كشفت سلسلة استطلاعات للرأي مواقف البريطانيين تجاه كل من الإسرائيليين والفلسطينيين، على ضوء الحرب في غزة، وهي مواقف قد لا تتفق مع موقف السياسيين والتوجه العام لوسائل الإعلام الغربية على ما يبدو.

وبالرغم من مواقف الحكومة البريطانية بقيادة حزب المحافظين وحزب العمال المعارض بزعامة كير ستارمر؛ المؤيدة لإسرائيل والمؤكدة على "حقها في الدفاع عن نفسها" دون تحفّظ، بما في ذلك تصريحات تؤيد حصار غزة وقطع الماء والكهرباء عنها، فإن الاستطلاعات تشير إلى أن هذا لا يعكس بالضرورة موقف عموم البريطانيين بشأن الدعم المطلق لإسرائيل، وخصوصا على ضوء مشاهد الدمار والضحايا المدنيين في غزة، حيث يعتقد غالبية البريطانيين أن إسرائيل لا تعمل على تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين خلال قصف غزة.



وبالإضافة إلى الدعم السياسي، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقديم دعم عسكري لإسرائيل، يشمل طائرات تجسس وطائرات هيلوكوبتر وسفينة حربية ومجموع من جنود مشاة البحرية.

وفي هذا السياق، أجرى موقع الاستطلاعات البارز "YouGov" سلسلة استطلاعات في الفترة بين 11 و16 من الشهر الجاري، واطلعت عليها "عربي21"، تناولت أسئلة عن الموقف الذي يجب أن تتخذه بريطانيا في دعم إسرائيل أو فلسطين، والحرب الإسرائيلية على غزة.

وفي ردهم على سؤال حول "أي طرف من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني تشعر بالتعاطف معه أكثر"، جاءت إجابة المشاركين في الاستطلاع وعددهم 2574 شخصا، بنسبة 21 في المئة مع إسرائيل، و17 في المئة مع فلسطين، في حين قال 29 في المئة إنهم يتعاطفون مع كلا الطرفين بالتساوي، و33 في المئة لا يعرفون.


وحول رأي البريطانيين في "توجه المملكة المتحدة تجاه الأحداث الأخيرة في إسرائيل وفلسطين"، شارك 3848 شخصا، قال 22 في المئة إن بريطانيا يجب أن تكون أكثر انتقادا لإسرائيل، وقال 16 في المئة إنها يجب أن تكون أكثر دعما، وقال 24 في المئة إنها تقترب من التوازن، بينما أجاب 39 في المئة بأنهم لا يعرفون.

وعندما كان السؤال عن "دعم أو معارضة رفع مباني الحكومة في المملكة المتحدة العلمَ الإسرائيلي لإظهار الدعم بعد الهجمات الأخيرة"، شارك 2453 شخصا، وقال 20 في المئة إنهم يعارضون بشكل ما، وعارض 19 في المئة ذلك بقوة، في حين قال 11 في المئة فقط منهم إنهم يدعمون ذلك بقوة، وقال 20 في المئة إنهم يدعمون بشكل ما، بينما قال 29 في المئة إنهم لا يعرفون.

وأثار قرار الحكومة برفع العلم الإسرائيلي على مقراتها جدلا في بريطانيا، حيث رفض برلمانا أسكتلندا وويلز رفع العلم، كما عبّر كثيرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضهم رفع علم غير الأعلام الوطنية.

لكن الإجابة الأبرز جاءت عندما سؤل المشاركون: "هل تعتقد أن إسرائيل تحاول أو لا تحاول الحد من الإضرار بالمدنيين عندما تقصف غزة"، فقد شارك 3848 شخصا، قال 44 في المئة منهم إنها لا تحاول الحد من الإضرار بالمدنيين، وقال  18 في المئة فقط منهم إنها تفعل ذلك، في حين قال 38 في المئة إنهم لا يعرفون.

وتنتشر على نطاق واسع صور ومشاهد الدمار والضحايا المدنيين وخصوصا من الأطفال، بسبب القصف الإسرائيلي على غزة، بالتزامن قرع طبول الاجتياح البري في غزة والخسائر الكبيرة المتوقعة بين المدنيين، وكذلك محاولة إسرائيل تهجير سكان شمال قطاع غزة وعددهم 1.1 مليون نسمة، وهو ما يبدو أنه يُسهم في تحويل موقف الرأي العام البريطاني والغربي عموما بعد حملة التعاطف مع إسرائيل بعد عملية حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.


وهذا دعا السياسيين في بريطانيا والغرب للتخلي عن حديث الدعم المطلق لإسرائيل والحديث عن ضرورة حماية المدنيين، خصوصا مع تلويح منظمات حقوقية بملاحقة هؤلاء المسؤولين أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة دعم والتواطؤ في جرائم حرب.

وحول سؤال "هل تعتقد أن حماس منظمة إرهابية أم لا"، شارك 3848 شخصا، وقال 66 في المئة إنهم يعتقدون أنها منظمة إرهابية، وقال 6 في المئة غير إرهابية، وقال 27 في المئة إنهم لا يعرفون.

وتعكس هذه الإجابة الأخيرة على ما يبدو المعلومات التي رددها مسؤولون إسرائيليون عن قيام عناصر حماس بذبح الأطفال الإسرائيليين خلال "طوفان الأقصى"، وهي مزاعم كررتها وسائل الإعلام الغربية وصولا إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن؛ قبل أن يتراجع عنها البيت الأبيض ويعتذر عن تكرارها بعض الصحفيين الغربيين باعتبار أن الحكومة الإسرائيلية التي شبّهت حماس بتنظيم الدولة (داعش) لم تقدم أي دليل على مزاعمها بهذا الصدد.

كما تأتي هذه الإجابة على ضوء الجدل والهجوم عليها من مسؤولين بريطانيين ومؤيدي إسرائيل، بسبب رفض هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) استخدم وصف الإرهابيين على عناصر حماس، قائلة إنها تقف على الحياد وأن الجمهور هو الذي يقرر الوصف الذي يراه مناسبا. والحركة (بجناحيها العسكري والسياسي) مصنفة على قائمة الإرهاب في بريطانيا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية استطلاعات الإسرائيليين غزة الفلسطينيين بريطانيا بريطانيا إسرائيل فلسطين غزة استطلاع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یعرفون

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد

كشفت إسرائيل اليوم الأحد عن تفاصيل المقترح الأميركي بتمديد الهدنة المؤقتة في غزة، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن حكومة بنيامين نتنياهو تدرس خطوات تصعيدية إضافية بعد وقف المساعدات للقطاع.

فقد نقل موقع أكسيوس الإخباري عن وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر قوله أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قدم مقترحا يتضمن تمديد الهدنة المؤقتة لمدة 50 يوما إضافيا.

من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقترح ويتكوف ينص على أن يتم في اليوم الأول من الهدنة الموسعة إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف جثامين المتوفين.

ويشير المقترح إلى أنه خلال فترة التمديد، ستجري مفاوضات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي حال تم التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة دائمة، سيتم الإفراج عن بقية المحتجزين الأحياء والجثامين المحتجزة.

وكان يفترض -بحسب اتفاق وقف إطلاق النار– بدء التفاوض على المرحلة الثانية بعد انتهاء المرحلة الأولى أمس السبت.

وكانت مصادر كشفت  للجزيرة تفاصيل ما جرى خلال الساعات الـ48 الماضية بين وفد التفاوض الاسرائيلي والوسطاء خلال محادثات جرت في القاهرة.

وقالت المصادر للجزيرة إن اسرائيل طلبت مقابل تمديد المرحلة الأولى لمدة أسبوع أن تفرج حركة حماس عن أسرى أحياء وجثثٍ للتمهيد للمرحلة الثانية.

إعلان

وطلبت إسرائيل أن تفرج حماس عن 5 أسرى أحياء و10 جثث مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين وزيادة المساعدات.

وذكرت المصادر أن إسرائيل طلبت عبر الوسطاء رد حركة حماس على هذا المقترح قبل منتصف ليل أول أمس الجمعة، لكن الحركة أبلغت الوسطاء رفضها للمقترحات الاسرائيلية واعتبرتها مخالفة لما تم الاتفاق عليه، وأبدت تمسكها بتنفيذ بما اتفق عليه وتوقيعه عبر الوسطاء.

سيدات فلسطينيات يبكين اثنين من أفراد عائلة المصري استشهدا ببنيران إسرائيلية شمالي قطاع غزة (وكالة الأناضول) خطوات تصعيدية

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن نتنياهو سيواصل وقف إطلاق النار لأسبوع على الأقل حتى وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الخميس المقبل.

كما نقلت عن مقربين لنتنياهو أن رئيس الوزراء لا يعتقد أن تطبيق المرحلة الثانية من الصفقة أمر ممكن.

وقالت المصادر إن خطوات تصعيدية ضد حماس للضغط عليها قد تبدأ الأسبوع المقبل، مشيرة إلى أن وقف إدخال المساعدات لغزة جزء من مرحلة أولى.

وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة في إسرائيل أنه يتم بحث إمكانية وقف إمداد قطاع غزة بالمياه.

وفي الإطار نفسه، نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسؤولين إسرائيليين أنه تم منح حماس بضعة أيام للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح مزيد من "الرهائن".

وقال هؤلاء المسؤولون إنه إذا تبين لهم أن المفاوضات لا تجري بحسن نية فستعود إسرائيل إلى القتال في غزة، وفق تعبيرهم.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر إن إسرائيل مستعدة للتفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار "بناء على مبادئها"، مضيفا أن التفاوض دون تحرير "الرهائن" أمر مرفوض.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في وقت سابق اليوم وقف إدخال المساعدات والإمدادات إلى غزة.

وتزامن ذلك مع اعتداءات إسرائيلية على غزة أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.

إعلان

وفي حين لقي قرار نتنياهو ترحيبا من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي السابق إيتمار بن غفير، دعا وزير الداخلية موشيه أربيل إلى المضي قدما بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفاد معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بأن إسرائيل تدخل مرحلة ينعدم فيها مسار واضح لاستعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، مشيرا إلى أن الوقت ليس في صالح إسرائيل لأن حماس تجعل من العودة إلى الحرب أكثر صعوبة.

حمـ.ـاس: "قرار نتنياهو بوقف المساعدات الإنسانية ابتزاز رخيص وجريمة حرب"#الجزيرة #الأخبار pic.twitter.com/Az2Xq2KwWd

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 2, 2025

انقلاب على الاتفاق

في المقابل، قالت حركة حماس إن  قرار وقف المساعدات الإنسانية هو ابتزاز رخيص وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق.

وأضافت الحركة حماس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول فرض وقائع سياسية على الأرض بعد فشل جيشه في إرسائها على مدى 15 شهرا، وأن مزاعم الاحتلال بشأن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار ما هي إلا ادعاءات مضللة ولا أساس لها.

وأشارت إلى أن نتنياهو وحكومته يخالفان البند 14 من الاتفاق الذي ينص على استمرار إجراءات المرحلة الأولى في المرحلة الثانية، وأكدت التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، وأعلنت استعدادها لبدء مفاوضات المرحلة الثانية.

من جانبها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي إغلاق نتنياهو معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية بأنه خرق لاتفاق وقف إطلاق النار وبداية لمرحلة عدوانية جديدة ضد القطاع، كما وصفة هذه الخطوة بأنها جريمة ضد الإنسانية.

مظاهرة لعائلات الأسرى بالقدس المحتلة تطالب بالمضي نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار (الأوروبية) صفقة واحدة

في الأثناء، طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إبرام صفقة أفضل لتبادل الأسرى.

إعلان

وقالت العائلات -في بيان- إنها تريد صفقة واحدة لاستعادة كل الأسرى دفعة واحدة، وحذرت من عواقب تأجيل المفاوضات.

وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن عائلات أسرى لدى حماس إن قرار نتنياهو منع دخول المساعدات لغزة خطير وأنهم اصبحوا يخشون على حياة الأسرى.

واتهم أفراد من عائلات عدد من الأسرى المتبقين في غزة حكومة نتنياهو بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حشودا غفيرة تظاهرت مساء اليوم قبالة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي احتجاجا على عدم التقدم للمرحلة الثانية.

وقبل ذلك، أفادت صحيفة هآرتس بأن محتجين تظاهروا قبالة منازل عدد من وزراء الحكومة الإسرائيلية مطالبين باستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • جنبلاط: إسرائيل تستخدم الدروز لقمع الفلسطينيين
  • حماس: إسرائيل تُعرقل تنفيذ اتفاق غزة وتختبئ وراء الموقف الأمريكي
  • ألمانيا تدعو إسرائيل إلى إدخال المساعدات لغزة - منعها ليس وسيلة ضغط
  • بتسديد فوري.. لبنان تتفق مع العراق لاستيراد النفط الخام بدلاً من الفيول
  • إسرائيل تكشف تفاصيل مقترح تمديد الهدنة وتخطط للتصعيد
  • الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة
  • استطلاعات الرأي الإسرائيلية تمنح بينيت أفضلية على الليكود في الانتخابات
  • «التعاون الإسلامي» تقدم مرافعة للعدل الدولية حول عدم التزام إسرائيل تجاه المنظمات الأممية
  • هاو: نيوكاسل يريد «رحلتين» إلى ويمبلي
  • مصادر تكشف لـCNN معلومات استخبارية أمريكية حديثة عن روسيا والصين وما تحاولان فعله تحت إدارة ترامب