في عدد من إسطبلات الخيول المتوزعة على مناطق عدة في الكويت يرافق آباء وأمهات أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين بالتوحد لمساعدتهم على ركوب الخيول والتفاعل معها بهدف تحسين حالاتهم المرضية أو الشفاء منها.
ويستعين أولئك الآباء والأمهات بعدد من الأطباء والمتخصصين للاستفادة من خبراتهم المتميزة وتجاربهم الناجحة مع الأطفال إضافة إلى حرصهم على التزود بالمعلومات التي تصدرها مؤسسات طبية مرموقة تظهر الآثار الإيجابية لاستخدام الخيول في علاج أبنائهم.
وعن تأثير الخيول في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد قالت استشارية طب الأطفال التطوري الدكتورة عبير عوض لوكالة الأنباء الكويتية، اليوم الثلاثاء، إن لأي مهارة حركية أثرا جيدا على أطفال التوحد مما يحسن من حالتهم بشكل عام سواء ركوب الخيل أو السباحة أو أي رياضة أخرى مضيفة أن أي مهارة حركية ستعود بالنفع الكبير على أطفال التوحد مع ضرورة إبعادهم عن الأجهزة الذكية مدة طويلة.
وأوضحت أن الشفاء من التوحد أمر مستطاع إذا ما تم تداركه مبكرا عن طريق وسائل العلاج المختلفة ومنها العلاج بالخيول إضافة إلى التعاون الوثيق بين الأهل والطبيب المعالج والمدربين.
إسطبل المزيني
من جهتها قالت صاحبة إحدى المبادرات الأهلية في هذا المجال معالي المزيني إنها حولت قبل ثلاثة أعوام محنة ابنها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى منحة عبر إنشائها (إسطبل المزيني) في منطقة «أبو الحصاني» لعلاجه من خلال الخيول الموجودة فيه.
وأضافت المزيني أنها عندما لاحظت تحسن حالة ابنها فتحت الإسطبل بدوافع إنسانية أمام حالات ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد بسعر رمزي لكي يتم علاجهم عن طريق التدريب على ركوب الخيول ومخاطبتها والتفاعل معها.
وعن كيفية علاج مثل هذه الحالات أوضحت أن مشية الخيل لها أثر طيب على طفل التوحد لأنها تزيد من تدفق الدم في الجسم ثم إلى المخ فيزيد من تركيزه كما نحرص على ركوب أطفال التوحد على الخيل دون سرج لكي يستشعروا دفء الخيل مما يساعد على تهدئتهم واطمئنانهم.
وأفادت أنه تبين من خلال التجارب الناجحة أنه ليس من الضروري أن ينخرط الأطفال المصابون بالتوحد في حصص تدريبية محددة إذ يكفي ركوبهم على الخيل لتبدأ مرحلة العلاج مضيفة أن الفائدة تشمل أيضا الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة.
وقالت المزيني «لمسنا نتائج مبشرة لأن حالة الأطفال تحسنت كثيرا وبعضهم أصبح يعتمد على نفسه في التحكم بالخيل بعد مرور فترة من التدريب فأصبحوا يجلسون بوضعية متوازنة وأكثر تفاعلا وتواصلا وتعبيرا عن أنفسهم إضافة إلى تحسن النطق لديهم».
ولم تتوقف المزيني عند تلك المبادرة بل حرصت على عقد حلقة شهرية أسمتها (أنت لست وحدك) لتبادل الخبرات بين الأمهات ممن لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد والاستفادة من التجارب الناجحة إضافة إلى تنظيمها جلسة دورية للتخاطب مع الخيل بهدف تعزيز الحصيلة اللغوية لدى الأطفال.
تحسن الحالات
من جانبها قالت اختصاصية العلاج الوظيفي للاحتياجات الخاصة والتوحد الفارسة سمر الكندري إنها لاحظت من خلال تجربتها في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد في (نادي ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد Krc Stars) تحسن معظم حالات التوحد وتطور التآزر البصري ومهارات التوازن الجسدي وتفاعلهم الاجتماعي مع الناس.
وأضافت الكندري أنها لاحظت أيضا وجود تحسن كبير في صحة الأطفال النفسية لأن الخيول تجعلهم يشعرون بهدوء وسعادة أكبر من خلال مساعدتها إياهم على تنظيم مشاعرهم مبينة أن أطفال التوحد قد يعانون من التوتر والغضب الشديد لكن بمجرد اقترابهم من الخيل ولمسها والتفاعل معها يبدأون بالانفتاح على من حولهم ويهدأون بصورة لافتة.
وأشارت إلى أهمية انخراط أولئك الأطفال بالتدريب في المراكز المتخصصة في سن صغيرة لأن النتائج تكون أفضل والتطور أسرع مبينة أن التدريب يبدأ عادة في شهر أكتوبر مع تحسن الطقس.
بلا سرج
بدورها قالت الدكتورة دلال المنصوري التي تعمل أيضا مدربة خيل لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد في المركز نفسه إن أطفال التوحد لا يوجد لديهم إحساس بالخطر «لذا نحرص على أن نجعلهم يركبون الخيل من غير سرج لكي يستشعروا الحذر ويكونون أكثر اتزانا على الخيل وإحساسا به».
تحسين المهارات الاجتماعية
من جهتها أشارت محللة السلوك المعتمدة من البورد الأميركي ريم الصباغ إلى أهمية ركوب الخيل في تحسين المهارات الاجتماعية والفهم العاطفي باعتباره يشجع على التعاطف وفهم الاتصال غير اللفظي من خلال التفاعل مع الخيول.
وأفادت الصباغ أن العلاج بالخيول يمكن أن يخفف من القلق ويعزز الهدوء بسبب الحركة الإيقاعية التي تتميز بها تلك الحيوانات عند مشيها كما يمكن أن يساعد على تعزيز المهارات الحركية والتوازن وتنسيق حركات الجسم.
خبرة ألمانية
ومن وحي المعاناة انخرط مدرب الخيل الكابتن أحمد العمران في تدريب أطفال الاحتياجات الخاصة والتوحد في أحد إسطبلات الخيل منذ عام 1998 لا سيما أنه أب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال العمران إنه يستخدم تقنية العلاج الطبيعي بواسطة الخيل Hypotherapy التي تعلمها في ألمانيا ثم نقلها لمتدربيه في الكويت مضيفا أن تلك التقنية تساهم في تحسن عضلات الظهر والحوض والساق عند الأطفال مما يساعدهم على التوازن وتحفيز التركيز لديهم فيتولد لديهم شعور بالثقة مع انضباط انفعالاتهم.
وعن نوع الخيول المستخدمة لذوي الاحتياجات نصح بـ«الابتعاد عن الخيول العربية لأن دمها حار وحركية بطبعها وغير ثابتة إلا إذا تم تدريبها خصيصا لهذه الفئة» داعيا إلى «استخدام الخيول الأوروبية كبيرة السن لأنها هادئة مع ضرورة عدم علوها كثيرا لأن الأطفال لا يحبون الخيول العالية».
وناشد الجهات المعنية بإنشاء مركز متخصص بالعلاج الطبيعي عن طريق ركوب الخيل لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد على أن يديرها نخبة من ذوي الخبرة ممن تتوفر فيهم سمات الكفاءة والإخلاص والحس الوطني.
ودعا إلى جعل رياضة الفروسية مجانية أو بسعر رمزي للتخفيف عن كاهل الآباء إضافة إلى افتتاح نواد للخيل في معظم مناطق الكويت لتحتضن الشباب والأطفال وتسهم في إطلاق مواهبهم وتعزيز مهاراتهم.
وأكد حرصه على تعزيز التوعية برياضة الفروسية وأثرها العلاجي والمجتمعي من خلال إنشاء بودكاست خاص سماه (كابتن أحمد) يتضمن إجراء لقاءات مع مدربين رياضيين ولاعبين واختصاصيين في مجال التغذية.
المصدر: الراي
كلمات دلالية: من ذوی الاحتیاجات الخاصة أطفال التوحد رکوب الخیل إضافة إلى التوحد فی من خلال
إقرأ أيضاً:
الخيول والحمير تدخل ميدان الحرب الروسية الأوكرانية
سرايا - أفاد تقرير بصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بأن روسيا استعانت في حربها ضد أوكرانيا بالخيول والحمير لتوصيل الإمدادات ونقل الجنود دون جذب انتباه المسيّرات التي تستطيع بسهولة رصد المركبات المدرعة والمتحركة قرب خطوط القتال.
وعلى الرغم من أن استخدام الخيول والحمير ليس جزءا محوريا في العمليات الروسية، فإن لجوء موسكو إلى هذه الأساليب يسلط الضوء على كيفية استدعاء وسائل القتال التقليدية في خضم حرب عالية التقنية تشمل الطائرات المسيرة والليزر وأجهزة التشويش الإلكتروني.
وذكرت الصحيفة، نقلا عن المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، أن استخدام الخيول في الحروب يعود إلى حوالي عام 1500 قبل الميلاد، عندما كانت تُستخدم لجر العربات قبل أن تصبح فيما بعد عنصرا مهما في عمليات الإمداد ونقل الفرسان.
وأضافت أن القوات الأميركية الخاصة استخدمت الخيول في بداية غزوها أفغانستان، لكن الجيوش في العالم المتقدم تخلت عن استخدامها بانتظام في أي شيء آخر سوى في المراسم الاحتفالية.
وقال الجندي الأوكراني إيهور فيزيرينكو إنه شاهد الروس لأول مرة وهم يمتطون صهوات الخيول في مقاطع مصورة التقطتها طائرة مسيرة، ووصف الروس وهم في تلك الهيئة بأنهم "مبدعون للغاية".
ولأن طرفي الحرب يعانيان من نقص الإمدادات، فقد اضطرا إلى حلول تقليدية مثل استخدام الخيول والدراجات النارية.
ففي الوقت الذي يستعين فيه الروس بالخيول والحمير، يستخدم الجيش الأوكراني عربات التسوق اليدوية لنقل الأخشاب والإمدادات وحتى الجرحى لأميال من وإلى جبهات القتال، ولإبقاء المركبات العسكرية بعيدا عن مرمى نيران المسيّرات.
وفي حين لجأت روسيا إلى خطوط شبكية واقية لحماية مركباتها، طورت أوكرانيا تقنيات جديدة مثل الطائرات البحرية المسيّرة.
وإلى جانب الخيول والحمير وعربات التسوق، يستخدم الجانبان الدراجات النارية ومركبات صغيرة رباعية العجلات تشبه الدراجات النارية، كما استخدمت روسيا جنودا وأفرادا لنقل الذخيرة والإمدادات الأخرى وهم يركضون.
وقال فيزيرينكو إن الروس الذين رآهم يستخدمون الخيول فعلوا ذلك في مساحة من الغابات في ضواحي تشاسيف يار شرقي أوكرانيا، واعتبر ذلك منطقيا نظرا لصعوبة اجتياز الغابات بالمركبات، أو حتى الدراجات.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن الجنرال الروسي فيكتور سوبوليف قوله الشهر الماضي، لوسيلة إعلامية موالية للكرملين، إن الجيش الروسي يعاني من صعوبات في تزويد بعض الوحدات بالذخيرة والمعدات والطعام، ولهذا السبب فإن الاستعانة بالخيول والحمير في نقل الخدمات اللوجيستية في مثل هذه البيئة الوعرة يعد -في نظره- أمرا طبيعيا.
وأردف أن "من الأفضل أن يُقتل حمار على أن يُقتل رجلان في سيارة يحملان المواد اللازمة للمعركة والإعاشة".
أما أوكرانيا فهي الأخرى تعاني من نقص الإمدادات بعد قرار واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف، وهي خطوة من شأنها أن تحرم أوكرانيا أدوات رئيسية في محاربة القوات الروسية.
الجزيرة نت
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1011
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-03-2025 12:55 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...