سيناتور أمريكي هو من ينسب إليه هذا القول واخترت أن أعنون به هذا المقال فهو يصف الحقيقة أنها هي الضحية الأولى للحرب حين يغيب الصدق وتكثر الأكاذيب ويلتبس على الناس حقيقة ما يجري على أرض المعركة من حقائق يسوقها غالبا الطرف المنتصر ضد الخاسر أو يسوقها القوي ضد الضعيف ويسوقها من يمتلك السطوة واليد الطولى لوسائل الإعلام ضد الطرف الآخر الذي لا يستطيع إيصال صوته للعالم عبر وسائل إعلامه الضعيفة أو المحدودة الانتشار والتأثير.
عندما أقرأ الأخبار والتقارير والتحليلات السياسية في وسائل الإعلام الغربية لا سيما التي تستقي مصادرها من وكالات الأنباء العالمية الكبرى أو الصحف الأمريكية والبريطانية على وجه الخصوص، أجد أنها منحازة بشكل ممنهج إلى الجانب الإسرائيلي، وتستخدم العبارات التي تختزل فيها الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية في حركة حماس وأنها هي المتحدث عن الشعب الفلسطيني بأكمله وهي المقاوم الوحيد للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية كاملة وهي الممثل الشرعي للفلسطينيين، وتصف وسائل الإعلام تلك هذه الحركة بأنها حركة إرهابية محظورة يجب التخلص منها وإنهاؤها والقضاء عليها بسبب ما تجرّه على الشعب الفلسطيني من ويلات وكوارث.
خطورة التلاعب بالألفاظ وعدم تسمية الأمور بأسمائها الصحيحة وتشويه الوقائع وتحريفها والتضليل الإعلامي الذي تمارسه تلك الوسائل على الجمهور يتمثل في تصديق عدد كبير من الناس لتلك الادعاءات وتبنيها خصوصا لغير المتابع للشأن الفلسطيني منذ بواكير انتفاضاته ضد قوات الاحتلال، كما وأن التضليل الإعلامي فيما يبث وينشر من أخبار في تلك الوسائل التي تتعمد الكذب الصريح فيما تنقله من أخبار استطاع أن يقلب موازين العملية العسكرية فالتعاطف مع عمليات القصف والقتل التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني خصوصا الأطفال منهم وتعمد تجويع الشعب الفلسطيني وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى داخل الأراضي المدمرة، كل ذلك يعكس مدى تأثير الرسائل والوسائل الإعلامية المضللة للرأي العام والتحول الذي حصل في تبني العديد من الأفراد لا سيما في المجتمعات الغربية لوجهة النظر الإسرائيلية التي تبرر وجهة نظرها في شن حربها الأخيرة على قطاع غزة.
هنالك بعض وسائل الإعلام التي تلتفت إلى ما ينقل إليها من الرسائل المضللة وتحاول بذاتها البحث عن الحقيقة وإن كان في ذلك بعض الصعوبة خصوصا إن كان التضليل الإعلامي على كل الأصعدة والمستويات ابتداء من وسائل الإعلام وانتهاء بالتضليل السياسي والدبلوماسي والعسكري، إلا أن الملتزم من تلك الوسائل والباحث عن الحقيقة يتبيّن من الوقوع في شراك ذلك التضليل أو تبصير القراء والمشاهدين بحقيقة ما يجري وخلال الأحداث الأخيرة على غزة ظهرت بعض الأمثلة التي اعترفت أنها قد تعرضت للتضليل الإعلامي ووقعت في فخ الأخبار الكاذبة وحاولت الاعتذار لجمهورها.
التضليل الإعلامي علم كبير استفاض المختصون في أدبيات العلوم الإنسانية في نقاشه واشتق اسمه «كما ورد في قواميس اللغة من «الضلال» الذي هو ضد الهدى أو الهداية ويقصد به كل ما يتم تحريفه أو تدليسه أو تلفيقه من حقائق لتوجيهها بشكل ممنهج لخدمة أهداف مجموعة من الشخوص أو المؤسسات للتأثير على آراء مجموعة من الناس وباستخدام وسائل الإعلام المختلفة ولن تختفي هذه الظواهر من وسائل الإعلام إلا بالحقيقة، وإظهار الحقائق والتحلي بالشجاعة في إظهار كذب وزيف الأخبار الكاذبة التي تستهدف زعزعة ثقة الناس فيما يسمعون أو يقرأون.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التضلیل الإعلامی الشعب الفلسطینی وسائل الإعلام
إقرأ أيضاً:
الخارجية الروسية تدين بشدة هجوم القوات الأوكرانية على الصحفيين الروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن كييف لا تتوقف عن مهاجمة المدنيين ومنشآت الطاقة الروسية فحسب، بل وتطال أيضا ممثلي وسائل الإعلام.
وقالت زاخاروفا: "نظام كييف لا يتوقف عن الإرهاب بحق المدنيين الروس ومنشآت الطاقة، وهو ما أكدناه مرارا، بل ويوجه ضربة أخرى لممثلي وسائل الإعلام الروسية، الذين يطلب منهم واجبهم المهني تغطية الأحداث "على الأرض دون حمل أسلحة في أيديهم".
وأشارت إلى أن عدد الهجمات الإرهابية يتزايد بالتناسب مع فهم النظام النازي الجديد لحقيقة أنه من المستحيل إلحاق أي ضرر بالقوات الروسية في ساحة المعركة.
وأضافت أن "سلسلة الأعمال الانتقامية الوحشية ضد الصحفيين الروس على يد النازيين الجدد الأوكرانيين تشكل شهادة بليغة أخرى على استعدادهم لارتكاب أي جريمة ضد السكان المدنيين دون تردد".
وأكدت زاخاروفا أن عمليات القتل بدم بارد التي تستهدف العاملين في وسائل الإعلام الروسية تتطلب ردا مناسبا من المنظمات الدولية التي تدافع عن حماية حقوق الصحفيين والحق في حرية الوصول إلى المعلومات.
واعتبرت أن تقاعس هذه المؤسسات، سواء من خلال الصمت المتعمد أو الأعذار الفارغة، سيكون مؤشرا على قدرتها على تنفيذ الولاية الموكلة إليها من قبل الدول بنزاهة وإخلاص.
ودعت زاخاروفا المجتمع الدولي والمنظمات المهنية الدولية للصحفيين وممثلي وسائل الإعلام إلى إدانة هذه الجرائم وغيرها من "الجرائم الدموية" التي ارتكبها نظام زيلينسكي بشكل حاسم والدعوة إلى وقف فوري للهجمات التي تشنها القوات الأوكرانية على المدنيين، بمن فيهم العاملون في وسائل الإعلام.
وشددت على أن هيئات التحقيق في روسيا ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتحديد هوية المتورطين في هذه الجرائم وتقديمهم للمسؤولية الجنائية. وسوف يتلقى المسؤولون عن هذه الجريمة العقاب الذي يستحقونه.
كما أعربت زاخاروفا عن تعازيها العميقة لعائلات الضحايا وهيئة التحرير وزملائهم، وتمنت الشفاء العاجل للمصابين.
وأعلنت قناة "زفيزدا" التلفزيونية الروسية أمس الاثنين عن مقتل مصورها أندريه بانوف، وسائق طاقم التصوير ألكسندر سيركيلي وإصابة مراسل القناة نيكيتا غولدين بجروح خطيرة أيضا، كما أفادت صحيفة "إزفستيا" بمقتل مراسلها الحربي ألكسندر فيدورتشاك في منطقة العملية العسكرية الروسية نتيجة استهداف سيارتهم المدينة من قبل القوات الأوكرانية بصاروخين من طراز "هيمارس".