو الأكثر غموضا داخل جسم الإنسان خاصة الأجزاء المتعلقة بالمشاعر والأفكار، بينما توصل العلماء لرؤية جديدة مفاجأة فيما يخص هذا الصندوق الأسود. 
 

7 حالات.. هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بجلطة الدماغ من غيرهم طفل بلجيكي ينجو بأعجوبة من سرطان الدماغ ويحير الأطباء |فيديو

وبحسب ما ورد في موقع “انسايدر”، أعلن العلماء أنهم رسموا خرائط لأكثر من 3000 نوع من خلايا الدماغ كجزء من أطلس الدماغ البشري الذي تم نشره في 24 ورقة بحثية مختلفة في 3 مجلات علمية.

ومن خلال إنشاء أطلس للدماغ البشري، يستطيع العلماء تحديد الطرق التي يختلف بها الدماغ البشري عن باقي المخلوقات الأخرى، بما في ذلك أقرب أقربائنا الأحياء، والرئيسيات الأخرى مثل الشمبانزي.

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن الخريطة ستساعد الباحثين أيضًا على فهم كيف يمكن أن يتغير الدماغ البشري بمرور الوقت، ومدى تشابه دماغ شخص مع آخر، ولماذا يصاب بعض الأشخاص بحالات مثل الاكتئاب ومرض الزهايمر.

وفي هذا السياق، قال اد لين، أحد كبار الباحثين في معهد ألين لعلوم الدماغ، “نحن حقا بحاجة إلى هذا النوع من المعلومات إذا أردنا أن نفهم ما الذي يجعلنا فريدين كبشر، أو ما يجعلنا مختلفين كأفراد، أو كيف يتطور الدماغ”.

 


يحتوي الدماغ على مليارات الخلايا


تم تمويل البحث من قبل المعاهد الوطنية للصحة، وبدأ في عام 2017 كجزء من أبحاث الدماغ من خلال شبكة التعداد الخلوي لمبادرة التقنيات العصبية المبتكرة.

و يقول هنري غريلي، أستاذ القانون في جامعة ستانفورد، “يتكون الدماغ من 170 مليار خلية، بما في ذلك 86 مليار خلية عصبية، وربما يكون الجسم المادي الأكثر تعقيدًا الذي نعرفه في الكون حتى الآن هو العقل”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه تم جمع خلايا الدماغ من متبرعين متوفين ومن مرضى موافقين يخضعون لجراحة في الدماغ، وتم تصنيفها حسب النشاط الجيني.

وتتضمن الدراسة أوصافًا لخلايا مثل الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي نوع من الخلايا المناعية الموجودة في الدماغ، بالإضافة إلى الخلايا العصبية 'المتناثرة' الغريبة والتي لا تزال غير مفهومة بشكل جيد - وهو نوع من الخلايا العصبية يشبه بقع الطلاء.

 

خريطة الدماغ يمكن أن تمهد الطريق لعلاج أفضل للأمراض


وذكرت NPR أن رسم خريطة للخلايا في الدماغ البشري يمكن أن يسهل العثور على علاجات للاضطرابات العصبية، بما في ذلك مرض الزهايمر والتوحد والاكتئاب.

والعديد من اضطرابات الدماغ هي نتيجة لتغيرات صغيرة في الحمض النووي، ولكن من غير الواضح كيف تؤثر هذه الاختلافات على خلايا الدماغ الفردية.

وقال لين لـ NPR: 'يمكنك استخدام هذه الخريطة لفهم ما يحدث بالفعل في المرض وما هي أنواع الخلايا التي قد تكون معرضة للخطر أو متأثرة'.

في حين أن هذا البحث يعتبر إنجازا هائلا، إلا أنه لا يزال مجرد البداية، ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، قامت المعاهد الوطنية للصحة بتمويل أكثر من 1300 مشروع.

وفي المستقبل، يتوقع الباحثون اكتشاف المزيد من أنواع خلايا الدماغ، وفهم وظيفة الخلايا التي تم توثيقها بالفعل بشكل أفضل، ويأملون أيضًا في فهم كيفية عمل خلايا الدماغ المختلفة معًا بشكل أفضل.

 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العقل البشري جسم الإنسان الصندوق الأسود الدماغ البشری خلایا الدماغ الدماغ من

إقرأ أيضاً:

اختراق طبي يعد بالقضاء على "أشد الأمراض عدوى في العالم" إلى الأبد

حقق العلماء تقدما كبيرا في معركتهم ضد مرض الحصبة، وذلك من خلال تطوير لقاحات جديدة تعد بالقضاء على المرض إلى الأبد.

اكتشف علماء أمريكيون كيف يمكن للجسم المضاد المعدل (أجسام مضادة تدافع عن الخلايا ضد العوامل الممرضة أو الجزيئات المعدية عبر تعديل أي تأثير حيوي تحمله، وتُفقد هذه الجسيمات قدرتها على العدوى أو الإمراض) أن يمنع الفيروس شديد العدوى.

إقرأ المزيد حقنة مرتين في السنة تثبت فعاليتها ضد فيروس نقص المناعة البشرية

وأوضحوا أنه عندما يلتقي فيروس الحصبة بخلية بشرية، تتضح الآلية الفيروسية لتكشف عن الأجزاء الرئيسية التي تسمح له بدمج نفسه في غشاء الخلية المضيفة. وبمجرد اكتمال عملية الاندماج، تصبح الخلية البشرية "هالكة" وتنتمي إلى الفيروس.

وعمل العلماء في معهد لا جولا لعلم المناعة (LJI) في كاليفورنيا على تطوير لقاحات وعلاجات جديدة ضد الحصبة توقف عملية الدمج هذه.

ومن المعروف أن الحصبة مرض شديد العدوى ينتقل عبر الهواء، وهو يصيب الأطفال أكثر من غيرهم. وعلى الرغم من الجهود المكثفة المبذولة في مجال اللقاحات، ما يزال الفيروس يشكل تهديدا صحيا كبيرا.

وتسببت الحصبة في وفاة نحو 136 ألف شخص حول العالم في عام 2022، وكان معظم الضحايا من الأطفال دون سن الخامسة الذين لم يتلقوا التطعيم نهائيا أو لم يتلقوا التطعيم الكافي.

وقالت البروفيسورة سافير: "تتسبب الحصبة في وفيات الأطفال أكثر من أي مرض آخر يمكن الوقاية منه باللقاحات، كما أنها واحدة من أكثر الفيروسات المعدية المعروفة".

وأضاف الدكتور زيلا: "اللقاح الحالي يعمل بشكل جيد، لكن لا يمكن أن تتناوله الحوامل أو أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة".

ولا يوجد علاج محدد للحصبة، لذلك يبحث العلماء عن أجسام مضادة لاستخدامها كعلاج طارئ للوقاية من المرض الشديد.

إقرأ المزيد دراسة: عقار شائع لإنقاص الوزن يخفف من أعراض مرض قاتل

واستخدم فريق العلماء مؤخرا تقنية تصوير تسمى المجهر الإلكتروني بالتبريد لإعطاء صورة مفصلة عن كيفية قيام الجسم المضاد القوي بتحييد الفيروس قبل أن يكمل عملية الاندماج.

وقالت البروفيسورة إيريكا أولمان سافير من معهد لا جولا لعلم المناعة: "الأمر المثير في هذه الدراسة هو أننا رصدنا لقطات لعملية الاندماج أثناء العمل. إن سلسلة الصور تشبه كتابا مطويا حيث نرى لقطات طوال عملية نشر بروتين الاندماج، ولكن بعد ذلك نرى الجسم المضاد يربطه ببعضه البعض قبل أن يتمكن من إكمال المرحلة الأخيرة في عملية الاندماج".

وتابعت: "نعتقد أن الأجسام المضادة الأخرى ضد الفيروسات الأخرى ستفعل الشيء نفسه ولكن لم يتم تصويرها بهذه الطريقة من قبل".

ويقول فريق البحث إن اكتشافهم "الواعد" الذي نُشر في مجلة Science، قد يكون مهما خارج نطاق الحصبة لأنه مجرد عضو واحد في عائلة فيروسات Paramyxovirus الأكبر، والتي تشمل أيضا فيروس "نيباه" القاتل.

وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور داود زيلا، باحث ما بعد الدكتوراه في معهد لا جولا لعلم المناعة: "ما تعلمناه عن عملية الاندماج يمكن أن يكون ذا صلة طبيا بفيروسات نيباه وفيروسات نظير الإنفلونزا البشرية وفيروس هيندرا. وجميعها فيروسات ذات قدرة وبائية".

إقرأ المزيد مركز غاماليا: اللقاح الروسي المضاد للسل لن يبقيه رفيقا للبشرية

ولفهم كيفية اندماج فيروس الحصبة مع الخلايا بشكل أفضل، لجأ فريق البحث إلى جسم مضاد يسمى mAb 77. ووجدوا أن mAb 77 يستهدف بروتين الاندماج السكري الخاص بالحصبة، وهو جزء من الآلية الفيروسية التي تستخدمها الحصبة لدخول الخلايا البشرية، عبر عملية متخصصة تسمى الاندماج.

وقام العلماء بالتحقيق بدقة في كيفية مكافحة الجسم المضاد للفيروس. ووجدوا أن mAb 77 يوقف الفيروس في منتصف عملية الاندماج.

والآن بعد أن عرفوا كيفية عمل mAb 77، يأمل فريق البحث أن يتم استخدام الجسم المضاد كجزء من "كوكتيل" علاجي لحماية الأشخاص من الحصبة أو لعلاج المرضى المصابين بعدوى الحصبة النشطة.

وفي تجربة متابعة، أظهرت النتائج أن mAb 77 يوفر حماية "كبيرة" ضد الحصبة في نماذج فئران مصابة بفيروس الحصبة.

ويسعى الفريق الآن إلى دراسة الأجسام المضادة المختلفة ضد الحصبة، حيث يقول الدكتور زيلا: "نود إيقاف الاندماج في مراحل مختلفة من العملية والبحث عن فرص علاجية أخرى".

المصدر: ذي صن

مقالات مشابهة

  • تسليط الضوء على زراعة الخلايا الصبغية الذاتية لمرضى البهاق
  • “غذاء العقل”… هذه فوائده
  • سرطان الدم النخاعي المزمن.. ما هي أبرز أعراض المرض
  • هل البيض مفيد لمريض البهاق؟
  • علماء يكشفون أسباب ارتفاع درجات الحرارة أثناء الحج.. ما علاقة أرامكو؟
  • الثوم بديلاً للمضادات الحيوية.. هل يمكن للنبات الشائع علاج 90% من الأمراض؟
  • اختراق طبي يعد بالقضاء على "أشد الأمراض عدوى في العالم" إلى الأبد
  • "نابض بالحياة".. روبوت ياباني يحاكي المظهر البشري بشكل مريب
  • باستخدام خلايا البشرية.. الثورة التكنولوجية تنجح بجعل روبوت يبتسم بشكل طبيعي
  • أين تذهب فضلات الدماغ؟