علينا أن نعترف بأن هناك ظاهرة منتشرة بصورة أو بأخرى وهى (القتل).. قتل المرأة أو الفتاة.. إما بدعوى الحب والإعجاب أو بدعوى انحراف السلوك.. إلخ كان أشهر هذه الحالات هى قتل الطالبة (نيرة أشرف) ولعل ما لاحظناه أن تلك الحالة وجدت درجة من التأييد والإعجاب والتعاطف مع القاتل ! لدرجة وجدنا أحد المحامين المشهورين كان يريد الدفاع عن القاتل، وأعلن ذلك ! ثم ما لبث أن تكرر الأمر بصورة أو بأخرى.
لا توجد ثقافة احترام المرأة واحترام رأيها ووجودها وكيانها.. وانتشار تلك الظاهرة يدل دلالة واضحة على وجود خلل فى داخل المجتمع.. سوف يخرج من يقول لك إن مثل تلك الأمور تحدث فى كل المجتمعات.. صحيح أنها تحدث ولكنها ليست بهذه الصورة التى أصبحت متكررة بشكل بشع ومرعب وغير إنسانى. شخص يخطب فتاة ثم ينفصل.. لماذا يؤدى هذا الأمر إلى القتل؟ دلت تحريات الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة فى واقعة مقتل فتاة على يد خطيبها بمنطقة العبور أن المتهم كان خطيبها من 10 سنوات وانفصلوا. وأضافت التحريات أنه طوال العشر سنوات كان يحاول العودة لها لكنها كانت تصده. وتابعة التحريات أن المتهم ترصد للمجنى عليها وأطلق الرصاص وقتلها وأثناء ذلك تصادف مرور ضابط شاهد الجريمة ولاحق المتهم وأصابه وتمكن من ضبطه.. جريمة قتل أخرى يذبح شقيقته بالشارع اعتراضا على خطيبها.. وكشف شهود عيان أن اثنين كانا يستقلان دراجة بخارية استوقفا الفتاة أثناء سيرها بالشارع أمام المسجد وقام أحدهما بطعنها بسلاح أبيض وذبحها من الرقبة وتركاها وفرا هاربين.. جريمة قتل أخرى (قتل أخته عشان فلوس المخدرات) المتهم ذهب إلى شقيقته وذلك للحصول على أموال منها لاعتياده تناول مخدرات إلا أنها رفضت فهددها بالقتل.. ولاحقها وطعنها بسلاح أبيض بمنطقة الرقبة ثم أجهز على رقبتها على رصيف الشارع.. جريمة قتل أخرى.. شخص يقوم بإطلاق النيران على سيدة داخل مكتب الشباب والرياضة فى كلية الآثار بجامعة القاهرة.
استاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أكاديمية الفنون جامعة القاهرة
إقرأ أيضاً:
نصر السودان هو نفسه ظاهرة عظيمة، شيء سيكتب عنه التاريخ كلحظة مجيدة
منذ بدايات القرن السادس عشر تقريبا قبل 521 عاما حتى اليوم، أي قبل خمسة قرون كاملة. لم تشهد هذه الجغرافيا السودانية تحد مثل هذا، من يحب منكم ليراجع التاريخ، نشوء سنار ثم دارفور ثم تقلي، ممالك وصلت كل منها لمراحل من التوسع ثم بدأت تتفكك وتضعف، ثم جاء قبل مئتي عام الأتراك وحكموا حوالي 64 عاما، ثم جاءت المهدية فحكمت 14عاما، وكانت جزء من تيارات الوجود السوداني لكنها كانت محكومة بالفشل والتراجع لأسباب كثيرة، ثم كان الاستعمار الثنائي البريطاني في حقيقته، فحكم لمدة 57 عاما وزرع البذور الخطيرة للصراع، وبعده جاءت دولة السودان في صيغ أنظمتها المحلية المتعاقبة لمدة 69 عاما حتي اليوم.
كل تلك التواريخ مهمة ومستمرة وحاضرة، خمسة قرون تشكلت فيها هذه الجغرافيا السودانية، لكنها لم تشهد تهديدا مثل ما حدث في هذه الحرب، نعم يا عزيري لم تتضافر في تاريخ السودان كل عوامل الضعف والتفكك والانهيار فتكون في كامل قوتها، وتتراجع في ذات الوقت عوامل القوة والوحدة والتقدم وتكون في قمة ضعفها، كل ذلك في عالم أصعب بكثير مما سبقه. عالم الهيمنة والاستعمار الجديد والعولمة والمؤثرات الخارجية العاصفة.
إن تهديد السودان كان حضاريا وثقافيا وقيميا ووحدويا واجتماعيا وسياسيا وفي كل صعيد، تهديد بالزوال وأن تفقد هذه الجغرافيا حمضها النووي الذي تشكل لخمسة قرون، قل لي بالله عليك:
متى عرف السودان مثل هذه اللحظة الحرجة؟ من سيستطيع أن يقول لنا: كانت تلك اللحظة المعينة أخطر من هذه؟ يا إخوتي وبدون نزعة لإلغاء التاريخ بل في كامل استحضاره نقول: هذه اللحظة التي نعايشها هي اللحظة الأشد خطرا في تاريخ السودان منذ خمسة قرون.
والجملة التي تصف خطورتها هي أنها كانت بمثابة التكثيف الشديد لكل عوامل الضعف الكامنة والجديدة، وهي كذلك عرفت تصفية وإضعاف لكل عوامل القوة الكامنة أيضا. في هذا السياق جاءت المليشيا وجماعة تقدم من العملاء، وأدوات خدمة المخطط التهديمي والتفكيكي ليكون كل ذلك بمثابة (حصان طروادة) للدولة السودانية، يفجرها من داخلها وترعاه مخططات التآمر الخارجي ودويلة الشر والصهيونية، فتكتب نهاية السودان وتركب مكانه (مسخا مشوها) منبتا عن كل أصل، لقد كانوا أعداء للتاريخ وللسودان وللقيم ولكل شيء.
لذا فإن نصر السودان هو نفسه ظاهرة عظيمة، شيء سيكتب عنه التاريخ كلحظة مجيدة وبطولية انبعث فيها السودان كالعنقاء من قلب الرماد، هي لحظة عناق الماضي مع الحاضر، وهي ركيزة صلبة للاستمرارية، فالجذور القديمة العطشى دبت فيها الحياة من جديد، والساق صار قويا والفروع ستعانق عنان السماء، أما الثمار فهي جيل جديد ونشء جديد، سيقوم بتصفية الحساب تماما مع العمالة والارتزاق والهزيمة والذل، تصفية قاسية لا هوادة فيها ولا مساومة، جيل تشرب روح الكرامة والعزة والسيادة، واتصل مع جذوره وهويته وحضارته، سيقوى عوده أكثر ليكتب حياة سودانية جديدة في هذه الجغرافيا. إن تصفية الحساب هذه شاملة لأنها ستكون نصرا على الأعداء وهزيمة لعوامل الضعف، ولذلك وكما أنها اللحظة الأشد خطورة لخمسة قرون من تاريخ السودان، فهي اللحظة الأهم لتأسيس خمسة قرون قادمة بإذن الله.
والله أكبر والعزة للسودان
وهذه هي الروح.
الشواني هشام عثمان الشواني