الشارقة في 17 أكتوبر / وام / نظم معهد الشارقة للتراث اليوم احتفالية كبرى بمناسبة مرور 20 عاما على توقيع اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي الصادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) .

حضر الاحتفالية سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث الذي كرم بدوره سعادة الدكتور عوض علي صالح الباحث والمحاضر في التراث بصفته الشخصية المكرمة بهذه المناسبة تقديرًا لجهوده في تحقيق أهداف الاتفاقية المنشودة على مدار السنوات الماضية ولتأثيره الكبير في أنشطة اليونسكو بشكل عام.

وتضمنت الاحتفالية، التي احتضنها مسرح مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي التابع للمعهد، مجموعة من الفقرات والفعاليات والعروض المصاحبة بحضور عدد كبير من محبي التراث ومسؤولي ومديري وموظفي معهد الشارقة للتراث.

وأكد سعادة الدكتور عبدالعزيز المسلّم، في كلمته خلال الاحتفالية، أن اتفاقية عام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي الصادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) ساهمت بدور محوري ومؤثر في تعزيز مكانة الكنوز البشرية الحية والتعريف بعناصر التراث الثقافي غير المادي للدول وإبرازها في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

وأشار المسلّم إلى الجهود المكثفة والسلسلة الطويلة من المطالبات والمتابعات والاجتماعات التي دعت إلى وضع التراث الإنساني الثقافي غير المادي في المكانة التي تليق به إلى جانب التراث غير المادي حيث أكدت هذه الدعوات إلى إعادة تصحيح مفاهيم الإنكار والازدراء التي كان هذا التراث وحملته المخلصين يرزحون تحت فكيهما.

واستعاد رئيس معهد الشارقة للتراث في كلمته رحلة الجهود المبذولة بهدف رد الاعتبار لهذا المكون الإنساني والتي رافقها وشارك بها عن قرب منذ مطلع ثمانينيات القرن العشرين ونقل صورة كاملة وصحيحة عن معاناة من يحملون هذا التراث الذي يعتبر عنصرًا قيمًا وأصيلًا في التراث الإنساني ككل، مشيدًا بجهود مئات الباحثين والمهتمين والمسؤولين من أجل رفع مكانة التراث غير المادي وتلقفهم لبصيص النور النابع من الاعتزاز بهذه الكنوز والإصرار على إبرازها وبالتعاون مع العديد من المؤسسات الثقافية والتراثية في دول العالم التي كانت تقدر هذا الجانب من التراث وصولًا إلى إبرام هذه الاتفاقية الدولية المهمة في سبيل حماية التراث الثقافي غير المادي.

وأشار المسلم إلى دور وزارة الثقافة في دولة الإمارات في دعم هذه الجهود من خلال إرسال الكثير من الوفود بشكل دوري للمشاركة في حضور الاجتماعات التمهيدية ما قبل توقيع تلك الاتفاقية والتي شارك المسلّم في بعض اجتماعاتها شخصيًا منوهًا بالدور الفاعل للدكتور عوض صالح عبر إسهامه الداعم وحضوره الدائم لجميع هذه الاجتماعات التي تكللت في نهاية الأمر بفرحة إبرام هذه الاتفاقية في 16 أكتوبر 2003 والتي تمت ترجمتها بشكل عملي على أرض الواقع بإعداد وتحضير ورفع العديد من الملفات الدولية الفردية والمشتركة التي نجحت في تسجيل قائمة واسعة من عناصر التراث الإنساني غير المادي العربي والعالمي على حد سواء.

وقبل انطلاق الاحتفالية أجرى الحضور جولة على معرض عناصر التراث الثقافي في مركز المنظمات الدولية للتراث الثقافي تلته عروض حية لمجموعة من الحرف التقليدية الإماراتية مثل السدو والتلي وفقرة حكاية الصقّار الصغير التي استعرضها الطفل عبدالله جمال الحمادي حول بعض المعلومات والذكريات والمواقف التي مرت عليه في رحلات تدريب الصقور على الصيد.

وضمن أجندة الاحتفالية، قدم مركز التراث العربي للمعهد عرضًا مرئيًا شيقًا حول عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجلة على مدار العقدين المنصرمين في اليونسكو ثم استمتع الحضور بمشاهدة عروض فنية حية لفن العيالة تلتها جلسة فكرية بعنوان "صون التراث الثقافي..عقدان من العطاء" بمشاركة الدكتور عبدالعزيز المسلّم والدكتور عوض علي صالح وعائشة الحصان الشامسي مدير مركز التراث العربي التابع للمعهد إلى جانب إطلاق كتاب جديد من إصدارات معهد الشارقة للتراث بعنوان "عناصر التراث الثقافي غير المادي للدول الخليجية والعربية المسجلة في منظمة اليونسكو.

مصطفى بدر الدين/ بتول كشواني

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: التراث الثقافی غیر المادی معهد الشارقة للتراث المسل م

إقرأ أيضاً:

«الإمارات للمكتبات» تُبرز جهود الشارقة في حفظ المخطوطات

الشارقة (وام) ناقشت الندوة الثقافية التي نظمتها جمعية الإمارات للمكتبات، بالتعاون مع معهد الشارقة للتراث، بعنوان «المخطوطات: تاريخها وحاضرها»، أهمية المخطوطات بوصفها مكوناً أساسياً من مكونات الذاكرة الثقافية للأمة مستعرضة مسارها التاريخي من حيث الإنتاج والتداول والحفظ، وصولاً إلى العصر الحديث الذي شهد تطوراً تقنياً مكّن من رقمنتها وتحقيقها وتيسير الوصول إليها.
قدم الندوة التي عقدت بمقر معهد الشارقة للتراث، الدكتور بشار عوّاد معروف أحد أبرز المحققين العرب في مجال التراث والمخطوطات وسط حضور نخبة من الأكاديميين والمتخصصين والمهتمين بالمجال التراثي والمعلوماتي. وسلّطت الندوة الضوء على الدور الريادي لإمارة الشارقة في صون التراث والمخطوطات، ونشرها على نطاق واسع من خلال مشاريع رائدة ومؤسسات متخصصة. وقال فهد المعمري، رئيس مجلس إدارة الجمعية، إن المخطوطات تُعدّ من الكنوز الثقافية التي تتطلب عناية خاصة ومعرفة علمية دقيقة ضمن تخصص علوم المكتبات، مشيراً إلى أن التقنيات الحديثة أحدثت نقلة نوعية في حفظها وفهرستها وإتاحتها للباحثين ما سهّل تجاوز العديد من التحديات التي واجهت الأجيال السابقة من المحققين والعلماء.
ومن جانبه، أشاد الدكتور بشار عوّاد، بما تقوم به الشارقة من جهود كبيرة في حفظ التراث العربي والإسلامي، مؤكداً ازدياد الاهتمام العربي بالمخطوطات خلال العقود الأخيرة. وأشار إلى أنه تم نشر أكثر من 370 مجلداً من المخطوطات المحققة من أبرزها «تهذيب الكمال» و«تاريخ الإسلام»، مؤكداً أن هذه الأعمال شكلت مرجعاً محورياً في مسيرته العلمية، وأسهمت في إبراز أهمية التراث المكتوب في فهم تاريخ الحضارة الإسلامية.
 

أخبار ذات صلة «الإمارات للمكتبات» تحتفي بيوم المخطوط العربي وزارة الثقافة و«الإمارات للمكتبات» تعززان تعاونهما

مقالات مشابهة

  • توقيع اتفاقية بين حكومتي رأس الخيمة وموسكو
  • الخارجية الفلسطينية ترحب باعتماد اليونسكو قرارين لصالح فلسطين
  • «الشارقة للتراث».. دورات متخصصة لتعزيز الحرف التقليدية
  • «الإمارات للمكتبات» تُبرز جهود الشارقة في حفظ المخطوطات
  • مركز الهدهد يدين العدوان الأمريكي على التراث الثقافي واستهدافه قلعة “نقم”
  • مركز الهدهد يُدين العدوان الأمريكي على التراث الثقافي اليمني واستهداف قلعة “نقم”
  • مركز الثقافات المحلية: موروثنا الثقافي ليس من الماضي… بل ركيزة وطنية للحاضر والمستقبل
  • غدًا.. ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي في دورته الـ21 بالأعلى للثقافة
  • وزير السياحة والآثار: نعمل على تعزيز التعاون مع فرنسا لحماية التراث الثقافي
  • عناصر التراث الثقافي اللامادي بمصر والآثار.. محاضرة بالمتحف القبطي