مسقط- العُمانية

بدأت أمس فعاليات النسخة الـ35 لمؤتمر ومعرض تكنولوجيا صناعة الأسمدة، والذي يهدف إلى مناقشة آخر التطورات التكنولوجية والحلول الرقمية والتحول الأخضر، تحت شعار "الوصول إلى الحياد الكربوني"، وينظمه الاتحاد العربي للأسمدة بالتعاون مع الشركة العُمانية الهندية للسماد "أوميفكو"، ويستمر 3 أيام.

رعى افتتاح المؤتمر والمعرض معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه.

وأوضح سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه للزراعة، أنَّ الزراعة ركيزةٌ أساسيةٌ للأمن الغذائي، وتعمل جميع الدول للتوسع في الاستثمارات الزراعية لزيادة الإنتاجية، مبينا أنَّ منظمة الزراعة والأغذية للأمم المتحدة (الفاو) أشارت إلى أنَّ الزراعة والحراجة وغيرهما من أشكال استخدام الأراضي تسهم بنسبة 24 بالمائة في انبعاث الغازات الدفيئة على مستوى العالم، وأنَّ الانبعاثات الناجمة عن استخدام الأسمدة الكيميائية تبلغ 12 بالمائة لذلك يتطلب تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة واستخدام التقنيات الحديثة لتحسين كفاءة إضافة الأسمدة والحد من الاستخدام المفرط لها، بالإضافة إلى حماية الأراضي الزراعية من التدهور للحفاظ على تربة صحية لتخزين الكربون وإعادة استخدامه.

وأشار سعادته إلى أنَّ وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه تبنت عددًا من البرامج التي من شأنها الإسهام في التقليل من انبعاثات الغازات، فقد تم توقيع اتفاقية مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لتنفيذ مشـروع "بناء بيئة مرنة وموارد زراعية ومائية مستدامة في سلطنة عُمان" والممول من قبل الصندوق الأخضر للمناخ التابع للأمم المتحدة، والذي يهدف إلى تمكين المعنيين في قطاعي الزراعة والمياه من تصميم وتنفيذ مشـروعات وسياسات التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه بما يتماشى مع الأولويات الوطنية والبرنامج القُطري للصندوق الأخضر للمناخ.

وأضاف سعادته أنَّ الوزارة نفَّذت بالتعاون مع شركة نفاذ للطاقة المتجددة وبتمويل من شركة بي بي عُمان، مشـروع "مستديم" الذي يهدف إلى توفير وتركيب نظام الطاقة الشمسية لـ54 مزرعة من المزارع المتضـررة من إعصار شاهين بولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة، كما تقوم الوزارة بالتعاون مع شركة أوكيو وشركة تنمية نفط عُمان في إنتاج أنواع عديدة من الشتلات وزراعتها بهدف التقليل من انبعاثات الغازات.

من جانبه أوضح سعادة المهندس محمد طاهر هواين رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للأسمدة في كلمة له، أهمية اعتماد استراتيجيات فعالة وواقعية، وذات أهداف مرحلية واضحة المعالم، تهدف إلى الحد من تأثير انبعاثات الغازات الدفيئة من أجل الوصول إلى الحياد الصفري.

وقال سعادته إنَّ استدامة البيئة والوصول إلى الحياد الكربوني مفهومان أساسيان في الوقت الحاضر يتعين الاهتمام بهما، بغرض الحفاظ على صحة وتوازن النظم البيئية والحفاظ على حياة مستقرة، ومن أجل تحقيق الاستدامة البيئية، يجب تبني ممارسات وتقنيات مستدامة تمكن من استخدام الطاقات المتجددة وتعزز كفاءة استخدام الموارد.

وأكَّد سعادته أهمية تشجيع الابتكار وتطوير التكنولوجيا والتحول الأخضر، ودعم الاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة، إضافة إلى الالتزام بتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة البيئية وأثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد.

ويناقش المؤتمر الحلول الفعالة لخفض وإزالة الكربون من مصانع الأسمدة بكافة أنواعها، وآخر التوجهات المبتكرة بتكنولوجيا الأمونيا الخضراء، واستعراض آخر الحلول بإنتاج الهيدروجين الأزرق عالي الكفاءة، ومراقبة الانبعاثات، بجانب مبادرات ترشيد الطاقة، وتوجهات الطاقة النظيفة، ومعالجة المياه، والتعريف بالأسمدة الفوسفاتية خالية الانبعاثات.

وتختتم أعمال برنامج المؤتمر بجلسة خاصة عن العرض والطلب، وذلك بمشاركة كبرى الشركات العالمية، وكبار المتحدثين والخبراء العالميين والعاملين بمجال تكنولوجيا صناعة وإنتاج الأسمدة.

ويشارك في المؤتمر والمعرض أكثر من 500 مشارك من شركات الأسمدة العربية والدولية، والهيئات، وبيوت الخبرة العالمية ذات التخصصات التكنولوجيا المهمة، والشركات أصحاب الرخص والتكنولوجيا وموردي المعدات والعوامل المساعدة والكيماويات وغيرهم من المعاهد البحثية والشركات ذات الصلة من مختلف دول العالم.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

باحث زراعي يكشف عن تحديات استخدام نظم الري الحديث وفوائدة

قال الدكتور محمود كمال الباحث في العلوم الزراعية بوزارة الموارد المائية والري، لقد أحدثت أنظمة الري الحديثة ثورة في الممارسات الزراعية، من خلال توفير طريقة أكثر كفاءة واستدامة لري المحاصيل.

وأضاف كمال، أن  تنفيذ هذه الأنظمة يأتي مع مجموعة من التحديات الخاصة، به أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها المزارعون هو التكلفة الأولية لأنظمة الري الحديثة، في حين أن الفوائد طويلة الأجل لا يمكن إنكارها فإن الاستثمار الأولي يمكن أن يكون عائقًا للعديد من المزارعين وخاصة أولئك في البلدان النامية.

وأوضح  الباحث في العلوم الزراعية بوزارة الموارد المائية والري، أن صيانة وإصلاح هذه الأنظمة يمكن أن تكون معقدة ومكلفة وتتطلب معرفة وخبرة متخصصة، وعلاوة على ذلك فإن ضمان معايرة الأنظمة بشكل صحيح وعملها على النحو الأمثل يمكن أن يكون مهمة تستغرق وقتًا طويلاً للمزارعين الذين قد يكونو بالفعل مرهقين بمسؤوليات أخرى.

وأكد كمال، انه على الرغم من هذه التحديات فإن فوائد استخدام أنظمة الري الحديثة عديدة وواسعة النطاق ومن بين المزايا الأساسية توفير المياه بشكل كبير، بفضل هذه الأنظمة فمن خلال توصيل المياه مباشرة إلى جذور النباتات بكميات دقيقة يمكن للمزارعين تجنب الإفراط في الري والحد من هدر المياه وهذا لا يحافظ على مورد ثمين فحسب بل يساعد أيضاً في التخفيف من آثار الجفاف وندرة المياه

وتابع كمال، يمكن لأنظمة الري الحديثة تحسين إنتاجية المحاصيل وجودتها من خلال ضمان حصول النباتات على إمدادات مياه ثابتة وكافية ويمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الربحية للمزارعين وتحسين الأمن الغذائي للمجتمعات.

واختتم قائلا برغم وجود عقبات يتعين التغلب عليها عند تنفيذ، أنظمة الري الحديثة فإن الفوائد التي تقدمها تجعلها استثماراً قيماً للمزارعين في جميع أنحاء العالم، ومن خلال زيادة الكفاءة والحفاظ على المياه وتحسين غلة المحاصيل تلعب هذه الأنظمة دوراً حاسماً في الزراعة المستدامة ومع استمرار تقدم التكنولوجيا من المهم لصناع السياسات وأصحاب المصلحة دعم المزارعين في تبني أنظمة الري الحديثة والاستفادة منها لضمان استمرارية أنظمتنا الزراعية على المدى الطويل ورفاهية كوكبنا.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يرفع انبعاثات الغازات الدفيئة لجوجل بنسبة 50%
  • سعر الشيكارة تجاوز ألف جنيه.. نقيب الفلاحين يوجه نداءً عاجلًا لوزير الزراعة
  • نقيب الفلاحين: نأمل من وزير الزراعة الجديد إنهاء أزمة الأسمدة
  • ملفات مهمة أمام وزير الزراعة.. أبرزها مواجهة تغير المناخ وتوفير الأسمدة
  • بعد مصانع الأسمدة.. خفض إمدادات الغاز بنسبة 40% لمصانع الصلب المتكاملة
  • باحث زراعي يكشف عن تحديات استخدام نظم الري الحديث وفوائدة
  • مجلس الشيوخ يبدأ مناقشة دراسة تطبيق نظم الري الحديثة في محافظات مصر
  • أستاذ بترول: استخدام الطاقة الشمسية في حفلات مهرجان العلمين رسالة إيجابية
  • وزير الطاقة والصناعة القبرصى: مؤتمر الاستثمار يهدف لتشجيع استثمارات الشركات الأوروبية بمصر
  • صمود الزراعة المصرية.. إنجازات وتحديات