الخبر:
2024-07-07@02:02:11 GMT

عندما يوجّه دريانكور الرأي العام الفرنسي!

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

عندما يوجّه دريانكور الرأي العام الفرنسي!

يسود انطباع عام في فرنسا بأن ثقل ومستوى الشخصيات السياسية قد تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة، وهو أمر يمكن ملاحظته بسهولة عندما يتصدر شخص مثل السفير السابق في الجزائر كزافييه دريانكور المشهد، وينجح في ركوب تيار سياسي واسع وتوجيهه جماعيا نحو المطالبة بإلغاء اتفاقية التنقل والهجرة بين الجزائر وفرنسا لسنة 1968، وتصوير ذلك على أنه علاج لفرنسا المثخنة بمشاكلها وإنقاذ لها من طريق "العالمثالثية"، كما يبشر إلى ذلك سياسيون فرنسيون أنفسهم.

بخلفية انتقامية واضحة، يزور دريانكور الجزائر من جديد في كتاباته وتحليلاته المتهافتة التي تجد لها مكانا في أوكار اليمين المتطرف الفرنسي الإعلامية، فهذا السفير الفاشل الذي لا يُذكر له أثر، رغم طول مدة بقائه على مرتين في مبنى حيدرة بالجزائر العاصمة، يحاول في كل مرة "إثبات أنه موجود" بحثا عن "مجد" لم يستطع تحقيقه في حياته المهنية.

وقد بدأ رحلة التأريخ لفراغ فترتيه في الجزائر بإصدار كتاب بعنوان "اللغز الجزائر"، ضمّنه مجموعة من الحكايات من طرف واحد حول المسؤولين الجزائريين الذين كانوا يقصدونه من أجل التأشيرة. ثم سرعان ما تحولت "التأشيرة" إلى وسواس قهري أصاب هذا السفير، لا يترك مناسبة إلا وتحدث عنها، كما لو أنها منّة من فرنسا "السيدة" في رفض وقبول التأشيرة على الجزائريين الذين يملؤون الخزائن الفرنسية سنويا بملايين الأوروهات مقابل الطلبات، وحتى المواعيد التي صارت عرضة للبزنسة.

واليوم أصبح هذا السفير يبشر بخراب فرنسا إذا لم يتم إلغاء اتفاقية التنقل بين البلدين، كما لو أنها نفس الاتفاقية التي وُقّعت سنة 1968 ولم تفرغ من أغلب امتيازاتها، إذ لم يكن الجزائريون بحاجة حتى لتأشيرة من أجل الزيارة أو العمل في فرنسا، ومع مرور الزمن أصبحوا مثلهم مثل غيرهم مطالبين بالتأشيرة.

يعلم هذا السفير أنه "يدلس" على الفرنسيين، إذ خارج بعض الامتيازات التي يردّدها دائما كما لو أنه عامل في مصلحة الحالة المدنية، بخصوص مقدرة الجزائريين على تسوية أوضاعهم بطريقة أسرع قليلا من غيرهم، والتي أصبحت مهددة بحكم التثاقل الإداري في معالجة ملفات الزواج والحصول على رخصة الإقامة، لا يوجد اليوم ما يميز الجزائريين، بل إنهم مظلومون، خاصة الطلبة الذين لا يتاح لهم العمل خارج أوقات الدراسة إلا في حدود نصف ما يرخص لبقية الطلبة الأجانب.

لكن دريانكور لم يجد من يصده ويكشف تدليسه، بل وجد القبول والترحاب لأنه وافق شعورا بالكراهية لدى تيار معين في فرنسا ضد الجزائريين، وهو تيار ينقاد إلى كل ما يحاول إلغاء الوجود الجزائري في فرنسا، حتى باتباع الأكاذيب. وأصبح هذا الشخص في فترة وجيزة من نكرة إلى شخصية "شبه سياسية" تُنظّر لليمين الفرنسي ما يجب فعله.

وعلى هذا الأساس، انطلقت حملة واسعة تَسَاوى فيها المتطرفون من نواب حزب التجمع الوطني والعنصريون من أتباع إيريك زمور مع شخصيات معروفة باعتدالها، مثل جيرارد لارشي رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، والوزير الأول إدوارد فيليب المرشح المحتمل للرئاسيات الفرنسية المقبلة، في الدعوة لإلغاء الاتفاقية الملغاة عمليا بحكم عوامل الزمن وطغيان القوانين الأوروبية على الفرنسية في مجالات الهجرة والتنقل.

وفي الواقع، تدرك الحكومة الفرنسية أن ما يثار حول هذه الاتفاقية ليس سوى جعجعة سياسية يريد من خلالها اليمين استغلال الشعور المعادي للمهاجرين والجزائريين منهم خصوصا لأجل مكاسب انتخابية، وإلا ما الذي كان يمنع مثلا رئيسا معروفا بعدائه للجزائريين مثل نيكولا ساركوزي من إلغائها؟ وما الذي جعل فرنسا تتأخر في أزمات كثيرة بين البلدين في "معاقبة" الجزائر عبر إلغاء هذه الاتفاقية إذا كان الضرر على الجزائر بهذه الحدة التي يصورها اليمين؟

ولأن النفاق السياسي والإعلامي بلغ أوجه كما أظهرته التغطية الإعلامية للعدوان على فلسطين هذه الأيام، فلا أحد بات يذكر امتيازات الهجرة، خاصة من جانب الجزائريين الذين يساهمون بقوة في النظام الصحي الفرنسي عبر جيوش الأطباء والممرضين العاملين هناك، ويساهمون في شتى مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهم بذلك يد عاملة مفيدة لا يمكن تعويضها، وهي تمثل أرقى نماذج الاندماج والمساهمة في النظام الاجتماعي الفرنسي عبر الاستهلاك ودفع الضرائب ودعم الدورة الاقتصادية.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: هذا السفیر فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

مبابي يواجه رونالدو “بطل طفولته”.. في يورو 2024

اعتاد الفرنسي كيليان مبابي لصق صور البرتغالي كريستيانو رونالدو صور الأخير على جدران غرفة نومه، وحتى إنه نجح عندما كان في الـ10 من عمره عندما التقى بالـ”دون” للمرة الأولى، وطلب بشجاعة الحصول على حذائه.

وتعود هذه الحادثة إلى مباراة بدوري أبطال أوروبا في نسخة 2009 بين مرسيليا وريال مدريد، حيث تسلل إلى منطقة إجراء المقابلات الصحفية ونجح في مهمته.
وبعد كل هذه السنوات والنجومية التي حصل عليها مبابي (25 عاما) لا يزال ينظر إلى رونالدو (39 عاما) باعتباره مثلا أعلى يحتذى.

ويستمتع مبابي بمواجهة أخرى مع بطل طفولته، حين تواجه فرنسا منافستها البرتغال في ربع نهائي يورو 2024 غدا الجمعة.

وقال مبابي في مؤتمر صحفي مخصص للقمة الأوروبية المنتظرة إنه “لشرف كبير أن ألعب ضده. يعرف الجميع مدى إعجابي برونالدو. نحن على اتصال دائم. يسألني عما يحدث في حياتي ويعطيني النصائح”.

وتابع أنه “لاعب استثنائي.. لن يكون هناك كريستيانو رونالدو آخر أبدا. ساعد في تغيير وجه كرة القدم. ألهم أجيالا ولا يزال يفعل ذلك. سجل أهدافا غزيرة وفاز بكؤوس وسيرته الذاتية تتحدث عن نفسها”.
وأضاف “أكن له احتراما كبيرا لكن في الوقت ذاته أتمنى ألا يكون سعيدا غدا، لأنني آمل أن نتأهل إلى الدور قبل النهائي”.
وعلى خطى “قدوته”، انتقل مبابي إلى ريال مدريد بعقد يمتد حتى 2029، علما أن “صاروخ ماديرا” ارتدى قميص “الميرينغي” وكتب تاريخا معه في الفترة من 2009 إلى 2018.
وحتى الآن لم يسجل رونالدو أي هدف في البطولة المقامة في ألمانيا، علما بأنه يريد بشدة أن يصبح أول لاعب يسجل في 6 نسخ ببطولة أمم أوروبا. وبكى رونالدو بعدما أهدر ركلة جزاء في مباراة دور الـ16 أمام سلوفينيا.

اقرأ أيضاًالرياضةمنتخب إسبانيا يكتسح جورجيا برباعية في أمم أوروبا

ويبلغ رونالدو من العمر 39 عاما حاليا، وفي حال تسجيله لهدف سيصبح أكبر لاعب سنا يسجل هدفا في البطولة، إلا إذا خطف زميله بالمنتخب البرتغالي بيبي (41 عاما) الأضواء منه.

وقال ديدييه ديشان، المدير الفني لمنتخب “الديوك” إن رونالدو “لديه هذه القدرة، إلى جانب الدافع الذي بداخله ، للفوز، وليكون حاسما، وليسجل الأهداف. سيكون لديه هذا دائما، حتى لو كان يتقدم بالعمر. مازال عظيما، ومنافسا عظيما”.

وتسجيل الأهداف مشكلة أيضا يعاني منها المنتخب الفرنسي، خاصة وأنه فاز بنيران صديقة بالمباراتين اللتين فاز بهما بهدف نظيف أمام النمسا، في دور المجموعات، وأمام بلجيكا، فيما جاء الهدف الثالث الذي سجله المنتخب الفرنسي من ركلة جزاء سددها مبابي، حيث فشل الفرنسيون في تسجيل أي هدف من اللعب المفتوح خلال 360 دقيقة خاضها الفريق في اليورو.

وستكون المباراة بمثابة إعادة لنهائي 2016 عندما كسر المنتخب البرتغالي قلوب الفرنسيين عندما توج بلقب البطولة في ستاد دو فرانس. ولكن المنتخب الفرنسي تغلب في نصف نهائي نسختي 1984 و2000 باليورو وفي نصف نهائي نسخة مونديال 2006.
وتوقع مبابي مواجهة صعبة قائلا إن “التفاصيل الصغيرة” ستحسم الأمور. وأوضح أن “بطولة أوروبا تكون متقاربة المستوى دائما. لم يتبق سوى الفرق الكبيرة وعليك الاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة دفاعا وهجوما.

مقالات مشابهة

  • رسميا.. اتهام شركة نستله بالقتل في قضية تلوث بكتيري بفرنسا
  • بالفيديو: فرنسا تبلغ نصف النهائي بفوزها على البرتغال بالضربات الترجيحية
  • الدولي رياض محرز يصدم الجزائريين في حفل زفافه بالتعاقد مع مصممة مغربية للقفطان واللباس التقليدي المغربي
  • كأس أوروبا 2024 .. فرنسا تبلغ نصف النهائي بفوزها على البرتغال بالضربات الترجيحية (5-3)
  • مارتينيز يرد على الانتقادات قبل معركة فرنسا
  • مبابي يواجه رونالدو “بطل طفولته”.. في يورو 2024
  • مبابي يواجه رونالدو قدوته وبطل طفولته.. منازلة عاطفية بمباراة فرنسا والبرتغال في يورو 2024
  • مبابي ورونالدو وجهاً لوجه .. وموقعة ملتهبة بين ألمانيا وإسبانيا
  • التجنس وتأشيرات فرنسا وتصاريح الإقامة.. إليكم حصة الجزائريين
  • معاداة المهاجرين والأقليات.. شبح ماضي اليمين المتطرف يخيم على فرنسا