ـ تقع فلسطين فى قلب الأمة العربية وتربط المشرق العربى بالمغرب العربى، وهى بلد الأنبياء فيها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، شعبها شعب الجبارين الأشداء لا يهزهم ريح ولا يقوى عليهم مغتصب، ولقد استطاعت قوى الشر أن تزرع فى فلسطين كيانًا مغتصبًا فى قلب الأمة العربية هدفه الأول فصل المشرق العربى عن المغرب العربى ومنع التواصل الجغرافى بين جناحى الأمة وما يستتبعه ذلك من العمل على بث الفرقة بين عناصر الأمة والاستيلاء على ثرواتها وهو ما يحدث على أرض الواقع.
ــ لقد أقامت قوى الشر إسرائيل على78 فى المائة من أرض فلسطين التاريخية، وذلك عام1948 وفى عام1967استولت إسرائيل على كل الأرض التاريخية لفلسطين، وبدأت إسرائيل تمارس كل أنواع الإرهاب والتفرقة العنصرية ورفض كل القرارات الدولية التى تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وعلى الرغم من هذا الوضع الظالم والجائر الذى سمح لكيان مغتصب بمساحة78 فى المائة من ارض فلسطين التاريخية وموافقة الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولتهم إلا أن المغتصب الغاشم رفض أيضًا كل القرارات الدولية فى هذا الشأن ولم يعر أى اهتمام بهذا الأمر وفرض حصارًا غاشمًا على ما تبقى من الأرض وهدفه الاول الضغط على الشعب الفلسطينى لكى يترك أرضه .
ــ واستمر القهر والظلم والعدوان وتقطيع أوصال ما تبقى من الأرض وذلك بإقامة الجدر العازلة حول غزة وحول كل المدن فى الضفة واستمرت إسرائيل فى ممارساتها العنصرية لسكان غزة والضفة والقدس الشريف ومارست الاعتداء على كل المقدسات ومصادرة الأراضى وإقامة المستوطنات وتفتيت التواصل بين المدن الفلسطينية والعالم الحر فى ثبات عميق لأن قوى الشر مجتمعة على حماية هذا الكيان الغاصب ومساندته عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا وإعلاميًا.
ــ حتى جاء طوفان الأقصى فتجمعت قوى الشر وبدأت تنظر فى الأمر من منظور المبررات وليس من منظور الأسباب فهى تعرف الأسباب جيدًا ولكنها تتجاهلها عمدًا فتناست أن هناك شعبًا تحت الحصار سلبت كل أرضه منذ75عامًا وحرم من كل صور الحياة وتمزقت أوصال ما تبقى له من أرض بإقامة الجدر العازلة أو بمصاد رة الأرض وإقامة المستوطنات.
ــ وبدأت الآلة الإعلامية لقوى الشر تصف المشهد وتصوره على أنه إرهاب من قوى ظلامية داعشية ونسيت أنها هى من صنعت داعش والقاعدة وبدأت هذا القوى الشريرة تنكر هذا الأمر وتتساءل عن المبررات وتتجاهل الأسباب رغم أنه فى إطار الأسباب هو دفاع عن الأرض.
ــ وبدأت قوى الشر تحرك كل قوتها العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية لكى تواجه هذا الشعب الأعزل وأعطت الضوء الاخضر لاستخدام القوة المفرطة وبدأت المدافع والطائرات تدك المبانى على رؤوس سكانها فقتلت الاطفال والنساء والشيوخ وقطعت الكهرباء والماء والمحروقات فى حصار شامل بلا هوادة وبلا إنسانية.
ــ هذا هو المشهد الحزين والذى صنعته قوى الشر بكل ما تملك من جبروت ولكنها مهما أوتيت من قوة ومن جبروت فإنها لن تستطيع أن تهزم قوى الحق فدولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة، إن هذا الشعب العظيم هو شعب الجبارين وشعب الأسود والأسود لا تترك عرينها بل تدافع عنه حتى النصر، إن هذا المشهد الذى نراه حزينًا سوف نراه قريبًا مشهدًا عظيمًا، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، والأبطال الجبارون الأسود سوف يحتفلون بالنصر المبين فهو نصر من عند الله وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسجد الأقصى دولة فلسطينية إسرائيل طوفان الأقصى قوى الشر
إقرأ أيضاً:
الصورة مشوشة من خارج المشهد التخريبي
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
خرج الحصان للحرث، وخرج الحمار للسباق، فخسرنا المحصول وخسرنا السباق. هذا ما يحدث في العراق تقريباً. .
تزدحم مؤسساتنا بمئات الخبراء والعلماء والمبدعين. لكن ولاة المحاصصة هم الذين استبعدوهم، وهم الذين استغنوا عنهم، ومنعوهم من التنفس بين النهرين. .
لا جديد على الساحة العراقية، فقد كانت هذه هي سياسة الحكومات المتعاقبة في معظم مراحلها الانتقالية منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى ثلاثينيات القرن الحاضر. .
قد تنهض مؤسساتنا من كبواتها، وتستفيق لعام أو بضعة أعوام، ثم تقضي بقية سنواتها في سبات عميق، منكفئة على وجهها داخل ردهات الخمول والتخلف. .
ثم جاءت المحاصصة البغيضة لتمنع الخبراء من التدخل في شؤون الاغبياء، وتحرمهم من الإبداع، وتضعهم تحت رحمة المغفلين والانتهازيين والقشامر. .
نحن الآن لا نستطيع الطعن باي مشروع من مشاريع الدولة. ليست لأنها مثالية ومتكاملة ومتخرش الميه، وانما ليست لدينا فكرة عن تفاصيلها الغامضة والمبهمة والمريبة، وغير مسموح لنا بتصفح أوراق دراسات الجدوى. ولا الاطلاع على مراحل التنفيذ. والويل كل الويل لمن يسلط الأضواء على مواطن الضعف والتقصير والخلل في هذا المشروع أو ذلك. لأنهم سوف يتهمونه بالوقوف في طريق الإصلاح، وربما يتهمونه بمعاداة السامية. .
أحياناً يتجرأ بعض البرلمانيين من وقت لآخر بتوجيه أصابع الاتهام إلى جهات تنفيذية مشكوك في أمرها، لكن اتهاماتهم لن تجد الإذن الصاغية (لا من السلطة الرقابية ولا من السلطة التنفيذية). .
ينظر خبراء العراق الآن من بعيد إلى التعاقدات والصفقات والمشاريع من دون ان يفهموا ما الذي جرى ؟، وكيف جرى الذي جرى ؟. لا يسمعون سوى التطبيل الإعلامي المدعوم من المضخات التلفيقية. فقد طغت الانتصارات المتلفزة على المشهد التخريبي. واشتركت الأقلام المأجورة في تزييف الحقائق وتجميل صور الذين رسموا خارطة الفشل. .
لما كان بائع الصحف ينادي: (العراق ال