جريدة الوطن:
2024-11-27@00:03:09 GMT

رأي الوطن : «فيتو» يسقط ورقة التوت الباقية

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

أظهر استخدام كُلٍّ من الولايات المُتَّحدة وبريطانيا وفرنسا لحقِّ النقض (الفيتو) لإفشال مشروع القرار الروسيِّ الذي يدعو إلى وقف إطلاق النَّار لدواعٍ إنسانيَّة في العدوان الذي يشنُّه كيان الاحتلال الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة أمام مجلس الأمن الدوليِّ، بالإضافة إلى الضغط على الدول الأخرى للامتناع عن التصويت، أظهر دَوْر تلك الدوَل في تمرير العدوان الصهيونيِّ وتشجيعه على أبناء فلسطين العُزَّل، رغم أنَّ القرار الروسيَّ لَمْ ينصّ على إدانة صريحة للكيان الصهيونيِّ، بل جاء نُصُّه لِيُدينَ العنف ضدَّ المَدنيِّين وجميع الأعمال الإرهابيَّة دُونَ تسمية أيِّ طرفٍ، إلَّا أنَّ حلفاء الكيان المحتلِّ وداعميه أصرُّوا على عدم تمريره، ما يُعطي ضوءًا أخضر للعدوِّ الصهيونيِّ المحتلِّ لارتكاب المزيد من الجرائم في قِطاع غزَّة المُحاصَر لأكثر من (16) ستة عشر عامًا.


إنَّ هذا الفيتو الأميركي البريطاني الفرنسي قَدْ أسقطَ آخر ورقات التوت التي كانت تُواري سوءات تلك الدوَل الغربيَّة، وتُداري على إسهاماتها الجليَّة في استمرار الاعتداء على الحقوق الفلسطينيَّة المسلوبة، كما أنَّها فضَحَتْ ادِّعاءاتها الدَّائمة عن رعاية حلٍّ سياسيٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة قائمٍ على حلِّ الدولتيْنِ، رغم أنَّها أكثر الدوَل التي تُسلِّح العدوَّ الصهيونيَّ المحتلَّ بأشدِّ الأسلحة فتكًا، والتي يستخدمها الكيان المارق في حصد الآلاف من أرواح المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل، ما يؤكِّد أنَّ أياديها ملطَّخة بالدِّماء الفلسطينيَّة الزكيَّة والأرواح التي أزهقت منذ تواطؤ تلك الدوَل والموافقة على إعلان قيام «دَولة» خاصَّة بالكيان الصهيونيِّ، وليس في عدوان غزَّة الأخير فحسب. فقَدْ بلغ التبجُّح الغربيُّ بهذا الفيتو مداه.
وباتَ عَلَيْنا كعرب ومُسلِمين ملتزمين بقضيَّة فلسطين كقضيَّة مركزيَّة البحث عن رعاة حقيقيِّين لعمليَّة السَّلام، وعدم الانسياق وراء تلك الشِّعارات الغربيَّة البرَّاقة، التي تسبق التجربة تلْوَ الأخرى أنَّها مجرَّد غطاء يسعى لحماية كيان الاحتلال الصهيونيِّ، ويمنع من إيجاد معاقبة حقيقيَّة على ما يرتكبه من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة يشهد بها القاصي والدَّاني. فالفشل في وقف هذا العنف الوحشي والتصدِّي العاجل للكارثة الإنسانيَّة التي تسبَّب بها الكيان الصهيونيُّ الغاصب سيكُونُ له تأثير خطير وبعيد المدى على حياة واستقرار الملايين من المَدنيِّين الفلسطينيِّين الخاضعين للاحتلال الاستعماريِّ الإسرائيليِّ والفصل العنصريِّ غير القانونيِّ، وعلى الاستقرار والأمن في المنطقة والعالَم أجمع.
لقَدْ أظهر هذا الفيتو كَمْ العوار في نظام مجلس الأمن الحاليِّ، فجاء فشل التصويت نتيجة تواطؤ بعض دوَله الكبرى مع الكيان الصهيونيِّ الغاصب، وخروج بعضها ببيانات وادِّعاءات تُبرِّر القتل الهمجيَّ الذي يُمارَس ضدَّ المَدنيِّين في قِطاع غزَّة، وعمدت تلك الدوَل على المساواة بَيْنَ الضحيَّة والجلَّاد، بل تخطَّت ذلك بإلقاء اللوم على الضحيَّة وتحميلها تبعاتِ ما حدَثَ، بدلًا من الوقوف بجانب الحقِّ والشَّعب الفلسطينيِّ وإعلان الرفض المطلق للجرائم الإسرائيليَّة؛ لِيكُونَ الفيتو الأخير فصلًا جديدًا من التمييز وازدواجيَّة المعايير الغربيَّة التي سيكُونُ لها دَوْر كبير في تقويض سُلطة القانون الدوليِّ، وسيؤكِّد الانطباع المترسِّخ لدى البعض أنَّ القوَّة وحدها هي التي تُعِيد الحقوق، وأنَّ الاعتماد على المنظومة الأُمميَّة أثبتَ فشَله التامَّ نتيجة هذا التعنُّت الغربيِّ الواضح والصريح.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تلک الدو ل التی ت

إقرأ أيضاً:

ملتقى بشمال الباطنة لغرس قيم المواطنة

انطلقت اليوم بمحافظة شمال الباطنة فعاليات ملتقى "وطني هويتي" برعاية سعادة الشيخ محمد بن عبدالله البوسعيدي والي صحار، وحضور عدد من المسؤولين التربويين، وذلك في كلية عُمان البحرية الدولية التابعة للجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا.

يأتي الملتقى بتنظيم من مجلس أولياء الأمور بولاية صحار، ويهدف إلى تعزيز غرس مفاهيم ومعارف وقيم المواطنة لدى الطلبة وتوضيح الممارسات الصحيحة في التعبير عن المواطنة، وغرس قيم الاعتزاز لدى الطلبة بهويتهم وما يرتبطون بها من ثقافة وتاريخ وعادات وتقاليد موروثة وأصيلة.

واستهدف الملتقى عددًا من طلبة المدارس، واشتمل على فقرات متنوعة تضمن أوبريت قدمته مدرسة الطريف للتعليم الأساسي، فيما عرضت مدرسة أبو حمزة الشاري مبادرة السمت العماني، ثم قدمت الدكتورة ميمونة الهنائية من وزارة التربية والتعليم ورقة عمل بعنوان "كيف تتشكل هويتنا الوطنية؟"، واستعرض رئيس مجلس أولياء الأمور بمدرسة أبو حمزة الشاري تقريرًا مرئيًا حول القرية البدوية التراثية، وقدم الملازم أول هزاع المنعي من شرطة عُمان السلطانية ورقة عمل بعنوان "كيف نتعامل مع الابتزاز الإلكتروني؟"، واستعرض الدكتور علي الجابري مشرف بتعليمية شمال الباطنة، قصة نجاحه في فن النحت، وفي الختام كرّم سعادة الشيخ راعي المناسبة المشاركين والمنظمين للملتقى.

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يقر تقريراً حول الأضرار التي لحقت بشركة النفط جراء العدوان الصهيوني
  • برقية لسنجة على ورقة لارنجا
  • تداعيات الفيتو الروسي وأسبابه
  • صباغ : سورية تجدد إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على دول المنطقة وشعوبها، وإدانة جرائم الحرب، وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني
  • متحدث الجنائية الدولية لـ«الوطن»: قرار اعتقال نتنياهو وجالانت لا يسقط بمرور الزمن
  • ملتقى بشمال الباطنة لغرس قيم المواطنة
  • لعنة الفيتو الأمريكي
  • مابعد الفيتو!!
  • الفيتو الروسي ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ
  • غارة إسرائيلية على البقاع الغربي في لبنان