بعد إغلاقه.. كل ما تريد معرفته عن قصر فرساي الفرنسي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تصدر قصر فرساي الفرنسي، محركات البحث على جوجل وذلك بعد إخلاء القصر بسبب تهديدات جديدة بوجود قنبلة داخله، لذلك البحث زاد عنه.
قنبلة قصر فرساي الفرنسي
أوضحت مجلة بارون الأمريكية، أنه تم الآن إخلاء قصر فرساي الفرنسي خارج باريس مرة أخرى اليوم الثلاثاء، وسيظل مغلقا لبقية اليوم بعد تهديد جديد بوجود قنبلة.
حيث كشفت الحكومة الفرنسية على حسابها الرسمي على موقع X "لأسباب أمنية، يقوم قصر فرساي بإجلاء الزوار ويغلق أبوابه اليوم".
تم بالفعل إخلاء المقر الملكي الفرنسي السابق يوم السبت بعد تهديد مجهول بوجود قنبلة.
قصر فرساي
يعتبر من أهم القصور الملكية في فرنسا ومكانه في منطقة فرساي اللي بتباعد حوالى 25 كيلومتر غرب وسط مدينة باريس.
ويُعد قصر فرساي واحدًا من أكثر معالم الجذب التي يقبل عليها الزوار في فرنسا ويستمد شهرته من طابعه التاريخي والثقافي.
وقد أورد موقع التراث العالمي لليونسكو قصر فرساي وحديقته كأحد أكثر القصور فخامة في العالم دون منازع.
ومن المؤكد أن فرساي من المعالم البارزة عند زيارة باريس لكثرة سماته البارزة مثل قاعة المرايا المبهرة والأوبرا الملكية الرائعة.
توجد جولات لمشاهدة القصر تتراوح بين ساعتين وأربع ساعات ولكن يمكن استكشاف جزء كبير من القصر حسب رغبة الزوار دون الانضمام لجولات.
تاريخ فرساي
كان موقع فرساي قبل ذلك مقرًا لكنيسة وقرية صغيرة، فقد زار هنري الرابع ملك فرنسا المنطقة عام 1589 وبعد ذلك زارها عدة مرات للصيد في الأراضي الغنية بالأنشطة الترفيهية في المنطقة. استمتع ابنه بالصيد كثيرًا هناك، وبنى لنفسه كوخ صيد عندما أصبح ملكًا. تم بناء ساحة الرخام مكان ذلك الكوخ الأصلي الذي بناه لويس الثالث عشر. ثم قرر الملك تحويل الكوخ إلى قصر لأسباب سياسية وشخصية حيث أكمل بناْءه في 1634.
وفي عام 1661، قرر الملك لويس الرابع عشر توسيع مساحة القصر وأراضيه بغرض تزويده بوسائل ترفيه مخصصة له فرارًا من صخب باريس إلى الراحة والاسترخاء. وانتهي به الأمر أن قام بنقل الحكومة والمحكمة الفرنسية معًا إلى فرساي. ويعود الفضل إلى لويس الرابع عشر في إدخال قاعة المرايا إلى القصر. وقد أضاف خليفة الملك، لويس الخامس عشر، الأوبرا الملكية إلى المبنى.
كان لويس السادس عشر وماري أنطوانيت آخر أفراد العائلة الملكية الذين اتخذوا فرساي محلًا للإقامة.
وقد أهدى الملك زوجته بوتي تريانون وقد أجرت فيه العديد من التغييرات، وخاصة في المشتل، الذي عرف باسم هامو دو لارين “قرية الملكة”. وقد شهدت الثورة الفرنسية إطاحة الزوجين من قصر فرساي ثم إعدامهما في النهاية.
ولم يختر من أعقبهما من قادة مثل نابليون بونابارت أن يقيموا هناك بسبب التكاليف اللازمة لتجديده. ولم يتم إعادة فتحه بعد ذلك إلا كي يصبح متحفًا.
السمات البارزة لقصر فرساي وحدائقهصالة المرايا
تحتوي صالة المرايا البراقة على 357 مرآة تعكس الأسطح الذهبية والثريات البلورية اللامعة التي تحيط بالمكان وتعد على الأرجح أنها أكثر الغرف شهرة في قصر فرساي. كما تحتوي صالة المرايا فائقة الجمال أيضًا على أشكال مطلية على سقفها تحكي تاريخ لويس الرابع عشر بالصور. وقد صمم المعرض جول أردوان مانسار واكتمل عام 1684.
ينبغي على الزوار إن أرادوا إتمام زيارتهم على أكمل وجه محاولة اللحاق بأحد العروض في الأوبرا الملكية. وإن تعذر ذلك، يجب عليهم أن يحضروه خلال جولتهم في القصر. إن الأوبرا الملكية هي المسرح الرئيسي لقصر فرساي، وتستوعب 1200 ضيفًا. وتشتهر بأجهزة الصوت المعلقة كما أن بناءها مصنوع من المرمر والخشب رائع الطلاء.
كنيسة فرساي
شُيدت كنيسة فرساي خلال فترة حكم لويس الرابع عشر واكتمل بناؤها في عام 1710. ومن الجدير بالذكر أن طولها يزيد عما يحيط بها من مبان بأمتار عديدة. ومن الأقوال المألوفة أن الملك تعبد في هذه الكنيسة التي تحوي العديد من الأعمال الفنية لفنانين بارزين في القرن السابع عشر. وقد تناوبت عليها أحداث تاريخية مختلفة مثل زواج الدوفين لويس السادس عشر وماري أنطوانيت في هذه الكنيسة الملهمة.
تمثل الشقق الفخمة للملك (جرانز أبارتومو دو روا) المساحات العامة المتصلة بالملك وساحته. ويحمل كل صالون اسم إله كلاسيكي. وقد تم استخدامها كأماكن للاجتماعات والاحتفالات التي يقيمها الملك.
حدائق فرساي
كان لحدائق فرساي وأراضيه تأثيرًا على الحدائق الملكية اللاحقة في جميع أنحاء العالم. تقع الحدائق في الجهة الغربية للقصر وتم تنسيقها حسب النمط الفرنسي لتنسيق الحدائق. وأصبحت الحدائق التي صممها وجددها أندريه لو نوتر إحدى معالم الجذب الكبرى في المنتزه. ويجب ألا يفوت الزائرون زيارة القاعات الرئيسية والممرات والنافورات ومشتل البرتقال والممشى الرائع والبساتين والمنحوتات.
عدد زوار القصر
يزور القصر أكثر من 7 مليون زائر هذا القصر التاريخي والمناطق المحيطة به.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قصر فرساي الفرنسي قصر فرساي بفرنسا قصر فرساي فرنسا
إقرأ أيضاً:
لويس الخامس عشر.. كيف غيرت عشيقاته مسار فرنسا ومهّدت للثورة؟
عُرف الملك لويس الخامس عشر، الذي حكم فرنسا من عام 1715 إلى 1774، ليس فقط بسياساته التي أثارت الجدل، بل أيضًا بعلاقاته العاطفية التي كان لها تأثير مباشر وغير مباشر على شؤون الدولة. لم تكن عشيقاته مجرد شخصيات ثانوية في بلاط فرساي، بل لعبن أدوارًا بارزة في السياسة والاقتصاد وحتى في القرارات الملكية المصيرية، فكيف أثّرت هذه العلاقات على مسار فرنسا خلال حكمه؟
مدام دو بومبادور: العشيقة صاحبة النفوذتُعتبر مدام دو بومبادور (جان أنطوانيت بواسون) واحدة من أكثر الشخصيات النسائية نفوذًا في بلاط لويس الخامس عشر. لم تكن مجرد عشيقة، بل كانت مستشارة سياسية، وأحد أقرب الأشخاص إلى الملك.
• دورها السياسي:دعمت الوزراء الموالين لها، وكان لها تأثير كبير على تعيينات المناصب المهمة في الحكومة.
• التأثير الثقافي:كانت راعية للفنون والآداب، وساهمت في تعزيز مكانة فرنسا الثقافية خلال القرن الثامن عشر.
• السياسات الخارجية:يُقال إنها أثّرت في قرارات الملك خلال حرب السنوات السبع، وهي الحرب التي تسببت في خسائر فادحة لفرنسا.
مدام دو باري: الوجه الجديد للترف والفسادبعد وفاة مدام دو بومبادور، ظهرت مدام دو باري كالعشيقة الأبرز للملك. لكن على عكس سابقتها، لم تكن تهتم بالسياسة بقدر اهتمامها بالبذخ والرفاهية.
• دورها في البلاط:كانت رمزًا للبذخ المفرط، وأصبحت علاقتها بالملك أحد أسباب غضب النبلاء والجماهير.
• التأثير الاجتماعي:زادت النقمة الشعبية ضد النظام الملكي بسبب علاقتها المفتوحة بالملك، مما زاد الفجوة بين البلاط والشعب الفرنسي.
كيف أثرت هذه العلاقات على صورة الملك؟عُرف لويس الخامس عشر بلقب “الملك المحبوب” في بداية حكمه، لكنه فقد هذه الشعبية تدريجيًا بسبب انغماسه في العلاقات العاطفية وإهماله السياسي.
تحولت البلاط الملكي إلى ساحة صراعات بين العشيقات والمقربين، مما أفقد الحكم جديته وأدى إلى تراجع الهيبة الملكية.
في الوقت الذي كانت فيه فرنسا تواجه أزمات اقتصادية وسياسية، كان الملك منشغلًا بحياته العاطفية، مما زاد من غضب الشعب والإحباط الشعبي تجاه النظام الملكي.
ورغم أن لويس السادس عشر هو من واجه الثورة الفرنسية، إلا أن سياسات وسلوكيات لويس الخامس عشر ساهمت في فقدان النظام الملكي لمكانته، ومهدت الطريق نحو سقوطه.
بين الحب والسياسة.. إرث معقدلم تكن علاقات لويس الخامس عشر العاطفية مجرد قصص رومانسية في بلاط فرساي، بل تحولت إلى عامل مؤثر في مجريات السياسة الفرنسية. فبينما كانت بعض عشيقاته، مثل مدام دو بومبادور، تملكن رؤية سياسية وثقافية ساهمت في رسم سياسات الدولة، كانت أخريات مثل مدام دو باري رمزًا للترف والانفصال عن هموم الشعب، مما زاد من تآكل صورة الملك أمام الفرنسيين.
بحلول أواخر حكمه، كان تأثير هذه العلاقات قد أسهم في إضعاف ثقة الشعب في الحكم الملكي، وأصبحت الملكية الفرنسية في مواجهة تحديات خطيرة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي. ورغم أن الثورة الفرنسية اندلعت في عهد حفيده لويس السادس عشر، فإن بذور السخط الشعبي كانت قد زُرعت بالفعل خلال عهد لويس الخامس عشر، بسبب الإسراف، الفساد، وإهمال القضايا الوطنية لصالح حياة البلاط الصاخبة.