لجريدة عمان:
2024-12-23@16:41:10 GMT

نوافذ :الحقيقة ضحيّة الحرب

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

سيناتور أمريكي هو من ينسب إليه هذا القول واخترت أن أعنون به هذا المقال فهو يصف الحقيقة أنها هي الضحية الأولى للحرب حين يغيب الصدق وتكثر الأكاذيب ويلتبس على الناس حقيقة ما يجري على أرض المعركة من حقائق يسوقها غالبا الطرف المنتصر ضد الخاسر أو يسوقها القوي ضد الضعيف ويسوقها من يمتلك السطوة واليد الطولى لوسائل الإعلام ضد الطرف الآخر الذي لا يستطيع إيصال صوته للعالم عبر وسائل إعلامه الضعيفة أو المحدودة الانتشار والتأثير.

عندما أقرأ الأخبار والتقارير والتحليلات السياسية في وسائل الإعلام الغربية لا سيما التي تستقي مصادرها من وكالات الأنباء العالمية الكبرى أو الصحف الأمريكية والبريطانية على وجه الخصوص، أجد أنها منحازة بشكل ممنهج إلى الجانب الإسرائيلي، وتستخدم العبارات التي تختزل فيها الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية في حركة حماس وأنها هي المتحدث عن الشعب الفلسطيني بأكمله وهي المقاوم الوحيد للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية كاملة وهي الممثل الشرعي للفلسطينيين، وتصف وسائل الإعلام تلك هذه الحركة بأنها حركة إرهابية محظورة يجب التخلص منها وإنهاؤها والقضاء عليها بسبب ما تجرّه على الشعب الفلسطيني من ويلات وكوارث.

خطورة التلاعب بالألفاظ وعدم تسمية الأمور بأسمائها الصحيحة وتشويه الوقائع وتحريفها والتضليل الإعلامي الذي تمارسه تلك الوسائل على الجمهور يتمثل في تصديق عدد كبير من الناس لتلك الادعاءات وتبنيها خصوصا لغير المتابع للشأن الفلسطيني منذ بواكير انتفاضاته ضد قوات الاحتلال، كما وأن التضليل الإعلامي فيما يبث وينشر من أخبار في تلك الوسائل التي تتعمد الكذب الصريح فيما تنقله من أخبار استطاع أن يقلب موازين العملية العسكرية فالتعاطف مع عمليات القصف والقتل التي تقوم بها الآلة العسكرية الإسرائيلية ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني خصوصا الأطفال منهم وتعمد تجويع الشعب الفلسطيني وعدم السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى داخل الأراضي المدمرة، كل ذلك يعكس مدى تأثير الرسائل والوسائل الإعلامية المضللة للرأي العام والتحول الذي حصل في تبني العديد من الأفراد لا سيما في المجتمعات الغربية لوجهة النظر الإسرائيلية التي تبرر وجهة نظرها في شن حربها الأخيرة على قطاع غزة.

هنالك بعض وسائل الإعلام التي تلتفت إلى ما ينقل إليها من الرسائل المضللة وتحاول بذاتها البحث عن الحقيقة وإن كان في ذلك بعض الصعوبة خصوصا إن كان التضليل الإعلامي على كل الأصعدة والمستويات ابتداء من وسائل الإعلام وانتهاء بالتضليل السياسي والدبلوماسي والعسكري، إلا أن الملتزم من تلك الوسائل والباحث عن الحقيقة يتبيّن من الوقوع في شراك ذلك التضليل أو تبصير القراء والمشاهدين بحقيقة ما يجري وخلال الأحداث الأخيرة على غزة ظهرت بعض الأمثلة التي اعترفت أنها قد تعرضت للتضليل الإعلامي ووقعت في فخ الأخبار الكاذبة وحاولت الاعتذار لجمهورها.

التضليل الإعلامي علم كبير استفاض المختصون في أدبيات العلوم الإنسانية في نقاشه واشتق اسمه «كما ورد في قواميس اللغة من «الضلال» الذي هو ضد الهدى أو الهداية ويقصد به كل ما يتم تحريفه أو تدليسه أو تلفيقه من حقائق لتوجيهها بشكل ممنهج لخدمة أهداف مجموعة من الشخوص أو المؤسسات للتأثير على آراء مجموعة من الناس وباستخدام وسائل الإعلام المختلفة ولن تختفي هذه الظواهر من وسائل الإعلام إلا بالحقيقة، وإظهار الحقائق والتحلي بالشجاعة في إظهار كذب وزيف الأخبار الكاذبة التي تستهدف زعزعة ثقة الناس فيما يسمعون أو يقرأون.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التضلیل الإعلامی الشعب الفلسطینی وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

مؤسسة النفط تصدر بياناً حول ما يشاع عبر وسائل الإعلام

نفت المؤسسة الوطنية للنفط، “ما تداولته بعض صفحات التواصل الإجتماعي من معلومات مغلوطة، لا تستند إلى حقائق وبراهين، مفادها “دخول المؤسسة في تسوية دين مع شركة “ليتاسكو السويسرية”، رغم رفض ديوان المحاسبة لهذه التسوية؛ في حين أن هذه التسوية لم تتم إلا بعد مراجعة وموافقة من طرف الديوان وإدارة القضايا، وهذه حقيقة مثبتة”.

وأوضحت المؤسسة “أنها قد تجنبت بهذه التسوية خسائر مالية فادحة، ستكون ملزمة قضائياً، فضلاُ عن تعريض بعض أصولها في الخارج لخطر الحجز، وأنها لا زالت تحتفظ بحقها في رفع دعوى قضائية ضد الشركة المذكورة؛ في حال أثبتت التحقيقات التي يجريها ديوان المحاسبة، توريدها لشحنات وقود مخالفة للمواصفات المتفق عليها”.

وحذرت المؤسسة الوطنية للنفط “وسائل الإعلام والمدونين وصفحات التواصل الإجتماعي، من مغبة نشر أو تناقل أي خبر يخصها، دون التثبت من صحته ودقة مصداقيته، وتجنب الوقوع في شبهة ارتكاب جريمة القذف والتشويه وبث الفتن، والتي يعاقب عليها القانون الليبي الذي سنلجأ إليه في مثل هذه الحالات”.

آخر تحديث: 22 ديسمبر 2024 - 13:47

مقالات مشابهة

  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • كيف تناولت وسائل الإعلام الدولية لقاء فيدان والشرع؟
  • مؤسسة النفط تصدر بياناً حول ما يشاع عبر وسائل الإعلام
  • الإعلام حربٌ بدون دماء.. أو الأكثر دموية
  • المؤتمر الإعلامي الثاني للتصلب المتعدد: تعزيز التوعية وتكامل الجهود
  • وزيرة الداخلية الألمانية: منفذ هجوم ماغديبورغ “مُعاد للإسلام”
  • وزيرة الداخلية الألمانية: منفذ هجوم ماغديبورغ مُعاد للإسلام
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • مقتل 11 شخصا في حادثة دهس بمدينة ألمانية
  • 11 قتيلا إثر اصطدام سيارة بالمارة في سوق عيد الميلاد بمدينة ألمانية