الجزيرة:
2025-02-03@07:23:02 GMT

ما أفضل عدد أطفال في الأسرة المثالية؟

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

ما أفضل عدد أطفال في الأسرة المثالية؟

بيروت – في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعصف بالكثير من الأسر، ومع الأزمات الكثيرة التي تحد من قدرة الشباب على الزواج، وتؤخره إلى عمر متقدم، ينحصر عدد الأولاد ضمن الأسرة ويتقلص سنويا.

وباتت العديد من الأسر لا تنجب أكثر من طفل واحد، لكن هذه المقاربة خاطئة، لأن التوقف عن إنجاب أكثر من طفل واحد، يجعله يترعرع وينشأ دون إخوة، ويلغي مفهوم بناء العائلة، ويدفع بها نحو التقلص، ويحصرها في عناصر أقل، ويمنع العائلة المتمددة التي لها عدة إيجابيات مع وجود الإخوة والأخوات وأولادهم، ومن ثم يتقلص أو ينعدم مفهوم العمومة والخؤولة.

ويعتبر الخبراء أن سياسة إنجاب الطفل الواحد سلبية، لأنها تحرمه من التفاعل الإيجابي الذي تكفله العائلة المكونة من عدة أطفال، ويرون أن إنجاب طفلين أو ثلاثة أمر جيد لتكوين أسرة طبيعية ومثالية.

إنجاب طفلين أو ثلاثة أمر جيد لتكوين أسرة طبيعية ومثالية (غيتي) صورة نمطية للعائلة المثالية

وترى نادين غالب، أخصائية علم النفس الأسري، أن معظم الأسر المعاصرة أصبحت تفضل إنجاب طفلين فقط، مضيفة أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورا كبيرا في هذا التغيير، وأصبح تكوين الأسرة وقرار إنجاب الأطفال في المجتمعات الحديثة خاضعا لهذه الظروف.

وتقول نادين للجزيرة نت إنه "حينما يقرر الناس إنجاب عدد أقل من الأطفال، يصعب إقناعهم بخلاف ذلك"، مشيرة إلى أن إنجاب الأطفال "يصبح أقل أهمية وأكثر صعوبة من الناحية العملية في جميع أنحاء العالم، كلما ازداد إقبال النساء على التعلم والانخراط في سوق العمل".

إذ ظهرت صورة نمطية للعائلة المثالية تقوم على الأم والأب مع طفلين فقط، وتم الترويج لكون هذه الصورة هي التي تحقق للأسرة "الرفاه وترشيد الإنجاب والتنظيم العائلي".

كما أشارت الأخصائية النفسية إلى أن هذا العدد المحدود من الأطفال "يجعل المرأة تشعر أنها أكثر شبابا وجاذبية، في مقابل أن الأسرة متعددة الأطفال، ومع منتصف العمر تبدو فيها الأم أكبر سنا مما هي عليه، وببشرة شاحبة وأقل حيوية".

نادين غالب: سياسة الطفل الواحد قد تجعل أحد أفراد العائلة يشعر بالنقص أو الرغبة الخفية في مزيد من الإنجاب (الجزيرة) مزايا إنجاب أكثر من طفلين

وتقول نادين غالب إن الدراسات أثبتت أن العائلة التي لديها أكثر من طفلين "تشعر بالدعم الاجتماعي"، وترى أن من إيجابيات العائلة الكبيرة:

1- ضمان الاستمرارية

يعزز وجود الأطفال الروابط العائلية بين الوالدين، ويجعلهما يعيشان في كنف أسرة متماسكة، خصوصا أن سياسة الطفل الواحد قد تجعل أحد أفراد العائلة يشعر بالنقص، أو الرغبة الخفية في إنجاب المزيد من الأولاد. كما يسهم الأولاد في المحافظة على العلاقة الوطيدة بين الزوج والزوجة.

2- وجود سند حقيقي

الأخوة من العناصر المهمة في حياة الإنسان، لذا فإن إنجاب أكثر من طفل واحد من شأنه أن يضمن للطفل وجود مساندين له سواء في المدرسة أو في البيت، أو في الحياة عموما.

وتكمن حاجة الطفل إلى إخوة بشكلٍ كبير في مرحلة المراهقة، حيث يجد نفسه بحاجة إلى إنسان يفهمه ويقرأ تطلعاته وأحلامه وأفكاره بوضوح. وبعدها يأتي دور الإخوة كسند حقيقي مع تقدم الأهل في العمر.

3- رفقة تحت سقف واحد

وجود عدد كبير من الأطفال لدى العائلة الواحدة له فائدة إيجابية، من ناحية وجود شخص للعب معه، وبالتالي وجود رفيق للعب المباشر تحت سقف واحد.

آلاء غندور: نموذج الاكتفاء بإنجاب طفلين يعتبر تغييرا كبيرا عما كان عليه الوضع في الماضي (الجزيرة) لا عدد محددا

وتقول الخبيرة الاجتماعية آلاء غندور للجزيرة نت "لا يوجد عدد أطفال محدد يوصى به، خاصة أن دراسات الصحة النفسية العالمية تبين أن زيادة عدد الأبناء؛ يؤثر إيجابا على صحتهم النفسية؛ إن توفرت لهم بيئة آمنة وظروف معيشية جيدة".

وأشارت غندور إلى دراسة أجرتها عالمة الديمغرافيا في جامعة هوبكنز أليسون جيميل عام 2022، حيث وافق حوالي 51% من الأشخاص -الذين شملتهم عينة الدراسة- على أن الأسرة المثالية هي التي تتألف من طفلين، على عكس أيام التسعينيات من القرن الماضي، حيث اتفق ثلث الأميركيين على أن الأسرة المثالية التي لديها 3 أطفال أو أكثر.

وترى آلاء غندور أن المفارقة أصبحت واضحة وصار التركيز على هذه الصورة النمطية. وتقول في ما يخص المجتمعات العربية الحديثة، إن الكثير من الأزواج في الوطن العربي يرون أن إنجاب طفلين هو العدد المثالي للأطفال بالنسبة للأسرة.

معظم النساء بأميركا يرين أن العدد المثالي للأسرة هو إنجاب 3 أطفال فيما يرى الرجال الاكتفاء بطفل واحد (غيتي) تباين آراء النساء والرجال

وبيّن تقرير نشره موقع "ميديوم" الأميركي أن أغلبية النساء بالولايات المتحدة يتفقن على أن العدد المثالي للأسرة الناجحة هو إنجاب 3 أطفال، بينما يبدي الرجال اهتماما بإنجاب طفل واحد فقط.

وبالنظر إلى الأجيال المختلفة، ظهر نموذج مجتمعي جديد يقوم على الفردية والعائلة الصغيرة، وصورة الأم والأب مع طفلين فقط، لذلك فإن إنجاب أكثر من طفل واحد من شأنه أن يضمن التنوع داخل العائلة، وعلى كل الأصعدة.

وهذا من شأنه أن يعزز التعاون والتكافل ضمن العائلة والمساعدة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء. لكن الأهم من كل ذلك، هو ضمان التنشئة الصحيحة والاستقرار العائلي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

عين على الأسرة.. الخلافات العائلية توتر يهدّد أجيالا بأكملها

هي الأساس الأول الذي يقوم عليه المجتمع، هي النواة الفاعلة في تكوين الأفراد وبالتالي الأمم، أجل إنها العائلة التي تحتضن والتي يرتبط صلاحها بصلاح المجتمع، والعكس إن فسدت فسد وعمّ الجهل بين أفراده، والحديث عن الأسرة يقودنا حتما لذكر العلاقة بين الزوجين، فهي الطرف الأقوى في معادلة السعادة والتوازن الأسري، لأن اختلالها يؤثر وبصفة الأولاد ومستقبلهم، لهذا فإنّ الإسلام حثّ كثيرًا على توطيد أواصر المحبة والإخلاص بين أفراد الأسرة، وقديس العلاقة بين الزوجين إذ يقول تعالى: “يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا”

فكيف تؤثر هذه الخلافات على الأطفال؟
1/ نفسيّة معقدة: فالمشاكل العائليّة والأسريّة تؤثر في النمو العقلي بطريقة سليمة، وهذا ما يخلق بعض العقد النفسيّة في شخصيتهِ، وقيامهِ ببعض التصرفات الغريبة، والعنيفة، بالإضافة لإصابتهِ بمشكلة الاكتئاب النفسي، القلق، والانعزال الاجتماعي.
2/ التأخّر والتراجع الدراسي والصحي:
لأن الخلافات تشتت ذهن الأطفال وتفقده القدرة على التركيز، وقد أثبتت دراسات عديدة أن معظم الأطفال المتأخرون دراسيًا يُعانون العديد من المشاكل الأسرية والخلافات، ليس هذا فحسب فحتى صحتهم مهددة بالتدهور، فالشعور الدائم بالخوف يصب الجهاز المناعي بالضعف.
3/ فقدان الشهيّة للطعام:
يُعاني الطفل الذي يعيش ضمن أسرة مفككة، من مشكلة انعدام الشهيّة لتناول أي صنف من الأطعمة، وهذا ما يجعلهُ يُصاب بالنحافة الزائدة، وافتقاد الفيتامينات المهمة من الجسم.
4/ ضعف الثقة بالنفس:
تتأثّر شخصية الطفل كثيرًا بطبيعة الجو الأسري الذي يعيش فيهِ، لهذا فإنّ المشاكل والخلافات الأسرية، تجعله يفتقد ثقته بنفسه وبكل الأشخاص المحيطين به بما ينعكس سلبًا على سلوكه وعلاقاته الاجتماعيّة مع الأيّام.
فيا معشر الأزواج:
يهب الله الأولاد ويجعلهم أمانة في أعناقنا، لهذا وجب علينا صونها، والحرص على الارتقاء بهم إلى فيه الصلاح لهم في الدين والدنيا، وحتى نتمكن من تأدية الرسالة على أكمل وجه ننصح بما يلي:
1/ محاولة الزوجين إخفاء المشاكل أمام أطفالهم، ومعالجتها خلال تواجد الأطفال خارج المنزل، وعدم إظهار مشاعر الغضب والتوتر أمام الأطفال.
2/ عدم استخدام الألفاظ السيئة وغير لائقة أمام الأطفال، أو توجيهها إليهم أثناء التحدّث معهم، مهما كانت الأسباب.
3/ تبسيط المشاكل أمام الأطفال، والتعامل معها بكل هدوء وعقلانيّة.
4/ الذهاب في نزهاتٍ مسليّة بين الحين والآخر، ليشعر الطفل بالمحبة والأمان.
5/ التحدث مع الطفل بشكلٍ دائم، وخل فرص للتواصل ليشعر بمدى اهتمام الأبوين بهِ ومدى مراعاتهم لشعورهِ وأحاسيسه.
6/ تعامل الزوج والزوجة مع بعضهما البعض بكل احترام أمام الأطفال، مهما كانت خلافاتهم الخاصة كبيرة

مقالات مشابهة

  • فيديو.. شباب يخاطرون لإنقاذ أطفال من عقار مشتعل في مصر
  • لحظات مرعبة.. شاب يتسلق 10 طوابق لإنقاذ 3 أطفال في حريق شقة بفيصل
  • «معًا لمجتمع أفضل بلا إدمان» في ندوة توعوية لبيت العائلة بأسيوط
  • "معاً لمجتمع أفضل بلا ادمان".. ندوة لبيت العائلة بأسيوط والاتحاد العربي للتدريب
  • أصغر مراسل في غزة.. محمد يوثق دموع الأطفال بعدسة اليُتم
  • عين على الأسرة.. الخلافات العائلية توتر يهدّد أجيالا بأكملها
  • 3 أطفال من كل 100 يولدون خارج إطار الزواج! تزايد الأعداد عالميًا وتركيا في دائرة الخطر
  • كاتدرائية القديس أنطونيوس الكبير بالفجالة تنظم حجًا روحيًا إلى كنيسة العائلة المقدسة بالمطرية
  • «العائلة» تتصدر المشهد في معرض الكتاب.. صور تذكارية وأجواء مبهجة
  • جمعة العائلة.. كيف غيرت السوشيال ميديا شكل الترابط بين الأسرة المصرية (فيديو)