• أقيمت مراسم الافتتاح بحضور عدد من كبار الشخصيات من بينهم معالي الدكتور مُغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الدولة في وزارة الخارجية
• كارول حمّال توضح دور الفن كأداة لفهم المشاعر والتعامل معها للتعافي من الصدمات والعودة للحياة الطبيعية
• الرسم الموجّه ودوره في تسريع الشفاء من الصدمات محور ورشة عمل مع أخصائية العلاج الحسي الحركي بالفن كريس ستورم

أبوظبي  –  الوطن

انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر العلاج بالفن تحت شعار “التمكين من خلال الإبداع”، والذي ينظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، التابع لدائرة تنمية المجتمع، ويعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يسلط الضوء على الدور الكبير للفن في الشفاء من الصدمات.


وانطلقت فعاليات اليوم الأول بحضور عدد من كبار الشخصيات من بينهم معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ومعالي محمد خليفة المبارك عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي ورئيس دائرة الثقافة والسياحة، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الدولة في وزارة الخارجية، ومعالي الدكتور حنيف القاسم عضو معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية، والسيدة شايستا آصف الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “بيور هيلث”.
واستقطب المؤتمر نخبة من الخبراء المتمرسين للحديث عن التطبيقات الواسعة للعلاج بالفن والتقنيات المستخدمة في هذا النوع من العلاج وطرق التعامل مع مختلف أنواع الصدمات. ويأتي المؤتمر في وقت يبرز فيه الدور الكبير لتقنيات العلاج بالفن والموسيقى والدراما والرقص والعلاج الحركي في مساعدة من يمرون بصدمات نفسية في التعبير عمّا مروا به بطرق أخرى غير الكلمات.
واستُهلّت فعاليات المؤتمر بكلمة افتتاحية لسعادة سارة شهيل، مدير عام مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء، أكدت فيها على التزام المركز بالعمل على تعزيز وتطوير القدرات العلاجية للفن، وقالت: “الفن هو أحد أهم أشكال التعبير عن الذات، التي لا تقيّدها الحدود الثقافية أو اللغة أو خلفية الإنسان، وللفنّ بمختلف أشكاله قدرة كبيرة على نقل المشاعر والتجارب والقصص بطريقة قد تعجز عنها الكلمات”.

وشهدت فعاليات اليوم الأول مشاركة العديد من المتحدثين الملهمين، الذين قدموا لمحة عن عالم العلاج بالفن، وشاركوا تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال، فضلًا عن الحديث عن أساليب العلاج بالفن التي كان لها أثر كبير على الأفراد والمجتمعات. وتحدث الدكتور عروض اليمي من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية عن رحلة العلاج بالفن في منطقة الخليج العربي والصعوبات التي تقف أمام تطوير هذا المجال، وقال: “إن مفهوم استخدام الفن كعلاج قديم قِدم الإنسان، واستخدام الفن كأداة للشفاء وتحسين حياة الإنسان موجود في شبه الجزيرة العربية، وغيرها من الثقافات، قبل أن يُعرف هذا المجال كتخصص فعلي اليوم”.
وقدمت أخصائية العلاج بالفن المصرية كارول حمّال برنامجًا قامت بتطويره لمساعدة النساء المعنفات، موضحة طريقة عملها على هذا البرنامج في مصر، ودور الصدمة الجماعية في تأسيس هذا البرنامج. وصرّحت كارول: “بحسب مبادرة الاستقصاء العالمي للصحة النفسية، فإن أكثر من 70% من البالغين في 24 دولة أبلغوا عن التعرض للصدمات. ولذلك، قمنا بتطوير برنامج التدخل المركز لعلاج الصدمات بالفن لأربعة أيام، والذي يجمع بين العلاج النفسي التحليلي والوجودي. يستخدم الفن كوسيلة لفهم المشاعر والتعامل مع الصدمات من أجل الوصول لمرحلة التعافي وتسريع الشفاء”.
من جهة أخرى، تحدثت أخصائية العلاج الحسي الحركي بالفن، كريس ستورم، عن دور التحفيز الحسي من خلال استخدام اليدين لعمل أشكال فنية في تحسين قدرة الإنسان على التواصل مع ذاته، ومنحه شعورًا بالراحة، وتحسين قدرته على التخفيف من توتره والاهتمام بنفسه. وقالت: “ظهر مصطلح العلاج الحسي الحركي بالفن في السنوات الأخيرة ليصف العلاج النفسي عن طريق حركات وردّ فعل جسم الإنسان، ويستخدم نهجًا تصاعديًا في العلاج. يعزز هذا النوع من العلاج قدرة الإنسان على فهم مشاعره الداخلية، وإدراك مشاعره من خلال مراقبة رد فعل العضلات والأحشاء ومعدل ضربات القلب وطريقة التنفس. وحين يتشكل لديك هذا النوع من الوعي، تكتشف بأن بعض الحركات أو الأعمال، مثل تشكيل الصلصال، لها تأثير مختلف على جسمك. وبالمثل، تجد بأنك تتفاعل مع جسدك بطريقة مختلفة، وتمنحه مطلق الحرية ليتحرك كما يريد. إن النبضات الحركية وردود الفعل الحسية المرتبطة بها تحدد علاقتنا مع أنفسنا ومع العالم من حولنا”.
وأكدت ستورم بأنه من الممكن تحسين التحفيز الحسي من خلال القيام بأي عمل فني باليدين، فهذا الأمر يحسن من قدرة الإنسان على التواصل مع نفسه والاهتمام بها. وأعطت مثالًا عن تشكيل الصلصال وكيف يساعد في تهدئة الأعصاب.
كما تضمنت فعاليات اليوم الأول ورشتي عمل حول التعافي من الصدمات من خلال الرسم الموجه كمنهجية حسية حركية لتعزيز الوعي بالجسم، ودور الجانب الروحاني للعميل خلال علاجه بالفن في مسيرة التعافي من الصدمات النفسية. وشهد المؤتمر عرض ما يقرب من 100 عمل فني لناجين من العنف والإيذاء والاتجار بالبشر.
وسلطت فعاليات مؤتمر العلاج بالفن في يومه الأول الضوء على إمكانية الاستفادة من العلاج بالفن كأداة فاعلة لتحسين الصحة النفسية للإنسان، وتعزيز قدرته على النمو الشخصي وفهم ذاته والتعبير عنها بطريقة أفضل. واستكشف المؤتمر التأثير الكبير للعلاج بالفن في تغيير حياة الأفراد والمجتمعات.
ويأتي هذا المؤتمر في سياق التزام مركز إيواء بدعم وإثراء هذا النهج العلاجي الذي له أثر ملموس على المجتمعات والأفراد، حيث يعتبر العلاج بالفن أحد الممارسات العلاجية الملهمة التي ترتكز إلى التعبير الإبداعي كوسيلة فريدة لتعزيز قدرة الإنسان على الشفاء والتعافي، ومنحه الراحة النفسية التي يحتاج إليها في الأوقات الصعبة، متجاوزًا حاجز اللغة أو الخلفية أو الثقافة.

 


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: قدرة الإنسان على العلاج بالفن الیوم الأول من الصدمات بالفن فی من خلال

إقرأ أيضاً:

برعاية وكالة الفضاء المصرية.. انطلاق فعاليات مؤتمر «نيو سبيس أفريقيا 2025» بالقاهرة

انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الاثنين فعاليات مؤتمر «نيو سبيس أفريقيا 2025» الدولي، والذي تستضيفه وكالة الفضاء المصرية على مدار أربعة أيام متتالية.

يشارك في المؤتمر نخبة من رؤساء وكالات الفضاء والمسؤولين الحكوميين، وقادة قطاع تكنولوجيا علوم الفضاء الأفريقي والدولي، بالإضافة إلى عدد كبير من خبراء الصناعة والأكاديميين ورواد الأعمال. ويُعد هذا الحدث بمثابة منصة إقليمية ودولية فريدة تسلط الضوء على أهمية قطاع الفضاء في دفع عجلة التنمية بالقارة الأفريقية.

يُقام المؤتمر برعاية وكالة الفضاء المصرية، التي تؤكد من خلال استضافتها لهذا الحدث الدولي مكانتها الرائدة في مجال تكنولوجيا الفضاء والاتصالات على مستوى القارة، ودورها الفاعل في دعم منظومة العمل الفضائي المشترك، وتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية والمؤسسات العالمية العاملة في هذا القطاع الحيوي.

وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الأستاذ الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، عن سعادته البالغة باستضافة هذا المؤتمر الدولي البارز، مؤكداً أن هذا الحدث يعكس التزام مصر الثابت بدعم قطاع الفضاء في القارة الأفريقية، وتوجيه إمكانات وخبرات وكالة الفضاء المصرية لخدمة أهداف التنمية المستدامة، ودفع عجلة الابتكار العلمي والتقني.

وأشار الدكتور صدقي إلى أن المؤتمر يشكل منصة حوارية استثنائية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء، بما يعود بالنفع على شعوب القارة.

ويأتي انعقاد المؤتمر بالتزامن مع افتتاح المقر الدائم لوكالة الفضاء الأفريقية بمدينة الفضاء المصرية، وهو حدث تاريخي يُمثل نقلة نوعية في مسيرة التعاون الأفريقي في مجال الفضاء، ويعكس الطموح المشترك للقارة في بناء منظومة فضائية متكاملة تدعم التنمية العلمية والتكنولوجية.

من جانبه عبّر الدكتور تيديان واتارا، رئيس وكالة الفضاء الأفريقية، عن سعادته البالغة بهذا الافتتاح، مؤكدًا أهمية هذا الإنجاز في تعزيز مكانة أفريقيا على خريطة الفضاء العالمية، ومشدداً على ضرورة مواصلة العمل على بناء شراكات استراتيجية مع مختلف الأطراف المعنية، لدعم تطوير القدرات الفضائية للقارة، وتوسيع فرص الاستفادة من هذا القطاع في مختلف المجالات التنموية.

وتتضمن فعاليات المؤتمر مجموعة متنوعة من الجلسات الحوارية المتخصصة والعروض التقديمية الرئيسية، التي تتناول أحدث التطورات في تكنولوجيا الفضاء، إلى جانب مناقشات معمقة حول مستقبل سوق الفضاء الأفريقي، والفرص الاستثمارية المتاحة، وآليات التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص.

كما يُنظم على هامش المؤتمر معرض علمي وتقني متخصص، يُعد منصة لعرض أبرز الابتكارات والمنتجات والتقنيات الحديثة في مجال الفضاء، ويُوفر مساحة للتواصل المباشر بين المؤسسات والشركات ورواد الأعمال، مما يُسهم في فتح آفاق جديدة للشراكات والمشروعات المستقبلية عبر القارة.

ويُعد مؤتمر «نيو سبيس أفريقيا 2025» منصة استراتيجية رفيعة المستوى تُجسد روح التعاون والوحدة والابتكار بين دول أفريقيا، وتسعى إلى إبراز القدرات الوطنية والإقليمية في مجالات علوم وتكنولوجيا الفضاء، وتعزيز التكامل القاري في هذا القطاع، مع التأكيد على الدور المحوري الذي تضطلع به وكالة الفضاء المصرية كقوة دافعة لهذا الحراك الفضائي الطموح.

ومن خلال هذا الحدث، تتجسد رؤية أفريقيا في استثمار علوم الفضاء والتكنولوجيا كرافد أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، وكتوجه استراتيجي يعزز من قدرات الدول الأفريقية في مواجهة التحديات المشتركة، والانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا على كافة المستويات العلمية والاقتصادية والاجتماعية.

اقرأ أيضاً«الفضاء المصرية» تستضيف اجتماع مجلس «راسكوم» الإفريقية

الفضاء المصرية توقّع 3 بروتوكولات تعاون مع جامعة أسيوط

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي وحساسية الأكل.. أبرز محاور مؤتمر طب الأطفال بالخبر
  • فيديو | تنشيط السياحة الرياضية.. أبرز نتائج مؤتمر علمي في الوادي الجديد
  • جامعة جنوب الوادي تطلق فعاليات مؤتمر العلاج الطبيعي الخامس تحت شعار «الابتكار في العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل»
  • انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الخامس لكلية العلاج الطبيعي بجامعة جنوب الوادي
  • صحتك النفسية في العصر الرقمي.. ندوة بكلية التربية جامعة بني سويف
  • مؤتمر مكة للدراسات الإسلامية.. فكر يبني وانسانية تخدم
  • أبرز 30 صورة من مؤتمر ماسبيرو للدراما 2025
  • انطلاق فعاليات مؤتمر البحوث الطلابية بـ "زراعة قناة السويس"
  • أبوظبي تستضيف المؤتمر الأول لمناهج المستقبل في علوم الفضاء
  • برعاية وكالة الفضاء المصرية.. انطلاق فعاليات مؤتمر «نيو سبيس أفريقيا 2025» بالقاهرة