بعد أشهر من الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي، بسبب الخلاف على التعديلات القضائية التي تسعى حكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لفرضها، والتي يرى منتقدوها أنها تحد من صلاحيات المحكمة العليا، وجد المجتمع المدني نفسه موحدا في مواجهة حركة حماس، التي شنت هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، بحسب تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

واحتشد ملايين الإسرائيليين من أجل المجهود الحربي، منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس، المصنفة إرهابية، على بلادهم، وأدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص. فيما أسفر الرد الإسرائيلي المتمثل بقصف متواصل على غزة، عن مقتل 2750 فلسطينيا.

وقام الكثير من الإسرائيليين بالتسجيل كجنود، أو في خدمات الطوارئ، فيما يساعد البعض الآخر بأي طريقة ممكنة بالنسبة لهم.

تحذيرات من كارثة إنسانية في غزة.. وجهود أميركية تسابق الزمن إعلان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل اتفقتا على وضع خطة تسمح بوصول المساعدات إلى المدنيين في غزة، قد يخفف حدة القلق الدولي من كارثة ستحل على سكان غزة الذين يفتقرون لأدنى مقومات الحياة بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.

وتم استدعاء حوالي 360 ألف جندي احتياطي، كما سارع الإسرائيليون في سن القتال الذين يعيشون أو سافروا إلى الخارج، بحجز رحلات جوية للعودة إلى بلادهم.

وعلى جوانب الطرق المؤدية إلى مداخل القواعد العسكرية الإسرائيلية، كانت هناك أرتال من السيارات المتوقفة، وهي تحمل الجنود الاحتياط.

وشهدت العديد من الوحدات معدلات تدفق تزيد عن 100 بالمئة عن حاجتها، وفقًا للجيش الإسرائيلي، حيث اضطرت إلى إرجاع بعض المتطوعين.

وكان أرييل (28 عاما) ووالده يقضيان إجازة في بلغاريا يوم الهجوم، وخططا على لفور للعودة، بيد أن فرعه العسكري القديم في البحرية لم يستدعه لخدمة الاحتياط، على الرغم من المناشدات المتكررة، لذلك عمد إلى تأمين مكان له في إحدى القواعد الجوية.

بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط محاولة تسلل جديدة من لبنان أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، "إحباط" محاولة تسلل جديدة من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

 وقال: "لدي أصدقاء قتلوا واختطفوا في الحفل"، في إشارة إلى مهرجان موسيقى أقيم بالقرب من حدود غزة، حيث قُتل ما يقدر بنحو 260 شخص على يد مسلحي حماس.

وأضاف: "لا أستطيع الجلوس وعدم القيام بأي شيء" وفق ما ذكرت الصحيفة البريطانية.

جندي آخر يدعى بن، الذي رفض الكشف عن اسمه الأخير، نشر مقطع فيديو عبر الإنترنت يحث الناس على شراء أشياء يحتاجها المقاتلون أثناء خوضهم للمعارك.

وفي نفس السياق، تم إنشاء فرق استجابة سريعة من "المدنيين ذوي الخبرة القتالية" في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الأماكن التي كان يعتقد ذات يوم أنها آمنة.

ففي بلدة هرتسليا بيتواش، وهي مجتمع للأثرياء على شاطئ البحر بالقرب من تل أبيب، تجمع أكثر من 20 من السكان معًا، مسلحين بمسدساتهم الخاصة لتأمين الحماية للأهالي هناك. 

كما فتحت الفنادق في جميع أنحاء إسرائيل أبوابها لإيواء آلاف النازحين بسبب الهجمات في جنوب البلاد.

وحتى على صعيد الشركات والمؤسسات التجارية، سارعت العديد منها لتقديم المساعدة، فعلى سبيل المثال، علقت "أوفايم فارم" (Ofaimme Farm)، وهي شركة أغذية سريعة النمو ولديها 8 مطاعم في جميع أنحاء إسرائيل، وتخطط لإنشاء 3 مطاعم أخرى، خدماتها العادية منذ السابع من أكتوبر، لتركز على عمليات الإغاثة والدعم.

ويقوم الموظفون والعمال في الوقت الحالي بإعداد طرود الطعام والتبرعات للجيش، والمحتاجين في إسرائيل. كما تطوع بعض موظفي الشركة لسد النقص في العديد من أماكن الخدمة العامة، مثل دور الرعاية. 

ولم يغير هجوم 7 أكتوبر المجتمع الإسرائيلي فحسب، بل غيّر سياسات البلاد أيضًا، إذ قام رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الأسبوع الماضي، بتشكيل حكومة طوارئ مع منافسه السابق بيني غانتس، وهو جنرال متقاعد وزعيم حزب معارضة من يمين الوسط.

كما توفقت حركة الاحتجاج الواسعة ضد ائتلاف نتانياهو "اليميني" وإصلاحاته القضائية،  وبدلاً من ذلك، قام عدد كبير من قادتها بالمساهمة في تنسيق إمدادات الغذاء واللوازم الأخرى للقوات العسكرية، بالإضافة إلى توفير المساعدات للمدنيين المحتاجين.

وتم استبدال لافتات الحركة الاحتجاجية، التي كانت منتشرة في كل مكان منذ أشهر، ببحر من الملصقات التي تحمل رسالة واحدة بسيطة: "معًا سننتصر".

وقالت زعيمة الاحتجاج البارزة، شيكما بريسلر، في مقطع فيديو حديث: " كل واحد منا يعرف شخصا قضى ولن يعود.. وكل واحد منا لديه قريب موجود في ساحة المعركة في هذه اللحظة".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

ظريف: هجوم حماس دمّر المفاوضات مع واشنطن

أ ف ب – قال نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء، إن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على إسرائيل قضى على فرص إحياء الاتفاق النووي، بين إيران والقوى الغربية الكبرى.

وأدى هجوم حماس على إسرائيل إلى حرب مدمرة في غزة، وأشعل جبهات مع فصائل متحالفة مع طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتسبب في هجمات مباشرة بين إيران وإسرائيل. أشادت إيران، التي تدعم حماس مالياً وعسكرياً بالهجوم لكنها نفت تورطها فيه.

وقال ظريف في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: “لم نكن نعلم بـ 7 أكتوبر كان يُفترض أن نعقد اجتماعاً مع الأمريكيين حول تجديد خطة العمل الشاملة المشتركة في 9 أكتوبر، لكن هذه العملية قوضته ودمرته”.

وأضاف ظريف أن حلفاء طهران في المنطقة، بما في ذلك حماس “عملوا دائماً من أجل قضاياهم على حسابنا”، وأضاف “لم نحاول قط الاستفادة من استثماراتنا في المنطقة”.

يُذكر أن ظريف، الذي يشغل حالياً منصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، كان وزير الخارجية الذي تفاوض على الاتفاق النووي في 2015 بين طهران والقوى العالمية.

في ولايته الأولى، انسحب دونالد ترامب في 2018 من الاتفاق الدولي على برنامج إيران النووي بعد 3 أعوام من توقيعه وأعاد فرض عقوبات مشددة على طهران.

وقبل أيام على ولايته الثانية، أجرت إيران والقوى الاوروبية الرئيسية فرنسا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، في سويسرا محادثات “جدية وصريحة وبناءة” حول البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف ظريف “بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، اكتسبت إيران قدرة نووية أكبر بكثير، استناداً إلى الحسابات الأمريكية” للوقت اللازم لإنتاج سلاح نووي. وكرر القول إن طهران لم تسعَ قط إلى امتلاك سلاح نووي.

وأضاف لو كنا نريد بناء سلاح نووي، لكان بوسعنا فعل ذلك منذ فترة طويلة. لكن برنامج بناء السلاح النووي لن يكون مثل برنامجنا.

مقالات مشابهة

  • ظريف: هجوم حماس دمّر المفاوضات مع واشنطن
  • الأمير سلطان بن سلمان: رؤية 2030 تسهم في تمكين جميع فئات المجتمع
  • غوغل تزود الجيش الإسرائيلي بالذكاء الاصطناعي بعد هجوم حماس
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: جميع دول المنطقة ستلحق بركب التطبيع مع إسرائيل
  • الأمم المتحدة: حماية جميع السوريين وإشراكهم بمستقبل بلادهم أساس لأي حل سياسي مستدام
  • الكنيست الإسرائيلي يمرر قانونا يُجرّم إنكار هجوم 7 أكتوبر
  • إسرائيل: منفذ هجوم تل أبيب "أجنبي استُجوب في مطار بن غوريون"
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجومًا كبيرًا على جنوب لبنان
  • بيان من الجيش الإسرائيلي بشأن "هجوم الفندق"
  • هجوم واسع للجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية