نقص الدولار خلق أزمة كبيرة.. وتقييد استيراد خامات الغذاء كان أكبر خطأ
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
عضو غرقة الصناعات الغذائية: 90% من خامات الأجبان مستوردة وأسعار الألبان تضاعفت بالمزارع
يعد المهندس فتحي كامل، من الأوائل الذين تخصصوا فى صناعة الألبان، واختارته منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" لحضور دورة تدريبية في مجال صناعة الألبان وإدارة المصانع، وكانت الدورة تضم ممثلين عن شركات ضخمة في هذا المجال من دول أوروبية وإفريقية عدة، ولهذا تجد لديه مقدرة فائقة على رصد وتحليل كل ما يخص هذه الصناعة بالغة الأهمية لجموع المستهلكين في كل أنحاء المعمورة.
التقيت المهندس فتحي كامل للحديث حول الأسعار وأسباب ارتفاعها بهذا الشكل الكبير، وما الحلول للخروج من هذه المحنة الصعبة وكان الحوار التالى،،
التموين تطرح السلع الغذائية واللحوم بأسعار مخفضة في معارض أهلًا مدارس تطبيق مبادرة "خفض أسعار السلع الأساسية" بسوهاج
**
بداية سألت المهندس فتحي كامل عما إذا كان يرى كمُصنع أن أسعار منتجات الألبان مرتفعة فعلًا أم لا، فأجاب:
-
فعلًا أسعار كل منتجات الألبان مرتفعة مقارنةً بأسعارها في أوقات سابقة قريبة وليست بعيدة
**
المستهلك يلقى عليكم اللوم كصناع ويتهمكم مباشرة بأنكم الذين تقومون بإجراء زيادات على الأسعار لجني الأرباح.. ما قولك فى ذلك ؟
-
المستهلك لا يعلم شيئا عن تكاليف التصنيع أو الأعباء التى تتحملها الصناعة، أو حتى الظروف التي نعمل فيها، وكل ما يهم المستهلك هو وصول سلعة جيدة آمنة، بسعر مناسب إليه، وهو بالمناسبة حق مشروع للمستهلك، وهو حلقة مهمة جدًا ضمن حلقات كثيرة جدًا في مجال تصنيع الغذاء، أو أي صناعة أخرى لأن كل المصانع وكل الصناعات، تقام من أجل المستهلك في النهاية.. ما أريد قوله هو أن هناك عوامل كثيرة هي السبب فى الزيادات الكبيرة التي حدثت في الأسعار خلال الفترات الماضية ومنها عدم السماح للمستوردين باستيراد المواد الخام للصناعات الغذائية، وكان هذا القرار من أكثر القرارات الخاطئة، وكان يجب على الحكومة عدم فرض قيود على استيراد المواد الخام للصناعات الغذائية تحديدًا، وهو الأمر الذي ترتب عليه عدم وفره في الإنتاج والمعروض بالأسواق من أصناف الغذاء، المختلفه خاصة الزيوت النباتية، والأعلاف وغيرها وهو الأمر الذي أدى إلى وجود زيادات سعرية كبيرة في عدد كبير من السلع الغذائية.
من العوامل أو الأسباب الأخرى فى زيادة الأسعار، أزمة الدولار نتيجة قرارات تعويم الجنيه ونتج عنها عدم قدرة المصانع المنتجة، على استيراد كميات كبيرة من المواد الخام بسبب عدم وجود دولار، بالإضافه إلى ارتفاع الأسعار فى البورصات العالمية، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ولك أن تتخيل أننا كنا نستورد لبن البودرة بما يعادل 90 ألف جنيه للطن، والآن نشتريه بنحو 140 ألف جنيه.
**
هل الأمر يتوقف على زيادة اسعار لبن البودره أم أن الأمر طال اصناف كثيره من الخامات المستخدمه فى صناعة منتجات الألبان ؟
بالتأكيد طالت الزيادات كل اصناف الخامات مع الإشاره إلى أن كثيرون لا يعرفون ان 90%
من خامات صناعة الأجبان مستورده مثل الزيوت النباتيه التى تشكل نحو 25 % من صناعة الجبنه ،والبروتين " البودره " ويشكل 5% ، واللبن المجفف ويشكل 10% ، يضاف الى ذلك أدوات التعبئه والتغليف مثل العبوات الكرتونيه، والمدهش أننا نستورد بعض هذه
الخامات من دول عربيه حديثة العهد بصناعة منتجات الألبان مقارنة بمصر التى كانت تمتلك عام 1971 نحو 9 مصانع تابعه لشركة مصر للألبان ،وكنا وقتها ننتج اللبن المبستر، والجبن الابيض ،والزبادى، وجبن المثلثات من الألبان المجففه.
**
اسعار الألبان زادت بشكل كبير ،ومبالغ فيها ..ما ردكم على ذلك ؟
-
تكلفة تربيه الماشيه إرتفعت نتيجة إرتفاع أسعار الأعلاف، وترتب على ذلك أننا المصانع أصبحت تشترى كيلو اللبن من المزرعه بسعر 22جنيها بعد أن كان سعره لا يتجاوز 4 جنيهات وكان هناك وفره فى المعروض من البان المزارع عكس الآن .
**
أراك تُحمٍل الدولار والتكلفه أسباب ارتفاع الأسعار دون أن تذكر اى تقصير من جانب الحكومه وكأنها بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب ؟
-
بالعكس ،أشرت إلى أزمة الدولار وتتحمل الحكومه جزء منها ، كما أشرت إلى تقييد الحكومه عمليات إستيراد المواد الخام للصناعات الغذائيه ، واضيف فى هذه النقطه ،أنه كان يجب على الحكومه أن تنشأ مصانع لإنتاج المواد الخام للصناعات الغذائيه بدلا من تكرار إنشاء مصانع لسلع إستهلاكيه ، ولو كانت الحكومه أنشأت المصانع المنتجه للمواد الخام لكان هناك توفير للدولار ، بالإضافه إلى تقليل التكلفه للصناعه ،وهو ما سينعكس فى النهايه على سعر بيع المنتج النهائى ليس فى منتجات الألبان فحسب ، ولكن فى كل اصناف السلع الغذائيه
**
كيف ترى مستقبل الصناعات الغذائيه ومنها منتجات الألبان فى ظل هذه الظروف الإقتصاديه الصعبه والعوامل الجيوسياسيه المتغيره والمعقده ؟
-
مستقبل الصناعات الغذائية صعب جدا نتيجة إرتفاع تكاليف الإنتاج بشكل باهظ وسريع ،وهو ما يؤدى الى تراجع حجم الإستثمارات والتصدير فى هذه الصناعه مقارنةً بفترات زمنيه سابقه ،مع إن هذه الصناعه شأنها شأن صناعات مصريه أخرى تمتلك أدوات ومعطيات كثيره جدا للنمو ،ولكن مع وجود ازمات الدولار ،وتقييد إستيراد المواد الخام وسرعة الإفراج عنها لن تنمو صناعة منتجات الألبان وكذا الصناعات الغذائية بشكل عام بالصوره التى تتناسب مع مكانة وتاريخ مصر فى الصناعات المختلفه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدولار أسعار الألبان صناعة الألبان منظمة الأغذية والزراعة
إقرأ أيضاً:
توقّف أكبر مصفاة سورية عن العمل بعد توقفها عن استقبال النفط الإيراني
19 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: قال مدير مصفاة “بانياس” إبراهيم مسلم لصحيفة “فايننشال تايمز” إنّ أكبر مصفاة نفط في سوريا أوقفت عملياتها بعد توقفها عن استقبال الخام من إيران والذي كان يشكل في السابق الغالبية العظمى من مدخلات البلاد.
وذكر مسلم أنّ المصفاة التي تعالج ما بين 90 ألفاً و100 ألف برميل من الخام يومياً، أنتجت آخر دفعة من البنزين يوم الجمعة الماضي. وأشار إلى أنه “هناك كمية مناسبة من الوقود في المخزون والوضع مستقر”.
في هذا السياق، قال مسلم إنّ أعضاء القيادة السورية الجديدة أبلغوه أنهم يتوقعون رفع العقوبات عن البلاد، مما يسمح لسوريا باستيراد النفط من مصادر غير إيرانية وتمكين المصفاة أيضا من شراء قطع غيار لمعداتها.
ويشكل نقص النفط أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومة السورية المؤقتة في “محاولتها الحفاظ على الخدمات الأساسية والبدء في إنعاش الاقتصاد الذي مزقته الحرب”، بحسب الصحيفة.
وقال مسلم إنّ سوريا استوردت في السنوات الأخيرة تحت حكم الرئيس السابق بشار الأسد 90% من نفطها الخام من إيران، في حين كانت النسبة المتبقية (10 في المائة) تأتي من حقول النفط في سوريا. وأضاف المسلم أن “الحكومة الجديدة تدرس استيراد النفط الخام ومشتقاته”.
ولفت إلى أنّ محطات البنزين تلقت تعليمات في البداية باستغلال احتياطياتها لضمان عدم توقف تدفق الوقود خلال فترة الانتقال، لكن هذه الاحتياطيات تم تجديدها بالفعل.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤول في الحكومة المؤقتة لصحيفة “فاينانشيال تايمز” إن خطوط الكهرباء من تركيا يجري مدها بالفعل إلى مدينة حلب.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts