سلطنة عمان تؤكد أهمية كفالة حقوق المرأة عبر انضمامها لاتفاقيتين دوليتين معنيتين بحقوق الإنسان
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
– 303.869 عدد العمانيات الحاصلات على الشهادات التعليمية خلال السنوات العشر الأخيرة
كتبت ـ زينب الزدجالية:
أوْلَتْ سلطنة عُمان اهتمامًا بالغًا بالمرأة وحقوقها، فمنذ بزوغ فجر النهضة والمرأة العُمانية أصبحت شريكة أساسية مع الرجل في بناء الوطن وتأسيس العمران والاستثمار الأمثل في الإنسان، ويُولِي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ اهتمامًا كبيرًا بكُلِّ ما يتعلق بهذا الجانب وما تُحققه المساواة بين الجنسين.
فعلى المستوى الوطني تبوأت المرأة العُمانية العديد من المناصب القيادية العليا، وكذلك أصبح لها ظهور بارز في جميع المواقع القيادية والريادية، حتى وصلت إلى مواقع القرار تحت قبة مجلس عُمان بغرفتيه ـ مجلس الدولة ومجلس الشورى – وأصبحت كلمتها تساوي كلمة أخيها الرجل، كما حفظت لها الحكومة الجوانب التشريعية، حيث جاءت المادَّة 21 من النظام الأساسي للدولة مؤكِّدة على المساواة في الحقوق والواجبات بين الرجل والمرأة، وكذلك لا تمييز في القانون على هذا الأساس، فكفلت الدولة حقَّ المرأة في العمل والتعليم والرعاية الصحية والمشاركة السياسية وغيرها من الحقوق.
أمَّا على المستوى الدولي فكان إيمان الدولة بأهمية كفالة حقوق المرأة مُهمًّا جدًّا، وعليه انضمَّت سلطنة عُمان إلى عدَّة اتفاقيات دولية معنية بحفظ وصون حقوق المرأة وكرامتها، وأن تعملَ هذه الاتفاقيات بشكل متوازٍ مع القوانين المحلِّية، حيث إنَّه تمَّ انتخاب الدكتورة ثويبة البروانية ممثلة السَّلطنة في لجنة الخبراء المعنيَّة بحقوق الطفل في عام 2022. وتُعدُّ الدكتورة ثويبة أوَّل خبير دولي من سلطنة عُمان يتمُّ انتخابه عضوًا في الآليَّات التعاقدية الخاصَّة بالأُمم المُتَّحدة، وهذا بحدِّ ذاته إيمان راسخ من المنظَّمة الدولية بأهمِّية دَوْر المرأة في العمل الحقوقي جنبًا إلى جنب مع الرجل. وتحرص اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان دائمًا على بثِّ العديد من الرسائل التي تُعنى بالمُجتمع كافة عبر أُسُس قويمة تعتمد على هُوِيَّة المُجتمع وكينونته، كما تعمل بشكل كبير على تفعيل أدوار المرأة ومشاركتها في حماية حقوقها وتوسيع الحيز المَدني للمدافعات عن حقوق الإنسان والحركات النسائية المتزنة ذات أُسُس وقِيَم نبيلة؛ فمنذ 2010 وعلى مدار 4 فترات متتالية، مثلت 11 امرأة عُمانية عضوية مجالس إدارات اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان أسهمت من خلالها في العديد من القضايا التي تهمُّ المراة العُمانية، كما أنَّها كانت خير ممثِّل لسلطنة عُمان في عدد من المنظَّمات الحقوقية التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا معها ومكمِّلة لأعمالها ولأهداف إنشاء اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان. وجاء في عضوية اللجنة حتى الآن زكية الفارسية ونعمة البوسعيدية وجيهان اللمكية وإيمان مكي وعايدة الهاشمية وميمونة السليمانية ولبيبة المعولية والدكتورة حصة البادية وماجدة المعمرية ودينا العصفور والدكتورة أمل الهاشمية.
حق المرأة في العمل والتعليم
تعمل اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان بصفة تكاملية مع القطاعات الحكومية التي بِدَوْرها تعطي المرأة العُمانية حقوقها كاملة، سواء بالعمل أو بالتوظيف أو التعيين، ووفقًا للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإنَّ إجمالي العُمانيات العاملات في القطاع العام حتى نهاية عام 2022 بلغ 95,652، كما بلغ إجمالي العُمانيات العاملات في القطاع الخاص لعام 2022 هو 114,674. وكفلت حكومتنا الرشيدة حقَّ التعليم للمرأة العُمانية منذ بلوغها السِّن القانونية للتعليم، فمنذ بداية النهضة في العام 1970 عمل مولانا الراحل السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه – على مَحْوِ الأُمِّيَّة والجهل عن طريق التعليم، حيث أقام الصفوف الدراسية وفتح مراكز لمَحْوِ الأُمِّيَّة، حيث وضع أهدافًا بألَّا يبقى في سلطنة عُمان أيُّ أُمِّي. وبِدَوْرها المرأة العُمانية تحمست للرؤية وطموحات الوطن وأسهمت بتشجيع نفسها في طلب العِلم من كُلِّ مصادره، واستجابة لهذا الإصرار صدرت المادَّة (13) في النظام الأساسي لتنصَّ على أنَّ التعليم حقٌّ مضمون للجنسين كونه ركنًا أساسيًّا لتقدُّم المُجتمع وتطوُّره. وبلغ إجمالي الإناث العُمانيات الحاصلات على الشهادات التعليمية خلال 10 سنوات فأكثر حسب المستوى التعليمي حتى نهاية 2022، في الدبلوم العام 303,869 طالبة، وفي دبلوم التعليم العالي 43,74 خريجة. أمَّا في البكالوريوس فأعلى فتصل إلى 181,421 خريجة.
المشاركة المجتمعية
اهتمَّت حكومتنا الرشيدة طوال الفترة الماضية بإعطاء المرأة حقًّا في المشاركة المُجتمعية عَبْرَ المنصَّات والمجالس البرلمانية التي شرعتها الحكومة، والتي تنعكس بشكلٍ مباشر على أهداف الخطط التنموية ورؤية عُمان 2040 التي تحظى باهتمام سامٍ من لدُن مولانا حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ، الذي يؤمن بمساهمة المرأة العُمانية عبر مواقعها المختلفة بخطط التنمية التي تتكئ عليها حكومتنا في عملية التطوُّر والنماء، وتخدم المُجتمع أيضًا على اعتبار أنَّ المسؤولية الوطنية هي مسؤولية تشاركية لها نواتج إيجابية مباشرة ومستدامة في مختلف الجوانب وبالأخص الجوانب الاقتصادية. حيث وصلت 15 أنثى كعضوة بمجلس الدولة لعام 2022 وبلغ عدد المترشحات للمجلس البلدي حتى نهاية عام 2022 ما يصل إلى 27 مترشحة، كما توجد امرأتان الآن سعادة الدكتورة طاهرة اللواتية وسعادة فضيلة الرحيلية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاولي المرأة الع مانیة حقوق الإنسان الم جتمع التی ت
إقرأ أيضاً:
المرأة العُمانية "تسمو"
مدرين المكتومية
مشهد مُفعم بالطاقة الإيجابية والسمو والفخر، لامس قلبي وحرك مشاعري، عندما تابعت باهتمام تفضُّل السّيدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المُعظّم- حفظها الله ورعاها- برعاية حفل تخريج دفعة من مبادرة "تسمُو" بالأكاديمية السُّلطانية للإدارة، في احتفال فخم استهدف تأكيد مدى اهتمام الدولة بمؤسساتها بتطوير الكفاءات القيادية من نساء عُمان، وقد تشرفت 50 امرأة عُمانية من القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، بالانخراط في هذا البرنامج وذاك الاحتفاء الرسمي برعاية سيدة عُمان الأولى.
الجميل في هذه المبادرة أنها تأتي إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز دور المرأة العُمانية وتمكينها في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية، خاصة وأن هذه المبادرة تمثل نموذجًا رائدًا في الاستثمار في الكفاءات النسائية وتطوير المهارات القيادية والمهنية لتحقيق مستقبل مستدام يتماشى مع رؤيتنا الوطنية الطموحة "عُمان 2040".
وغني عن الذكر أن مبادرة "تسمو" تهدف إلى تمكين المرأة العُمانية من خلال تطوير مهاراتها وتعزيز مشاركتها الفعالة في مختلف القطاعات الاستراتيجية، بما يسهم في بناء اقتصاد وطني قوي ومستدام. وتسعى المبادرة إلى إعداد جيل من القيادات النسائية القادرات على تولي المناصب العليا في القطاعين العام والخاص، من خلال برامج تدريبية متخصصة وورش عمل تركز على بناء المهارات القيادية والإدارية.
أيضًا هذه المبادرة تُعزز فرص العمل لبنات ونساء هذا الوطن، وتدعم ممارستهن لريادة الأعمال، من خلال تقديم الدعم الفني والاستشاري للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يساهم في تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية، وهو الدور الذي لطالما تمارسه منذ قديم الزمان.
المبادرة تركز على تنمية المهارات التقنية والمعرفية من خلال برامج تعليمية متطورة تتناول التقنيات الحديثة والابتكار، لضمان بقاء المرأة العُمانية في طليعة التطورات العالمية في سوق العمل، وهي نقطة محورية ينبغي أن نؤكد عليها دائمًا، لأن المرأة العُمانية بالفعل مُبادِرة وفاعلة في مجتمعها، فقط هي بحاجة إلى البيئة الحاضنة لها لتطويرها وتحفيزها على النحو الأنسب.
وفي إطار الرؤية المؤسسية لمثل هذه الجهود البنّاءة، فإن المبادرة تطرح هدفًا نبيلًا يتمثل في ضرورة عقد شراكات استراتيجية مع المؤسسات المحلية والدولية لضمان استمرارية برامجها وتوسيع نطاق تأثيرها في المجتمع.
ولطالما كان للمرأة العُمانية حضور بارز في مختلف القطاعات والمجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وبفضل التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة، استطاعت المرأة أن تحقق إنجازات كبيرة على المستويين المحلي والدولي؛ حيث تتولى مناصب وزارية وقيادية في الشركات الكبرى، وتسهم في مجالات التعليم والصحة والثقافة وريادة الأعمال.
وتعكس مبادرة "تسمو" رؤية متقدمة تستهدف تعزيز ما حققته المرأة العُمانية من مكتسبات، وبما يُرسِّخ دور حواء عُمان كشريك أساسي في التنمية المُستدامة. ولا شك أن مثل هذه المبادرات النوعية تُسلِّط الضوء على نجاحات المرأة العُمانية في تحقيق التوازن بين دورها الأسري ومشاركتها الفعّالة في بناء المجتمع.
وأخيرًا.. يُمكنني القول إن الرعاية الكريمة للسيدة الجليلة- أعزها الله- لمختلف قضايا وشؤون المرأة، تؤكد مدى الإيمان العميق بدور نساء عُمان في تحقيق التنمية الشاملة والمُستدامة، وتبرهن على أهمية المرأة في نهضة عُماننا الغالية وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية؛ إذ تمضي المرأة العُمانية بثقةٍ نحو مُستقبلٍ أكثر إشراقًا، لتواصل كتابة فصول جديدة من النجاح والتميز في المجالات كافةً.
رابط مختصر