دبي-الوطن
يفرض التطور السريع لقطاع الذكاء الاصطناعي تحديات حقيقية أمام الهيئات التنظيمية في سعيها لتعزيز ثقة الجمهور بهذه التكنولوجيا من جهة وتشجيع الابتكار وحفز القدرة التنافسية لقطاعاتها المحلية من جهة ثانية. وتضمنت أجندة أعمال اليوم الثالث من معرض “إكسباند نورث ستار” – الذي تستضيفه غرفة دبي للاقتصاد الرقمي وينظمه مركز دبي التجاري العالمي – جلسة نقاشية مهمة بعنوان “قادة التغيير من خلال عدسة الذكاء الاصطناعي”، وناقش المشاركون فيها التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي والحاجة إلى تنظيمه.

وكشف معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد ورئيس مجلس إدارة غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أن حكومة دولة الإمارات أطلقت برنامجاً بالشراكة مع جامعة أكسفورد لتثقيف الموظفين الحكوميين حول سبل تنظيم الذكاء الاصطناعي، وكيفية تدقيق أنظمته، واستكشاف حالات الاستخدام ذات الصلة.

وقال معالي العلماء إنه يجب تكييف أنظمة الذكاء الاصطناعي وفقاً لظروف الدول، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة تختلف عن تلك التي تواجه الإمارات أو اليابان أو الصين أو إنجلترا. ولمنع التكنولوجيا من إلحاق الضرر بالبشر، يجب على العالم أن يتفق على خط أساس تنظيمي يتم الاستناد إليه في سن التشريعات وتنفيذها.

ومن بين المتحدثين الآخرين في الجلسة محمد جوليد، نائب رئيس الصناعات في مؤسسة التمويل الدولية، الولايات المتحدة؛ وعماد مشتاق، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “ستيبلتي إيه آي”، المملكة المتحدة. وأكد المشاركون في الجلسة النقاشية على القوة الهائلة للذكاء الاصطناعي والحاجة الماسة إلى تنظيمه، وأقروا في الوقت نفسه بقدرة هذه التكنولوجيا على تغيير العالم والارتقاء به. وبحث المتحدثون كيف يمكن لحالات استخدام الذكاء الاصطناعي المختلفة أن تحسّن قدرات الشركات الصغيرة والدول النامية.

استكشاف رحلة المؤسسين في ريادة الأعمال

تعتبر قصص نجاح الشركات الناشئة من أهم المواضيع التي يتناولها الإعلام في مجالي الأعمال والتكنولوجيا. لكن التقارير الإعلامية البراقة عادة ما تغفل الرحلة المضنية التي سلكتها هذه الشركات لبلوغ هدفها؛ فرواد الأعمال يحتاجون إلى امتلاك العزيمة والصبر والمثابرة للتغلب على العقبات وحالات الفشل. والشركات الناشئة ليست للجميع، وإنما لأولئك الذين يجرؤون على تحدي الوضع الراهن وخلق شيء جديد.

واستضاف معرض “إكسباند نورث ستار” جلسة نقاشية شفافة ومميزة للغاية هدفها تحدي الروايات التقليدية التي تغلف شركات اليونيكورن (الشركات المليارية). وشارك في الجلسة متحدثون بارزون من جميع أنحاء العالم، بمن فيهم روهيت تشينامانيني، مؤسس “داروين بوكس”؛ ورامكانت شارما، مؤسس “ليفسبيس”؛ وسيباستيان بورجيت، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات في “ذا ساند بوكس”، والدكتور ميلكايل فاردانيان، المؤسس المشارك ورئيس قسم المشتريات في “بيسكارت”؛ ودان ويستغارث، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات لدى “ديل” (Deel)، وميلفين لوبيجا، المؤسس والمدير لشركة Go1. وأدار الجلسة نيك واتسون، الرئيس التنفيذي لشركة “يودرايف”.

وتناول المشاركون خلال المناقشة الانتصارات والتحديات المتعلقة بتأسيس وتوسيع الأعمال التجارية، وأهمية التقييم الصحيح للشركات الناشئة وتأثرها بأنشطة العملاء وعوامل السوق الخارجية. وناقش المشاركون العديد من العقبات التي تواجه الشركات الناشئة، بما في ذلك ساعات الدوام الطويلة وضغوط العمل الشاقة التي يؤثر سلباً على رفاه المؤسسين والموظفين. وتحدث المشاركون كذلك عن الاضطرابات المؤسسية والشخصية المترافقة مع توسيع أعمالهم، الأمر الذي يتطلب ابتكاراً مستمراً لضمان استدامة النمو.

مشهد الشركات الناشئة في آسيا: قصة نجاح مؤثرة

رغم تعدادها السكاني الكبير وتاريخها الحافل بريادة الأعمال ودعم القطاعين العام والخاص لرواد الأعمال، لم يسبق للمشهد التكنولوجي في القارة الآسيوية أن كان بمثل هذه الحيوية والازدهار. ووفقاً لتقرير صادر عن شركة “مايكروسوفت”، من المتوقع أن تصل قيمة اقتصاد الإنترنت في جنوب شرق آسيا إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2025. ومن المواضيع التي ركز عليها “إكسباند نورث ستار” في يومه الثالث كان منطقة آسيا، حيث استضاف جلسة نقاشية مميزة بعنوان “استكشاف منظومات عمل الأسواق الناشئة” بضيافة آبي أجينا، أحد كبار مذيعي ومنتجي قناة “سي إن بي سي أفريقيا”. وناقش المشاركون التدابير اللازمة لدفع عجلة النمو المستقبلي في مجال الشركات الناشئة عبر المنطقة، فضلاً عن تحليل دور الشراكات المتنامية بين القطاعين العام والخاص بقيادة نمو الجيل التالي من الشركات الناشئة.

ومن بين المتحدثين في هذه الجلسة أشوك كوريان، برامج تطوير الأعمال ودورة حياة الشركات الناشئة في حاضنة كيرالا للشركات الناشئة (Kerala Startup Mission)؛ وإيهانثا سيريسينا، الرئيس التنفيذي لشركة KBSL، سريلانكا؛ ونعيم زمندار، مؤسس شركة “نيم” (Neem)، باكستان؛ ورضوان الحق جامي، رئيس الاستراتيجية التجارية بوزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في بنغلادش.

وأشار المتحدثون في الجلسة إلى أن التحديات التي تواجه الدول الآسيوية توفر في الوقت ذاته فرصاً هائلة؛ ولا سيما في مجالات التعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية وغيرها من القطاعات التي تنطوي على أهداف غنية للتحول. وتتبنى الهيئات الحكومية في القارة الآسيوية تقنيات ثورية جديدة، وبعضها من تطوير الشركات الناشئة. وأشاد المتحدثون في ختام الجلسة بمنظمي “إكسباند نورث ستار” لما له من دور محوري في استكشاف الأسواق الدولية.

ينظم معرض “إكسباند نورث ستار”، والذي تستضيفه غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، أكبر نسخة له على الإطلاق هذا العام خلال الفترة بين 15 و18 أكتوبر 2023 في مساحة العرض الجديدة في دبي هاربر والذي يعتبر أكبر مرسى لليخوت الفاخرة على مستوى الشرق الأوسط. ويستضيف “جيتكس جلوبال 2023″ و”إكسباند نورث ستار” أكثر من 1800 شركة ناشئة من أكثر من 100 دولة. كما يجمع الحدث أكثر من 1000 مستثمر يديرون أصولاً بقيمة إجمالية تفوق 1 تريليون دولار أمريكي في إمارة دبي التي استطاعت خلال فترة قياسية أن ترسخ مكانتها في قلب الاقتصاد الرقمي العالمي. كما يتضمن الملتقى الأضخم لأبرز شركات الجيل القادم ثلاث فعاليات فرعية هي: “فينتك سيرج”، وقمة “مستقبل البلوك تشين”، و”ماركتنغ مينيا”.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

بكين تدرج الذكاء الاصطناعي للطلاب من المرحلة الابتدائية

تعتزم المدارس الابتدائية والثانوية كافة في بكين تقديم حصص تعليمية حول الذكاء الاصطناعي اعتبارا من العام الدراسي المقبل، على ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وحظيت صناعة الذكاء الاصطناعي في الصين باهتمام دولي هذا العام بعد أن أطلقت شركة "ديب سيك" DeepSeek نسخة جديدة من روبوت المحادثة العامل بالذكاء الاصطناعي في يناير، ما أحدث موجة صدمة عبر الأسواق العالمية.
وأثار برنامج "ديب سيك" إعجاب خبراء الصناعة بقدرته الواضحة على منافسة أو حتى تجاوز قدرات المنافسين الغربيين مثل "تشات جي بي تي"، بتكلفة أدنى بكثير.
وذكرت وكالة "شينخوا" أن المدارس في العاصمة ستخصص ما لا يقل عن ثماني ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي لكل عام دراسي بدءا من الفصل الدراسي الذي يبدأ في أوائل سبتمبر.
ويمكن للمدارس أن تدير هذه المواد كحصص مستقلة أو أن تدمجها في مواد دراسية قائمة أساسا مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم.
وأفادت لجنة التعليم التابعة لبلدية بكين في بيان أنه "سيتم تقديم أساليب تدريس مبتكرة، باستخدام أجهزة مرافقة وأدوات مساعدة بحثية بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من برامج المساعدة الذكية لتسهيل التعلم من خلال الحوار بين الإنسان والآلة".
وأشارت إلى أن بكين تخطط أيضا لاستكشاف المزيد من الفرص للتعاون بين الجامعات والمدارس الثانوية لتنمية المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويتضمن ذلك تطوير سلسلة من "دورات التعليم المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتي تركز على التطوير المبكر للمواهب المبتكرة الاستثنائية".
وفي الشهر الماضي، أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع كبار رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا الصيني، في حدث نادر أثار التفاؤل بشأن زيادة الدعم للقطاع.
وعزز شي دور الشركات المملوكة للدولة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تصدى للتوسع "غير المنظم" في العديد من القطاعات.
وحظيت "ديب سيك" بإشادة السلطات، كما حضر مؤسسها الاجتماع مع الرئيس الصيني.
وتتجه الأنظار حاليا إلى برامج الذكاء الاصطناعي الجديدة في الصين، الساعية لمنافسة "ديب سيك".
وكشفت شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "علي بابا" الأسبوع الماضي عن نموذج ذكاء اصطناعي يسمى QwQ-32B، تقول إنه يتمتع "بأداء مماثل" لـ "ديب سيك" بينما يتطلب بيانات أقل بكثير للعمل.
إلى ذلك، فإن "مانوس" Manus، وهو مساعد جديد وقوي يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُحدث ضجة في البلاد، مع قدرات تُعتبر بشكل عام أكثر تقدما من تلك الموجودة في روبوتات المحادثة.

أخبار ذات صلة بكين تدعو إلى "الحوار" مع واشنطن لتخفيف التوتر التجاري «تريندز» و«الإيكونوميست» يبحثان التعاون البحثي والإعلامي المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • أمسية رمضانية تناقش دور الشركات الناشئة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية
  • جامعة عجمان ضمن أفضل 100 جامعة عالمياً في علم البيانات والذكاء الاصطناعي
  • بكين تدرج الذكاء الاصطناعي للطلاب من المرحلة الابتدائية
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟
  • شعبة الأدوات الكهربائية تطالب بدعم الشركات الناشئة وتعزيز تنافسيتها في السوق
  • الغرفة بمسندم تنظم ندوة الشركات الناشئة وحاضنات الأعمال
  • لا حماية حقيقية.. تحقيق استقصائي لصحيفة سويسرية يسلط الضوء على الوفيات للعاملين في مجال الاغاثة في سجون الحوثيين
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • الجابر: التفوق في الذكاء الاصطناعي يعتمد على إمدادات الطاقة