بوابة الوفد:
2025-04-09@06:31:56 GMT

اللايقين وشقوق الوعود المحطمة

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

اختتمت فى مدينة مراكش المغربية هذا الأسبوع الإجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، وسط تصعيد للصراع الفلسطينى الإسرائيلى فى الشرق الأوسط، وفى دولة مضيفة لا تزال تتعافى من زلزال مدمر. المناقشات تنوعت ما بين آفاق الاقتصاد العالمى المثقل بالديون، والصراعات، وفجوة الثروة المتزايدة بين الدول الغنية والفقيرة، والجهود المتعثرة لمعالجة تغير المناخ.

وقد أظهرت حده الصراع الفلسطينى الإسرائيلى مدى حالة التراجع التى سيشهدها الاقتصاد العالمى مستقبلاً، حيث أظهرت توقعات صندوق النقد الدولى تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى من 3.5% العام الماضى إلى 3% هذا العام و2.9% العام المقبل، وهذا قبل بداية الصراع، ولكن بعد بداية الصراع ستقل النسب المستقبلية السابقة من 0,3% إلى 0.5% وهو انخفاض سيؤثر سلبًا على جميع مؤشرات الأداء الاقتصادى العالمى، وإذا نظرنا إلى ما هو أبعد من الاقتصادات المتقدمة الرئيسية، وتزايد حدة الديون لديها مثل الولايات المتحدة الأمريكية التى بلغ سقف الدين مستويات غير مسبوقة، حيث وصل إلى 31,4 تريليون دولار، سنجد أن ارتفاع أسعار الفائدة الرسمية، وقوة الدولار، والشكوك الجيوسياسية تزيد من التحديات التى تواجهها بقية دول العالم، ويزيد الأمر صعوبة تنامى حدة الصراع الفلسطينى الإسرائيلي. ومع تحذير صندوق النقد الدولى من أن أسعار الفائدة المرتفعة ستضع بعض المقترضين فى أوضاع أكثر خطورة. وتشير التقديرات إلى أن حوالى 5% من البنوك على مستوى العالم معرضة للضغط إذا ظلت هذه المعدلات مرتفعة لفترة أطول، كما أن 30% أخرى من البنوك–بما فى ذلك بعض أكبر البنوك فى العالم–ستكون معرضة للخطر إذا دخل الاقتصاد العالمى فترة طويلة من النمو المنخفض والتضخم المرتفع.فزيادة حدة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ومن قبله الصراع الروسى الأوكرانى، والحمائية التجارية المتزايدة، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، فهذا التشرذم يزيد من صعوبة إيجاد حلول قابلة للتطبيق لأزمة الديون المتفاقمة التى تلوح فى الأفق فى الشرق الأوسط والعالم بأسره. فسابقاً سيطر صندوق النقد والبنك الدوليين، إلى جانب الولايات المتحدة وأوروبا، على مشهد إدارة الإقراض والديون العالمية. اليوم، أصبحت الصين أكبر مقرض رسمى فى العالم، حيث تقرض ما يصل إلى 900 مليار دولار على مستوى العالم على مدار العقد الماضى أى أكثر من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى والمقرضين الغربيين مجتمعين.حتى فى مصر، تكتسب بكين تدريجيا بصمة أكبر. وما زال الانقسام دائرا حول إدارة الديون. ويتزامن ذلك مع عدم قيام دول مجموعة السبع بتغطية شقوق الوعود المحطمة واللازمة لمعالجة الفقر وانهيار المناخ،وكلها عوامل تجعل بناء اقتصاد عالمى مزدهر أكثر صعوبة، وهو ما عبرت عنه رئيسة صندوق النقد الدولى من أنه إذا لم ننجح فى مد الجسور بين رأس المال المتمركز فى دول الشمال والشباب المتمركز خصوصا فى أفريقيا، فلن ننجح أبدا، لذا تسعى الحكومة المصرية إلى ضمان الاستمرارية فى مسيرة الإصلاحات الهيكلية من خلال تبنى سياسات متوازنة تراعى البعد الاجتماعي، وترتكز على الالتزام بالانضباط المالى والتعامل الإيجابى مع الآثار السلبية التى تفرضها الأزمات العالمية المركبة، وما ينتج عنها من ضغوط تضخمية غير مسبوقة، وحالة من اللايقين التى تسود الأسواق الدولية، ما نؤكد عليه أن الاقتصاديات العالمية وعلى الأخص الناشئة منها ستبحث حاليًا ومستقبلاً عن كيفية إعادة هيكلة الديون، وإيجاد سياسة نقدية بهدف تحقيق توازن بين العرض والطلب، بما يمكنها من الحصول على السيولة المناسبة، من أجل رسم مسارٍ لاقتصاد قادر على الصمود ومستقبلٍ أكثر إشراقاً يساعد على ترميم شقوق الوعود المحطمة.

رئيس المنتدى الإستراتيجى للتنمية والسلام

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د علاء رزق لصندوق النقد البنك الدوليين الشرق الاوسط الاقتصاد العالمي الصراع الفلسطينى الإسرائيلى

إقرأ أيضاً:

من الوعود إلى السجون.. استثمار وهمي يسرق أحلام مئات العائلات في الموصل

بغداد اليوم - الموصل

في مدينة خرجت من رماد الحروب والخراب، كانت بارقة الأمل الوحيدة لكثير من العائلات الموصلية هي امتلاك منزل يؤويهم، يلم شتاتهم، ويعيد لهم بعضاً من الشعور بالأمان والاستقرار. 

مشروع "عين العراق" السكني كان ذلك الحلم الذي تعلّقوا به منذ العام 2010، حلمٌ دفعوا لأجله أموالهم القليلة ومدخراتهم التي جُمعت بمرارة، على أمل أن يعيشوا حياة تليق بتضحياتهم.

لكنّ الحلم تحوّل إلى سراب، والوعد إلى خيبة، 800 وحدة سكنية أُحيلت للاستثمار، ولكن بعد أكثر من 14 عاماً، لم يرَ السكان منها سوى 200 وحدة مكتملة، محجوبة عن التوزيع. 

أما المستثمر، الذي كان من المفترض أن يكون مفتاح خلاصهم، فبات خلف القضبان، مثقلاً بديون تصل إلى 100 مليار دينار، تاركاً مئات العائلات تواجه مصيرها وحدها، بلا مأوى ولا تعويض ولا حتى بصيص أمل في الأفق.

تلاشت الوعود، وتراكمت الخيبات، وبقي المواطن البسيط يدفع الثمن، بينما تصمّ الجهات المعنية آذانها عن مناشداتهم المستمرة. 

وبين جدران لم تكتمل، وأموال تبخّرت، تكتب الموصل صفحة حزينة جديدة في سجل المشاريع المتلكئة والفساد غير المحسوب على أحد.

وأكد مسؤول حملة المتضررين من مجمع عين العراق في مدينة الموصل، معتز الجبوري ،اليوم الاحد (6 نيسان 2025)، وجود معاناة كبيرة واختلاس تعرض له المواطنون من قبل أحد المستثمرين، مشيراً إلى أن "800 وحدة سكنية أحيلت للاستثمار منذ عام 2010 إلى مستثمر كردي من مدينة أربيل، إلا أن هذا المستثمر والشركة متلكئة، ولم تُنجز المشروع حتى الآن".

وأضاف الجبوري في تصريح لـ "بغداد اليوم"، أن "الشركة استلمت 20% من المبلغ من المواطنين، ولم تُنجز سوى 200 وحدة سكنية، لكنها تمتنع عن توزيعها"، مشيراً إلى أن "صاحب الشركة مسجون بسبب الديون التي بذمته وتصل إلى 100 مليار دينار، وبالتالي لا يمكنه إكمال المشروع السكني، لأن أي مبلغ يُودع في حسابه يتم سحبه لتسديد الديون".

واختتم بالقول: "من يدفع الضريبة هو المواطن، وقد ناشدنا الحكومة المحلية والاتحادية، ولكن دون جدوى حتى الآن".

وفي بلد تتآكل فيه الثقة بين المواطن والدولة، يتحوّل كل مشروع إلى مقامرة وكل وعد إلى احتمال خذلان. 

وما بين الأوراق الرسمية التي تُدوَّن فيها الإنجازات الوهمية، والواقع الذي لا يعرف سوى الانتظار المرّ، تبقى العائلات الموصليّة وحدها في مواجهة مصيرها، تحت سقف الغياب والخذلان.

مقالات مشابهة

  • باحثة: التعليم فى فلسطين نوع من أنواع المقاومة ضد الاحتلال
  • أوروبا أكثر قارات العالم حرا خلال شهر مارس الماضي
  • استشهاد وإصابة أكثر من 1000 طفل بغزة في أسبوع
  • الوعود الحكومية بين التحدي والواقع.. هل تملك بغداد الأدوات لتسليم سلاح الفصائل؟
  • نهاية غير متوقعة.. قصة وفاة ملكة جمال أوروبا التى أثارت العالم
  • التدمير الداخلي.. كيف أدى الصراع بين حماس وفتح إلى تفكيك النسيج الفلسطينى؟
  • (Africa Confidential) رفضًا للمحادثات، برهان يعود إلى قصره وعاصمته المحطمة
  • انطلاق المؤتمر الدولي الخامس لقسم اللغة الإنجليزية بألسن عين شمس.. اليوم
  • الكشف عن أكثر ساعة يد تعقيدا في العالم.. استغرقت 8 سنوات من العمل
  • من الوعود إلى السجون.. استثمار وهمي يسرق أحلام مئات العائلات في الموصل