جريدة الوطن:
2024-12-28@06:47:46 GMT

رأي الوطن : «فيتو» يسقط ورقة التوت الباقية

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

أظهر استخدام كُلٍّ من الولايات المُتَّحدة وبريطانيا وفرنسا لحقِّ النقض (الفيتو) لإفشال مشروع القرار الروسيِّ الذي يدعو إلى وقف إطلاق النَّار لدواعٍ إنسانيَّة في العدوان الذي يشنُّه كيان الاحتلال الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة أمام مجلس الأمن الدوليِّ، بالإضافة إلى الضغط على الدول الأخرى للامتناع عن التصويت، أظهر دَوْر تلك الدوَل في تمرير العدوان الصهيونيِّ وتشجيعه على أبناء فلسطين العُزَّل، رغم أنَّ القرار الروسيَّ لَمْ ينصّ على إدانة صريحة للكيان الصهيونيِّ، بل جاء نُصُّه لِيُدينَ العنف ضدَّ المَدنيِّين وجميع الأعمال الإرهابيَّة دُونَ تسمية أيِّ طرفٍ، إلَّا أنَّ حلفاء الكيان المحتلِّ وداعميه أصرُّوا على عدم تمريره، ما يُعطي ضوءًا أخضر للعدوِّ الصهيونيِّ المحتلِّ لارتكاب المزيد من الجرائم في قِطاع غزَّة المُحاصَر لأكثر من (16) ستة عشر عامًا.


إنَّ هذا الفيتو الأميركي البريطاني الفرنسي قَدْ أسقطَ آخر ورقات التوت التي كانت تُواري سوءات تلك الدوَل الغربيَّة، وتُداري على إسهاماتها الجليَّة في استمرار الاعتداء على الحقوق الفلسطينيَّة المسلوبة، كما أنَّها فضَحَتْ ادِّعاءاتها الدَّائمة عن رعاية حلٍّ سياسيٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة قائمٍ على حلِّ الدولتيْنِ، رغم أنَّها أكثر الدوَل التي تُسلِّح العدوَّ الصهيونيَّ المحتلَّ بأشدِّ الأسلحة فتكًا، والتي يستخدمها الكيان المارق في حصد الآلاف من أرواح المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل، ما يؤكِّد أنَّ أياديها ملطَّخة بالدِّماء الفلسطينيَّة الزكيَّة والأرواح التي أزهقت منذ تواطؤ تلك الدوَل والموافقة على إعلان قيام «دَولة» خاصَّة بالكيان الصهيونيِّ، وليس في عدوان غزَّة الأخير فحسب. فقَدْ بلغ التبجُّح الغربيُّ بهذا الفيتو مداه.
وباتَ عَلَيْنا كعرب ومُسلِمين ملتزمين بقضيَّة فلسطين كقضيَّة مركزيَّة البحث عن رعاة حقيقيِّين لعمليَّة السَّلام، وعدم الانسياق وراء تلك الشِّعارات الغربيَّة البرَّاقة، التي تسبق التجربة تلْوَ الأخرى أنَّها مجرَّد غطاء يسعى لحماية كيان الاحتلال الصهيونيِّ، ويمنع من إيجاد معاقبة حقيقيَّة على ما يرتكبه من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة يشهد بها القاصي والدَّاني. فالفشل في وقف هذا العنف الوحشي والتصدِّي العاجل للكارثة الإنسانيَّة التي تسبَّب بها الكيان الصهيونيُّ الغاصب سيكُونُ له تأثير خطير وبعيد المدى على حياة واستقرار الملايين من المَدنيِّين الفلسطينيِّين الخاضعين للاحتلال الاستعماريِّ الإسرائيليِّ والفصل العنصريِّ غير القانونيِّ، وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة والعالَم أجمع.
لقَدْ أظهر هذا الفيتو كَمْ العوار في نظام مجلس الأمن الحاليِّ، فجاء فشل التصويت نتيجة تواطؤ بعض دوَله الكبرى مع الكيان الصهيونيِّ الغاصب، وخروج بعضها ببيانات وادِّعاءات تُبرِّر القتل الهمجيَّ الذي يُمارَس ضدَّ المَدنيِّين في قِطاع غزَّة، وعمدت تلك الدوَل على المساواة بَيْنَ الضحيَّة والجلَّاد، بل تخطَّت ذلك بإلقاء اللوم على الضحيَّة وتحميلها تبعاتِ ما حدَثَ، بدلًا من الوقوف بجانب الحقِّ والشَّعب الفلسطينيِّ وإعلان الرفض المطلق للجرائم الإسرائيليَّة؛ لِيكُونَ الفيتو الأخير فصلًا جديدًا من التمييز وازدواجيَّة المعايير الغربيَّة التي سيكُونُ لها دَوْر كبير في تقويض سُلطة القانون الدوليِّ، وسيؤكِّد الانطباع المترسِّخ لدى البعض أنَّ القوَّة وحدها هي التي تُعِيد الحقوق، وأنَّ الاعتماد على المنظومة الأُمميَّة أثبتَ فشَله التامَّ نتيجة هذا التعنُّت الغربيِّ الواضح والصريح.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تلک الدو ل التی ت

إقرأ أيضاً:

مروحة أسماء تراوح مكانها وجعجع يحمل ورقة ترشّحه للربع الساعة الأخيرة!

كتبت وفاء بيضون في" اللواء: ترى المصادر السياسية ان التشابك السياسي والتعارض في سلة الأسماء يبقي جلسة التاسع من كانون الثاني على حافة الانهيار والتأجيل بسبب غياب أي من الإشارات التي توحي بالتوافق بين مختلف الكتل على المرشح الذي يمكن أن يكون مقبولا من الجميع، أو بالحد الأدنى من أغلبية وازنة ومؤثرة في صندوق الاقتراع.
ثمّة رأي يقول إن البحث في الأسماء قد لا يخرج الى العلن والجديّة قبل ربع الساعة الأخير، وأن المشاورات الحقيقية مرحلة الى ما بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، وان كان ثمة رأي آخر يقول إن اسم قائد الجيش اللبناني الممددة ولايته سنة إضافية العماد جوزيف عون هو الذي يتصدر قائمة الأسماء المتداولة رغم تأكيد رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية استمرار ترشيحه حتى اللحظة الأخيرة ما اعتبره الآخرون إسقاطا للإجماع الدولي على قائد الجيش المعلق تأييده حتى الآن من قبل الثنائي الوطني وكتلة لبنان القوي.

تتابع المصادر انه وفي حين يحظى قائد الجيش بدعم واضح من قبل العديد من القوى السياسية، المحلية ومن المجتمعين العربي والدولي إلّا ان تساؤلات عن الموقف الداخلي منه، خصوصا الفيتو من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على عكس الحماس والاندفاعة التي يبديها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبعض الكتل النيابية المعارضة والتي اعتبرتها مصادر مراقبة قناعا يحمل وجه العماد عون ليخفي حقيقة وجه سمير جعجع الطامح لكرسي بعبدا وهو ما لوّح به جعجع بترشيح نفسه على اعتبار أن الفرصة مؤاتية بعد التطورات التي عصفت بالمنطقة وخاصة في سوريا.

على الرغم من هذا التشابك والتضاد الداخلي المتمخض عن الكيد السياسي وتنافس النفوذ بين الأحزاب المسيحية خاصة، يقول المطلّعون إن حظوظ قائد الجيش الرئاسية تبقى الأعلى في لائحة الأسماء المرشحة.
الى ذلك تنقل أوساط مقرّبة من جعجع رغم إبدائه الليونة استنادا الى أن رئيس حزب القوات اللبنانية هو أول من طرح إمكانية دعم عون، قبل فتح البازار الرئاسي، إلّا ان هناك من يعتقد أن تغيّر المعادلات بعد الحرب الإسرائيلية، يفرض تغيرا في المقاربة والعقلية التي يدار بها الاستحقاق الرئاسي، لذلك يلوح بترشيح نفسه، باعتبار أن فرصة المعارضة اليوم بإيصال مرشح يمثلها بالمباشر، لا تعوّض وهذا ما عبر عنه أكثر من نائب يغرّد في سرب الحكيم.
وأمام هذه المعطيات يبقى لنا أن نسأل عما إذا كانت التجاذبات السياسية والتباعد بين الأقطاب من شأنه أن يحدث تأجيلا للجلسة بضعة أيام، أو أسابيع إذا كان مسحوبا على خريطة طريق المعارضة التي تراهن رفع أسهم جعجع أو غيره ممن تنطوي عليها الورقة المتداولة في أروقتها الداخلية؟

مقالات مشابهة

  • مروحة أسماء تراوح مكانها وجعجع يحمل ورقة ترشّحه للربع الساعة الأخيرة!
  • روبوتات تقطف الفاكهة في بريطانيا
  • “أرحومة” يجتمع بمدراء بعض الشركات التي قدمت خدماتها للجنة الطوارئ لمدينة سبها ومدن الجنوب الغربي
  • أبناء محافظة مأرب يؤكد الجهوزية لمواجهة العدو الأمريكي الصهيوني
  • رغم إنها حربكم ربما تفصد السموم التي حقنتم بها الوطن!
  • رجال الصناعة يناقشون ورقة عمل بأهم التشريعات المطلوبة لتطوير القطاع الصناعي
  • التوت وجلب الحظ .. تفسير رؤية الفواكه في المنام
  • من الشاي الأخضر إلى عصير التوت .. 6 مشروبات ترفع تركيزك قبل الامتحانات
  • وقفات تعبئة واستنفار ضد العدو الصهيوني بعدد من المديريات في إب
  • مجلس النواب يناشد البرلمانات العربية والإسلامية سرعة التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني من آلة القتل والإجرام الصهيوني