ستقوم الحكومة، خلال السنة القادمة، بإحداث خطّ تمويل قدره 20 مليون دينار، على موارد الصندوق الوطني للتشغيل سيخصّص لدعم تمويل المشاريع في إطار التمكين الاقتصادي للفئات الضعيفة ومحدودة الدخل، وذلك بمقتضى مشروع قانون المالية 2024 الذي تعكف على دراسته حاليا لجان مجلس نواب الشعب.

وستخصّص هذه التمويلات حسب الفصل 17 من مشروع القانون، لإسناد قروض دون فائدة لا تتجاوز 10 الاف دينار للقرض الواحد، لتمويل أنشطة في كافة المجالات الاقتصادية وذلك خلال الفترة الممتدة من غرة جانفي إلى 31 ديسمبر 2024 على ان يتم تسديدها على مدة أقصاها 6 سنوات منها سنة إمهال.

ويعهد بالتصرف في هذا الخط إلى البنك التونسي للتضامن بمقتضى اتفاقية تبرم للغرض مع وزارة المالية ووزارة التشغيل تضبط شروط وإجراءات التصرف فيه.

ويأتي هذا الإجراء، الذي يندرج ضمن محور تكريس الدور الاجتماعي للدولة وتأمين تزويد السوق بالمواد الأساسية، لتعزيز النتائج الإيجابية التي سجلها خط التمويل الذي اقره قانون المالية 2023 باعتماد قدره 10 مليون دينار خصصت لاسناد قروض دون فائدة لفائدة الفئات الضعيفة ومحدودة الدخل.

فقد لقي الخطّ، الذي يمتد خلال الفترة من غرة جانفي الى 31 ديسمبر 2023 استحسانا من قبل الشريحة المستهدفة، حيث تم تسجيل قرابة 15 ألف مطلب إلى موفى شهر أوت 2023.

وقد تضمن مشروع قانون المالية للسنة القادمة بالإضافة الى احكام الميزانية، 44 فصلا موزعة على عدة ابواب تتصل بتكريس الدور الاجتماعي للدولة وتامين تزويد السوق بالمواد الاساسية ودعم قطاع الفلاحة والصيد البحري والموارد المائية ودعم الادماج المالي للمؤسسات الصغرى والمتوسطة وتشجيع االدخار ودفع الاستثمار وارساء آليات بديلة لتمويل نفقات الدعم ودعم الاقتصاد الاخضر والتنمية المستدامة الى جانب مقاومة التهرب الجبائي وإدماج القطاع الموازي ودعم الامتثال الضريبي وتكريس مزيد من الضمانات للمطالب بالأداء.

وات

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: قانون المالیة

إقرأ أيضاً:

نحو تصحيح المسار الاقتصادي للشركات

 

محمد بن عيسى البلوشي **

يتَّفق المختصون في مجال الاقتصاد والاستثمار أن بورصة مسقط تمضي قدمًا نحو ترسيخ مرحلة جديدة من عملها، والناظر إلى جهودها في الأعوام الأخيرة والتي شهدت فيها البورصة ولأول مرة اكتتابات مليونية في عده قطاعات اقتصادية حيوية، يجد الأمر متحققا، ولهذا بات موضوع إعادة هيكلة بعض شركات المساهمة العامة المدرجة في البورصة أمرا ملحا وضروريا حتى يستقيم السير نحو الهدف المنشود ووفق :رؤية عُمان 2040".

والتخلص من عباءة المديونيات المستمرة التي لا زالت تلاحق بعضًا من الشركات، وأيضا استمرار عدم تحقيق الأرباح لسنوات عدة، بات أمرًا مُقلقًا ليس لجمهور المستثمرين فحسب؛ بل لهاجس قدرة تلك الشركات على الاستمرار واستدامتها ونمو مثل هذه الاستثمارات الاقتصادية التي تتطلع منها الحكومة الى أن تؤدي دورًا محوريًا خلال الفترة المقبلة في ظل التنافس المحموم الذي تشهده القطاعات الاقتصادية.

ينظر المستثمر إلى الإجراءات الرسمية التي من الواجب على هيئة الخدمات المالية وجهاز الاستثمار العُماني المضي بها وتبنيها خلال المرحلة المقبلة، على أنها تعزز الثقة في السوق العُمانية من خلال تخصيص استراتيجية التحول في الشركات المتعثرة واعادة هيكلتها، وسوف نجد أثرة ولو بعد حين ظاهرًا بشكل إيجابي على بورصة مسقط.

فكرة أن تظل الشركات على ما هي عليه من دعم حكومي مباشر أو غير مباشر أصبحت لا تتناسب مع وضع الاقتصادات الطموحة والفاعلة، وأيضا لا تنسجم مع رؤيتنا الوطنية نحو "عُمان 2040"، فلا بُد أن نرسخ مبدأ بناء شركات حكومية أو مساهمة عامة قوية وقادرة على المساهمة بفاعلية في الاقتصاد وتحقق تطلعات المستثمرين، وعلينا المضي قدما إلى هذا الجانب بشكل واضح وفق أهدافنا الوطنية.

والتجربة التي خاضتها الحكومة في إعادة هيكلة بعض الشركات -وعلى سبيل المثال الطيران العُماني- هي محل دراسة وتقدير للتوجه المحمود الذي يجب على الحكومة المضي فيها؛ فسنوات الصرف المباشر دون تحقيق أي نتائج إيجابية بات أمرًا غير مقبول، لأنها تختلف عن المؤسسات الحكومية (الوزارات) الملتزمة بتقديم الخدمات الرئيسية كالتعليم والصحة والأمن؛ حيث إن الشركات مهما كانت مسمياتها هي مؤسسات اقتصادية واستثمارية ويتم التعامل معها على هذا الأساس.

وهنا أدعو الجهات المعنية: مجلس الوزراء ومجلس الشورى ومجلس الدولة وجهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة وهيئة الخدمات المالية وجهاز الاستثمار العُماني، وغيرها من المؤسسات، إلى رسم استراتيجية واضحة نحو مسألة إعادة النظر في الشركات كافةً (حكومية/ مساهمة عامة)، خلال المرحلة المقبلة، بحيث يتم تقييم أداء تلك الشركات؛ بما يتفق مع التوجهات الاقتصادية و"رؤية عُمان 2040"، وهذه مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة تقع على عاتق الجميع.

وعلى النُخَب في جميع المجالات تفهم حساسية هذه المرحلة من عُمر اقتصادنا الوطني، وغرس المعلومة الصحيحة لبناء فكر اقتصادي مُستنير من أجل أن يُسهم الجميع من مواطن/ مؤسسات في إنجاح هذا الدور الوطني المُهم.

** مستشار إعلامي في الشأن الاقتصادي

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل في تعز لدمج مستفيدي التمكين الاقتصادي في سوق العمل
  • لقاء تواصلي بمدينة تاونات يناقش إكراهات قانون المالية 2025
  • قبل مناقشته بالنواب .. تعرف على أهداف مشروع قانون العمل الجديد
  • وزير المالية يترأس اللجنة المصرية البحرينية للتعاون الاقتصادي والتجاري
  • نحو تصحيح المسار الاقتصادي للشركات
  • غدًا.. البرلمان يناقش تمويل مشروع معالجة مياه الصرف الصناعي في مصانع السكر
  • التحالف الوطني بالقليوبيةِ: إعداد 6000 شنطة رمضانية لتوزيعها على محدودي الدخل
  • تفاصيل مشروع قانون العمل 2025 ودور المجلس القومي للأجور
  • مدينة أم الزيتون الصناعية بالسويداء.. مشروع حيوي ينتظر المزيد من الدعم ‏لاستكماله لتنشيط الحراك الاقتصادي في المحافظة
  • حرمان المرأة العاملة من أجرها خلال إجازة الوضع حال قيامها بهذا الفعل