قام الباحثون من جامعة “نورث ويسترن” بتدريب خوارزمية التعلم الآلي باستخدام أكثر من 1.4 مليون صورة تاريخية للمستعرات العظمى وغيرها من الظواهر السماوية من نحو 16 ألف مصدر.

وأعلن فريق بحثي من جامعة “نورث ويسترن” الأميركية عن تمكن أداة قام بتطويرها من القيام باكتشاف مستعر أعظم بشكل “مؤتمت بالكامل” دون أي تدخل بشري، الأمر الذي سيوفر مستقبلا وقت الفلكيين وجهدهم.

وسميت تلك الأداة  “ماسح الأجرام العابرة اللامعة”، والمواسح الفلكية أدوات تقوم بتصوير مقاطع من السماء ليلا أو السماء كلها من دون تحديد هدف معين للرصد، ولكن هدفها هو ملاحظة أي تغيرات تعبر عن انفجارات نجمية مثلا أو مذنبات أو كويكبات تمر بالسماء.

وبحسب بيان صحفي رسمي أصدرته جامعة “نورث ويسترن”، فإنه للكشف عن المستعرات العظمى تقوم التلسكوبات الآلية بتصوير المقاطع نفسها من السماء ليلا بشكل متكرر، بحثا عن تغيرات في الصور الجديدة لم تكن موجودة في الصور السابقة، وبعد أن تكتشف التلسكوبات أي تغير، يتولى الفلكيون المسؤولية للبحث عن طبيعة تلك التغيرات وتصنيفها.

ما هو تعلم الآلة؟
وللوصول إلى تلك النتيجة قام الباحثون من جامعة “نورث ويسترن” بتدريب خوارزمية للتعلم الآلي باستخدام أكثر من 1.4 مليون صورة تاريخية للمستعرات العظمى وغيرها من الظواهر السماوية من نحو 16 ألف مصدر. ويعد تعلم الآلة أحد فروع الذكاء الاصطناعي التي تُعنى بتحسين جودة النتائج بناء على التعلم من كم كبير جدا من البيانات.

وعلى سبيل المثال، فإنه للتفريق بين شكل الكلب وشكل القطة يتم تغذية الذكاء الاصطناعي بعشرات أو مئات الآلاف من صور الكلاب، ثم العدد نفسه تقريبا من صور القطط، وهنا تبحث برمجيات الذكاء الاصطناعي عن أنماط إحصائية تتشابه فيها القطط مع بعضها، وتختلف تماما عن الكلاب.بعد ذلك، يحول الذكاء الاصطناعي تلك الأنماط لقوانين ذات طابع احتمالي، يستخدمها عند فحص صور جديدة لم تعرض عليه من قبل، ومع كل صورة جديدة تضاف لقاعدة بياناته، فإنه يحسن من أدائه في المرة التالية. يشبه ذلك الطريقة التي نتعلم بها نحن البشر أي شيء في حياتنا، منذ نعومة أظفارنا.

الذكاء الاصطناعي في خدمة علم الفلك
ويحاول العلماء مؤخرا إدخال الذكاء الاصطناعي إلى عالم الأرصاد الفلكية بقوة، فمثلا في يونيو/حزيران الماضي، تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة “كيل” البريطانية من تطوير تقنية للتعلم الآلي تساعد علماء الفلك على تقدير أعمار النجوم بشكل أفضل من الطرق التي يستخدمونها حاليا.

وبحسب الدراسة التي أعلن عنها في المؤتمر الوطني لعلم الفلك 2023 قام الباحثون بتغذية برمجية للتعلم الآلي باستخدام بيانات صادرة من مرصد “غايا” الفضائي بأكثر من 6 آلاف نجم، ومن ثم فحص وجود علاقة بين درجة حرارة النجم ووفرة عنصر الليثيوم على سطحه وعمره. وفي أبريل/نيسان الماضي، تمكن فريق جامعة “نورث وسترن” بمساعدة علماء آخرين من استخدام آليات ذكاء اصطناعي لتحسين جودة الصور الفلكية التي تلتقطها التلسكوبات الأرضية بشكل سيخدم كل فلكيي العالم لتطوير عملهم البحثي، حيث أتاح هذا الفريق أداة الذكاء الاصطناعي بشكل مجاني. وبعد تطبيق تلك الآليات الجديدة، أصبحت الصور الفلكية بعد تدخل الذكاء الاصطناعي أفضل بنسبة 38% مقارنة بأدوات تحسين الصور التقليدية، ما يقرّبها من جودة صور التلسكوبات الفضائية.

فوائد وأعراض جانبية
ويعد اكتشاف “إس إن 2023 تيك” دليلًا على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مفيدا بشكل خاص في توفير آلاف من ساعات العمل سنويا يقضيها الفلكيون في دراسة وتصنيف المستعرات العظمى، إضافة إلى أن هذه الخوارزميات ستكون أكثر دقة؛ لأنها ستنحي العامل البشري. لكن على الرغم من ذلك فقد تكون لتلك الخوارزميات أعراض جانبية غير محببة بالنسبة للبعض، فمثلا مع تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الراصدة للمستعرات العظمى، فإن ذلك يمكن أن يقضي على إحدى الهوايات الفلكية بالنسبة للكثيرين حول العالم، وهي صيد المستعرات العظمى في السماء والإعلان عنها.

بالنسبة لهؤلاء فإن شخصيات مثل الياباني كويشي إيتاجاكي بمثابة نموذج في هذا النطاق، فقد اكتشف الرجل أكثر من 100 مستعر أعظم داخل مجرتنا وخارجها، إلى جانب 3 مذنبات و5 كواكب جديدة و5 نجوم متغيرة زرقاء مضيئة؛ كل ذلك وهو غير متخصص في هذا النطاق. ويوما ما، قد تختفي إنجازات كتلك تماما أمام قدرات الذكاء الاصطناعي الفائقة.

المصدر : مواقع إلكترونية

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي علم الفلك الذکاء الاصطناعی من جامعة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء

آخر تحديث: 21 نونبر 2024 - 11:01 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- لجأت شركة الأزياء الإسبانية مانغو في حملتها الإعلانية الصيفية الموجهة للشباب، إلى عارضة أزياء رقمية اصطناعية في يوليو الماضي، فماذا كان رد فعل المشاهدين؟،أشار استطلاع للرأي أجراه معهد “أبينيو” لأبحاث السوق، إلى أن نحو 72 بالمئة من بين ألف مشارك في الاستطلاع، اعتقدوا أن العارضة والملابس في الصورة حقيقية.ويقول مايكل بيرغر المدير التنفيذي “لاستديو بيوند”، وهو مجموعة تصميم تعتمد إلى حد كبير على الذكاء الاصطناعي في إنتاج الصور: “نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي لعملائنا كل يوم، دون أن يلحظوا ذلك”.وقد لا يكون ذلك مثيرا للدهشة حيث يتيح الذكاء الاصطناعي الكثير من المزايا للشركات، فلم تعد هناك حاجة إلى السفر إلى أماكن مختلفة من العالم لالتقاط الصور المطلوبة، لأن المسألة صارت سهلة وتحتاج فقط إلى إنشاء خلفية رقمية للصورة، الأمر الذي يوفر الوقت والمال كما يساعد على حماية البيئة. وبالنسبة للعملاء سيكون من الأوفر لهم، عدم دفع أموال مقابل استخدام عارضة أزياء من البشر.ومع ذلك فإنه لا تزال هناك في الوقت الحالي حاجة، لتصوير الملابس والإكسسوارات على جسم العارضة البشرية، حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تصويرها بشكل صحيح.وهذا يؤدي بشكل متزايد إلى استخدام ما يسمى بأجسام العارضات، حيث يتم تصوير الملابس على أجسامهن ثم استبدال رؤوسهن في وقت لاحق بشكل رقمي، ولا تزال هذه العملية مكلفة ماليا، ويقول بيرغر: “بمجرد أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من تنفيذ هذه العملية رقميا ستصبح التكلفة أقل”. وفي كثير من الدول أصبح عالم الأزياء، يميل بشكل متزايد إلى استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل مجموعة أوتو الألمانية، التي قالت إنها تلجأ لعارضات أنشئن عن طريق الذكاء الاصطناعي، للقيام بعروض منتجات الأزياء منذ ربيع عام 2024.وفيما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى الاستغناء عن العارضات والمصورين، يقول نوربرت هانسن رئيس مجلس إدارة رابطة وكالات عروض الأزياء المرخصة، هناك أوقات قاتمة تنتظر نشاط عروض الأزياء.ويوضح هانسن أن كثيرا من المتاجر الإلكترونية تقوم بتصوير عدد لا يحصى من الملابس كل يوم، مع التركيز على المنتج وليس على العارضة، ويقول “هذه الأفكار والعناصر يمكن أن يحل محلها الذكاء الاصطناعي بالكامل على المدى الطويل”.غير أن ماركو سينيرفو، وهو رئيس إحدى أكبر وكالات عروض الأزياء في ألمانيا، لا يتفق مع هذا الرأي، ويقول إن “الذكاء الاصطناعي خال من الجاذبية والسحر”.ويضيف أن استخدام الصور الرمزية المولدة بالذكاء الاصطناعي، يعد خطوة إلى الوراء أكثر من كونه ابتكارا، ويؤكد أنه “في عالم تشوبه السطحية وسريع الخطى بشكل متزايد، يحتاج الناس إلى صور واقعية بعيدة عن الخيال”، ويرى أن عارضات الأزياء التي يتم تصميمها إليكترونيا، توحي “بصورة للجمال بعيدة تماما عن الطابع الإنساني”.

مقالات مشابهة

  • تصنيف حيوية الذكاء الاصطناعي.. دولة عزبية ضمن الأوائل عالميا
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في ميكنة قصر العيني
  • جامعة دبي تستضيف مؤتمر الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء
  • جامعتا الأقصر و"بكين للبريد" يبحثان سبل التعاون في الذكاء الاصطناعي
  • جامعتا الأقصر وبكين تبحثان التعاون المشترك في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
  • مختص: بشكل كبير جدًا قد يحل الذكاء الاصطناعي محل الحكم في مباريات كرة القدم
  • بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
  • للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون العميق
  • الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء