مستشفيات غزة تئن والعالم يتفرج
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
آلاف الجرحى في قطاع غزة المحاصر يفترشون أروقة المستشفيات وساحاتها، يئنون بانتظار أن يشغر سرير في أحدها وقد لا يسعفهم الوقت، فمجمل عدد الأسرة في مستشفيات القطاع لا يتجاوز الـ 3400، بينما يبلغ عدد الجرحى أربعة أضعاف هذا الرقم، والمنظومة الصحية في القطاع مهددة بأكملها بالانهيار خلال الساعات القادمة، بسبب تأخر الاستجابة الدولية لنداءات الاستغاثة التي أطلقها الفلسطينيون، ما يعني الحكم بالإعدام على نحو 12 ألف جريح.
منذ بداية عدوانه وضع الاحتلال مستشفيات القطاع في بنك أهدافه، حيث قصف بشكل مباشر مستشفى بيت حانون وهو الوحيد في المدينة، ومستشفى الكرامة في شمال القطاع، ومستشفى الدرة للأطفال شرق غزة بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، وأخرجها من الخدمة، إضافة إلى تضرر 15 مستشفى ومركزاً طبياً جراء القصف، كما استشهد 28 من الكوادر الطبية، وتم إلحاق الضرر بـ 23 سيارة إسعاف وتوقفها عن العمل، الأمر الذي يضع الواقع الصحي في القطاع في حالة بالغة الخطورة، مع الزيادة الكبيرة في أعداد الجرحى.
الاحتلال لم يكتف بقصف عدد من المستشفيات وإخراجها من الخدمة، بل هدد بقية المستشفيات بالقصف وطلب إخلاءها، لكن الكوادر الطبية رفضت تهديدات الاحتلال وواصلت عملها لإنقاذ الأعداد الكبيرة من الجرحى والمرضى، وبعضهم بحالات حرجة وخطيرة وعلى التنفس الاصطناعي، مؤكدين أنهم لن يغادروها لأنه في حال إخلاء المستشفيات ستصبح جميع هذه الحالات عرضة للموت.
مناشدات وزارة الصحة الفلسطينية والكوادر الطبية في قطاع غزة للمنظمات الصحية الدولية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل دول العالم بالتدخل الفوري لم تتوقف منذ اليوم الأول للعدوان، لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية إلى القطاع، وفتح مستشفيات ميدانية فيه للعمل على إنقاذ الجرحى الذين فاق عددهم القدرة الاستيعابية في المستشفيات في ظل انقطاع الكهرباء وقرب نفاد مخزون المستشفيات من الوقود والنقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم جراء تشديد الاحتلال حصاره ومنعه إدخالها.
مصادر طبية في مستشفى الأورام الوحيد في قطاع غزة أعلنت توقف أجزاء كبيرة من خدماته عن العمل نتيجة نقص الوقود، موضحة أن الجزء المتبقي من هذه الأقسام سيتوقف خلال 48 ساعة على أقصى تقدير، ليصبح جميع مرضى الأورام في قطاع غزة بلا خدمات، ما يهدد حياة المئات منهم.
وفي ظل العدوان المتواصل تزداد معاناة المصابين بالأمراض المزمنة في القطاع، وخاصة بعد قيام الاحتلال بقطع المياه والكهرباء، الأمر الذي يعرض حياتهم لخطر كبير، ولا سيما مرضى الفشل الكلوي الذين يقارب عددهم الألف مريض، حيث ذكرت مصادر طبية أنه تم تقليص ساعات جلسات الغسيل من 4 ساعات إلى 3 أسبوعياً، بسبب زيادة أعداد المرضى وتكدس حالات الغسيل طوال اليوم.
مأساة أهالي قطاع غزة لا تقتصر على الجرحى، بل تلاحق حتى الشهداء الذين امتلأت ثلاجات المستشفيات بجثامينهم وتلك الثلاجات التي وضعت بالقرب من المستشفيات، بعد أن كانت مخصصة للمواد الغذائية، ونظراً لعدم القدرة على استيعاب الكم الكبير من جثامين الشهداء، تضطر الكوادر الطبية وأسر الشهداء لرص الجثامين إلى بعضها البعض، بعد تعبئتها في أكياس بلاستيكية، دون حتى القيام بأي تجهيزات للدفن، وتحت قصف الاحتلال المتواصل، يتم دفن عشرات الشهداء في مقابر جماعية دون تشييع أو جنازات.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية»: الاحتلال الإسرائيلي دمر 59% من الخدمات الطبية في غزة
قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارجريت هاريس، إن القطاع الطبي في غزة يجب أن يُعتبر بعيدًا عن الأهداف العسكرية، فهو قطاع خدمي معترف به بموجب معاهدة جنيف التي تحمي الأشخاص الذين لا يشاركون في القتال سواء المدنيون والمسعفون وموظفو الإغاثة.
هجمات إسرائيل على القطاع الطبيوأضافت «هاريس»، خلال مداخلة مع الإعلامية منى عوكل، عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»: «شهدنا خلال الفترة الماضية تداعيات خطيرة أثرت على الفرق الطبية، مما استدعي ضرورة وقف الاعتداءات التي تستهدف هذا القطاع، وكذلك وقف الهجمات على المستشفيات».
وواصلت: «وفقًا للقانون الإنساني الدولي، لا يجوز استخدام القطاع الطبي لأغراض عسكرية، حتى في حال وجود بعض الشكوك، فلا ينبغي أن تكون هناك انتهاكات تؤدي إلى تدمير المؤسسات الطبية وبنيتها التحتية، على سبيل المثال شهد قطاع غزة تداعيات مروعة، حيث تم تدمير 59% من الخدمات الطبية، وتعرضت البنية الأساسية لأضرار جسيمة».
نقص الوقود صعب توفير الطاقة اللازمة للمستشفياتواستكملت: «مع نقص الوقود وتدمير مولدات الكهرباء، أصبح من المستحيل توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المؤسسات والمراكز الطبية، ورغم أن هناك عديد من الأفراد يعملون بجد على الأرض لتقديم الخدمات الطبية، إلا أن هذا لا يكفي إذ يجب التعاون مع جميع الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات فعالة وجادة».