بعد تطويره.. مصر تعلن استعداد ميناء العريش لإطلاق أول سفينة تصدير
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
مصر – أعلن ميناء العريش البحري التابع للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس صباح اليوم، استعداده لشحن سفينة قادمة من لبنان بآلاف الأطنان من الملح.
وتعتبر السفينة STELLAR EAGLE إحدى سفن بضائع الصب الجاف العملاقة، بحمولة إجمالية تصل إلى 55 ألف طن، وقامت إدارة ميناء العريش بالتنسيق مع التوكيل الملاحي شركة الريدي وشركة الشحن سينا سبيد لترتيب إجراءات وصول السفينة وتراكيها برصيف “سيناء” الجديد.
من جانبه صرح وليد جمال الدين، رئيس اقتصادية قناة السويس: “نحتفي اليوم ببدء التشغيل الفعلي لرصيف سيناء بطول 250 مترا بميناء العريش البحري، وتعد هذه الشحنة الأكبر بالميناء منذ إعادة تشغيله في 2021، ونواصل العمل على تطوير الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية كافة، لا سيما ميناء العريش بوابة شرق المتوسط، الذي نجح في استقبال سفن المساعدات وإرسال مواد الإغاثة لكل من سوريا وتركيا إبان الزلزال الكارثي وذلك خلال التشغيل التجريبي لرصيف سيناء”.
وأضاف جمال الدين أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تقوم باستكمال أعمال التطوير بميناء العريش بالتعاون مع الهيئة الهندسية من خلال شركات وطنية بأيدٍ مصرية، حيث تم الانتهاء من تنفيذ وتشغيل عدد 2 رصيف بحري، الأول “رصيف سيناء” بطول 250 مترا نفذته شركة “المقاولون العرب”، والآخر “رصيف تحيا مصر” بطول 1 كيلومتر نفذته شركة ” الغرابلي”، بالإضافة إلى انتهاء أعمال حاجز الأمواج الرئيسي بطول 1250 مترا، وكذا تنفيذ الحاجز الشرقي بطول 250 مترا، فضلاً عن أعمال تكريك الحوض الأول والممر الملاحي، ويعتبر ميناء العريش هو الميناء المحوري والمنفذ البحري الوحيد لشمال سيناء؛ حيث يمتلك مقومات تجعله من أهم الموانئ التجارية على ساحل المتوسط، ويقوم حاليًا بتصدير البضائع والمنتجات السيناوية للخارج، والتي تتضمن أبرزها مواد البناء التي تساهم في إعادة إعمار بعض الدول المجاورة، كما يعمل الميناء على تقديم خدمات القطر والإرشاد البحري للسفن.
واستقبل الميناء أول سفينة حربية تابعة للجيش المصري يتم شحنها بمساعدات إنسانية لدولتي تركيا وسوريا، لتكون أول قافلة يستقبلها ميناء العريش حيث تم اختيار ميناء العريش البحري باعتباره النقطة البحرية الأقرب للدولتين وربطه بشبكة الطرق والأنفاق سواء نفق جنوب بورسعيد أو تحيا مصر بالإسماعيلية مما ساهم في سهولة انتقال قافلة المساعدات من القاهرة لمحافظة شمال سيناء متجهة لميناء اللاذقية بسوريا ثم إلى تركيا من خلال ميناء العريش.
وخلال التشغيل التجريبي للرصيف الجديد يستقبل ميناء العريش خلال الأيام المقبلة عدداً من السفن لحين افتتاحه رسمياً، ومن المتوقع انتهاء مخطط الأعمال لتطوير ميناء العريش خلال الربع الأول من عام 2024.
وتتضمن عمليات التطوير تنفيذ أرصفة بحرية وحواجز أمواج وساحات تداول وطرق داخلية ورفع كفاءة المباني وأسوار وبوابات الميناء باستثمارات تعادل 3 مليارات جنيه.
ويعد ميناء العريش أحد أهم الموانئ التي لديها الجاهزية لتقوم بدور حيوي في حركة النقل نظراً للموقع الإستراتيجي الذي يتمتع به على البحر المتوسط إضافة إلى كونه جزءًا من الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي تتكامل مع المناطق الصناعية مما يسهل على المستثمرين حركة استيراد وتصدير البضائع.
وقالت وسائل الإعلام العبرية، عن الميناء بعد تطويره “ستكون له مزايا كبيرة يوفرها للعملاء خاصة أنه موقع استراتيجي، مشيرة إلى أن الميناء المصري بعد تطويره سيكون منافسا قويا للموانئ الإسرائيلية المطلة على البحر الأبيض المتوسط”.
ونقل موقع “بورت تو بورت” الإخباري الإسرائيلي المتخصص في شؤون النقل والمواصلات، عن وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس قوله في تصريحات للصحافة المحلية المصرية: “إن الأعمال في المرحلة الأولى من تطوير ميناء العريش ستنتهي نهاية العام الجاري، وهناك تعاونا مع عدة جهات تبدي اهتماما بالمشروع بفضل المزايا التي يوفرها الميناء البحري وموقعه”.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الاقتصادیة لقناة السویس للمنطقة الاقتصادیة میناء العریش
إقرأ أيضاً:
معاهدة العريش.. كيف حاول كليبر إنهاء الحملة الفرنسية على مصر؟
عندما تولى الجنرال كليبر ، الذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده، قيادة الحملة الفرنسية في مصر بعد رحيل نابليون بونابرت عام 1799، وجد نفسه في موقف صعب، حيث كانت القوات الفرنسية تعاني من العزلة، وتهددها الأخطار من جميع الجهات.
ولم تكن ثورات المصريين وحدها هي التي تقلقه، بل ايضا الحصار البريطاني وقوات الدولة العثمانية التي كانت تسعى لاستعادة السيطرة على مصر، في ظل هذا الوضع، لجأ كليبر إلى التفاوض للخروج من المأزق، وكانت معاهدة العريش هي المحاولة الكبرى لإنهاء التواجد الفرنسي في مصر.
بدأت المفاوضات بين الفرنسيين والعثمانيين بوساطة بريطانية في أواخر عام 1799، حيث أدرك كليبر أن القوات الفرنسية غير قادرة على الاستمرار في مواجهة التمردات الشعبية من ناحية، والضغوط العسكرية الخارجية من ناحية أخرى.
نصت المعاهدة التي وُقعت في يناير 1800، على السماح للقوات الفرنسية بالخروج الآمن من مصر على متن سفن عثمانية، مع الاحتفاظ بأسلحتهم ومعداتهم العسكرية.
كان الهدف الرئيسي لكليبر هو إنقاذ ما تبقى من قواته والحفاظ على كرامة الجيش الفرنسي بدلاً من تكبد خسائر فادحة في حرب غير متكافئة.
لكن سرعان ما انهارت المعاهدة بسبب رفض بريطانيا الالتزام بها، فبينما وافق العثمانيون على شروطها، رفضت بريطانيا السماح للقوات الفرنسية بالمغادرة بسلام، وأصرت على استسلامهم دون قيد أو شرط، هذا الموقف أغضب كليبر، الذي شعر بالخداع والخيانة، ودفعه إلى التراجع عن الاتفاقية واتخاذ قرار بمواصلة القتال.
بعد فشل المعاهدة، شن كليبر هجومًا عنيفًا على القوات العثمانية التي كانت قد دخلت مصر بالفعل، وحقق انتصارًا ساحقًا في معركة هليوبوليس في مارس 1800، أعاد الفرنسيون سيطرتهم على أجزاء كبيرة من البلاد، لكن هذا النصر لم يكن كافيًا لضمان استقرارهم، حيث استمرت المقاومة الشعبية ضدهم، خاصة بعد أن زاد قمع كليبر للمصريين، وهو ما جعله هدفًا لاحقًا لعملية اغتيال على يد سليمان الحلبي.
لم تكن معاهدة العريش مجرد اتفاقية فاشلة، بل كانت مؤشرًا على المأزق الذي وصلت إليه الحملة الفرنسية، حيث أدركت فرنسا أن بقاءها في مصر لن يستمر طويلًا في ظل الرفض الشعبي والضغوط الخارجية.
ورغم انتصارات كليبر العسكرية، فإن موته بعد أشهر قليلة من فشل المعاهدة، ساهم في تسريع انهيار الاحتلال الفرنسي لمصر، الذي انتهى رسميًا عام 1801