الصحة النفسية أبرز محاور مؤتمر العلاج بالفن في أبوظبي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
أبوظبي في 17 أكتوبر / وام / انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات النسخة الأولى من مؤتمر العلاج بالفن تحت شعار "التمكين من خلال الإبداع"، والذي ينظمه مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية - إيواء، التابع لدائرة تنمية المجتمع، ويعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي يسلط الضوء على الدور الكبير للفن في الشفاء من الصدمات.
حضر انطلاق فعاليات اليوم الأول عدد من كبار الشخصيات من بينهم معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، ومعالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، ومعالي الدكتور حنيف القاسم عضو معهد الأمم المتحدة لبحوث التنمية الاجتماعية، وشايستا آصف الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة "بيور هيلث".
واستقطب المؤتمر نخبة من الخبراء المتمرسين للحديث عن التطبيقات الواسعة للعلاج بالفن والتقنيات المستخدمة في هذا النوع من العلاج وطرق التعامل مع مختلف أنواع الصدمات.
ويأتي المؤتمر في وقت يبرز فيه الدور الكبير لتقنيات العلاج بالفن والموسيقى والدراما والرقص والعلاج الحركي في مساعدة من يمرون بصدمات نفسية في التعبير عمّا مروا به بطرق أخرى غير الكلمات.
واستهلت فعاليات المؤتمر بكلمة افتتاحية لسعادة سارة شهيل، مدير عام مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية - إيواء، أكدت فيها على التزام المركز بالعمل على تعزيز وتطوير القدرات العلاجية للفن؛ وقالت : الفن هو أحد أهم أشكال التعبير عن الذات، التي لا تقيّدها الحدود الثقافية أو اللغة أو خلفية الإنسان، وللفنّ بمختلف أشكاله قدرة كبيرة على نقل المشاعر والتجارب والقصص بطريقة قد تعجز عنها الكلمات.
وشهدت فعاليات اليوم الأول مشاركة العديد من المتحدثين الملهمين، الذين قدموا لمحة عن عالم العلاج بالفن، وشاركوا تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال، فضلًا عن الحديث عن أساليب العلاج بالفن التي كان لها كبير الأثر على الأفراد والمجتمعات.
وتحدث الدكتور عروض اليمي من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية عن رحلة العلاج بالفن في منطقة الخليج العربي والصعوبات التي تقف أمام تطوير هذا المجال؛ وقال: إن مفهوم استخدام الفن كعلاج قديم قِدم الإنسان، واستخدام الفن كأداة للشفاء وتحسين حياة الإنسان موجود في شبه الجزيرة العربية، وغيرها من الثقافات، قبل أن يُعرف هذا المجال كتخصص فعلي اليوم.
وقدمت أخصائية العلاج بالفن المصرية كارول حمّال برنامجًا قامت بتطويره لمساعدة النساء المعنفات، موضحة طريقة عملها على هذا البرنامج في مصر، ودور الصدمة الجماعية في تأسيس هذا البرنامج؛ وقالت كارول: بحسب مبادرة الاستقصاء العالمي للصحة النفسية، فإن أكثر من 70% من البالغين في 24 دولة أبلغوا عن التعرض للصدمات، ولذلك، قمنا بتطوير برنامج التدخل المركز لعلاج الصدمات بالفن لأربعة أيام، والذي يجمع بين العلاج النفسي التحليلي والوجودي، يستخدم الفن كوسيلة لفهم المشاعر والتعامل مع الصدمات من أجل الوصول لمرحلة التعافي وتسريع الشفاء.
من جهة أخرى، تحدثت أخصائية العلاج الحسي الحركي بالفن، كريس ستورم، عن دور التحفيز الحسي من خلال استخدام اليدين لعمل أشكال فنية في تحسين قدرة الإنسان على التواصل مع ذاته، ومنحه شعورا بالراحة، وتحسين قدرته على التخفيف من توتره والاهتمام بنفسه؛ وقالت: ظهر مصطلح العلاج الحسي الحركي بالفن في السنوات الأخيرة ليصف العلاج النفسي عن طريق حركات وردّ فعل جسم الإنسان، ويستخدم نهجًا تصاعديًا في العلاج، ويعزز هذا النوع من العلاج قدرة الإنسان على فهم مشاعره الداخلية، وإدراك مشاعره من خلال مراقبة رد فعل العضلات والأحشاء ومعدل ضربات القلب وطريقة التنفس، وحين يتشكل لديك هذا النوع من الوعي، تكتشف بأن بعض الحركات أو الأعمال، مثل تشكيل الصلصال، لها تأثير مختلف على جسمك؛ وبالمثل، تجد بأنك تتفاعل مع جسدك بطريقة مختلفة، وتمنحه مطلق الحرية ليتحرك كما يريد، إن النبضات الحركية وردود الفعل الحسية المرتبطة بها تحدد علاقتنا مع أنفسنا ومع العالم من حولنا.
وأكدت ستورم بأنه من الممكن تحسين التحفيز الحسي من خلال القيام بأي عمل فني باليدين، فهذا الأمر يحسن من قدرة الإنسان على التواصل مع نفسه والاهتمام بها، وأعطت مثالًا عن تشكيل الصلصال وكيف يساعد في تهدئة الأعصاب.
كما تضمنت فعاليات اليوم الأول ورشتي عمل حول التعافي من الصدمات من خلال الرسم الموجه كمنهجية حسية حركية لتعزيز الوعي بالجسم، ودور الجانب الروحاني للعميل خلال علاجه بالفن في مسيرة التعافي من الصدمات النفسية.
وشهد المؤتمر عرض ما يقرب من 100 عمل فني لناجين من العنف والإيذاء والاتجار بالبشر، وسلطت فعالياته الضوء على إمكانية الاستفادة من العلاج بالفن كأداة فاعلة لتحسين الصحة النفسية للإنسان، وتعزيز قدرته على النمو الشخصي وفهم ذاته والتعبير عنها بطريقة أفضل، واستكشف المؤتمر التأثير الكبير للعلاج بالفن في تغيير حياة الأفراد والمجتمعات.
يأتي هذا المؤتمر في سياق التزام مركز إيواء بدعم وإثراء هذا النهج العلاجي الذي له أثر ملموس على المجتمعات والأفراد، حيث يعتبر العلاج بالفن أحد الممارسات العلاجية الملهمة التي ترتكز إلى التعبير الإبداعي كوسيلة فريدة لتعزيز قدرة الإنسان على الشفاء والتعافي، ومنحه الراحة النفسية التي يحتاج إليها في الأوقات الصعبة، متجاوزا حاجز اللغة أو الخلفية أو الثقافة.
مصطفى بدر الدين/ ريم الهاجريالمصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: قدرة الإنسان على العلاج بالفن بالفن فی من خلال
إقرأ أيضاً:
القومي للمرأة يشارك في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP29)
شارك المجلس القومي للمرأة فى فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ التاسع والعشرون (COP29)، والذي يعقد في باكو- أذربيجان، خلال الفترة من 11 حتى 22 نوفمبر 2024.
"القومي للمرأة": فيديو طبيبة الإسكندرية انتهاك صارخ لحقوق المريضات القومي للمرأة يختتم ورشة عمل "نظام التنسيق المحلي بجرائم العنف ضد المرأة"شاركت المهندسة جيهان توفيق رئيسة الإدارة المركزية لمكتب الشؤون الرئاسية بمداخلة عبر تقنية الفيديو كونفرانس فى جلسة رفيعة المستوى بعنوان "النساء في طليعة جهود التكيف مع المناخ وبناء السلام"بمشاركة السفير أحمد عبد اللطيف المدير العام للمركز الدولي للقاهرة لحل النزاعات وحفظ السلام وبناء السلام (CCCPA)، والسيد أليساندرو فراكاسيتي ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر،و السيدة سيثيمبيسو نيونى وزيرة البيئة والمناخ والحياة البرية بجمهورية زيمبابوي ، والسيد توني كيميل سولا بلائي مدير الاتصالات، أصدقاء محمية بالاو البحرية الوطنية.
وفى مداخلتها استعرضت المهندسة جيهان الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتي تعطي الأولوية لدور المرأة في حماية البيئة والتمكين الاقتصادي، وتتضمن تدخلات لتعزيز قدرة المرأة على التعامل مع المخاطر البيئية وتغير المناخ والاستهلاك غير المستدام، كما تتضمن الاستراتيجية الوطنية للتكيف مع تغير المناخ 2050 أيضا منظورًا لتمكين المرأة..
وأشارت المهندسة جيهان توفيق الى الطرح الدولي لرؤية مصر لموضوع المرأة والبيئة وتغير المناخ الذى تم اطلاقه خلال لجنة وضع المرأة بالامم المتحدة في مارس 2022، ويشجع على انتقال بيئي عادل للمرأة مستعرضه مجالاته السبع القابلة للتنفيذ.
كما أكدت أنه خلال مؤتمر المناخ COP27، الذى استضافته مصر فى عام ٢٠٢٢ ،أطلق المجلس القومي للمرأة أيضًا مبادرة "أولويات التكيف المناخي للمرأة الأفريقية" (AWCAP)، إدراكًا منه للحاجة الملحة لجعل المرأة محور استجابتنا لتغير المناخ، بدعم من 11 دولة عضوًا، وقد ركزت المبادرة على تحديد الأولويات الرئيسية لتوجيه عملنا الجماعي، موضحة أنه يجب إدراك أن تغيير المناخ يشكل تحديات فريدة للمرأة الأفريقية على وجه الخصوص ، حيث تسترشد مبادرة AWCAP بمبادئ اتفاقية باريس والأطر الدولية والإقليمية لحقوق المرأة.
وأشارت توفيق أنه لتحقيق هذه الأهداف تم تحديد أولويات رئيسية من بينها دمج مبادئ المساواة بين الجنسين في جميع المفاوضات والنتائج، وضمان التمثيل المتساوي للمرأة في عمليات صنع القرار، وتأمين التمويل المناخي الذي يلبي الاحتياجات الفريدة للمرأة الأفريقية، مؤكدة أنه من خلال العمل معًا، يمكننا بناء مستقبل أكثر استدامة وإنصافًا للجميع، مختتمة مداخلتها قائلة:" دعونا نستخدم COP29 كمنصة لتعزيز أصوات المرأة الأفريقية، والاستثمار في قيادتها، وضمان وجودها في طليعة العمل المناخي".
تجدر الإشارة الى أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ التاسع والعشرون (COP29) يجمع قادة من الحكومات والشركات والمجتمع المدني الذين يسعون إلى إيجاد حلول ملموسة للقضية الحاسمة في عصرنا، حيث يركز مؤتمر المناخ بشكل أساسي على التمويل، حيث هناك حاجة إلى تريليونات الدولارات حتى تتمكن البلدان من الحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وحماية الأرواح وسبل العيش من التأثيرات المتفاقمة لتغير المناخ.