كاتب إسرائيلي: "إسقاط النظام الإيراني" مفتاح النصر على حماس وحزب الله
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
رأى الكاتب الإسرائيلي، بواز غولاني، أن الحل لهزيمة حركة حماس الفلسطينية، وتنظيم حزب الله اللبناني، هو إخضاع زعيمتهما إيران.
وأوضح في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أنه من أجل تحقيق النصر الكامل لابد من تحقيق الهدف، وهو ليس حماس أو حزب الله، ولكن القائد الذي يُحرك "محور الشر" الحالي المتمثل في النظام القائم في طهران.
اعتبارات وأهداف مختلفة.. لماذا لم يتدخل حزب الله في المعركة ضد #إسرائيل؟ https://t.co/3uWLseZsvt
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023
انهيار مفهوم الدفاع الإسرائيلي
وأشار إلى أنه في يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، انهار مفهوم الدفاع الإسرائيلي، في مواجهة تهديد حماس من غزة، مع ضجيج سيظل يتردد صداه لسنوات مقبلة، لافتاً إلى صعوبة تحقيق "النصر الكامل" عند مواجهة التنظيمات المسلحة، وخصوصاً عندما يكون مصدر تحركها إيديولوجية متشددة، مستشهداً بتنظيم "داعش" الإرهابي وتنظيم "القاعدة" الإرهابي.
وتابع: "بالنسبة لنا، ليس هناك شك في أن الجيش الإسرائيلي قادر على إخضاع حماس، كما أخضع الأمريكيون وحلفاؤهم داعش، ولن تكون هذه نهاية هذا التنظيم، وسيظل جمره الهامس يحرقنا بين الحين والآخر، كما يحدث مع داعش، لذلك، لن يكون النصر كاملاً".
النصر الكامل
ورأى أنه من أجل تحقيق النصر الكامل، يجب أولا تحديد الهدف، وهو ليس حماس ولا حزب الله، ولكن محور الشر المتمثل في النظام الإيراني، وبالتالي فإن الطريق لتحقيق النصر الكامل هو إخضاع حكم النظام في إيران، واستبداله بحكم آخر ترى أمام أعينه الخير، وليس رؤية مجنونة لنشر أيديولوجية متشددة في جميع أنحاء العالم.
كاتب إسرائيلي يقترح استراتيجية مزدوجة في التعامل مع #حماس https://t.co/glEOuEjTsI
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023
تحالف دولي ضد إيران
وأكد أنه من أجل تحقيق النصر الكامل يجب إقامة تحالف كبير مع العديد من اللاعبين الرئيسيين، لافتاً إلى أنه من المحتمل أن يكون وضع حاملة طائرات "يو إس إس جيرالد فورد" في الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط، والتحركات الأخرى التي قام بها الأمريكيون والبريطانيون في الأيام الأخيرة، بمثابة إشارة إلى بداية مثل هذا التحالف.
كاتب إسرائيلي: علينا استهداف "حزب الله" بضربة أولية لتجنب صواريخه https://t.co/lXA08yluNW
— 24.ae (@20fourMedia) October 14, 2023
غزو إيران
وقال إن إخضاع نظام يسيطر على بلد يعيش فيها أكثر من 80 مليون نسمة، ويمتلك جيشا كبيراً وحديثاً ليس بالأمر الهين، إسرائيل تدرك مدى صعوبة المناورة البرية في غزة حيث يعيش مليونان فقط من السكان، ولذلك سيكون قرار غزو إيران معقداً ومؤلماً إلى حد بعيد، مؤكداً أنه حال تشكيل ائتلاف يحدد لنفسه هدف القضاء على النظام الحالي في إيران، فمن المحتمل جداً أن يجد قادته أنفسهم في مواجهة معضلات مماثلة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إسرائيل غزة وإسرائيل حزب الله أنه من
إقرأ أيضاً:
صراع من أجل تحقيق العدالة
خالد بن أحمد الأغبري
شهر رمضان المُبارك شهر الخير والانفتاح والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والمواقف الإيجابية المحمودة، يقترب من مُغادرتنا ويتركنا في صراع مع هذا الزمن، والكل يترقب ذلك الانفراج الحقيقي لتلك الأزمة والمعاناة الإنسانية ومدى تأثيرها على المستوى الإقليمي والدولي.
ما نراه الآن مأساة متجذرة وصراع مستمر يتسع نطاقه وتتطور أيدولوجيته، ويتفاقم وضعه من حيث تعميق العنصريات على شكل خطط وبرامج تدعو إلى إثارة الفتنة وإراقة الدماء وتعطيل مصالح الآخرين وتضييق الخناق عليهم، متجاوزًا بذلك كل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي من المفترض أن تكون علامة واضحة وبارزة لترجمة قواعد هذه الحياة وأساسياتها ومبادئها الكريمة، والبُعد الحضاري والاجتماعي القائم على مُعطيات العدالة والمساواة والأمن والاستقرار الذي يخلق ذلك التوازن المادي والمعنوي؛ باعتباره مركز تحكم وسيطرة، ومنطلقًا لحياة فاضلة داعمة لتنمية المجتمعات والنهوض بها إلى آفاق أرحب، ونتيجة لفقدان هذه المعطيات من خلال هذه المفارقات؛ فهؤلاء الناس المضطهدون من المسلمين الذين يشكلون نسبة عالية في الكثير من بلدان العالم يعيشون في حروب دامية وفتن متأصلة وملتهبة ومناطق غير آمنة، وهم بين قتيل وجريح وفاقد لحريته وممتلكاته ومعرض لانتهاك كرامته وأعراضه.
إنِّهم بذلك يواجهون حياة غير طبيعية تتشكل في مفهومها وشرعنتها ذلك الجحيم الذي لا يُطاق، وأبناء الأمة الإسلامية يتابعون الأحداث وكأنهم يتابعون مسلسل تاريخي عبر شاشة التلفاز وضمائرهم متجمدة وقلوبهم متحجرة؛ بل هي أشد من الحجارة الصماء التي لا تتأثر بمن حولها، والعدو يسرح ويمرح مدعومًا بالخيانات المتفشية من قبل أصحاب المصالح وأذرعهم المنتشرة في مختلف بقاع الأرض، وبالمال والعتاد والسلاح تكتمل جاهزيتهم، للقيام بتلكم المجازر الوحشية والهمجية النتنة في ظل غياب الشهامة والشجاعة والنخوة العربية.
وعلى الجانب الآخر، وفي خضم تلك الأحداث المتلاحقة، يوجد من يقف خلف الكواليس ليؤنب أبناء جلدته وعروبته ويقف ضد قضيتهم ويحملهم مسؤولية ما فرض عليهم من أحداث دامية وانفلات أمني ومسار غير منضبط؛ ذلك المسار الذي يبدو في ظاهره الرحمة والمواقف النبيلة الخيرة ذات البعد الإنساني، لكنه في المقابل وللأسف الشديد يخبئ في باطنه الخبث والنفاق والسعي الحثيث لتركيع وتصفية أصحاب الحق وزعزعة أمنهم وملاحقتهم، والتكالب عليهم من أجل التخلي عن قضيتهم وإخراجهم قسرًا من ديارهم وأراضيهم، في سياق متصل بمسارات القتل والظلم والتدمير؛ بما يجسد مخططات وطموحات عدوهم التي أصبحت ظاهرة للعيان دون خوف ولا حياء ولا وجل؛ وذلك بقدر ما هو مشروع تبنى عليه آمال المحتل وتتبلور من خلاله تلكم المخططات ذات القيمة المضافة لصالح العدو الصهيوني على حساب أصحاب الحق الذين ضحّوا ولا يزالون يضحّون بأموالهم وأولادهم وانفسهم من أجل قضيتهم.
إلى متى هذا الاستهتار وإلى متى هذه العنجهية؟ ألم يحن الوقت إلى مراجعة حساباتنا والقيام بواجباتنا وتمزيق ثوب الخوف والجبن والعمل في مقابل ذلك بما يرضي الله من أجل توحيد الصفوف والدخول في مفاوضات جادة وفاعلة تضمن لكل ذي حق حقه باستعمال وسائل الضغط المتاحة بحكم تداخل المصالح الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والأمنية مع توافر مراكز التحكم والسيطرة وتفعيلها في رسالة شديدة اللهجة وواضحة العبارات والمعاني تترجم تلكم المشاعر الايمانية والإنسانية في إطار نافذ البصر والبصيرة.
إن أسلوب التعاطي مع تلك العنجهية والوحشية والهمجية الصهيونية التي تعمل على تشكيل تلك المفارقات الكبيرة والعمل على ديمومتها في محيط العالم المتغطرس الذي أصبح لا يدرك مدى الخطورة الكبرى وما ينتج عنها من إبادة جماعية وتدمير شامل وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقوانين والأنظمة الدولية التي يفترض أن تكون محل تقدير واحترام، لكنها بهذا الوضع المأساوي لم يبق لهذه القوانين والأنظمة أي تأثير أو دور يذكر، وهذا شيء لا ينم عن عقلية واعية وإنسانية متحررة من قيود الجاهلية وثقافة عالية تدرك معنى القيم والسلوك الحضاري.
ومن المؤشرات السيئة غير محسوبة العواقب هي تلك التي تواجه الإنسان في حياته ضمن سلسلة من المتغيرات التي تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر؛ بما تجسده من واقع مؤلم ومقلق يتعارض مع تطلعات وطموحات هذا الإنسان الذي يراقب الوضع عن كثب من أجل أن يرى العالم من حوله قادرًا على التحرر من قبضة الطغاة الذين تستهويهم الأنانية والكراهية والحقد المتأصل الذي يعتبرونه مصدر قوة من أجل تحقيق نفوذهم والعمل على استعباد النَّاس وقتلهم وتدمير حياتهم وممتلكاتهم في صورة بشعة ومخزية دون الشعور بمدى أهمية ذلك الموقف العظيم الذي ينتظرهم أمام عدالة الخالق سبحانه وتعالى.
نسأل الله أن يُوحِّد كلمة المُسلمين ويخرجهم من هذه الأزمة القاسية التي فُرضت عليهم ويأخذ بأيديهم للخروج من حالة اليأس والخوف إلى حالة مليئة بالتفاؤل والرضا التام تتجدد من خلالها العزيمة المتوقدة بطاعة الله والسير وفق منهجه سبحانه وتعالى ودستوره الكريم، إن الله على كل شيء قدير.