حذر مسؤول كبير في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) من احتمال تصاعد أعمال العنف ضد المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة، في أعقاب مقتل طفل فلسطيني (6 سنوات) طعنا في جريمة كراهية للإسلام بولاية إلينوي، على صلة أيضا بالحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة "حماس"، بحسب تقرير لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد".

وقالت الشرطة إن الطفل وديع الفيومي (6 سنوات) ووالدته (32 عاما) تعرضا لهجوم في شقتهما من جوزيف تشوبا (71 عاما)؛ لأنهما مسلمان وبسبب الأحداث في الشرق الأوسط.

وعندما دخل شقتهما، صرخ تشوبا قائلا: "أنتم أيها المسلمون، يجب أن تموتوا!"، وفقا للصحيفة.

وقال إدوارد أحمد ميتشل، نائب مدير كير ومحامي الحقوق المدنية، إن مقتل وديع عمل من أعمال الكراهية للفلسطينين والمسلمين، مضيفا: "كان أحد أسوأ السيناريوهات التي كنا نشعر بالقلق بشأنها".

وتابع: "دفع هذا الصبي الصغير ثمن التعصب والكراهية التي نشرها الآخرون، وسبب ما حدث هو العنصرية المناهضة للفلسطينيين، والتعصب ضد المسلمين، ويجب أن يتوقفا".

ومع احتدام الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، انتشرت المخاوف من "العنف المعادي للإسلام ومعاداة السامية" في جميع أنحاء العالم، على الرغم من إدانة جماعات حقوق الإنسان لإسرائيل، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، والتي قطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والدواء عن غزة، بحسب الصحيفة.

وحتى قبل الحرب الراهنة، كان سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، يعانون من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعي الفلسطينية في 2006.

وقتلت غارات إسرائيل، حتى الثلاثاء، 2808 فلسطينيين وأصابت 10950، وهي تستهدف المباني السكنية والمرافق، ورفعت وتيرة المداهمات والاعتقالات في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1300 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت ما ما لا يقل عن 199، بينهم عسكريون برتب كبيرة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

جريمة كراهية أودت بحياة طفل أمريكي من أصل فلسطيني.. بماذا علق بايدن؟

ارتفاع مفاجئ

ومنذ اندلاع الصراع الراهن، قال ميتشل إن "كير"، أكبر منظمة إسلامية للحقوق المدنية في الولايات المتحدة، تلقت تقارير عن طلاب ومتظاهرين وموظفين قالوا إنهم تم استهدافهم بسبب عقيدتهم أو دعمهم للقضية الفلسطينية.

وتابع ميتشل للصحيفة: "مررنا بأزمات عدة مرات في العشرين عاما الماضية، لذلك، من نواحٍ عديدة، نعرف كيفية التعامل مع هذا النوع من المواقف".

واستدرك: "لكن الوضع الحالي غير مسبوق إلى حد ما؛ لأننا نتعامل مع شيئين في الوقت نفسه: نحاول وقف العنف في فلسطين، ونحاول وقف هذا الارتفاع المفاجئ في التعصب المناهض للمسلمين والفلسطينيين هنا في الداخل (الولايات المتحدة)، والذي يؤدي الآن إلى العنف".

وبعد وقت قصير من هجوم "حماس"، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب إسرائيل، ولن تفشل أبدا في دعمها"، معتبرا أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها".

لكن ميتشل قال إنه يجب على بايدن أن يدعو إسرائيل إلى وقف تهديداتها ضد سكان شمالي غزة، وهم أكثر من مليون نسمة، إذ طالبتهم بإخلاء منازلهم والنزوح إلى جنوبي القطاع، قبل ما يُتوقع على نطاق واسع أن يكون غزوا عسكريا.

ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب أبرزها تمسك تل أبسب باستمرار البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقا لمبدأ حل الدولتين.

 اقرأ أيضاً

حماس تطلق سراح مستوطنة وطفليها من غزة.. ومراقبون: رسالة مهمة (فيديو)

المصدر | ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة كير مسلمون فلسطينيون عنف الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

واشنطن ترفع العلم السوري الجديد وتدعو مواطنيها لمغادرة سوريا وسط تصاعد التوترات الأمنية

 

في خطوة مثيرة دعت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها إلى مغادرة سوريا، في الوقت الذي سمحت فيه برفع العلم السوري الجديد على مبنى السفارة في واشنطن، هذه الخطوة تأتي في وقت حساس تشهد فيه سوريا ظروفًا أمنية متقلبة، إثر النزاع المستمر منذ سنوات.

الرفع الرمزي للعلم السوري الجديد

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن موافقتها على رفع العلم السوري الجديد على مبنى السفارة في واشنطن، في خطوة وصفتها بأنها "مبادرة حسن نية تجاه الجالية السورية الأمريكية والشعب السوري بشكل عام."

وهو ما أثار تساؤلات حول التغيرات السياسية والرمزية التي قد تحملها هذه الخطوة في سياق العلاقات الأميركية السورية التي ظلت متوترة لعقد من الزمن، بعد تعليق السفارة الأميركية في دمشق منذ عام 2012.

التحذير الأميركي لمواطنيها في سوريا

بالرغم من هذه الإشارة الرمزية، دعت الولايات المتحدة مواطنيها في سوريا إلى مغادرتها فورًا، نظرًا لتدهور الوضع الأمني هناك.

وحثت الخارجية الأمريكية أولئك الذين يستطيعون المغادرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة للرحيل، بينما طلبت من الذين لا يستطيعون مغادرة البلاد أن يتخذوا احتياطات أمنية، وأن يكونوا مستعدين للبقاء في أماكنهم لفترات طويلة في حال حدوث تصعيد أمني.

وقد أوضحت الخارجية الأميركية في بيانها أن الوضع الأمني في سوريا "لا يزال متقلبًا" وأنه "لا يمكن التنبؤ به" بسبب النزاع المسلح المنتشر في كافة أنحاء البلاد.

ومن جهة أخرى، أكدت المراسلة من دمشق أن السفارة السورية في واشنطن ستظل مغلقة، رغم رفع العلم الجديد.

عودة الجهود الدولية للتواصل مع الحكومة السورية

تزامنًا مع هذه الخطوات، بدأت عدة دول، كانت قد تجنبت في البداية التواصل مع النظام السوري، في فتح قنوات للتواصل بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، الذي كان يعد أحد أطول الحكام بقاءً في الشرق الأوسط.

فمن بين هذه الدول كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة التي تراقب عن كثب تطورات الوضع في سوريا بعد هذا التحول السياسي.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن بلاده على تواصل مع كافة الأطراف السورية، بما في ذلك "هيئة تحرر الشام" التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

هذا الأمر يعكس حالة من الانفتاح الدبلوماسي المشروط الذي تبنته واشنطن تجاه التطورات الأخيرة في سوريا.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون: قصفنا إسرائيل بصاروخ
  • وكالة أمريكية تحذر: الضربة الحاسمة ضد الحوثيين باتت ضرورة عاجلة
  • واشنطن ترفع العلم السوري الجديد وتدعو مواطنيها لمغادرة سوريا وسط تصاعد التوترات الأمنية
  • الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة
  • إسرائيل تدرس تنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد الحوثيين في اليمن
  • الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل السماح لها بتقديم مساعدات عسكرية للفلسطينيين
  • حماس تحذر من انهيار المنظومة الدولية لعجزها عن وقف جرائم الاحتلال
  • إسرائيل تغلق سفارتها في أيرلندا بعد تصاعد التوترات
  • استخباراتي إسرائيلي سابق يكشف خطوطا عريضة لمبادرة أمريكية لوقف النار في غزة
  • مزاعم أمريكية عن قرب التوصل لصفقة بين إسرائيل وحماس.. كاتس يعلّق