لا مزيد من الحديث الفارغ حول أوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تحت هذا العنوان كتب بيتر فان بورين مقالا يرى فيه ضرورة أن يخبر بايدن الشعب الأمريكي بما تفعله الولايات المتحدة في أوكرانيا ولماذا.
نشر المقال موقع The American Conservative، وجاء فيه:
تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية الاستماع إلى رئيسها، وليس إلى فلاديمير زيلينسكي حول ما يجري في أوكرانيا.
يبدو أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاكتفاء من الحرب التي لا نهاية لها، وإلا فبم تفسر السعي الدائم للدخول إلى إحدى تلك الحروب؟ وإذا تركنا الأمثلة التاريخية القديمة مثل كوريا (التي لا تزال مستمرة)، وفيتنام (التي كانت نتيجتها الهزمة الكاملة للولايات المتحدة بعد عقود من الصراع، سبقتها سنوات من تمويل الولايات المتحدة بالكامل تقريبا للجهود الحربية الفرنسية الفاشلة هناك، فلدينا أمثلة أكثر حداثة مثل العراق وأفغانستان.
لقد تعثرت الأولى، وهزمت الولايات المتحدة بعد عقود من الحرب (مع الأخذ في الاعتبار حرب الخليج الأولى وحملات القصف التي أعقبت الحرب، والتي لم تحقق سوى القليل، وحرب الخليج الثانية، التي أدت إل تمكين إيران من العراق عبر حرب الخليج الثانية)، واختتمت الأخيرة بشكل حاسم على شاشات التلفزيون في 2021 مع الإخلاء النهائي الرمزي (ذكريات سايغون).
بدأت كل من هذه الحروب دون وجود هدف عملي حقيقي في الاعتبار (هل تتذكر بناء الأمة؟ الحرب على الإرهاب، بمعنى الحرب ضد تكتيك ما؟).
مع مثل هذا السجل الحافل، قد تعتقد أن الولايات المتحدة ستأخذ استراحة من "الحروب التي لا نهاية لها"، ستأخذ إجازة لبضع سنوات لترتيب أمورها، وربما حل مشكلة زيادة الجرعات، وجمع شتات الاقتصاد معا حتى يتمكن أشخاص آخرون غير المعلقين الديمقراطيين من تنميته. لكن لا، بعد 6 أشهر فقط من نفض آخر غبار أفغاني عن أحذيتنا، وجدت الولايات المتحدة نفسها غارقة في أوكرانيا. فلا هدف واقعي واضح، مع التزام مفتوح من جانب الموارد الأمريكية، وإمكانية جر القوات الأمريكية مباشرة إلى الصراع، والدعم زعيم فردي مشهور مشكوك فيه. ليصبح من غير الواضح كيف تتناسب أوكرانيا مع مصلحتنا الوطنية، وكم من الوقت والمال نتوقع أن نضيعه أيا كانت أهدافنا، وما هو حجم خطط أوروبا للمساهمة في الحرب الدائرة في ساحتها الخلفية.
لذا حان الوقت كي يشرح الرئيس بايدن بعض الأمور للشعب الأمريكي:
1- ما هي نهاية اللعبة يا جو؟ هل هي الديمقراطية في أوكرانيا؟ فإذا كان الأمر كذلك، فأنت في بداية صعبة. حيث قام زيلينسكي على مدى العامين الماضيين بتجنيد مواطنيه، وحرم الشباب الذكور من حرية السفر، والتخلص من أحزاب المعارضة، وألغى جميع الانتخابات المستقبلية إلى أجل غير مسمى، ودمج جميع منصات التلفزيون بأوكرانيا في بث حكومي واحد، وتعامل بقسوة مع المنشقين، وفرض عمليا حكم رجل واحد والحرب بالتأكيد على الأمة. إضافة إلى أن هناك كل ما يتعلق بكون وحدات الجيش الأوكراني نازية بالفعل.
إذن، جو، ما هي الخطة لتحقيق الديمقراطية في أوكرانيا؟ يبدو أن الأمور ازدادت سوءا منذ تدخل الولايات المتحدة لمنع الروس من القيام بعدد من الأشياء التي فعلها زيلينسكي بالفعل ببلاده. (لمعلوماتك يا جو، ربما تذكر كيف فشل الفرض العسكري للقيم الديمقراطية تاريخيا).
2- أم أن الهدف من الحرب هو إجبار روسيا على الخروج مما تدعي أوكرانيا أنها أراضيها؟ فهل يشم ذلك الأراضي التي أهدتها الولايات المتحدة لروس قبل بضع سنوات في شبه جزيرة القرم، عندما بدا ذلك كله أقل خطورة بكثير في عهد رئيس آخر؟ أم فقط استعادة الأراضي التي استعادتها روسيا بعد فبراير 2022؟ كان هذا هو الهدف من الهجوم المضاد الكبير في ربيع 2023، أليس كذلك؟
كن صريحا مع الشعب الأمريكي، الذي سئم الدعاية بشأن كيفية سير الأمور، الأوكرانيون استخدموا في هجومهم معظم أسلحة القوات البرية التقليدية في الترسانة الأمريكية، فاستعادوا 143 ميلا مربعا فقط (230 كيلومتر مربع). أما الروس، الذين يفترض أنهم في موقف الدفاع، حصلوا على 331 ميلا مربعا (530 كيلومتر مربع) من الأرض. ومع فشل الهجوم المضاد الآن بشكل واضح، ما هي الخطوة التالية؟ هل هناك خطة؟ كيف نحدد الفوز؟ إن عبارة "مهما طال الأمر" ليست خيارا قابلا للتطبيق، إنها مجرد وصفة فيتنام أخرى، وأفغانستان أخرى.
3- ما هو الدور، إن وجد، الذي ستلعبه الدبلوماسية مع روسيا في تحقيق هذه اللعبة النهائية، أيا كان نوعها؟ هل سعى الروس إلى الاجتماع ومناقشة الحرب؟ هل عرضت الولايات المتحدة اللقاء؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلم لا؟ الدبلوماسية يمكن أن تنهي الحروب، ونحن نعلم أن وزير خارجيتك يمكنه خوض معركة، لكن هل يستطيع إيقافها؟ وهو الاختبار الحقيقي لمهنته؟ (ولأن الأمر معقد، سنعطيك شرحا لكيفية مساعدة حكومتنا في خلق هذا الوضع في المقام الأول، وهو أمر يحتاج الشعب الأمريكي إلى معرفة المزيد عنه في مرحلة ما).
إقرأ المزيد بصرف النظر عن الخسائر القيادة الأوكرانية تقود الجنود إلى "الذبح"4- وإذا كان الأمر بالأمر يذكر، فمن بين الأشياء التي يحتاج أن يعرفها الشعب الأمريكي هي من فجر خط أنابيب "السيل الشمالي" بين روسيا وألمانيا؟ هل هذا هو نوع الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة، بحيث تفجر خطوط الأنابيب للضغط على ألمانيا للانضمام إلى القتال؟ أم أنها من ذلك النوع من الحروب حيث تستطيع أوكرانيا على نحو ما حشد المعرفة الفنية اللازمة لتفجير خط الأنابيب لإجبار ألمانيا على الانضمام إلى القتال؟ لماذا يفجر الروس خط الأنابيب الذي يزود ألمانيا بالغاز، وهو مصدر مهم للدخل؟ هل هذه الحرب قذرة إلى هذا الحد؟
5- لقد خصصت الولايات المتحدة 113 مليار دولار لأوكرانيا، لدفع ثمن كل شيء من الدبابات إلى رواتب سائقي سيارات الإسعاف. ما هي الأنظمة المعمول بها لحساب هذه الأموال؟ فهل من الممكن أن يؤدي المزيد من الأموال إلى تعميق المستنقع، ويدفعنا أقرب إلى الصراع المباشر مع روسيا؟
لقد تحدثت في الماضي عن أن المساءلة تقع على عاتق مفتشي العموم في وزارة الدفاع والخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID. وهم يشيرون إلى "عقد من الخبرة المشتركة المكتسبة من الإشراف المشترك على ثمان عمليات طوارئ مختلفة في الخارج". إنهم ينسون "الفشل الذريع في الإشراف على عمليات الطوارئ هذه في الخارج"، وكيف غطت نفس الوكالات على الهدر، والاحتيال، وسوء الإدارة، وتعمد تضليل الرأي العام الأمريكي بشأن التقدم الذي تم إحرازه في أفغانستان والعراق.
جو، أنت في حاجة إلى معالجة المعارضة للهيكل الأكثر رسمية لإنشاء مكتب للمفتش العام الخاص بأوكرانيا Special Inspector General for Ukraine Reconstruction SIGUR، مثلما كان مكتب المفتش العام الخاص بإعادة الإعمار في العراق SIGIR، وفي أفغانستان SIGAR. لأن "مهما طال الأمر" هو شيك على بياض يحتاج دافع الضرائب الأمريكي إلى معرفة المزيد عنه. قام السيناتور راند بول في الربيع بتعليق مؤقت لحزمة مساعدات بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا، وطالب الكونغرس، دون جدوى، بإدراج بند في حزمة المساعدات يقضي بإنشاء مفتش عام للإشراف على توزيع المساعدات.
وكما لاحظ مكتب المفتش العام الخاص بإعادة الإعمار في أفغانستان فإنه، "وعلى الرغم من أن أفغانستان وأوكرانيا دولتان مختلفتان للغاية، ولهما تاريخ في مواجهة تهديدات مختلفة تماما، إلا أن العديد من التحديات التي واجهتها الوكالات الأمريكية في أفغانستان، فيما يخص تنسيق الجهود، والتعامل مع الفساد، والمراقبة والتقييم الفعالين للمشاريع والبرامج، ستكون هي نفسها بالنسبة لأوكرانيا". وبالحديث عن الفساد، فقد خصت وزارة خارجيتكم أوكرانيا بممارساتها الفاسدة، والتي، كما تعلمون، من العراق وأفغانستان، ستضعف أي مساعدات بشكل خطير، فلماذا مقاومة الرقابة الإضافية؟
إقرأ المزيد ليست أولوية: الولايات المتحدة تفقد اهتمامها بأوكرانيا6- نحن نعلم أن هناك قوات خاصة أمريكية على الأرض في أوكرانيا، وقوات أمريكية تتولى أدوار القيادة والسيطرة في القتال المستمر. هل هناك خطوط حمراء، سواء وُعد بها زيلينسكي أو بالنسبة لك شخصيا، لتحفيز دور مباشر أكبر للولايات المتحدة في أوكرانيا؟ ما الذي قد يتطلبه الأمر لوجود المزيد من "المستشارين" على الأرض، أو القوة الجوية الأمريكية، أو القيادة الأمريكية برفقة القوات الأوكرانية في الميدان؟ في أي مرحلة سوف توافق على أنك بحاجة كي يوافق الكونغرس على التدخل رسميا؟ وليس من العدل وأن كل شيء على ما يرام من خلال تسمية عمليات النشر بـ "الناتو" بدلا من القوات الأمريكية. فالنزاع بين روسيا وحلف "الناتو" هو في واقع الأمر نزاع بين روسيا والولايات المتحدة.
لقد كان السيناتور مايك لي من ولاية يوتا والممثل وارن ديفيدسون عن ولاية أوهايو من المدافعين الصريحين عن جعل إدارة بايدن تبرر التمويل الباهظ بناء على طلب الأوكرانيين. وتقدما بمشاريع قوانين مصاحبة في مجلسي الشيوخ والنواب بعنوان "قانون تحديد المهمة" لإجبار بايدن على الحديث. فلم يعد هناك مكان لمزيد من الحديث الفارغ يا جو. حان الوقت للتحدث مع الشعب الأمريكي حول أوكرانيا.
المصدر: The American Conservative
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية فلاديمير زيلينسكي أوكرانيا أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جو بايدن حلف الناتو فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة الشعب الأمریکی فی أفغانستان فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني قتل أوكرانيا لجنرال روسي في موسكو؟
لم يهدر جهاز الأمن الداخلي الأوكراني، والمعروف باسم إس بي يو، وقتاً. ففي 16 ديسمبر (كانون الأول) الجاري؛ اتهم الجنرال إيغور كيريلوف، الرجل المسؤول عن قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية، بـ "الاستخدام الشامل" للأسلحة الكيميائية المحظورة في أوكرانيا.
روسيا التي لم تتمكن من شن حملة مماثلة داخل أوكرانيا
وكتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية أنه بعد يوم واحد من توجيه الاتهام، قتل كيريلوف بفعل انفجار وقع في الصباح الباكر بالقرب من مبنى سكني في موسكو. وأظهرت لقطات تم تداولها على الإنترنت جثتين، من المفترض أنهما للجنرال ومساعده الذي لقي حتفه أيضاً في الهجوم، ممددين على الرصيف إلى جانب دراجة كهربائية محترقة. 4800 حادثةزعم مصدر في جهاز الأمن نفسه أن الوكالة كانت مسؤولة عن الهجوم، حيث تم تفجير المتفجرات المثبتة على الدراجة الكهربائية عن بعد، عندما اقترب كيريلوف وسائقه من سيارتهما.
وقال المصدر إن الجنرال "كان مجرم حرب وهدفاً مشروعاً تماماً. مثل هذه النهاية المخزية تنتظر كل أولئك الذين يقتلون الأوكرانيين". كان الانفجار صغيراً كما هي الحال مع هذه الأشياء: عبوة ناسفة مرتجلة تحتوي على ما يعادل نحو 300 غرام من مادة تي إن تي.
My latest from Kyiv, with @olliecarroll, on what the assassination of a Russian general means for Russia, and what it reveals about Ukraine’s spy agencies. https://t.co/rGqOaEZf1A
— Piotr Zalewski (@p_zalewski) December 17, 2024يقول مسؤولون أوكرانيون إنهم يحملون كيريلوف المسؤولية عن 4800 حادثة تتعلق باستخدام الذخائر الكيميائية ضد قوات البلاد منذ بداية الحرب، ويزعمون أن أكثر من ألفي جندي نُقلوا إلى المستشفى بنتيجة هذه الهجمات، وتوفي ثلاثة منهم.
في وقت سابق من هذه السنة، فرضت بريطانيا عقوبات على الجنرال لإشرافه على استخدام أسلحة محظورة ونشر معلومات مضللة. وفق المجلة، ظهر كيريلوف بانتظام على التلفزيون الروسي منذ بداية الحرب، حيث قدم مزاعم لا أساس لها من الصحة بأن أوكرانيا كانت تطور أسلحة كيميائية وبيولوجية، وأن أمريكا أنشأت مختبرات بيولوجية عسكرية في أوكرانيا.
قد يكون اغتيال كيريلوف من قبل الأوكرانيين هو الأكثر جرأة وشهرة حتى الآن. لكنه ليس الأول. إن المديرية الخامسة السرية لمكافحة التجسس التابعة لجهاز الأمن، والتي لديها تفويض بإجراء عمليات قتل مستهدفة في الخارج، كما وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (أتش يو آر)، تنشطان كلتاهما على الأراضي الروسية. تمتلك الوكالتان شبكات وطرق متطورة للعمل داخل البلاد. ربما كان هدفهما الأحدث قبل كيريلوف هو ميخائيل شاتسكي، خبير الأسلحة الذي ساعد روسيا في تحديث الصواريخ المجنحة المستخدمة ضد أوكرانيا. قُتل شاتسكي بالرصاص بالقرب من منزله الأسبوع الماضي.
Wow after all the talks about Ceasefire Ukraine said it assassinated a senior Russian general in Moscow after a bomb planted in a scooter explode pic.twitter.com/151wYg6S2Q
— ActivistJerry???? (@ActivistJerry) December 17, 2024لقد اغتال عملاء أوكرانيون العشرات من القادة والمسؤولين الروس والمشتبه بتعاونهم معهم إلى جانب دعائيين روس منذ بداية الحرب، ووقعت غالبية هذه الاغتيالات في أوكرانيا المحتلة. يعتقد جواسيس أمريكيون أن أوكرانيا كانت متورطة أيضاً في تفجير السيارة الذي قتلت داريا دوغينا، ابنة الأيديولوجي القومي الروسي ألكسندر دوغين، سنة 2022. ربما كان دوغين هو الهدف المقصود في تلك المناسبة.
استخبارات قوية.. ومنقسمة في وقت سابق من تاريخهم، تنقل العملاء بين المديرية الخامسة لجهاز الأمن الأوكراني ووكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. اليوم، تتنافس المؤسستان. الواقع أن العلاقات بين أوليكساندر بوكلاد، نائب رئيس جهاز الأمن الأوكراني المشرف على المديرية الخامسة، وكيريل بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية، متوترة بشكل خاص.وثمة إشاعات تفيد بأن بوكلاد يسعى إلى استبدال بودانوف الذي فقد حظوته لدى بعض المسؤولين في المكتب الرئاسي. بغض النظر عن المنافسات بين الأجهزة، يظهر اغتيال كيريلوف أن أجهزة الاستخبارات الأوكرانية لا تزال قاتلة. والرسالة التي أرسلها العملاء الأوكرانيون هي أنهم قادرون على استهداف كبار القادة في القوات المسلحة الروسية، حتى في موسكو.
حسب المجلة، إن روسيا التي لم تتمكن من شن حملة مماثلة داخل أوكرانيا، من المرجح أن ترد كما فعلت منذ بداية الحرب: عبر قصف المدنيين الأوكرانيين.