الكتابة المسرحية الشبابية.. دوافع شخصية تثري ساحة الإبداع
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
أسامة الشقصي: الكتابة رحلة تراكمية تزيد بالتدريج.. وقد تلامسني النصوص التي أكتبها -
تميم البورشيد: الشغف هو الذي يدفعني نحو ابتكار حبكات وقصص جديدة -
عبدالله المهيري: أفكاري الشخصية لن يستطيع أحد تحويلها إلى نص مسرحي بشكل جيد إلا أنا -
نصار النصار: كتابتي للنصوص المسرحية هي محاولة مني لتحقيق حالة مسرحية مخزونة في خيالي -
تستمر الحركة المسرحية في العطاء دون توقف، فنرى بين فترة وأخرى أعمالا مسرحية جديدة تقدم للجمهور في سلطنة عمان، ودول الخليج، والعالم العربي، بل العالم بأسره، وها هي المهرجانات المسرحية اليوم تستقطب من الأعمال المسرحية جديدها على كافة الأصعدة، من الإخراج والسينوغرافيا والتأليف وتوظيف أحدث التقنيات.
وهنا نفرد الحديث عن جانب من جوانب المسرح، وهو جانب التأليف المسرحي، الذي يعد عمودا من أهم أعمدة المسرح، فرُصدت له الجوائز الخاصة به، منها جائزة الشارقة للتأليف المسرحي والتي كان للكتاب العمانيين فيها نصيب من الفوز على مدى سنواتها، وخصصت لها جوائز كذلك من ضمن جوائز المهرجانات المسرحية.
وتعد الكتابة المسرحية واحدة من أهم الكتابات الأدبية الإبداعية ولا تقل شأنا عن الرواية وأي نص أدبي آخر، وها هي جائزة نوبل للآداب تُمنح للكاتب المسرحي النرويجي «جون فوسه» عن أعماله المسرحية المبتكرة.
فما هي دوافع الكتابة المسرحية خاصة للكتاب الشباب؟ فهل الكتابة المسرحية بالنسبة لهم تعكس قضية عايشوها؟ أم أنها ترجمة لجموح خيال؟ أم أنها رسالة توعوية يراد بها الفائدة؟ وما هي أسباب اتجاه المخرجين أحيانا للكتابة؟ وهل يتجه البعض للكتابة المسرحية طمعا بالفوز بالجوائز المغرية أحيانا؟ تلك أسئلة نطرحها على عدد من الكتاب المسرحيين من مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. فإلى ما قالوا:
أسامة بن زايد الشقصي، كاتب عماني شاب استطاع أن يثبت جدارته في الكتابة المسرحية بمقياس الجوائز العابرة لحدود سلطنة عمان، فقد حقق على توالي المركز الأول في جائزة الشارقة للتأليف المسرحي عن نصه «اللعب على حافة الشطرنج» في نسخة 2021 ــ 2022، وعن نصه «في انتظار العائلة» بنسخة 2022 ــ 2023، ولتتوج كتاباته المسرحية، كما أعلن اليوم، بجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بالمركز الأول على مستوى دول مجلس التعاون عن نصه «نتوء والخيط الأبيض الرفيع».
وعن دوافع الكتابة المسرحية قال: «الكاتب يكتب ويطرح القضايا التي يراها مناسبة للطرح حسب الوقت المناسب لها، ولأن المسرح حركة إنسانية، فإنه يتماهى ويفكر حسب الذوات التي تتداخل مع هذا العالم الواسع، وأنا أكتب عندما أشعر أنه لا بد لي من كتابة موضوع معين، وهكذا تكون الأعمال الفنية والأدبية حيث يجب أن ترى النور في وقتها المناسب، هي بنيات أفكارنا التي نكتبها ونطرحها للشارع والعامة، ولأن المسرحية لها خصوصيتها، حيث إنها تقدم للجمهور أكثر من كونها فرعا أدبيا من فروع الأدب الأخرى، لذلك أنا أكتب للناس عندما أشعر أنه لابد أن يرى الناس نصي المسرحي قراءة أو مشاهدة على خشبة المسرح».
وحول إذا كانت نصوص الشقصي مرآة لتجربة شخصية قال: «بالطبع لا، وأنا أرى أن الكاتب لا يفترض له أن يكتب تجربته الشخصية لأنها تمثل فردًا واحدًا من الناس، وأنا لا أكتب النصوص حسب ما أعيشه، وأحيانا أخرى قد لا تلامسني النصوص التي أكتبها، لأنني غالبا أكتب للناس والجمهور، وهذا ما يشعر به المتفرج عند مشاهدته نصًا يلامسه ويقدم على خشبة المسرح فيقول (هذه المسرحية تلامسني، إني حقا أشعر بما يشعر به بطل المسرحية)».
وعن بداياته قال: «كتب أول نص مسرحي عندما كنت طالبا جامعيا، وهذا الدافع جعلني أستمر بكتابة النصوص المسرحية، هناك نشوة رهيبة أشعر بها عند مشاهدتي للممثلين وهم يقدمون النص المسرحي، لكن البدايات تكون متواضعة، وعندها كانت نصوصي عبارة عن ثلاث صفحات، وكنت أشعر أني أجدت الكتابة وتمكنت من كل أدواتها، وكلما كتبت نصا آخر وجدت إن النص الأخير أفضل من سابقه، حتى زادت عدد الكلمات والصفحات، وتعمقت أكثر في الكتابة ودرست النصوص من جوانب كثيرة، إن الكتابة رحلة تراكمية تزيد بالتدريج، حتى صارت نصوصي الآن مختلفة وأفضل عما كنت أكتب بمراحل».
وعن الجوائز أشار الشقصي: «الحمد لله رب العالمين، حققت العديد من الجوائز المحلية والدولية، وهذا الأمر يدعو للفخر، ودائما الجوائز تعزز من التحدي والمنافسة، وهي تعزز من الكتابة بشكل عام، وهذا الشيء يجعل الكتاب يقومون بكتابة العديد من النصوص التي إن لم تحالفها الحظ في المسابقة، فقد يحالفها الحظ في التقديم على خشبة المسرح، وأنا أكتب نصوصا للمنافسة، وأكتب نصوصا خاصة للتقديم على الخشبة، لأن المنافسة تعزز من سمعة الكاتب، والعروض المسرحية تؤكد أن الفائز بالجائزة كان قد استحقها، وهما في كلتا الأحوال تصب في مصلحة الكاتب بشكل خاص، وللدولة بشكل عام كون أن الكاتب يمثل دولته في التنافس الدولي والإقليمي سواء على مستوى العروض أو النصوص».
واختتم حديثه قائلا: «كتبت عدة نصوص مسرحية أبرزها (اللعب على حافة الشطرنج)، والذي حاز على جائزة الشارقة للتأليف المسرحي المركز الأول لنصوص الكبار ٢٠٢٢م على مستوى دول الخليج العربي، و(في انتظار العائلة) الذي حاز على جائزة الشارقة للتأليف المسرحي المركز الأول لنصوص الكبار ٢٠٢٣م على مستوى دول الخليج العربي، و(الغريب والنقيب) والذي حاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل نص مسرحي في مهرجان المسرح الحر بالأردن، ومسرحيات أخرى منها السفينة تغرق، أبي دعني أطير، لستَ روميو ليست جولييت، أصحاب السبت، نبوءة آيزنهار، نتوء والخيط الأبيض الرفيع، شحطة، الغريب والنقيب، فرقة بيدو، ليلى والدب قيس، شلوني القمر، مونودراما الليالي السوداء، ومسرحيات أخرى».
تعبير لذاتي وخيالي
وشاركنا الاستطلاع الكاتب القطري الشاب تميم البورشيد، الذي بدأ الكتابة في عام 2019 لنص مسرحي بعنوان «مرتبة الشرف»، وبعدها توالت نصوصه المسرحية بنص «ما وراء سنتارا»، ومسرحية «المغيسل» والتي كان لي نصيب حضورها، ومسرحية «سطو مملح»، و «يوم في مقدام»، وليس أخيرا مسرحية «الخيزران».
وحول سؤال دوافع الكتابة قال تميم البورشيد: «في عام 2019 وبمشاركتنا في مهرجان المسرح الجامعي كان من شروط المهرجان أن يكون كافة فريق العمل من الطلاب، من التأليف والإخراج والتمثيل وغير ذلك، هنا جاءت فكرة الكتابة أول مرة، وهنا بدأت أرى واستشعر الكتابة تعبير لذاتي ولخيالي ومن خلالها أوصل رسالتي إلى المجتمع بقالب مسرحي، لتتوالى بعد ذلك كتاباتي المسرحية، وكتابة النصوص بشكل عام أصبحت بالنسبة لي هواية وشغف، وكل نص يطرح قضية وفكرة معينة تلامس المجتمع بكل الحالات».
وتابع تميم قائلا: «نصوصي المسرحية هي مزيج بين وقائع شخصية تعرضت لها وعايشتها، وبين خيالي، لذلك سيشاهد الجمهور مزيجا بين مشاهد حقيقة وأخرى من وحي الخيال».
وبين علاقته مع المخرج متصالحه مع سطوته قال: «أنا متصالح بالتأكيد، ولكن بالاتفاق على ما يصب في مصلحة العمل».
وتحدث تميم البورشيد ختاما عن الجوائز بقوله: «الجوائز ليست دافعًا للكتابة، بدليل أن آخر مهرجانين شاركت بهما كانا من غير جوائز للكتابة، أكتب لأنني أحب الكتابة، والشغف هو الذي يدفعني نحو ابتكار حبكات وقصص جديدة».
القضية اللحظية المجتمعية
الممثل والمخرج، والكاتب المسرحي كذلك عبدالله المهيري من دولة الإمارات العربية المتحدة، عرفته ممثلا في المسرح والدراما، وله العديد من التجارب في الإخراج والكتابة، فلماذا يلجأ المخرج إلى الكتابة، هذا ما سألناه إياه بداية فأجاب المهيري: «كان لدي هاجس الكتابة منذ زمن ولكني لم أكن كاتبا بعد، حينها كنت أملك مجموعة أفكار محصورة في عقلي، وواجهت صعوبة في شرح تلك الأفكار لكاتب يحولها إلى نص مسرحي، لم أكن أملك الثقة الكافية بنفسي بأنني سأستطيع كتابة نص مسرحي، ولكني قررت كتابة أفكاري على الورق، على أمل أن يساعدني ذلك في توضيح فكرتي لكاتب مسرحي، وأثناء كتابة الفكرة وجدت أنني قد استطعت صياغة نص مسرحي كامل، وترتيب الأفكار، وتوزيع الشخوص، فاكتشفت بعد ذلك أن أفكاري الشخصية لن يستطيع أحد تحويلها إلى نص مسرحي بشكل جيد إلا أنا، لأنها ببساطة فكرتي، إلا إذا كان كاتب آخر قريب فكريا مني متشاركان في الثقافة ومطلعان على الأعمال ذاتها، هنا أستطيع القول إنه من الممكن أن أتشارك معه في كتابة نص واحد، أرى أن مشاركة أكثر من عقل في عمل واحد من الممكن أن يطور العمل بشرط التقارب الفكري، وألخص الإجابة بأن سبب اتجاهي للكتابة حضور الأفكار لدي وحبي أن أقدم تلك الأفكار للجمهور بقالب مسرحي».
وتابع المهيري قائلا: «وعن أفكاري فهي غالبا تتناول القضايا التي تنتشر في المجتمع، أعتقد أن الكاتب الذكي هو الذي يصيد القضية اللحظية المجتمعية فيطرحها على الجمهور، وهذا أمر في غاية الأهمية، وليس خطأ أن نتناول قضية قديمة، ولكن تأثير ذلك على الجمهور لن يكون كتأثير القضايا اللحظية».
وعن تأثير الجوائز في مجال الكتابة على إنتاجه المسرحي قال المهيري: «الجائزة أو الإنجاز موضوع مهم بالنسبة لي، شعور جميل أن ترى أن نصك يتوَّج وأن ترى ثمرة جهدك وأن يتم تقديرك في مهرجان أو أي محفل، ولكن لا أعتبر ذلك هدفا رئيسيا بالنسبة لي، أي أنني لا أفكر أن أكتب نصا طمعا بجائزة ما، أرى أن الأولويات أخرى منها أن يعيش العمل في الذاكرة، أن أنتج نصا لا يُمَثَّل فحسب، بل كذلك يكون مادة للقراءة الممتعة، وأن يمثل كثيرا وينتشر».
وأخيرا سألنا المهيري عن نصوصه، هل يحتكر إخراجها مسرحيا أم لا، فقال: «كتبت أربعة نصوص مسرحية، وأنا بصدد إخراج أول عمل لنص من تأليفي (أبد الدهر)، ما سبق ذلك من نصوص ألفتها كان مخرجها شخص آخر غيري، لأنني أجد صعوبة أن أكون مخرجا ومؤلفا في عمل مسرحي واحد، لأن الصراع بين المؤلف والمخرج أعيشه شخصيا عندما أتولى زمام الأمرين، بين المؤلف الغيور على نصه، وبين سلطة المخرج، لذلك أرى أنه من الأولى الاستقلالية في الأمرين، مع أن لي تجربة قريبة في (أبد الدهر)، وأنا فعلا مع مقولة أن (المخرج مؤلف آخر) لأنه بطبيعة الحال يجب أن تكون وظيفة المخرج هكذا، لا بد وأن تكون له رؤية من خلالها يمكنه تغيير حوار أو مشهد أو إضافة مشاهد وغير ذلك لمصلحة العمل، ولكن هناك فرق بسيط ما بين أن يكون المخرج مؤلفا آخر للنص، وما بين مخرج يقوم بإلغاء الكاتب من الأساس ويقوم بنفس الجهد وتغيير الأفكار الرئيسية، وأنا ضد ذلك بطبيعة الحال، وشخصيا لم تواجهني مطلقا».
حالة مسرحية
ومن دولة الكويت يشاركنا الاستطلاع الكاتب والمخرج والممثل نصار النصار، والذي له تجارب عديدة من التأليف المسرحي ونال من خلالها عددا من الجوائز، كما شارك في العديد من المسابقات المسرحية محكما فيها، وحول سؤالنا عن دوافع الكتابة قال: «كتابتي للنصوص المسرحية هي محاولة مني لتحقيق حالة مسرحية مخزونة في خيالي وتحويلها من حلم إلى حدوتة مسرحية يستمتع وينتشي بها كل من يقرأها أو يشاهدها، وأغلب النصوص التي اشتغل بها أو أكتبها بها موضوعات تلامس واقعي أو ذكرياتي أو قضايا أعايشها أو أهتم بها، ولكن أعتقد بأن مسرحية (رسالة إلى) ومسرحية (زيارة) و(عتيج الصوف) جزء كبير من حياتي».
وحول أول نص كتبه قال النصار: «أول نص كتبته (رسالة إلى) وكان نتيجة تأثري بآخر رسالة كتبها الراحل صقر الرشود لفرقة مسرح الخليج قبل أن يتركهم ويستقر للعيش بالشارقة».
وعما إذا كانت الجوائز دافعا له للكتابة بشكل خاص والاشتغال المسرحي بشكل عام، قال النصار: «أنا بشكل عام أكتب وأشتغل المسرح لحبي للمسرح وهذا هو دافعي دائما في المسرح».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النصوص التی دول الخلیج على مستوى العدید من بشکل عام أرى أن
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للكتاب».. يستحدث برامج وأركاناً تثري تجربة زواره
أبوظبي (الاتحاد)
أطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، مجموعة من المبادرات النوعية، تُنظم للمرة الأولى ضمن دورته الرابعة والثلاثين، التي تقام من 26 أبريل إلى 5 مايو 2025 في مركز أدنيك أبوظبي.
تأتي المبادرات الجديدة ضمن رؤية مركز أبوظبي للغة العربية في تعزيز الابتكار في المجال الثقافي، وخلق بيئة داعمة لصناعة المحتوى، وتوسيع آفاق التعاون الإقليمي والدولي في قطاع النشر والمعرفة، بما يتماشى مع رؤية أبوظبي الرامية إلى دعم الاقتصاد الإبداعي بوصفه ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، وترسيخ مكانتها مركزاً دولياً للإنتاج الثقافي والمعرفي.
تشهد الدورة الحالية للمعرض، إطلاق أكثر من 8 أركان وبرامج تفاعلية ثقافية وفنية، إلى جانب تنظيم ما يزيد على 2000 فعالية، صممت لتتناسب مع مختلف الفئات العمرية والاهتمامات، وتغطي موضوعات متنوعة تشمل الأدب، والعلوم، والفنون، والتكنولوجيا، وصناعة المحتوى الرقمي.
أربع قارات
تشهد دورة هذا العام انضمام 20 دولة تشارك للمرة الأولى بشكل مباشر في المعرض، من أربع قارات مختلفة، وتتحدث مجتمعة أكثر من 25 لغة، ما يعكس الاهتمام المتنامي من المجتمعات الدولية بالمعرض كنافذة على الثقافة العربية ومنصة للتوسع في أسواقها.
وتشمل قائمة الدول: المكسيك، ليتوانيا، قيرغيزستان، كازاخستان، التشيك، البرازيل، البوسنة والهرسك، أرمينيا، ألبانيا، منغوليا، مقدونيا، رومانيا، سنغافورة، سلوفاكيا، سلوفينيا، سريلانكا، طاجيكستان، تايلاند، كوسوفو، أوزبكستان، تركمانستان.
ولا تقتصر أهمية هذه المشاركة على بعدها الجغرافي، بل تعكس تطلعات دور النشر الجديدة في التوسع نحو أسواق العالم العربي، والاستفادة من الفرص المهنية والثقافية التي يوفرها المعرض، خاصة مع وجود 25 وكيلاً أدبياً من 13 دولة، و28 جناحاً دولياً يضم مؤسسات نشر من شتى أنحاء العالم، ما يعزز بناء الشراكات وتبادل التجارب في هذا القطاع.
واستحدث المعرض هذا العام تجربة دخول رقمية ذكية عبر بوابات إلكترونية تعتمد على مسح الهوية الإماراتية، مع إمكانية التسجيل المسبق وإصدار تذاكر دخول رقمية.
برامج متنوعة
وتضم قائمة البرامج والأركان الجديدة: «شارع المتنبي»، الذي يجسد روح الشارع الشهير في بغداد، من خلال تصميم يحاكي أجواءه الفريدة، حيث تصطف دور النشر القادمة من العراق لعرض كتب تراثية ونادرة، في تحية لذاكرة الثقافة العراقية ومكانتها العريقة في عالم الكتاب.
كما يمثل برنامج «مجلس ليالي الشعر»، إضافة جديدة للمعرض، ويتضمن عقد أمسيات استثنائية تجمع شعراء عرب بنظرائهم من ثقافات مختلفة، في حوار شعري يعكس تنوع الإبداع الثقافي.
ويبرز ركن «في ظلال الغاف» كمجلس أدبي يحتضنه ظل شجرة الغاف، ويعيش الحضور تجربة أدبية فريدة مع الكاتب، حيث يقرأ مختارات من أعماله، ويتفاعل مع جمهوره، ويوقع نسخاً من كتبه.
ويقدم المعرض، من خلال ركن «أطباق وثقافات»، محتوى ثقافيّاً متقاطعاً بين فنون الطبخ، والكتب، مستنداً إلى وصفات مستلهمة من إصدارات «مشروع كلمة»، لتوثيق العلاقة بين الموروث الغذائي والنصوص الأدبية.
وفي محور يعكس التزام المعرض بتمكين الشباب، تطلق الدورة الحالية مبادرة «المحاور الشاب» الهادفة إلى منح الشباب فرصة لإدارة الحوار في جلسات المعرض.
وتقدم مبادرة «على درب العلم» إضافة نوعية للمحتوى الأكاديمي، إذ تأخذ ضيوف المعرض من المتحدثين البارزين في جولة معرفية إلى عدد من الجامعات الإماراتية. وفي الإطار ذاته، تطلق مبادرة «رواد صناعة النشر» لتكريم أبرز الناشرين العرب ضمن فعاليات المعرض.
رقمنة الإبداع
وفي ظل التحولات الرقمية المتسارعة، يشهد المعرض انعقاد «مؤتمر رقمنة الإبداع» الذي يطرح رؤية شاملة لأثر الرقمنة في إعادة تشكيل الفنون، والأنشطة الإبداعية، إذ يناقش تجاوز الإبداع للحدود التقليدية، ويفتح أمام الفنانين والكتاب والناشرين آفاقاً جديدة للتعبير والوصول إلى جمهور متنوع عبر الفضاء الرقمي.
وتواكب هذه الدورة أيضاً انطلاق المرحلة الأولى من «الحملة المجتمعية لدعم القراءة المستدامة»، في خطوة تستهدف تحفيز السلوك القرائي لدى جميع الفئات، وترسيخ العادة القرائية اليومية مكوّناً من مكونات الحياة المجتمعية.
وتجسد هذه الأركان والمبادرات مجتمعة مكانة معرض أبوظبي الدولي للكتاب على خريطة الفعاليات الثقافية الكبرى، ودوره في تعزيز صناعة النشر في العالم، كما تؤكد التزام مركز أبوظبي للغة العربية بدعم استدامة المشهد الثقافي.