بوابة الوفد:
2025-01-30@04:52:56 GMT

رد اعتبار

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

فى مشهد عبثى بأحد الأفلام، وقف الفنان محمد سعد حاملاً بضعة أسلحة جلبها إليه جمع من الناس حوله وقال بلغة الكوميديا «هو أنا هحارب وحدى؟»، مع الفارق بين ذلك المشهد الكوميدى، وبين المشهد الحالى الأكثر دراما فى العالم، أرى أن حماس تقف حاملة ما تيسر لها من أسلحة وتقول نفس الجملة «هو أنا هحارب لوحدى»، وقد ضعف فى المشهد صورة كل الجبهات الأخرى التى كان مفترضاً وجودها بقوة بجانب حماس تحارب معها كيان الاحتلال، أو على الأقل توقف هذا الاعتداء الوحشى الغاشم على المدنيين العزل فى قطاع غزة.

لا أعرف سبباً واحداً لعدم ظهور المقاومة فى الضفة الغربية وباقى الأراضى الفلسطينية بقوة، ليهب الجميع فى وقفة رجل واحد، إما التحرر والنصر أو الشهادة بكرامة، لا أعرف لماذا لم تتحرك المقاومة فى سوريا لتتخذ مما يحدث فرصة ذهبية لتحرير الجولان، ولم تتحرك المقاومة فى جنوب لبنان لتجدها فرصة لتحرير مزارع شبعا، ولم يتحرك حزب الله «إلا قليلاً» الذى يمتلك من السلاح والعتاد ما يمكنه من نصرة أهالى غزة، وهو الذى يشنف الأذان دوماً ويملأ مساحات البث الإعلامى بالتهديد والوعيد لإسرائيل.

كل ما سمعناه هو إطلاق بعض قذائف الهاون ونيران للمدفعية المحدودة من الأراضى السورية وبضعة صواريخ من حزب الله، ولم نسمع عن خسائر حقيقية ملموسة فى إسرائيل جراء قذف هذه الصواريخ، فى الوقت الذى نادى فيه محمد الضيف، قائد الجناح العسكرى بكتائب القسام، فى أول بيان له بأن كل من يملك بندقية عليه إخراجها لدعم طوفان الأقصى، وقال بالحرف:«يا إخوتنا فى المقاومة فى لبنان وسوريا والعراق وإيران هذا هو اليوم الذى ستلتحم به الجبهات»، فأين كل هؤلاء مما يحدث؟، وماذا ينتظرون للتدخل القوى الواضح بعد فورة الدماء الفلسطينية وهذا النزيف المروع لأرواح المدنيين؟

فى الواقع موقف غير مفهوم لهؤلاء، رغم نشر رئاسة سوريا صورة عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك لخارطة فلسطين ومن خلفها المسجد الأقصى فى الساعات الأولى لطوفان الأقصى، وهو ما أعتبره المراقبون السياسيون والعسكريون تأييداً واضحاً لطوفان الأقصى ومؤشر لدخول سوريا رسمياً على خط المقاومة ضد إسرائيل، لكن لم يحدث أى تحرك سورى رسمى رغم قيام القوات الإسرائيلية بقصف أهداف فى مطار حلب يوم السبت الماضى.

لا يمكن أن يعتقد أحد ان حماس قامت بذلك الطوفان دون الحصول حتى على وعود مسبقة بالدعم العسكرى القوى من تلك الجهات التى ذكرتها، لا أعتقد ان حماس قررت أن تخوض هذه الحرب دون الارتكان الى ظهير يمكن ان يساندها بقوة.

وأياً كانت النتائج، فإن طوفان الأقصى هو رد للاعتبار العربى الذى أضعفته وأنهكته حكوماته على مدى عقود، فكلما اشتد الغرق فى الوحل امتدت يد فلسطين المحتلة بجرعة منشطة للكرامة، طوفان الأقصى رغم كل الخسائر فى ارواح الفلسطينيين ستعيد تصويب البوصلة العربية نحو العدو الحقيقى للدول والشعوب العربية، ونعلم جميعاً أن الثمن سيكون باهظاً، وسيدفعه الفلسطينيون وحدهم، لأن إسرائيل انتهكت دوماً وستنتهك كل حقوق الإنسان، وقتلت وستقتل دوماً المدنيين بدم بارد، وارتكبت وسترتكب كل جرائم الحرب والتصفيات العرقية وأعمال الإبادة، لكنها لن تقتل شعباً بأكمله، ولن تخمد إرادة اشتعلت بقوة هذا هذه المرة غير عابئة بالمخاطر.

لا نتمنى نشوب حرب إقليمية، فالشعوب منهكة من أوضاع اقتصادية ستزداد تعقيداً مع نشوب مثل تلك الحرب، ولكن ننتظر وقفة عربية وإسلامية واحدة لحصار إسرائيل سياسياً واقتصادياً، وفرض عقوبات ومقاطعات جماعية ضد هذا الكيان الصهيونى الوحشى، إنه الحد الأدنى من الإجراءات التى يمكن أن تستعيض بها الدول العربية عن الدخول فى حرب تشعل الإقليم كله، ولن تنسى فلسطين ولا الشعوب العربية الغاضبة الآن أى انبطاح أو صمت تجاه جرائم إسرائيل، فكل صمت تواطؤ.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد رد اعتبار الاراضي الفلسطينية قطاع غزة المقاومة فى

إقرأ أيضاً:

تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حمل خطاب نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله في لبنان خلال كلمته المسجلة التي بثها إعلاميًا مساء يوم 27 يناير 2025، عنوان "سردية وجرد حساب"، وباستخدام منهج تحليل الخطاب اللساني والرسمي لتحليل خطاب قاسم نجده مقسم إلى ست نقاط رئيسية:

1- ماذا واجهنا: استعرض العدوان الإسرائيلي على لبنان وتفوقه العسكري مقابل قوة المقاومة.

2- مصارحة مع الناس: بتوضيح أسباب الخسائر والرد على تساؤلات جمهور المقاومة.

3- حديث عن وقف إطلاق النار: بتفسير أسباب قبول الحزب وقف إطلاق النار وشروطه.

4- مواجهة الحملة المضادة ضد حزب الله: بالرد على الانتقادات الداخلية والخارجية.

5- ماذا بعد انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي: لتأكيد رفض تمديد الاحتلال وضرورة الانسحاب الفوري (يعكس ذلك أن الكلمة سجلت قبل موافقة لبنان على تمديد المهلة).

6- حديث عن الرئاسة والحكومة: للتأكيد على دور الحزب في تحقيق التوافق الوطني وإعادة الإعمار.

أولًا: الأسلوب البلاغي

استخدم الخطاب عبارات قوية مليئة بالشحنة العاطفية مثل "النصر"، "التضحيات"، و"الشهداء"، واعتمد على مزيج من التعابير الدينية والوطنية، مما يعزز الترابط بين العقيدة والجمهور المستهدف، موظفًا آيات قرآنية مثل "ألا إن نصر الله قريب"، لتعزيز ثقة الجمهور واستحضار البعد الإيماني.

ثانيًا: تكرار الكلمات

كلمة "نصر" تم تكرارها 10 مرات في سياقات مختلفة، في كلمة مدتها 50 دقيقة، أي بمعدل مرتين كل 10 دقائق؛ لتعزيز الشعور بالنصر وتعميق الفكرة لدى المستمعين.
كما يهدف التكرار لإيصال رسائل متعددة، منها:
تثبيت الشعور بأن المقاومة حققت إنجازات ميدانية وسياسية.
مواجهة الحملة الإعلامية المضادة التي حاولت التقليل من إنجازات المقاومة.
التأكيد على أن "النصر" ليس فقط عسكريًا، بل هو صمود وإرادة واستمرارية.
استخدام ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" للتأكيد على أنها الأساس لتحقيق النصر وحماية الوطن.

ثالثًا: المضمون الرئيسي (تحديات وتضحيات)

ركز الخطاب على استعراض عدد من التحديات التي واجهتها المقاومة، سواء كانت عسكرية أو سياسية، وكذلك التضحيات التي قدمتها، وكانت التحديات مثل إبراز تفوق المقاومة بإيمانها وإرادتها رغم التفوق العسكري الإسرائيلي.
أما التضحيات فقد أشار الأمين العام لحزب الله في خطابه إلى حجم التضحيات التي قدمتها المقاومة، من شهداء وقيادات، كما تم التركيز على دور الشعب اللبناني الداعم للمقاومة، وذكر عددًا من الإنجازات مثل وقف العدوان الإسرائيلي، وإفشال المخططات الداخلية والخارجية لإنهاء المقاومة، وتحقيق تماسك داخلي بين مختلف مكونات الشعب اللبناني، واستعادة الأرض، والإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى أن المقاومة ليست مجرد قوة عسكرية بل خيار عقائدي وسياسي وإنساني، مما يعزز شرعيتها أمام جمهورها وأمام العالم.

رابعًا: التحليل الاستراتيجي

يعكس الخطاب رغبة المقاومة في تقديم صورة "المنتصر" بالرغم من التحديات، ويُظهر ارتباطًا قويًا بين المقاومة وداعميها الإقليميين، خاصة إيران. كما يؤكد على ضرورة استمرار المقاومة كعنصر أساسي في حماية لبنان وسيادته.
كما يعكس أيضًا نبرة تفاؤل وتأكيد على الإنجازات بالرغم من التحديات، ويعزز صورة المقاومة كقوة فاعلة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وتكرار كلمة "نصر" يُظهر أهمية التركيز على الإنجازات لإحباط الدعاية المضادة وتعزيز الثقة بين جمهور المقاومة.
وقدم نعيم قاسم "مصارحة" مع جمهور المقاومة، معترفًا بالخسائر الكبيرة بما في ذلك فقدان قيادات بارزة مثل حسن نصر الله، الأمين العام الأسبق لحزب الله في لبنان، مبررًا هذه الخسائر بظروف استثنائية مثل التفوق التكنولوجي الإسرائيلي والانكشاف الأمني، حيث أكد أن النصر لا يُقاس بالقوة العسكرية وحدها بل بالإيمان والصمود.
وشدد الخطاب على دور المقاومة في حماية لبنان واستعادة السيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن استمرار الاحتلال يفرض وجود مقاومة فاعلة.
حمل الخطاب رسائل واضحة للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا، بتحميلهم مسؤولية استمرار الاحتلال الإسرائيلي.
كما أن ذكر الخروقات الإسرائيلية و"الضعف الإسرائيلي" قد يكون رسالة للولايات المتحدة والغرب بأن المقاومة ليست مجرد حركة محلية، بل عنصر إقليمي قوي.
وعلى الصعيد الداخلي أظهر دعمًا للرئيس اللبناني جوزيف عون والحكومة الجديدة، مؤكدًا دور حزب الله في تحقيق التوافق الوطني.

خامسًا: لغة الخطاب

استخدم الخطاب لغة حماسية ومشحونة بالعاطفة لتعزيز الروح المعنوية لجمهور المقاومة، تخللته إشارات دينية قوية مثل الاستشهاد بالآيات القرآنية والتأكيد على القيم الحسينية (الطائفية الشيعية)، مما يعكس البعد العقائدي للمقاومة، واعتماد أسلوب التكرار (مثل "سجلوا هذا نصر") لترسيخ فكرة الانتصار في أذهان المستمعين.
ربط الإنجازات بالتضحيات من خلال ارتباط كلمات "الشهادة" و"النصر" له دلالة نفسية عاطفية للربط العاطفي بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.

سادسًا: دلالة التوقيت

جاء الخطاب في سياق زمني حساس على المستويين المحلي والإقليمي: 
إقليميًا: يأتي الخطاب غالبًا في إطار التوترات المستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا مع تصاعد الخطاب الإقليمي حول المقاومة الفلسطينية والوضع في غزة والضفة.
بالإضافة إلى توقيت الخطاب يتزامن مع تطورات إقليمية مرتبطة بالمحور الإيراني (إيران، سوريا، المقاومة اللبنانية) خاصة في ظل الدعم الإيراني المستمر للمقاومة، كما يبرز الخطاب التحالف مع إيران وسوريا، ما يعكس محاولة لتوحيد الجبهة ضد إسرائيل أو أي تهديدات محتملة. 
كما يأتي الخطاب بعد عدوان إسرائيلي كبير وخسائر بشرية ومادية للمقاومة، مما استدعى تقديم تفسير شامل للأحداث إقليميًا وإظهار حزب الله حرصه على الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتأكيد دوره كمدافع عن السيادة اللبنانية محليًا.
محليًا: يمر لبنان بأزمة اقتصادية خانقة، مع تعثر تشكيل حكومة جديدة أو تحقيق تقدم في الإصلاحات الاقتصادية، كما يحمل الخطاب رسالة تطمين للجمهور المؤيد للمقاومة، مع التركيز على الإنجازات لإبقاء الحاضنة الشعبية صامدة في ظل الظروف الصعبة.
وقد يكون التوقيت مرتبطًا بتطورات سياسية داخلية، مثل مناقشات حول تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية، كما أن الحديث عن الوحدة الوطنية ودور الدولة يشير إلى محاولة تعزيز صورة حزب الله كجزء من الحل الوطني وليس جزءًا من الأزمة.
وأخيرًا فإن توقيت الخطاب يأتي كجزء من استراتيجية الحفاظ على زخم الدعم الشعبي للمقاومة في ظل التحولات الإقليمية والدولية.
 

مقالات مشابهة

  • تحليل خطاب نعيم قاسم.. صمود المقاومة والتأكيد على النصر ودغدغة المشاعر العربية
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • أردوغان يستقبل وفدًا من حركة حماس في أنقرة
  • حماس: طوفان الأقصى كسر أسطورة الاحتلال
  • المستقبل الاقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٩- ١٠)
  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • ما بعد طوفان الأقصى
  • رغم الظروف الصعبة.. قاسم: المقاومة تعود بقوة وتستعيد مكانتها
  • اليمن ضمن محور المقاومة
  • حماس: ذكرى الإسراء والمعراج تأتي في ظل أجواء مُفعمة بالإنجازات