سلسلة ندوات لإعلام العريش حول المشاركة السياسية في الانتخابات الرئاسية
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
نظم صباح، اليوم الثلاثاء ، مركز إعلام العريش شمال سيناء، ندوة بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم بشمال سيناء، سلسلة ندوات حول المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية فى إطار اهتمام الهيئة العامة للاستعلامات قطاع الإعلام الداخلى بتنمية الوعى السياسى لدى المواطنين وحثهم على المشاركة السياسية فى الانتخابات الرئاسية وزيادة نسبة التصويت ومن خلالة حملة "صوتك مستقبلك .
حاضر في الندوة الدكتور رائد عبد الناصر عضو هيئة التدريس بجامعة العريش، وبحضور عبد الحميد عزب مدير عام الإدارة العامه لاعلام سيناء، وقد تحدث حول الهدف من لقاءات التوعية والتثقيف بأهمية المشاركة السياسية وتحدث عن الحياديه والموضوعية التى تنتهجها الهيئة العامه للاستعلامات من خلال مراكز الإعلام فى المشاركة السياسيه بجميع المراكز .
كما تحدث الدكتور رائد عبد الناصر، عن الوعى بأهمية المشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة وأن يكون للفرد دور ايجابى فى اختيار الرئيس من خلال الذهاب إلى صناديق الانتخابات ..مشيرا إلى أن الانتخابات الرئاسية ينظر إليها العالم ويتابعها.
صناديق الاقتراع:
وأكد الدكتور رائد عبد الناصر أن الأحداث الحالية على حدود مصر تحتم على الشعب بكل طوائفه النزول إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس والمشاركة فى بناء المستقبل.
وأكد أن الأوضاع العالمية فرضت على مصر ظروف اقتصاديه صعبه نعيشها معا حكومه وشعب ويجب ألا تؤثر فى نسبة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية لذا مشاركتك كمواطن مهمه لإثبات حقك فى اختيار من يمثلك ويخطط لمستقبلك وينهض بالمجتمع اقتصاديا واجتماعيا ويحافظ على الأمن والأمان. والا تفرط فى صوتك الانتخابى .
وتم خلال اللقاء الرد على تساؤلات الحضور ومنها هل أثرت الأزمات الدوليه على اقتصاد مصر ومدى تأثر العملية الانتخابية بأحداث غزه وهل تم الانتهاء من تحديد اماكن اللجان الانتخابية بشمال سيناء .
وأوصى اللقاء، ضرورة النزول للانتخابات والأدلاء بالأصوات وممارسة الحق الدستورى.
وعدم ترديد الشائعات المحتمل زيادة نسبتها كلما اقتربت الانتخابات.
وضرورة توعية المواطنين فى كافة التجمعات والقرى بأهمية المشاركة فى الانتخابات الرئاسية لزيادة نسبة التصويت فى شمال سيناء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العريش المشاركة السياسية ندوات الانتخابات فى الانتخابات الرئاسیة المشارکة السیاسیة المشارکة فى
إقرأ أيضاً:
فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية
أحمد الرحبي
شكَّل العصر الحديث بمفهومه الحضاري والعلمي وبما حققه من نقله في المجتمعات في العالم من النشاط الزراعي إلى النشاط الصناعي والمعتمد على العلم، وما شكَّله بعد ذلك من انقطاع ما بين هذا العصر والعصور السابقة في فهم الحياة وكُنه مفاهيمها وأسرارها والتصدي للأسئلة وصياغة الاستنتاجات حول المسائل الجدلية للحياة، فهمًا وكُنهًا نابعًا من منطلق العلم وخاصة العلم التجريبي، لا الخرافة.
هذا الأمر وسَّع مدارك الإنسان في العصر الحديث، مُعزِّزًا ثقته بالمنهج العلمي، الذي أتاح له فك مغاليق الطبيعة وأسرارها، مما قاده إلى تحقيق فتوحاته العلمية وتسجيل براءة اختراعاته واكتشافاته التي سهلت حياة الملايين في العالم، وحققت رفاهة العيش لإنسان العصر الحديث، لقد شكل العصر الحديث بالنقلة العلمية والحضارية التي استطاع أن يحققها العالم الغربي بالمفهوم العلمي المجرد، تحديا لبعض الشعوب في العالم، ومن ضمنهم العرب.
وكان للعرب رائدهم الذي حاول في بدايات ما سمي بالنهضة العربية، المُجهضة في القرن التاسع عشر، التعرف على هذا الغرب وسط الفورة الحضارية والعلمية التي يقودها، وفهم حياته وسبر مفاهيم الحياة وطرق العيش والإنجاز والعطاء فيها، مثل المهمة التي أنجزها رفاعة الطهطاوي، وهو الأزهري المُغرق في مفاهيمه التقليدية، لكن أُتيحت له فرصة الذهاب إلى فرنسا والعيش والانغماس في المجتمع الباريسي، مُسجلًا بذكاء ملاحظاته التي لا تخلو من إعجاب بهذا المجتمع في طرق عيشه وأسلوب الحياة المنفتح، وهي ما عُدت- هذه الانطباعات التي سجلها الطهطاوي- في حينه تجاوزًا للصدمة الحضارية التي عاشها المشرق العربي، على وقع المدافع الفرنسية التي دكَّت مدينة القاهرة وثلمت أنف أبو الهول، ضمن النتائج الجانبية، أثناء غزو نابليون بونابرت لمصر الذي جاء بقضه وقضيضه من جنود وعلماء؛ جنود يحاولون أن يُخضِعوا الحياة المصرية، وعلماء يدرسون كل تفاصيل هذه الحياة.
ومثل ما كان للعرب رائدهم، فإن للشعوب والأمم الأخرى روادها أيضًا، وحتى صدماتها من الحداثة، لكن ربما الفرق بينهم وبين العرب، أن بعض هذه الشعوب والأمم، تجاوزت المنعطف الصعب للصدمة الحضارية، إلى النجاح في اعتناق المفهوم العلمي والحضاري، الذي جعلهم ينخرطون في ركب الحداثة، ويحققون مساهمات وإضافات علمية، بعكس العرب الذين توقف بهم الحال بعد فشل نهضتهم العلمية وعدم تجاوزهم للصدمة الحضارية، مما جعلهم مجرد مستهلكين بدون إضافة يقدمونها.
ويعد فوكوزاوا يوكيتشي المُعلِّم الياباني الذي دعا الى المعرفة المستمدة من الحضارة الغربية خلال عهد ميجي (1868- 1912) والمؤسس لمدرسة كايو جيجوكو (جامعة كايو الآن)، من ضمن هؤلاء الروَّاد الأفذاذ، الذين أفادوا شعوبهم وأثروها بالعلم والمعرفة المعاصرين، والذي يمكن القول عن سيرته إنها ترجمة لتجربة التحديث اليابانية ونجاحها على الرغم من المعوقات التي واجهتها. لقد قام فوكوزاوا يوكيتشي، وفي فترة كان اليابانيون خلالها يجهلون العالم تقريبًا مثلما يجهلهم العالم بتعليمهم أولًا الوضع العام للعالم، ثم أدى دور رائدهم الأكثر بروزا في دراسة الفنون والعلوم الغربية وبدأ في تعليمهم الخطوط العامة لتاريخ العالم وجغرافيته والمبادي الأولية للفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وأساليب مسك الدفاتر وعلم التكتيك العسكري في الحروب الميدانية وحصار القلاع وصنع بندقيات المشاة واستخدامها وقد جمعت كتاباته في سبعة عشر مجلدا من القطع الصغير، تعكس تنوع المجالات التي تناولها واتساع نطاقها وتملكه لناصيتها.
ويعبر هذا الرائد العظيم عن فخره، في مذكراته، بما تقوم به اليابان من سعي حثيث لمعانقة حداثة العصر، والثمار التي جنتها في مجال النقل البحري، على سبيل المثال، والذي كان في ذلك الوقت يقوم اعتماده على الطاقة البخارية، يقول فوكوزاوا يوكيتشي: "فيما أتأمل كل شعوب الشرق الأخرى، على نحو ما هي عليه اليوم، يساورني الشعور بالاقتناع بأنه ليست هناك أمة أخرى لديها المقدرة أو الشجاعة على الإبحار بسفينة بخارية عبر المحيط الهادئ بعد فترة خمس سنوات من الخبرة في الإبحار والهندسة. ولا يقتصر على الشرق بروز هذا الإنجاز كعمل لم يسبق له مثيل من أعمال المهارة والجرأة".
وحتى إمبراطور روسيا بطرس الأكبر، الذي مضى إلى هولندا لدراسة الملاحة، لم يستطع بكل إنجازاته أن يصل إلى ما يعادل هذا الإنجاز الذي حققه اليابانيون في هذه المغامرة الكبرى.
رابط مختصر