أول رائدة فضاء من أصل أفريقي لـ "الفجر": قررت أن أعيش حياة أحببتها
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
زارت رائدة الفضاء الأمريكية من أصل أفريقي "عائشة بو"، القاهرة في زيارة استغرقت عدة أيام، شاركت خلالها في لقاءات مع طالبات المدارس والجامعات؛ لتحكي عن تجربتها المميزة كأول رائدة فضاء من أصل أفريقي.
وبو، التي تعمل كعالمة صواريخ في وكالة ناسا، ومتحدثة تحفيزية عالمية، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة متخصصة في تحليل البيانات وتحديث تكنولوجيا المعلومات، وهي واحدة من أسرع الشركات نموًا في أمريكا، ترى أنها مازال لديها الكثير من الأحلام لتحققها.
وخلال زيارتها للقاهرة، التقت "الفجر" عائشة بو، لتجري معها حوارًا حول رحلتها وعملها ونصائح تقدمها للشابات المتطلعة لمجال الفضاء، فقالت إنها حاصلة على درجة البكالوريوس والماجستير في هندسة الطيران، قبل أن تحصل على درجة الدكتوراه في هندسة أنظمة الفضاء من جامعة ميشيجان الأمريكية، والتي تعمل فيها أيضا كعضو في المجلس الاستشاري لصناعة الطيران.
وأضافت "بو"، أنها بفضل عملها في وكالة ناسا، حققت مجموعة من الإنجازات المتعلقة باستكشاف الفضاء، حتى أنها من المقرر أن تصبح جزءًا من أول طاقم رحلة فضائية على الإطلاق يتكون بالكامل من نساء أمريكيات من أصل أفريقي وهي مهمة "بلو أوريجن".
وتحكي "بو" عن بدايتها فتقول عندما أخبرت أمي أنني سأصبح مهندسة طيران، أصيبت بالصدمة، وعندما أخبرتها أنني سأترك وظيفتي الحكومية لدراسة هندسة الصواريخ رأتها فكرة سيئة، موضحة أن نفس الأمر تكرر بالنسبة لعملها الاستثماري، فوالدتها لم تكن مقتنعة بأنها ستستطيع إدارة شركة بمفردها، متابعة: “عندما قررت أنني سأبدأ طريق الذهاب إلى الفضاء لم يرحب أهلي بذلك أيضا”.
وقالت عائشة: “عندما ذهبت إلى مدرسة الطيران التابعة لوكالة ناسا، رأيت رواد الفضاء، ولكنني لم أظن أنني قادرة على هذا الأمر، فالانضمام إلى فيلق رواد الفضاء التابع لناسا كان مميزًا وصعب للغاية”، مؤكدة أنها بعد ذلك سافرت إلى الفضاء على متن مركبة تابعة لشركة بلو أوريجن، التي تأسست بواسطة رجل الأعمال العالمي جيف بيزوس.
وعبرت بو عن حماسها الكبير لتجربة السفر إلى الفضاء على متن مركبة بلو أوريجن، وشعورها بالحظ الوفير لتحقيق هذا الحلم فيما بعد.
وفيما يتعلق بالمخاوف المتعلقة بالسفر إلى الفضاء، قالت بو بإنها ترحب بالتغيير والتحديات التي تأتي معه، وأنها تقوم في كل عام بإعداد قائمة تحدد فيها ما ترغب في تحقيقه خلال تلك السنة، وأنها قد قررت أن تصبح رائدة فضاء وتحقق هذا الحلم.
وعن شعورها داخل الصاروخ الفضائي، قالت إن الجلوس بداخله مخيف وعندما تسمع صوت المحركات الفضائية تبدأ بالقلق والتعرق، مؤكدة مع ذلك سعادتها بأنها صنعت مكانًا لنفسها في هذا المجال، الذي يهيمن عليه الذكور في مجال الطيران والهندسة.
ولفتت إلى أنها ليست الوحيدة، مشيرة إلى أن النساء أصبحن يشغلن مناصب قيادية في عدد كبير من المنظمات في علوم الفضاء، مستشهده بالمؤسسة التي تديرها، والتي تتوزع بين ما يقرب من 50-50% بين الرجال والنساء، حيث يتمتعون بمنظورات مختلفة وعندما يجتمعون معًا يتم الحصول على منظور شامل.
ومع ذلك، أشارت إلى أن هؤلاء النساء يقومن بأدوار الرعاية في الأسرة أيضا، موضحة أنهن يقومن بالتسوق لأزواجهن وأطفالهن، ويفكرن في هذه الأمور يوميًا.
وتحدثت بو عن عملها الخاص، فقالت: “أنا أدير عملًا ناجحًا، لدي 50 موظفًا، ولدي 65 موظفة، وكل ما أملكه هو القدرة على التعلم بسرعة وعدم الشعور بالهزيمة”.
وأضافت: “لم أخطط لأن أصبح مهندس طيران، بل قررت أن أعيش حياة أحببتها، والأهم من ذلك، لم أرغب في العيش مع والدي إلى الأبد، أردت أن أتمكن من الاعتماد على ذاتي، وأكون قادرة على التمتع بالحرية في حياتي واختياراتي”.
وتابعت بالقول إنه قبل 15 عامًا، كانت تعتقد أن رحلات الفضاء ستكون مقتصرة على عدد قليل من الأشخاص، ولم تتوقع أن تصبح شائعة في المستقبل، كما هو الحال الآن.
وعن أهدافها، قالت بو: "في كل عام أقوم بإعداد قائمة وأقرر ما أريد أن أكون عليه في ذلك العام، هذا العام، سأكون رائد فضاء، في العام الماضي، لقد أصبحت رئيسًا تنفيذيًا وصاحبة شركة، وقبل ذلك أردت أن أكون مؤثرة أكثر في المجتمع، هكذا أخطط لحياتي وأبدأ في تحقيق أحلامي".
وقالت عائشة، إنه لا يوجد مستحيل، مستدلة بقصة والدة صديقتها فقالت: “أعز أصدقائي في الصف السادس والدتها تقاعدت من تدريس اللغة الإنجليزية، وكانت مدرسة قوية لمدة 20 عامًا في المدارس، لكنها لم تيأس، وعادت إلى المنزل ذات يوم، وقررت أن تبدأ بالرسم بمجموعات الطلاء، وهي الآن رسامة ألوان مائية حائزة على جوائز، مع أنها لم تكن تعلم أنها تستطيع الرسم لأن وظيفتها الأساسية كانت تشغل وقتها كله”.
وتابعت عائشة: “بمجرد أن أتيحت لها الوقت، أدركت أنها لا تستطيع القيام بذلك، وهي الآن تقيم معارض فنية”.
واختتمت رائدة الفضاء الأمريكية، بتوجيه دعوتها للنساء حول العالم؛ للعمل بجد لتحقيق أحلامهن، حتى وإن اعتبرنها مستحيلة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الطيران رواد الفضاء الفضاء طيران رائدة فضاء صناعة الطيران من أصل أفریقی إلى الفضاء
إقرأ أيضاً:
ما بعد الفيتو الروسي
ياسر عرمان
أُشبع الفيتو الروسي تحليلاً وتخميناً بمعلومات صحيحة من مظانها الحقيقية وأخرى خاطئة عن قصد أو دونه من مختصين ومطلعين وآخرين قافزين بالزانة أو بالشباك، ليس لدي ما أضيفه ونحن نتعامل مع العلاقات الإقليمية والدولية في أخطر فترة يواجهها المجتمع والدولة السودانية الحديثة منذ نشأتها.
يجب أن نكون حذرين وصبورين في التعامل مع جيراننا الأقربين وفضائنا الحيوي وامتداداتنا في الجغرافيا السياسية والمصالح المتقاطعة سيما في البحر الأحمر والقرن الأفريقي وحزام الساحل الذي تشهد بعض بلدانه انهيار الدولة الوطنية مثلنا والأطماع في الموارد وغياب النواة الصلبة التي توحد التنوع وضبابية الرؤية وعدم وحدة القيادة.
الوطنيون حقاً يخشون على بلادنا من ثلاثة مصادر أولها إطالة أمد الحرب وثانيها تقسيم شعبنا وأرضنا وثالثهم الشيطان عودة النظام القديم في دولة هشة، وبحكم مشاركتي في قضايا الحرب والسلام وامتداداتها في العلاقات الإقليمية والدولية كتبت أكثر من عشر مقالات في هذه القضية منذ بداية الحرب في محاولة للمساهمة في الحوار الهام بين قوى الثورة والتغيير حول كيفية الوصول إلى إطار متكامل وحزمة منسجمة لوقف وإنهاء الحرب تضع الإغاثة قبل السياسية والحقوق الطبيعية قبل السياسية، وتجعل من مخاطبة الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين مدخلاً للعملية السياسية التي يجب أن تقوم في فضاء مفتوح قائم على حماية المدنيين ومشاركتهم، وأن تكون ذات مصداقية لا أن تقوم على الحلول التجارية السريعة القائمة على الربح والخسارة وغير المستندة على المبادئ والمؤقتة والهشة.
شهد الشهر الأخير بداية جديدة وصحيحة في أوساط القوى المدنية في التركيز على قضية حماية المدنيين ومخاطبة الكارثة الإنسانية قبل الدخل في أي عملية سياسية لا توفر الأمن والطعام والسكن والعلاج واتساع الفضاء المدني قبل الدخول في حوار يرقص على ساق قسمة السلطة.
ما بعد الفيتو الروسيأصدر مجلس الأمن قرارين حول السودان، ورغم انقسام المجلس، فإن الخمسة الكبار سمحوا بتمرير القرارين في شهري مارس ويونيو (٢٧٢٤- ٢٧٣٦)، عجز القراران ناجم عن عدم توفر الآليات لتطبيقهم وعدم وجود بعثة سلام للفصل بين القوات والتحقق، وصدروهما خارج الفصل السابع، ورغم أن الكارثة الإنسانية والنزوح واللجوء وجرائم الحرب في بلادنا هي الأكبر على مستوى العالم، لكن يتهرب المجتمعان الإقليمي والدولي من التزاماتهم في ظل انقسامات حادة وقضايا أخرى تستأثر باهتمام سيما أوكرانيا وغزة.
الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين مدخل لوحدة قوى الثورة والعملية السياسية:
الكارثة الإنسانية وتطبيق مبدأ حماية المدنيين تشكلان الحد الأدنى لوحدة قوى الثورة وأساس الحقوق الطبيعية في الحياة والإقامة، وفي نفس الوقت تشكلان المدخل الصحيح للعملية السياسية القائمة على حق الشعب في حقوقه الطبيعية قبل السياسية، وهي تحرج المجتمعين الإقليمي والدولي، وتذكرهما بالتزاماتهم المنصوص عليها في المواثيق الإقليمية والدولية والقانون الإنساني والدولي.
مجلسا الأمن الأفريقي والدولي يوفران الإجماع:
في ظل الانقسام الذي يشهده مجلس الأمن الدولي علينا العمل مع أعضاء مجلس الأمن الأفريقي وتصعيد خطابنا حول الكارثة الإنسانية وحماية المدنيين في السودان، حتى يخرج مجلس الأمن والسلم الأفريقي بخارطة طريق ستجد القبول والإجماع في مجلس الأمن الدولي كما جرت العادة في ظل الانقسام الحالي، بل يجب الدعوة إلى اجتماع في مقر الاتحاد الأفريقي بين مجلسي الأمن الأفريقي والدولي كما تم من قبل وبعد اتفاق نيفاشا، وقد عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً في نيروبي قبل الاتفاق وزيارة للخرطوم بعد الاتفاق، ومن الضروري مشاركة الجامعة العربية في هذا الاجتماع.
المناطق الآمنة أم نزع السلاح؟ تقليص الفضاء المدني أو العسكري؟
مفهوم المناطق الآمنة للمدنيين علينا طرحه في إطار توسيع الفضاء المدني وتقليص الفضاء العسكري وحق المدنيين في نزع السلاح من أماكن تواجدهم لا عبر تحديد مناطق معزولة تقلص الفضاء المدني وتوسع الفضاء العسكري، ويجب أن يتم ذلك بتطبيق القانون الإنساني الدولي الذي يعطي المدنيين حرية الحركة، ويطالب العسكريين بالخروج من المناطق المدنية حتى تكون آمنة، الأمن يعني انسحاب العسكريين وحصر تواجدهم وليس العكس، وفي أي ترتيبات مقبلة لوقف العدائيات أو إطلاق النار سيطالب العسكريين بالرجوع إلى أماكنهم قبل الحرب برقابة وتحقق من بعثة السلام، وهذا لن يتوفر إلا باتفاق الطرفين أو تطبيق الفصل السابع، وفي الوضع الدولي الحالي وعدم الاهتمام بالسودان الحل هو في تصعيد الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية معاً.
نواصل..
الوسومياسر عرمان