إنه الوطن ولو حفنة رمال.. كان هذا ملخص رد الرئيس الراحل محمد أنور السادات على صحفي أمريكي سأله عن سيناء، وذلك خلال احتلالها من قبل إسرائيل.

ظهر السادات في حوار تليفزيوني مع الصحفي الأمريكي على أرض سيناء وسط رمال الصحراء في فيديو نادر لم يتم تداوله كثيرا، حيث تبادلا الجانبان الحديث عن سيناء المحتلة حينها.

لم يكن الفيديو طويلا ولكنه لخص الكثير من الأمور وحسم العديد من الأسئلة عن الموقف المصري من سيناء أو غيرها من أراضي الوطن.. فماذا قال السادات للصحفي الأمريكي؟

كيف أحرج السادات أمريكا؟

بدأ الفيديو بسؤال من الصحفي الأمريكي للرئيس السادات، قائلا: "ينظرون إلى سيناء ويقولون إنها مجرد صحراء.. ألا يوجد سبيل للتواصل إلى حل بسيط هنا في سيناء يوفر لـ إسرائيل الأمن ويرد لكم كبريائكم". 

لم يستغرق السادات وقتا طويلا للإجابة، حيث رد على الصحفي قائلا: "هذه مسألة مهمة للغاية ولكن المنطق غير سليم.. إذا كانت هذه الأرض مجرد رمال وإذا كان الوطن رمالا أو تربة أو مستنقعا أو أيا كان فهو لا يزال الوطن".

وأضاف الرئيس الراحل: "لا أعرف إذا كان المواطن الأمريكي سيوافق على قدوم أحد إلى الصحراء الغربية - أقصد أي قطعة من الصحاري عندكم -  ويستولي عليها بالقوة ثم يبدأ بإملاء شروطه.. هذا الوضع هنا".

خطاب السادات في الكنيست

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث فجر السادات قنبلة دبلوماسية للغرب والعرب بخطابه أمام مجلس الشعب في 9 نوفمبر 1977، والذي قال فيه: ‏‎»‎ستُدهش إسرائيل عندما تسمعنى أقول الآن أمامكم إننى مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم»

وبالفعل في 20 نوفمبر هبطت طائرة السادات فى إسرائيل وفي اليوم التالى ألقى خطابه في الكنيست، قائلا: «هناك أرض عربية احتلتها، ولا تزال تحتلها، إسرائيل بالقوة المسلحة، ونحن نصرّ على تحقيق الانسحاب الكامل منها، بما فيها القدس العربية».

وأضاف السادات في خطابه: «السلام لنا جميعا على الأرض العربية وفى إسرائيل وفى كل مكان من أرض العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، والمهدد بين الحين والآخر بالحروب المدمرة، تلك التى يصنعها الانسان ليقضى بها على أخيه الانسان، وفى النهاية، وبين أنقاض ما بنى الانسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الانسان فلا غالب ولا مغلوب بل إن المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان، وقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكى نبنى حياة جديدة، لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمون ومسيحيون ويهود».

وتابع: «إن الروح التى تزهق فى الحرب، هى روح الإنسان سواء كان عربيا أو إسرائيليا‘ إن الزوجة التى تترمل.. هى إنسانة من حقها أن تعيش فى أسرة سعيدة سواء كانت عربية أو إسرائيلية‘ إن الأطفال الأبرياء الذين يفتقدون رعاية الآباء وعطفهم هم أطفالنا جميعا، على أرض العرب أو فى اسرائيل.. لهم علينا المسؤولية الكبرى فى أن نوفر لهم الحاضر الهانئ والغد الجميل من أجل أن تنتج مجتمعاتنا وهى آمنة مطمئنة».

وتسائل الرئيس الراحل: «لماذا نورث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء، وإزهاق الارواح، وتيتيم الأطفال، وترمل الزوجات، وهدم الأسر، وآنين الضحايا؟.

رسائل السادات من الكنيست

وجه الرئيس محمد أنور السادات، رسائل نارية في خطابه من الكنيست، قائلا: "إن الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد ١٩٦٧، أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحد أو من أحد، ولا معنى لأى حديث عن السلام العادل ولا معنى لأى خطوة لضمان حياتنا معا فى هذه المنطقة من العالم فى أى أمن وأمان، وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة، فليس هنالك سلام يستقيم أو يبنى مع احتلال أرض الغير، نعم، هذه بديهية لا تقبل الجدل والنقاش إذا خلصت النوايا لإقرار السلام الدائم العادل لجيلنا ولكل الأجيال من بعدنا". 

وواصل السادات: "أحمل إليكم رسالة السلام رسالة شعب مصر الذى لا يعرف التعصب والذى يعيش أبناؤه من مسلمين ومسيحيين ويهود بروح المودة والحب والتسامح، فيا كل رجل وامرأة وطفل فى إسرائيل شجعوا قياداتكم على نضال السلام ولتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام، بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار، قدموا للعالم كله، صورة الانسان الجديد، فى هذه المنطقة من العالم".

واختتم السادات قائلا: "بشروا أبناءكم أن ما مضى، هو آخر الحروب ونهاية الآلام، وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام، ويا أيتها الأم الثكلى ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا الحروب املأوا الأرض والفضاء، بتراتيل السلام، املأوا الصدور والقلوب، بآمال السلام".

كيف استعادت مصر أراضيها المحتلة؟

فى يوم ‏25‏ أبريل ‏1982‏ تم رفع العلم المصرى على حدود البلاد الشرقية، على مدينة رفح بشمال سيناء، ومن قبلها بـ4 أيام استعادت مصر شرم الشيخ بجنوب سيناء، وتم استكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء.

كانت المدينة تعتبر جزءًا مهما من أراضى سيناء فى إطار "اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية"، قبل رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء فى 25 أبريل من العام ذاته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السادات فيديو السادات خطاب السادات رسائل السادات سيناء

إقرأ أيضاً:

توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعتي مدينة السادات و الإسكندرية فى مجال الاستشارات الهندسية

تحت رعاية الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وقعت اليوم الثلاثاء الدكتوره شادن معاويه، رئيس جامعة مدينة السادات، والدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية، بروتوكول تعاون مشترك بين جامعة مدينة السادات وجامعة الإسكندرية، في مجال الإستشارات الهندسية والإشراف على المنشآت الهندسيه بالجامعه، تم عقد مراسم البروتوكول وبحضور اللواء عمرو علام، الوكيل الدائم لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووكيل جهاز المخابرات العامه، وممثل شركه كير للمقاولات ومندوب جهاز الخدمه الوطنيه، والدكتور سعيد علام، نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور شريف محمد على، نائب رئيس جامعة مدينة السادات لشئون التعليم والطلاب، والدكتور عصام وهبه، عميد كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، والدكتور وليد عبد العظيم، وكيل كلية الهندسة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الإسكندرية، والدكتور عماد زكريا، أمين عام الجامعة، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية.

كما شهدت الزيارة وتوقيع البروتوكول جوله تفقديه للمشروعات الجديدة والمنشآت الجديدة بمقر الجامعة الجديد، حيث شملت مبنى المعامل المركزية ومبنى المدرجات، ومبنى إدارة الجامعة الجديد، ومقر كلية الهندسة.

ومن جانبه أشاد الدكتور عبد العزيز قنصوه، رئيس جامعة الإسكندرية بمجمع الكليات الجديد وبالطفره التى تشهدها جامعة مدينة السادات من تطور وإنشاءات جديدة متمنيا مزيداً من التقدم والتميز والازدهار.

ومن جانبها فقد كما قامت الدكتورة شادن معاويه، والدكتور عبد العزيز قنصوة، واللواء عمرو علام، بوضع حجر الاساس لبناء أول مسجد بمقر الحرم الجامعي الجديد والذي يقام على مساحه 500 متر، والذي يقوم بتصميمه الدكتور خالد حيزه، المستشار الهندسى لرئيس الجامعة، كتبرع واهداء لجامعة مدينة السادات، وكذلك سوف يقوم بالاشراف على المسجد حتى الانتهاء من بنائه وسوف يتم تنفيذ المسجد بالجهود الذاتيه والتبرعات العينية والمالية.

مقالات مشابهة

  • "السلام الآن": "إسرائيل" صادرت 12 ألف دونما في غور الأردن
  • أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب
  • تحت الأرض أو فوقها.. تفاصيل رحلة البحث عن يحيى السنوار
  • صحفي أمريكي يقترح بديلين عن بايدن ونائبته للانتخابات الرئاسية
  • مسؤول أمريكي سابق: إسرائيل تخاطر بحرب كارثية ضد حزب الله لأسباب سياسية
  • صحفي أمريكي شهير: جو بايدن يستعد للانسحاب من السباق الرئاسي
  • توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين جامعتي مدينة السادات و الإسكندرية فى مجال الاستشارات الهندسية
  • نائب يفجر مفاجأة عن مداخلات شركات التسويق العقاري
  • الحوري: سيصمد الوطن وسكيتب التاريخ ان الشرفاء من أبناء هذه الأرض قد صانوا العهد والخونة
  • بيان عاجل لحظر اتصالات شركات التسويق العقاري وحماية البيانات الشخصية