ركن نقاش

إحسان الفقيه كاتبة أردنية تستنكر تجديد الخطاب الإسلامي!!

عيسى إبراهيم

** بعد أن أكدت أنها ليست من العلماء وليست فقيهة في علم العقيدة استنكرت عبارة “تجديد الخطاب الإسلامي” واعتبرته تعبيراً مبطناً عن الردة، واعتبرت الإسلام لا يحتاج إلى إعادة تسويق بطريقة مبتكرة..

** تقول الكاتبة الأردنية: الكل (الذين لا يستطيعون مطالبة اليهود بمراجعة التلمود) يظهرون مهاراتهم في تجديد الخطاب الإسلامي (المستند على كتاب الله وصحيح الحديث النبوي) بزعمهم.

** أول ما يؤخذ على الكاتبة الأردنية أن لا مقارنة ولا تشابه بين استدراكات الحاخام عوفاديا يوسف على تشويه اليهود للتلمود ومطالبة ناشطي الإسلام بتجديد الخطاب الديني إذ ليس هناك شكوى من تشويه للقرآن أو الحديث النبوي فهما مصانان حد الإعجاز!!..

** فالقرآن كلام الله والحديث النبوي كذلك من الله للنبي بدليل قوله (عليه افضل الصلاة وأتم التسليم): “ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه “ويعني بالمثل الحديث النبوي”!!..

** إذن القرآن والحديث النبوي مواكبان لفظاً ومعنىًّ لمستجدات الأمور الكونية والنفسية مدى الدهر وكلما زاد علم الإنسان ارتفع في فهم القرآن وهما الحق والحقيقة.. والآية: “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيئ شهيد” شهيد بمعنى أنه لا يغيب أبداً ولا يغيب سرمداً وهي أي الآية تعني ذلك..

** نطالع فيما يلي نماذج عديدة ليست حصراً وإنما دلائل لتجدد المعرفة الدينية سرمداً لمستجدات الخطاب الديني ومواكبته وملاحقته قرآناً وحديثاً:

1/ القرآن نزل ثلاثة عشر عاماً في مكة بآيات الإسماح “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين” و”لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” و”قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وهذه حرية العقيدة..

ولما تآمر مشركو مكة على حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالهجرة إلى المدينة ونزل قرآن المدينة: “إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير” ثم نزلت آية السيف: “فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن آابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم” [واديل الأمر من الإسماح إلى العنف بالكافرين وجهادهم] وجاء من هنا الحديث النبوي: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا الشهر ويحجوا البيت إذا استطاعوا اليه سبيلا فاذا فعلوا عصموا مني أموالهم ودماءهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله”..

2/ ولما نزلت الآية: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون” قال الصحابة: “أينا يستطيع أن يتقي الله حق تقاته يا رسول الله” فنزلت الآية الناسخة لتلك: “فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”.. فنزل القرآن مواكباً لطاقة الناس آنذاك ومقدرتهم وفقاً للآية: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” لذا لما كان وسع النبي أكبر من وسع الصحابة كان تكليفه في الصلاة والصوم والزكاة أكبر من تكليف الصحابة فهو مكلف بست صلوات في اليوم بينما تكليفهم خمس صلوات وزاد عليهم بقيام الليل أمراً وكان يصوم صيام المواصلة ثلاثة نهارات وليلتين وفي الزكاة كان على العفو انفاق كل ما زاد عن حاجة لحظته الحاضرة وكان يقول لعائشة: أوما أمرتك إلا تعلقي لا تعلقي فإن خالق غدٍ يأت برزق غدٍ كل غد..

3/  والمعلوم أن القرآن المدني نسخ القرآن المكي في حق الأمة ولم ينسخه في حق النبي وهو نسخ موقوت بوقته وينتظر أن يحكم المكي مستقبلاً إذ لا يعقل أن ينسخ المدني المكي سرمداً إذ القرآن كله حسن ولكن بعضه أحسن من بعض حيث قال النبي: “سيد آي القرآن آية الكرسي” والقرآن المدني تنزل من القرآن المكي لطاقة الناس كما بينا والمكي لمكانة الإسماح فيه ولمكانة حرية العقيدة فيه هو أفضل ما في ديننا وسيحكم حين يحين حينه وحين تأتي أمته وذلك مجيئ ليس منه بد وقد أزف..

4/ والحديث النبوي: “بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء قالوا من الغرباء يا رسول الله قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها” وطالما هناك عودة للإسلام فهناك تجديد للخطاب الديني بداهة..

5/ كان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو المسلم الوحيد على الإسلام الأخير [الإسلام الإيمان الإحسان علم اليقين علم عين اليقين علم حق اليقين فالإسلام الأخير] وهو المطلوب منا جميعاً: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”.. “أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون”..

6/ من ذلك أيضا حَديثُ الثَّقلَينِ (عليكم بكتاب الله وعترتي آل بيتي عضوا عليهما بالنواجذ فإنهما لا يفترقان حتى يردا على الحوض) “عن جمْعٍ من الصَّحابة؛ منهم: علي بن أبي طالب، وأبو سعيد الخُدري، وجابر بن عبد الله، وجُبَير بن مُطعِم، وحُذيفة بن أَسيد”.

7/ كما أن حديث عودة المسيح مستقبلاً مؤكد.. كل ذلك يسوق إلى تجديد الدين وعودته المنتظرة..

8/  أكثر من ذلك جاءت الآية الفاصلة تتحدث عن مستقبل الإسلام كهداية للبشرية جمعاء: “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً” إذن الشاهد على ظهور الإسلام على كل الديانات الأخرى هو الله سبحانه وتعالى وسيظهر بتأييد الكشوفات العلمية في الآفاق وفي النفوس المؤيدة لصحة القرآن المتفرد بالحقيقة الأزلية فهل ظهر الإسلام على كل الأديان أم أنه منتظر أن يحدث مستقبلاً قطعاً حدوثه في المستقبل!!..

** ثم ألم تقرأ هذه الإحسان الفقيه ما قدمه الأستاذ محمود محمد طه من فكرة تقوم على بعث الرسالة الثانية من الإسلام باعتبار أن الشريعة مستندة على طاقة ومقدرة أمة المؤمنين في القرن السابع الميلادي هي الرسالة الأولى واعتبار ما استند على طاقة ومقدرة النبي في سنته (تكليفه حسب طاقته ومقدرته) هو الرسالة الثانية من الإسلام حتى عد الأستاذ محمود محمد طه عند الكثيرين أنه مجدد الإسلام في القرن العشرين؟..

eisay1947@gmail.com

الوسومإحسان الفقيه الأردن الأستاذ محمود محمد طه الإسلام السودان الشريعة الصحابة القرآن تجديد الخطاب الإسلامي ركن نقاش عيسى إبراهيم

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأردن الإسلام السودان الشريعة الصحابة القرآن عيسى إبراهيم الحدیث النبوی

إقرأ أيضاً:

الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)

يمانيون/ صنعاء توجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني في كل ربوع الوطن والمغتربين منهم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

وعبر الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، عن التهاني للمرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الصابرين والأسرى الأوفياء وأسر الشهداء والجرحى وأهالي المرابطين والأسرى.

وقال” يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإن مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن”.

وأشار الرئيس المشاط إلى أن الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم في يوم القدس العالمي يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس.

وأضاف” إننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقل ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الايمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني”.

وثمن الرئيس المشاط الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تأل جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات.

وجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر وإيقاف المجازر المرتكبة بحقه ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن يتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما يقدر عليه وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وحذر فخامة الرئيس دول العالم كافة وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، كما حذر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب.

وقال” من ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الاستراتيجي في الشرق الأوسط الجديد” والذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية”.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، والذي لم يأت إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل المنطقة العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية.

وأكد أن هذا العدوان لن يثني اليمني عن القيام بواجبه ولن يفت من عضد وإرادة الشعب اليمني، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدرات اليمن العسكرية وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية.

وأضاف” فلدينا بفضل الله وعونه التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات”.

كما أكد أن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم.

وجدد التأكيد على أن القوات المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر إن شاء الله تعالى.

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين.

قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) صدق الله العظيم.

يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:

باسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى أتقدم بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العزيز في كافة ربوع الوطن، وللمغتربين منهم خارج الوطن، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأخص بالتهنئة أبطال شعبنا المجاهدين المرابطين في كل الجبهات من أبناء القوات المسلحة والأمن بكافة تشكيلاتها، القابضين على الزناد والساهرين على أمن ومنعة وحماية شعبنا اليمني العظيم، وهم في أشرف معركة دفاعاً عن شعبهم وإسناداً ونصرة لإخوانهم في غزة العزة، والجرحى الأعزاء الصابرين والأسرى الأوفياء، وأسر الشهداء والجرحى، وأهالي المرابطين والأسرى.

سائلاً من الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وتلاوة القرآن، وأن يجعلنا ممن فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وأن يكون شهر رمضان المبارك قد ترك أثراً في تزكية النفوس، وأن يجعلنا ممن يحافظ على ما اكتسب فيه من التقوى طوال عامه لتكون لنا دافعاً للتحرك وفق توجيهات الله، ودرعاً واقياً دون مخالفة أوامره ونواهيه.

شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

يعز علينا أن نحتفل بعيد الفطر المبارك، وإخواننا في غزة يذبحون بآلة التوحش الصهيونية، وإنّ مما يُهَــونُ علينا أن شعبنا اليمني العظيم لم يترك غزة وحدها، وشرَّفه الله بالاستمرار في إسناد ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وعبَّر عن هذا الموقف الديني والإنساني والأخلاقي بالعمليات العسكرية وحظر الملاحة للعدو الإسرائيلي في البحرين الأحمر وخليج عدن.

وها هو الخروج المليوني والاستثنائي لشعبنا اليمني العظيم، في يوم القدس العالمي، يؤكد مجدداً على موقف المساندة لإخواننا في فلسطين وغزة والضفة والقدس، وإننا نقف بإجلال وإكبار لهذا الخروج المليوني في صنعاء والمحافظات في أكثر من 500 ساحة، في المدن الرئيسية والمديريات والعُزل، ونحيي كل الشرفاء الذين شاركوا فيها، رجالاً ونساءً وصغاراً وكباراً، وهو أقلّ ما يمكن التعبير به عن عظيم التضامن وصادق المواقف، من شعب الإيمان والحكمة، في وقت توارت فيه أنظمة عربية إما بالخنوع أو بالعمالة والتواطؤ مع العدو الصهيوني، ليبقى موقفكم يا شعب الإيمان والحكمة دليلاً على وعيكم ويقظة الضمير وعميق الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه، وهو الموقف الذي يعبِّر عن الاستفادة من الشهر الكريم، شهر رمضان شهر التقوى، فلا تقوى بلا مناصرة فلسطين، ولا تقوى بدون مواجهة قوى الاستكبار الشيطانية (أمريكا و”الكيان الصهيوني”).

يا أبناء شعبنا اليمني العزيز في الداخل والخارج:

إن العدوان الأمريكي الغاشم والظالم والمستمر ضد شعبنا هو عدوان فاشل وعاجز، وسيبوء أصحابه بالخيبة حين ينكسر على أسوار اليمن المنيعة، الذي لم يأتِ إلا نصرة ودعماً لجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتحويل منطقتنا العربية إلى مسرح للاستباحة والهيمنة الصهيونية، ولكنه لن يثنينا عن القيام بواجبنا، ولن يفت من عضد وإرادة شعبنا العزيز، بل سيؤدي حتماً الى تطوير قدراتنا العسكرية، وكسر الهيمنة والغطرسة الأمريكية فلدينا -بفضل الله وعونه- التجربة الكبيرة والإرادة اللازمة لتلقين العدو الدرس الذي لم يتعلمه من حروبه السابقة والمستمرة على اليمن، بل إن عدوانه يزيد من إصرار شعبنا وعزمه بالتوكل على الله لمواجهة كل التهديدات.

إن العدوان الأمريكي لم ولن يحصد غير الفشل والخسران فهو من غارته الأولى وحتى اليوم لم يحقق إلا قتل الأطفال والنساء والمدنيين الآمنين واستهداف الأعيان المدنية والمستشفيات والمصانع في إجرام وقح غير مستغرب من أمريكا راعية الجريمة الأولى في العالم، وبعون الله فإن قواتنا المسلحة مازالت في اشتباك نوعي ومؤثر مع مصادر العدوان على بلادنا من حاملات الطائرات الأمريكية، وبوارج وغيرها، وقد أفشلت عدداً من مخططات وهجمات العدو ولا زالت مستمرة في التصدي له حتى النصر المظفر -إن شاء الله تعالى- انطلاقاً من توجيه المولى عز وجل: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم)، والله خير الناصرين، وقاصم المتجبرين.

ونعبّر عن عظيم الشكر وبالغ الفخر والاعتزاز للشعب اليمني على صموده الأسطوري وثباته الراسخ في مواجهة العدوان الأمريكي المتجدد، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لأسر الضحايا من الشهداء والجرحى نتيجة الغارات العدوانية الأخيرة على بلدنا، سائلاً الله العظيم أن يرحم الشهداء بواسع رحمته، وأن يشفي الجرحى أنه سميع مجيب.

وفي الختام، نؤكد على بعض النقاط:

أولاً: نثمن الجهود الخيرية والإنسانية التي قامت بها الجهات الرسمية والشعبية في مشاريع التكافل والتراحم، والتي لم تألُ جهداً في التخفيف عن شريحة الفقراء والمحتاجين والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، لمواجهة الظروف القاسية الناتجة عن العدوان والحصار المستمر على بلدنا طوال عشر سنوات، وقد عكس هذا التكافل واحداً من أهداف الصيام وغاياته الإسلامية الراقية، وعلى رأسها هيئة الزكاة والأوقاف والجمعيات وكل الخيرين من أصحاب المال والأعمال.

ثانياً: نجدد التأكيد على موقف الجمهورية اليمنية الديني والإنساني الثابت والمبدئي في حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته من هذا الاحتلال البغيض، وتحرير مقدساته وأرضه حتى آخر شبر، وإيقاف المجازر المرتكبة بحقة ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ولن تتوانى اليمن عن تقديم كافة أشكال الدعم والإسناد والعون والتضامن للشعب الفلسطيني ومقاومته الشريفة بكل ما تقدّر عليه، وبأعلى سقف متاح على المستوى العسكري والسياسي والمادي والإعلامي شعبياً ورسمياً حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عن قطاع غزة.

ثالثاً: نحذِّر دول العالم كافة، وبالأخص الأنظمة العربية والإسلامية، من استمرار الجرائم الصهيونية بحق شعب بأكمله أمام أنظار العالم، ونحذّر من مغبة التداعيات المترتبة على الصمت والتخاذل أمام الله والتاريخ والشعوب، ومن ظن أن في الصمت والتجاهل والتماهي والتواطؤ سلامة له أو نجاة فهو مخطئ، فالجميع بات يعلم بحقيقة أطماع الكيان الصهيوني، ومن ورائه أمريكا، بل إنهم باتوا يتحدثون علناً عن ما يسمى التغيير الإستراتيجي في “الشرق الأوسط الجديد”، الذي ليس سوى احتلال أراضينا وبلداننا العربية.

الرحمةُ للشهداءِ، والشفاءُ العاجلُ للجرحى، والحريةُ للأسرى.

والنصرُ والعزةُ والتمكينُ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يُلقي خطبة عيد الفطر في أكبر جوامع ألبانيا ومنطقة البلقان
  • الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: العيد يوم للتسامُح وتعزيز أواصر الأخوة والمودة
  • خطيب المسجد النبوي: عيد الفطر والأضحى هبة إلهية جاء كلا منهما بعد ركن من أركان الإسلام
  • لا تكونوا كالتي نقضت غزلها.. خطيب المسجد النبوي يحذر من 3 أفعال بعد رمضان
  • أتى كل منهما بعد ركن .. خطيب المسجد النبوي: شرع الله لكم عيدين كل عام
  • المجدد علي عزت بيجوفيتش
  • الرئيس المشاط يهنئ قائد الثورة والشعب اليمني والقوات المسلحة والأمن بمناسبة عيد الفطر المبارك (تفاصيل + نص الخطاب)
  • سنن صلاة العيد.. 10 أمور حرص عليها النبي
  • المُجدِّد.. علي عزت بيجوفيتش
  • أجواء روحانية.. جموع المصلين يشهدون ختم القرآن في المسجد النبوي