استعمال النفط كسلاح مستبعد من قبل خبراء الطاقة

ارتفعت أسعار النفط بشكل ملحوظ في أسواق النفط بداية الأسبوع، بعد هجوم حماس الإرهابي على  إسرائيل. ومع مرور الوقت، هدأت الأسواق وعادت الأسعار تقريباً إلى مستوى ما قبل عطلة نهاية الأسبوع، فكما يبدو لا يرى البائعون والمستهلكون في سوق النفط حتى الآن أي تهديد يتسبب نتيجة انخراط دول أخرى في النزاع.

رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد(8 اكتوبر تشرين أول ) حالة الحرب بعد الهجمات الإرهابية.

يقول يورغ كريمر رئيس الاقتصاديين في بنك "كوميرتسبنك" الألماني لـ DW: "ليس لدي انطباع  بأن إيران أو دول أخرى تنوي شن هجمات مفتوحة على إسرائيل. هذا يشير إلى عدم وجود تصعيد كبير"، ويرى أن "السوق تشارك هذا التقدير، كما يمكن ملاحظته من خلال رد الفعل المعتدل لأسعار النفط".

مختارات ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا... تحدي للصين؟ هل تشكل استثمارات دول الخليج العربية في الغرب تهديدا؟

بفضل عائدات النفط المرتفعة، شرعت دول الخليج العربية في ضخ استثمارات كبيرة في الدول الغربية من شراء أندية رياضية وجذب لاعبين وحتى شركات اتصالات معروفة، فهل تشكل هذه الاستثمارات تهديدا للغرب؟

الغاز الروسي.. سلاح استخدمته موسكو ضد أوروبا فأصابت به نفسها؟

قبل عام أوقفت روسيا صادرات الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" كرد انتقامي على دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا التي مازالت تتعرض لعدوان روسي، لكن استخدام موسكو سلاح الغاز ضد أوروبا ألحق الضرر أكثر بالاقتصاد الروسي.

لكن أكثر من ثلثي النفط العالمي يتم نقله عبر السفن من الشرق الأوسط، ولذا لاتزال الأسواق تتابع الوضع بحذر، حتى وإن لم تكن هناك تأثيرات مباشرة على إمدادات النفط حتى الآن. ووفق وكالة الطاقة الدولية "IEA" فإن أن النزاع في الشرق الأوسط مليء بعدم اليقين، وأن الأحداث تتسارع.

صدمة النفط قبل 50 عاما

رغم ذلك يعتقد المستثمرون أن ما جرى قبل خمسين عاما  لن يتكرر. في تلك الفترة، في تشرين الأول/ أكتوبر 1973، هاجمت مصر وسوريا إسرائيل، فارتفعت التوترات  ولجأت بعض الدول العربية  إلى استخدام أسعار النفط للضغط على الدول الصناعية الغربية مثل ألمانيا، التي كانت تعتمد بشكل كبير على أسعار النفط المنخفضة.

حينها قررت الحكومة الألمانية وضع قيود السرعة بحد أقصى 100 كيلومتر في الساعة على الطرق السريعة وأيام الأحد خالية من السيارات، بعد أن ارتفعت أسعار النفط بنسبة تقارب 70 في المائة بسبب تقليصات في إنتاج النفط في الشرق الأوسط.

"اليوم، لم يعد العالم العربي كتلة واحدة، وهناك توترات كبيرة في المنطقة، مثل تلك بين المملكة العربية السعودية وإيران. لذلك يجب ألا يتكرر ما حدث في السابق، ومن المرجح ألا ترتفع أسعار النفط بنفس الطريقة كما كان الحال في ذلك الوقت"، بحسب يورغ كريمر.

مادورإيران؟

ومع ذلك، يمكن أن يتغير الوضع، إذا تورطت  إيران في الصراع، لأنها تقدم دعما ماليا  لحركة حماس ، وهي جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

"المخاوف من مشاركة إيران في الأزمة، في هذه الحالة قد يكون لهذا الدور تأثير واضح على أسعار النفط والاقتصاد العالمي"، يقول رئيس بنوك "شباركسين" الألمانية، هيلموت شليفايس.

وخلال اجتماع صندوق النقد الدولي في مراكش، شدد شليفايس على أن الاقتصاد العالمي يمر بفترة ضعف بالفعل. وأضاف: "بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية الموجودة بالفعل، يأتي الآن أيضا الهجوم الإرهابي لحماس على إسرائيل. سيتوقف الكثير على إمكانية السيطرة هذا النزاع الرهيب على الصعيدين المحلي والإقليمي".

في عام 2018، فرضت الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عقوبات على إيران، أدت إلى تقليل صادرات النفط من البلاد.

وبعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، زادت صادرات النفط الإيراني بشكل ملحوظ. جو بايدن يسعى لإعادة إحياء اتفاق النووي مع إيران الذي جرى توقيعه عام 2015. وكجزء من جهود ضبط ومراقبة المنشآت النووية الإيرانية، هناك إمكانية لتخفيف العقوبات على إيران.

حقول أرامكو السعودية في الخليج

هلسيصلسعرالنفطإلىأكثرمن 100 دولارقريبًا؟

في الوقت الحالي، بدأت إيران مرة أخرى في تصدير كميات كبيرة من النفط، وهو الكم الأكبر من النفط الذي صدرته منذ خمس سنوات. بالإضافة إلى ذلك، زادت الولايات المتحدة من إنتاجها من النفط، حيث أصبح إنتاج النفط فيها مرة أخرى على مستوى ما كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.

وفي الوقت نفسه، الاقتصاد العالمي ضعيف ما يقلل الطلب على النفط. كل هذه العوامل تساهم في منع ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير. وإلى جانب ذلك، تُلائم هذه التطورات أيضا حكومات الدول الغربية التي تواجه تضخما مرتفعا.

لكن ماذا لو توسع النزاع؟ يرى العديد من خبراء الطاقة أن سعر النفط قد يرتفع بسرعة مجددًا فوق مستوى 100 دولار للبرميل. لأنه إذا تورطت إيران، فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو الممر البحري الرئيسي لنقل النفط العالمي بين الخليج وخليج عمان، حيث يمر حوالي ثلث النفط العالمي بواسطة السفن عبر هذه الممرات البحرية.

ارتفاع واضح في أسعار الغاز

انخفضت أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال الأيام الأخيرة، لكن الأمر مختلف بالنسبة لأسعار الغاز، حيث شهد زيادات ملحوظة، وحدثت طفرات في الأسعار في سوق الغاز الحالي بلغ 40 في المئة.

هذا الارتفاع يعود إلى عدة أسباب. أولاً، أغلقت إسرائيل حقلًا للغاز يقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من قطاع غزة في البحر الأبيض المتوسط. ثانيا، تعكس أسواق الغاز أيضا عدم اليقين بسبب إغلاق خط أنابيب الغاز بين فنلندا وإستونيا بسبب هبوط في الضغط. وأخيرا، إضراب عمال وموظفي مرافق غاز "أل. إن. جي." التابعة لشركة شيفرون في أستراليا الذي دام اسبوعين.

رغم كل ذلك، يتوقع محللون في مجال الطاقة أن تهدأ الأوضاع في سوق الغاز  بمرور الوقت بمجرد تجاوز هذه التوترات. وبالنسبة للمستهلكين، لا تلعب مثل هذه التقلبات في أسواق الغاز دورا كبيرا في الوقت الحالي إذا كانت مؤقتة. إذ يقوم مزودو الغاز وشركات الطاقة بتأمين أنفسهم من مثل هذه التقلبات من خلال عقود توريد طويلة الأمد.

ميشا أيرهارد/ ع.خ

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: حماس وإسرائيل أسعار الغاز أسعار النفط دويتشه فيله حماس وإسرائيل أسعار الغاز أسعار النفط دويتشه فيله الشرق الأوسط أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

النفط يتجه للانخفاض للشهر الثالث رغم الصراع بالشرق الأوسط

الاقتاد نيوز - متابعة

تراجعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، وتتجه للانخفاض للشهر الثالث على التوالي إذ طغى تأثير التوقعات بزيادة الإمدادات والشكوك بشأن الطلب على القلق من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية في لبنان واليمن إلى تفاقم الصراع في الشرق الأوسط.

وبحلول الساعة 1140 بتوقيت غرينتش انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر، والتي ينقضي أجلها اليوم، 66 سنتا أو 0.9 بالمئة إلى 71.32 دولار للبرميل. ونزل العقد الأكثر تداولا تسليم ديسمبر 41 سنتا أو 0.6 بالمئة إلى 71.13 دولار للبرميل.

كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 51 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 67.67 دولار للبرميل.

وفي وقت سابق ارتفع الخامان بما يزيد على دولار.

وخام برنت في طريقه لخسارة أكثر من تسعة بالمئة على أساس شهري، وهو ما سيكون أكبر انخفاض له منذ نوفمبر 2022، بينما يتجه خام غرب تكساس الوسيط للانخفاض بنحو ثمانية بالمئة منذ نهاية أغسطس.

لكن الأسعار تلقت دعما اليوم الاثنين من احتمال اتساع الصراع في الشرق الأوسط مع إيران، المنتج الرئيسي للنفط وعضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وكثفت إسرائيل منذ الأسبوع الماضي هجماتها، وشنت غارات أودت بحياة قياديين في جماعة حزب الله اللبنانية وحركة حماس، كما ضربت أهدافا لحركة الحوثي في اليمن.

ولم تتأثر أسعار النفط كثيرا بإعلان بكين الأسبوع الماضي إجراءات تحفيز مالي.

ويشكك المتعاملون في أن تكون تلك الإجراءات كافية لتعزيز الطلب من الصين، وهو أقل من المتوقع حتى الآن هذا العام.

وانخفضت الأسعار بسبب أنباء عن احتمال استئناف ضخ نصف مليون برميل من صادرات النفط الخام الليبية مع حل أزمة مصرف ليبيا المركزي، وتقرير عن احتمال أن تتخلى السعودية عن سعر النفط المستهدف عند 100 دولار للبرميل مع بدء تحالف أوبك+ في التوقف عن تخفيضات طوعية للإمدادات اعتبارا من ديسمبر.

وتترقب الأسواق في وقت لاحق اليوم تعليقات من رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول تلمسا لمؤشرات على وتيرة تيسير السياسة النقدية.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة يندد باتساع الصراع في الشرق الأوسط
  • ارتفاع أسعار النفط رغم مخاوف وفرة الإمدادات
  • استقرار أسعار النفط مع تغلب مخاوف الطلب على مخاوف الشرق الأوسط
  • النفط يصعد بفعل مخاطر مرتبطة بالإمدادات في الشرق الأوسط
  • النفط يتجه للانخفاض للشهر الثالث رغم الصراع بالشرق الأوسط
  • ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط
  • اضطرابات الشرق الأوسط ترفع أسعار النفط
  • أسعار النفط تواصل الارتفاع وسط مخاوف من تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
  • توترات الشرق الأوسط تشعل أسعار النفط في الأسواق العالمية
  • وزير الدفاع الأمريكي: عازمون على منع إيران ووكلائها من استغلال الموقف في الشرق الأوسط لتوسيع الصراع