أسدا جسورا شجاعا، لا يخشى في الحق لومة لائم، أنه الشيخ عبد الحليم محمود ، كيف انتفض لحماية حقوق أعطاها رب العزة لكل مسلم ؟ لنعرف الاجابات و لنتعرف على شيخنا الجليل عن كثب.

ولد الشيخ عبد الحليم محمود في ١٢ مايو ١٩١٠م، في قرية أبو احمد التابعة لمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ، ونشأ في أسرة طيبة عرف عنها الصلاح والتقوى، التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية عام ١٩٣٢م ، ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في سنة ١٩٤٠م.

تدرج الشيخ عبد الحليم في عدة مناصب فقد عمل مدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر و ذلك بعد عودته من فرنسا ثم عميدًا لكلية أصول الدين عام ۱٩٦٤م،  وعضوًا ثم أمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، فأعاد تنظيمه و نهض به ، عام ١٩٧٠م تم تعيينه وكيلًا للأزهر الشريف ، ثم وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.

خلافه مع الرئيس الراحل أنور السادات :

ما كاد الشيخ عبد الحليم محمود يتولى مهام منصبه كشيخ للأزهر، حتى بوغت بصدور قرارٍ مفاجئ من الرئيس السادات في ٧ يوليو ۱٩٧٤م، يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تبقى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر، فقدم الشيخ استقالته على الفور، معتبرًا أن هذا القرار يقلص قدر المنصب الجليل ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربي والإسلامي .

 وأحدثت هذه الاستقالة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي، و إزاء التهاب الموقف ، اضطر الرئيس أنور السادات إلى إعادة النظر في قراره، وأستصدر قرارًا أعاد فيه الأمر إلى نصابه الصحيح، وانتهت الأزمة وعاد الإمام الأكبر إلى منصبه ليواصل جهاده.

الشيخ وزيرا للأوقاف :
وأثناء تولي الشيخ الجليل لوزارة الأوقاف اعتني كثيرا بالمساجد و أنشأ عددًا منها، وضم عددًا كبيرًا من المساجد الأهلية، وجدد المساجد التاريخية الكبرى، إسترد وأصلح جميع الأوقاف المغتصبة من وزارة الإصلاح الزراعي وغيرها من الأوقاف.

موقف الشيخ الجليل من الوجودية :
حارب الشيخ عبد الحليم محمود الوجودية، وهاجمها بشدة و ذلك عندما دعى البعض لها  كمذهب حر، فتوجه الشيخ لهم بتساؤل عن مكمن الحرية في المذهب الوجودي؟ أهي حرية مطلقة فتكون بمثابة أداه للإعتداء علي حقوق الآخرين.
وإذا كانت هذه الحرية في عقيدة الوجوديين تدعو إلي قضاء كل رغبة يتعشقها المرء ، فماذا يصنع هذا الوجودي إذا اصطدم بوجودي آخر يريد أن يقطف الثمرة من يده، إذن فهي حرية فرد تنال بظلم فرد آخر.

موقف الشيخ الشجاع من قانون الأحوال الشخصية :
الذي أراد له بعض المسئولين بأن يفعل بحيث يقيَّد الطلاق، ويُمنَع تعدد الزوجات ، بما في ذلك مخالفة صريحة لشرع الله عز و جل و النصوص الشرعية ، فكان رد الشيخ قاطعا حازما و قال: "لا قيودَ على الطلاق إلا من ضمير المسلم، ولا قيودَ على التعدد إلا من ضمير المسلم ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. (آل عمران: من الآية ١٠١) ولم يهدأ الشيخ حتى أُلغي القرار.

وفاته:
وهكذا  كانت حياة الإمام جهادًا متواصلاً ، مدافعا عن الاسلام و ثوابته، لا يخشى في الحق لومة لائم، وأحس الناس فيه بقوة الإيمان والصدق فكان لقبه العارف بالله، وهو جدير بهذا اللقب و في ١٧ أكتوبر ١٩٧٨م، لقى الشيخ الجليل ربه ليظل خالدا في قلوبنا بمآثره و مواقفه الشجاعة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الشيخ عبد الحليم محمود الأزهر وزير الاوقاف عبد الحليم محمود السادات

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يُوضِّح حقيقة اسم الله الجليل.. ويحذر من الخلط بصفات البشر

أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، أن اسم "الجليل" من أسماء الله الحسنى لم يَرِد في القرآن الكريم بهذه الصيغة المباشرة، لكنه ورد بصيغة "ذو الجلال"، موضحًا أن الاسمين يحملان المعنى ذاته من حيث الدلالة اللغوية والشرعية.

وأوضح فضيلته، خلال حديثه اليوم بالحلقة الثالثة عشرة من برنامج «الإمام الطيب»، أن "ذو الجلال" تعني صاحب الجلال والعظمة، مشيرًا إلى أن اشتقاق الاسمين من المصدر نفسه (الجلال) يجعل معناهما متطابقًا، قياسًا على الأسماء المشتقة في اللغة العربية، مثل "ذو العلم" التي تعادل "العالم"، و"ذو الكرم" التي تعادل "الكريم". وقال: "إذا ثبت لله تعالى الجلال، فهو جليل، وذو الجلال هنا ليست صفة مضافة، بل هي تأكيد لثبوت الجلال له سبحانه".  

وفي ردٍّ على سؤال حول المعنى اللغوي لكلمة "الجليل"، أشار الإمام الطيب إلى أن أصل الكلمة يعود إلى الفعل "جلّ"، الذي يحمل ثلاثة معانٍ في اللغة العربية: الأول بمعنى "أعطى"، والثاني بمعنى "كبر في السن"، والثالث بمعنى "عَظُمَ قدره". لكنه نبّه إلى أن المعنى الثاني (كبر السن) لا يليق بالله تعالى، لأنه من صفات النقص، بينما يَصلح المعنيان الآخران لوصف الله.  

واستشهد فضيلته بالحديث النبوي الذي يروي اجتماع كفار قريش في دار الندوة، حيث ظهر إبليس في صورة "شيخ جليل" ليوحي بفكرة اغتيال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، على يد شباب القبائل، موضحًا أن "جليل" هنا تعني الشخص كبير السن، وهو معنى لا يُنسب لله، بل يُستبدل بصفات كـ"القِدَم" و"البقاء"، التي تعني أن وجود الله تعالى لا أول له ولا آخر.  

وحذَّر فضيلة الإمام الأكبر من الخلط بين المعاني اللغوية التي قد تحمل دلالات بشرية لا تتناسب مع كمال الذات الإلهية، مؤكدًا أن صفات الله تُفهم في ضوء التنزيه التام عن النقائص، قائلا: "الله تعالى موجود بلا بداية ولا نهاية، ووجوده واجب لذاته، فلا يُقاس بصفات المخلوقين".

مقالات مشابهة

  • فى ذكرى ميلاده.. قصة نجاة كارم محمود من الغرق
  • حكم نهائي.. السرعة الجنونية تنهي حياة طلاب الشيخ زايد
  • عائلة السادات تحيى ذكرى العاشر من رمضان بمنزل الرئيس الراحل بمسقط رأسه
  • عبد الجليل: الحكومة الليبية تعمل على تحسين الخدمات الصحية في جالو
  • الشيخ هشام عبد العزيز: حسن الظن بالله يقي الإنسان من الإحباط والقنوط
  • ذكرى ميلاد فيروز.. محطات في حياة أشهر طفلة بالسينما المصرية
  • افتتاح 4 مساجد جديدة في كفر الشيخ | صور
  • انعقاد فعاليات الملتقى الفكري للواعظات بكفر الشيخ | صور
  • الرئيس تبون يهنئ محمود علي يوسف رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي
  • شيخ الأزهر يُوضِّح حقيقة اسم الله الجليل.. ويحذر من الخلط بصفات البشر