السليمانية.. تأخير الرواتب وتذبذب الدولار يشل القدرة الشرائية وحركة السوق
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
يخيم “الركود” على أسواق السليمانية في إقليم كردستان منذ أسابيع، جراء تأخر صرف رواتب ومستحقات الموظفين لشهرين، نتيجة تعثر إرسال حصة الإقليم من الموازنة العامة للدولة العراقية.
ويقول مدير الرقابة التجارية في السليمانية سوران عبد الغفور، في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ، إن اللجان الخاصة بمديرية الرقابة التجارية تتجول ليلا ونهارا وفي كل المناسبات في أسواق السليمانية لمراقبة الأسعار، لكن ما تم ملاحظته أن الأشهر الثلاثة الأخيرة شهدت تراجعا واضحا في حركة السوق والقدرة الشرائية للمواطنين .
وعن الأسباب بين غفور، أن تأخير صرف الرواتب الشهرية لأكثر من شهرين متتاليين وتذبذب سعر صرف الدولار مقابل العملة المحلية خلق حالة عدم استقرار في أسواق السليمانية، وليس لدى المواطنين فحسب بل حتى لدى أصحاب المحال والتجار .
وأكد أن المحال التجارية التي تتعامل ببيع المواد الكمالية والمنزلية والكهربائيات فضلا عن معارض بيع السيارات وغيرها من الأمور غير الأساسية توقف عملها بصورة كاملة وملحوظة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن توزيع مفردات البطاقة التموينية ساهم بصورة ما على تقليل حركة السوق كون الان يتم توزيع مواد عديدة في الحصة الغذائية وتخضع للمراقبة والتدقيق .
وحول تسجيل المخالفات المتعلقة بالأسعار والنوعيات والصلاحيات، أشار مدير الرقابة التجارية إلى أن المخالفات مستمرة وفريقنا يوميا تقوم بتغريم المخالفين بغية عدم التلاعب بالأسعار وعدم الإضرار بصحة المواطنين .
في الأثناء، قال الخبير الاقتصادي كارزان علي في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” إن تأخير الرواتب وعدم صرفها حتى اللحظة لشهرين متتالين يهدد بمشكلات إنسانية واقتصادية للاقتصاد المنهك في السليمانية.
وبين، أن الرواتب تعد أبرز الموارد المالية للسوق في كردستان عموما والسليمانية على وجه الخصوص، وينعكس تأخرها او تقلصها بشلل تام في حركة الأسواق وتراجع كبير في القدرة الشرائية لدى المواطنين بشكل عام والموظفين بشكل خاص.
وتوقع علي، أن يتسبب غياب الرواتب بخسائر فادحة للتجار في الأسواق بسبب تكدس بضائعهم وتراجع حركة الشراء، وسيضع التجار أمام خيارين أحلاهما مر، إما بيعها بسعر التكلفة أو ربما أقل، أو أن يعرضها للتلف، وعلى كلا الجهتين سيكون خاسراً.
ويقول موظفون حكوميون في السليمانية، إنّ الحكومة لم تقدم جواباً شافياً حول تأخر الرواتب أو عدم صرفها حتى اللحظة سوى ما يتم تداوله في وسائل الإعلام والتي تشير إلى وجود خلافات بين بغداد واربيل لايعرف مصيرها .
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
«آية» تحارب في 3 جبهات: الاحتلال الإسرائيلي تسبب في تأخير علاجي 3 أشهر فتدهورت حالتي
فى قلب غزة، حيث تتشابك أصوات الحياة مع أوجاع الحصار، تبرز قصة امرأة استثنائية، تحمل فى عينيها نور الأمل رغم الألم، هي أم وزوجة لابن مصاب بسرطان الدم أيضاً، تنبض بالعطاء حتى فى أشد لحظات ضعفها، تواجه مرض السرطان بشجاعة تعجز الكلمات عن وصفها، فبين جلسات العلاج القاسية والتي كانت أشبه بالمعدومة وعدم وجود المسكنات بسبب الحصار، تظل ثابتة، تحارب ليس فقط من أجل حياتها، بل من أجل أن تبقى بصيص أمل لأبنها وعائلتها، قصتها ليست فقط عن معاناة، بل عن إرادة تكسر قيود المستحيل.
اشتهرت آية يوسف كلّاب، صاحبة الـ35 عاماً، بسفيرة مرضى السرطان، والتى تصف نفسها بـ«رئة ثالثة لامرأة تحارب السرطان»، تقول آية لـ«الوطن»: «حرب غزة لم تكن وحدها تقف أمامى أو تشعرنى بالضيق والعجز، بل عشت 3 حروب أخرى بسبب السرطان»، تشرح «كلّاب» معاناتها مع السرطان التى بدأت عندما أصيبت والدتها بالمرض اللعين، لتكرر التجربة ثانية مع طفلها، وتبتلى هى الأخرى بالسرطان، «كان خبر إصابتى صادماً ولن ينسى، فتاريخ يوم تشخيصى بسرطان الثدى يوم 7 نوفمبر لعام 2021». ورغم الحصار الخانق الذى اشتد منذ عام 2023 على قطاع غزة، لم تسمح «كلّاب» للظروف بأن تكسر إرادتها أو تقيد شجاعتها، فتقول: «أصررت أن أكون صوتاً لكل محارب سرطان، وأماً لكل طفل يعانى هذا المرض، لكن الحصار الخانق فرض تحدياً إضافياً على رحلتى، إذ تسبب فى تأخير علاجى 3 أشهر، مما أدى إلى تدهور حالتى الصحية أنا وابنى».
فى تلك الفترة، كان حلم الشابة الثلاثينية الوحيد الحصول على العلاج للتمكن من مواصلة حياتها وإكمال مسيرتها، «رغم كل شىء، جاءت المعجزة المنتظرة؛ تمكنت من السفر إلى الإمارات لتلقى العلاج، وتركت ابنى براء صاحب الـ15 عاماً فى غزة حتى عاد إلى أحضانى منذ أسبوعين فقط».
وعن أصعب شعور لسفيرة مرضى السرطان، قالت: «عندما بدأ يتساقط شعرى، شعرت بأن الحياة ما بتسوى شىء والصحة أهم شىء بحياة الإنسان، وإنه لا بد من المحافظة على النعم، وهناك مواقف أخرى صعبة عندما تفقد أحداً من الأحباء كوالدتى والكثير من الأطفال الذين تعلقت بهم».
وفى حديثها الملىء بالقوة والإلهام، توجه «كلّاب» رسالة تتجاوز حدود المرض والألم: «الحياة سلسلة من التجارب واللحظات، بعضها قد يبدو مستحيلاً، لكنه يحمل دروساً تغيرناً وتعيد تشكيلنا من جديد، نرى أن الصعاب ليست سوى محطات عابرة، لكل منها نهاية مؤكدة». دعت «كلّاب» المصابات بالسرطان، إلى التمسك بالأمل وعدم الاستسلام مهما اشتدت التحديات، لأن كل لحظة صعبة تحمل فى طياتها فرصة للتغيير والنمو.
وعن التعايش مع لحظات الألم، أكدت أن ما يثقل كاهلها ليس صعوبة جلسات العلاج كما يعتقد البعض، بل الشعور القاسى بالغياب عن منزلها وأحبائها: «الأصعب أن تكون بعيداً عن طفلك وزوجك وعائلتك، ليس بقرارك، بل ضرورة فرضها المرض والعلاج».
ورغم هذه التفاصيل المؤلمة، تجد «كلَّاب» فى حب عائلتها طاقة تعينها على مواجهة التحديات، تضيف بنبرة يملؤها الأمل: «شوقى لهم هو سر قوتى، وهو ما يدفعنى للصبر والمقاومة، فحبهم هو دافعى الأول، سأعود سريعاً إلى حضنهم، لأشعر بأننى على قيد الحياة».