هل جاء الدور على القوة الناعمة العربية والمصرية لدعم الأشقاء فى فلسطين والوقوف ضد بطش دولة الاحتلال إسرائيل؟
لقد أصبح دور تلك القوة الناعمة وعلى رأسها اللاعب العالمى محمد صلاح دوراً لا يقل أهمية عن دور المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد أن تحركت تلك القوى الناعمة على الجانب الآخر لتعلن وقوفها بجانب المحتل الإسرائيلى واصطف مشاهير العالم، بينهم بونو وناتالى بورتمان ومادونا، خلف الاحتلال الإسرائيلى الذى يقوم بعملية إبادة لقطاع غزة، عبر سلسلة من المجازر الجماعية التى يرتكبها، فى ظل تواصل قصفه العنيف على الأحياء السكنية واتباعه سياسة التهجير والأرض المحروقة.
نعم تحركت القوة الناعمة، وغيّر قائد فرقة «يو تو»، بونو، كلمات الأغنية الناجحة للفرقة «برايد» (إن ذى نايم أوف لوف)، أثناء حفلة فى لاس فيغاس الأحد. ودعا بونو الجمهور إلى الغناء «للأطفال الجميلين فى ذلك المهرجان الموسيقى»، فى إشارة إلى القتلى الإسرائيليين الذين كانوا يشاركون فى حفل موسيقى قرب الحدود مع غزة.
ونشرت النجمة العالمية مادونا مقطع فيديو عبر حسابها على «إنستغرام»، يضم لقطات من الحرب الدائرة، وكتبت إن «مشاهدة كل هذه العائلات، وخصوصاً الأطفال، خلال اقتيادهم والاعتداء عليهم وقتلهم فى الشوارع أمر مفجع».
وكتب قائد الأوركسترا الشهير دانييل بارنبويم، الذى نشأ فى إسرائيل وقام بحملة «من أجل السلام» فى المنطقة على مدى عقود، عبر منصة إكس (تويتر سابقاً) أنه يدين «بشدة» العملية التى أطلقتها حركة حماس. لكنه قال إن حصار إسرائيل لغزة «يشكل سياسة عقاب جماعى وهو انتهاك لحقوق الإنسان».
وكتبت نجمة فيلم «وُندر وومان»، غال غادوت، وهى إسرائيلية، على «إنستغرام»: «أنا أقف مع إسرائيل، ويجب عليكم أن تفعلوا ذلك أيضاً». وأضافت: «لا يمكن للعالم أن يقف على الحياد عندما تحدث هذه الأعمال الإرهابية المروعة!».
وكتبت فيولا ديفيس، الحائزة جائزة أوسكار، أن «أى شخص لا يشعر بالتعاطف مع ضحايا هجوم حركة حماس يقع فى فخ الدعاية».
وكتبت ناتالى بورتمان، وهى إسرائيلية أيضاً، على المنصة نفسها: «قلبى محطم من أجل شعب إسرائيل».
من جانبه، كتب «ذا روك» أنه يشعر «بالحزن والغضب والاشمئزاز» من هجوم حركة حماس. وقال: «لا أدعى معرفة كل شىء عن الصراع المعقد فى الشرق الأوسط»، لكنه أضاف أن «أعمال الإرهاب البغيضة مثل هذه لا يمكن تبريرها على الإطلاق».
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، إذ عبر مشاهير أجانب عن انحيازهم لإسرائيل، واستغلوا صور الدمار التى خلفها قصف الاحتلال لغزة. ونشر المغنى الكندى جاستن بيبر صورة تظهر أبنية مدمّرة عبر خدمة «القصص» فى «إنستغرام» حيث يتابعه 239 مليون حساب، وعلّق عليها: «أصلى من أجل إسرائيل». لكن الصورة التى نشرها بيبر مع رسالته «التضامنية» ليست إلا من الدمار الذى خلّفه قصف الاحتلال الصهيونى لقطاع غزة.
ونشرت الممثلة الأمريكية جيمى لى كيرتس صورة لأطفال خائفين، وعلّقت عليها: «سماء الرعب» مرفقةً بعلم إسرائيل. والصورة ليست لإسرائيليين، بل لأطفال فى غزة.
واتهم المغنى الفرنسى إنريكو ماسياس المسئولين المنتخبين لحركة فرنسا الأبية اليسارية بـ«التواطؤ» مع حركة حماس، داعياً إلى «محوهم، وربما حتى جسدياً».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صكوك خالد حسن فلسطين الاحتلال إسرائيل القوة الناعمة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
المهارات الناعمة ومستقبل التعليم والعمل في القرن الـ11
د. خلود بنت أحمد بن عامر العبيدانية **
في العدد السابع- المجلد السادس 2024- من مجلة "مستقبليات تربوية" التي تصدر من المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج؛ ناقش العدد موضوعاً مهماً عن "المهارات الناعمة ومستقبل التعليم والعمل في القرن الحادي والعشرين"، في ظل التحولات السريعة التي يشهدها العالم المعاصر على صعيد التطور التكنولوجي، والتغييرات الاجتماعية، وأثرها على الجانب النفسي وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أهمية المهارات الناعمة في الحياة العملية والتعليمية.
وفي عالم يتسم بالتغير السريع والتطور التكنولوجي المستمر، أصبحت المهارات الناعمة ضرورة لا غنى عنها للنجاح في جوانب الحياة العامة. تعرف المهارات الناعمة على أنها مجموعة من القدرات الشخصية والاجتماعية التي تمكن الفرد من التفاعل بفعالية مع الآخرين والعمل بكفاءة في بيئات مختلفة. تختلف هذه المهارات عن المهارات الصلبة التي تتعلق بالمعرفة التقنية أو التخصصية. تعتبر المهارات الناعمة أساسية للنجاح في الحياة العملية والتعليمية لأنها تساعد في بناء علاقات إيجابية، حل المشكلات، واتخاذ القرارات بشكل فعال.
تشتمل المهارات الناعمة على مجموعة متنوعة من القدرات التي تساعد الأفراد على التفاعل بفعالية مع الآخرين والعمل بكفاءة. من بين هذه المهارات، نجد التواصل الفعَّال الذي يمكن الأفراد من التعبير عن أفكارهم بوضوح والاستماع للآخرين، والعمل الجماعي الذي يعزز التعاون لتحقيق أهداف مشتركة. والتفكير النقدي الذي يُساعد في تحليل المعلومات واتخاذ قرارات مستنيرة، بينما القدرة على التكيف تتيح للفرد المرونة في مُواجهة التغيرات. أما مهارة حل المشكلات فتتطلب التفكير الإبداعي لتطوير حلول فعالة، ومهارة القيادة تشمل توجيه وتحفيز الآخرين لاستمرار في العمل، كما يساعد الذكاء العاطفي في فهم وإدارة العواطف. بينما التفاوض والإقناع مهارات مهمة للتأثير على الآخرين، وإدارة النزاعات تضمن التعامل البناء مع الخلافات. هذه المهارات الناعمة المجتمعة تساهم في النجاح الشخصي والمهني. ومع التطور السريع في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أصبحت المهارات الناعمة أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تطوير المهارات الناعمة لا يقتصر فقط على تحسين الأداء الأكاديمي والمهني، بل يمتد أيضًا ليشمل الجانب النفسي للأفراد. حيث تعزيز المهارات الناعمة مثل التواصل الفعال والقدرة على التكيف يمكن أن يسهم في بناء ثقة الأفراد بأنفسهم وزيادة شعورهم بالانتماء والرضا. كما أن القدرة على حل المشكلات والتفكير النقدي يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق من خلال تمكين الأفراد من التعامل مع التحديات بفعالية أكبر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير دعم نفسي من خلال تطبيقات الصحة النفسية التي تقدم إرشادات ونصائح لتحسين الرفاهية النفسية.
أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الحياة العملية والتعليمية من خلال تقديم أدوات وتقنيات جديدة تسهم في تحسين تجربة التعامل والتعلم. يمكن للذكاء الاصطناعي توفير تجارب تعلم مخصصة تلبي احتياجات كل فرد على حدة، مما يساعد في تطوير المهارات الناعمة بشكل أكثر فعالية. على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم تغذية راجعة فورية حول أداء الفرد في التعليم، مما يساعدهم على تحسين مهاراتهم بشكل مستمر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تسهيل عملية التقييم من خلال أدوات التقييم الذكية التي تحدد نقاط القوة والضعف لدى الأفراد. بالتالي، يمكن القول إن التطور في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يعزز من أهمية المهارات الناعمة ويجعلها أكثر تعقيدًا وتنوعًا، مما يتطلب من الأفراد تطوير هذه المهارات باستمرار لمواكبة التغيرات السريعة في العالم المعاصر.
الآثار المتوقعة مع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأداء الأكاديمي والمهني، من المتوقع أن يكون لهذا التطور تأثير كبير على سوق العمل. سيصبح الأفراد الذين يمتلكون مهارات ناعمة قوية وقدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية أكثر تنافسية في سوق العمل. ستزداد الحاجة إلى الأفراد الذين يمكنهم العمل بفعالية في فرق متعددة التخصصات والتواصل بفعالية مع الآخرين. بالإضافة إلى ذلك، ستزداد فرص العمل في المجالات التي تتطلب مهارات ناعمة متقدمة، مثل القيادة، وإدارة المشاريع، والتسويق.
في الختام.. يمكن القول إن تطوير المهارات الناعمة في التعليم والعمل يعد استثمارًا حيويًا لمستقبل الأفراد وسوق العمل. لذا خلصت الأبحاث العلمية بشكل عام، إلى أن الأفراد الذين يمتلكون كلا من المهارات الصلبة والناعمة هم الأكثر نجاحاً في الحياة ومجالات العمل المتنوعة. كما تشير الأبحاث إلى أن للذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تعزيز هذه المهارات من خلال تقديم تجارب تعليمية مخصصة وتفاعلية. من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم والعمل، يمكن للمؤسسات إعداد الأفراد بشكل أفضل لمواجهة تحديات المستقبل وتحقيق النجاح في حياتهم المهنية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم تطوير المهارات الناعمة في تحسين الصحة النفسية للأفراد، مما يعزز من رفاهيتهم العامة. لذا، يجب على الجامعات والمؤسسات التعليمية والشركات العمل على تبني هذه التقنيات وتطوير مناهج وبرامج تركز على المهارات الناعمة لضمان مستقبل مشرق للأفراد والمجتمعات.
** باحثة تربوية في مجال علم النفس والإرشاد، عضو المجلس الاستشاري الأسري العُماني