الراي:
2025-03-16@09:57:01 GMT

وعلى ظهور الخيل.. شفاء

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

في عدد من إسطبلات الخيول المتوزعة على مناطق عدة في الكويت يرافق آباء وأمهات أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين بالتوحد لمساعدتهم على ركوب الخيول والتفاعل معها بهدف تحسين حالاتهم المرضية أو الشفاء منها.
ويستعين أولئك الآباء والأمهات بعدد من الأطباء والمتخصصين للاستفادة من خبراتهم المتميزة وتجاربهم الناجحة مع الأطفال إضافة إلى حرصهم على التزود بالمعلومات التي تصدرها مؤسسات طبية مرموقة تظهر الآثار الإيجابية لاستخدام الخيول في علاج أبنائهم.


وعن تأثير الخيول في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد قالت استشارية طب الأطفال التطوري الدكتورة عبير عوض لوكالة الأنباء الكويتية، اليوم الثلاثاء، إن لأي مهارة حركية أثرا جيدا على أطفال التوحد مما يحسن من حالتهم بشكل عام سواء ركوب الخيل أو السباحة أو أي رياضة أخرى مضيفة أن أي مهارة حركية ستعود بالنفع الكبير على أطفال التوحد مع ضرورة إبعادهم عن الأجهزة الذكية مدة طويلة.
وأوضحت أن الشفاء من التوحد أمر مستطاع إذا ما تم تداركه مبكرا عن طريق وسائل العلاج المختلفة ومنها العلاج بالخيول إضافة إلى التعاون الوثيق بين الأهل والطبيب المعالج والمدربين.

إسطبل المزيني
من جهتها قالت صاحبة إحدى المبادرات الأهلية في هذا المجال معالي المزيني إنها حولت قبل ثلاثة أعوام محنة ابنها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى منحة عبر إنشائها (إسطبل المزيني) في منطقة «أبو الحصاني» لعلاجه من خلال الخيول الموجودة فيه.
وأضافت المزيني أنها عندما لاحظت تحسن حالة ابنها فتحت الإسطبل بدوافع إنسانية أمام حالات ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد بسعر رمزي لكي يتم علاجهم عن طريق التدريب على ركوب الخيول ومخاطبتها والتفاعل معها.
وعن كيفية علاج مثل هذه الحالات أوضحت أن مشية الخيل لها أثر طيب على طفل التوحد لأنها تزيد من تدفق الدم في الجسم ثم إلى المخ فيزيد من تركيزه كما نحرص على ركوب أطفال التوحد على الخيل دون سرج لكي يستشعروا دفء الخيل مما يساعد على تهدئتهم واطمئنانهم.
وأفادت أنه تبين من خلال التجارب الناجحة أنه ليس من الضروري أن ينخرط الأطفال المصابون بالتوحد في حصص تدريبية محددة إذ يكفي ركوبهم على الخيل لتبدأ مرحلة العلاج مضيفة أن الفائدة تشمل أيضا الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة.
وقالت المزيني «لمسنا نتائج مبشرة لأن حالة الأطفال تحسنت كثيرا وبعضهم أصبح يعتمد على نفسه في التحكم بالخيل بعد مرور فترة من التدريب فأصبحوا يجلسون بوضعية متوازنة وأكثر تفاعلا وتواصلا وتعبيرا عن أنفسهم إضافة إلى تحسن النطق لديهم».
ولم تتوقف المزيني عند تلك المبادرة بل حرصت على عقد حلقة شهرية أسمتها (أنت لست وحدك) لتبادل الخبرات بين الأمهات ممن لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد والاستفادة من التجارب الناجحة إضافة إلى تنظيمها جلسة دورية للتخاطب مع الخيل بهدف تعزيز الحصيلة اللغوية لدى الأطفال.

تحسن الحالات
من جانبها قالت اختصاصية العلاج الوظيفي للاحتياجات الخاصة والتوحد الفارسة سمر الكندري إنها لاحظت من خلال تجربتها في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد في (نادي ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد Krc Stars) تحسن معظم حالات التوحد وتطور التآزر البصري ومهارات التوازن الجسدي وتفاعلهم الاجتماعي مع الناس.
وأضافت الكندري أنها لاحظت أيضا وجود تحسن كبير في صحة الأطفال النفسية لأن الخيول تجعلهم يشعرون بهدوء وسعادة أكبر من خلال مساعدتها إياهم على تنظيم مشاعرهم مبينة أن أطفال التوحد قد يعانون من التوتر والغضب الشديد لكن بمجرد اقترابهم من الخيل ولمسها والتفاعل معها يبدأون بالانفتاح على من حولهم ويهدأون بصورة لافتة.
وأشارت إلى أهمية انخراط أولئك الأطفال بالتدريب في المراكز المتخصصة في سن صغيرة لأن النتائج تكون أفضل والتطور أسرع مبينة أن التدريب يبدأ عادة في شهر أكتوبر مع تحسن الطقس.

بلا سرج
بدورها قالت الدكتورة دلال المنصوري التي تعمل أيضا مدربة خيل لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد في المركز نفسه إن أطفال التوحد لا يوجد لديهم إحساس بالخطر «لذا نحرص على أن نجعلهم يركبون الخيل من غير سرج لكي يستشعروا الحذر ويكونون أكثر اتزانا على الخيل وإحساسا به».

تحسين المهارات الاجتماعية
من جهتها أشارت محللة السلوك المعتمدة من البورد الأميركي ريم الصباغ إلى أهمية ركوب الخيل في تحسين المهارات الاجتماعية والفهم العاطفي باعتباره يشجع على التعاطف وفهم الاتصال غير اللفظي من خلال التفاعل مع الخيول.
وأفادت الصباغ أن العلاج بالخيول يمكن أن يخفف من القلق ويعزز الهدوء بسبب الحركة الإيقاعية التي تتميز بها تلك الحيوانات عند مشيها كما يمكن أن يساعد على تعزيز المهارات الحركية والتوازن وتنسيق حركات الجسم.

خبرة ألمانية
ومن وحي المعاناة انخرط مدرب الخيل الكابتن أحمد العمران في تدريب أطفال الاحتياجات الخاصة والتوحد في أحد إسطبلات الخيل منذ عام 1998 لا سيما أنه أب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال العمران إنه يستخدم تقنية العلاج الطبيعي بواسطة الخيل Hypotherapy التي تعلمها في ألمانيا ثم نقلها لمتدربيه في الكويت مضيفا أن تلك التقنية تساهم في تحسن عضلات الظهر والحوض والساق عند الأطفال مما يساعدهم على التوازن وتحفيز التركيز لديهم فيتولد لديهم شعور بالثقة مع انضباط انفعالاتهم.
وعن نوع الخيول المستخدمة لذوي الاحتياجات نصح بـ«الابتعاد عن الخيول العربية لأن دمها حار وحركية بطبعها وغير ثابتة إلا إذا تم تدريبها خصيصا لهذه الفئة» داعيا إلى «استخدام الخيول الأوروبية كبيرة السن لأنها هادئة مع ضرورة عدم علوها كثيرا لأن الأطفال لا يحبون الخيول العالية».
وناشد الجهات المعنية بإنشاء مركز متخصص بالعلاج الطبيعي عن طريق ركوب الخيل لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد على أن يديرها نخبة من ذوي الخبرة ممن تتوفر فيهم سمات الكفاءة والإخلاص والحس الوطني.
ودعا إلى جعل رياضة الفروسية مجانية أو بسعر رمزي للتخفيف عن كاهل الآباء إضافة إلى افتتاح نواد للخيل في معظم مناطق الكويت لتحتضن الشباب والأطفال وتسهم في إطلاق مواهبهم وتعزيز مهاراتهم.
وأكد حرصه على تعزيز التوعية برياضة الفروسية وأثرها العلاجي والمجتمعي من خلال إنشاء بودكاست خاص سماه (كابتن أحمد) يتضمن إجراء لقاءات مع مدربين رياضيين ولاعبين واختصاصيين في مجال التغذية.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: من ذوی الاحتیاجات الخاصة أطفال التوحد رکوب الخیل إضافة إلى التوحد فی من خلال

إقرأ أيضاً:

ذياب بن محمد بن زايد: أطفال الإمارات أملنا واستثمارنا الأهم لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم

أكد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، أن  الأطفال هم أملنا، واستثمارنا الأهم لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم.
وقال سموه في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة «انستجرام: « في يوم الطفل الإماراتي، الذي يحمل شعار "الحق في الهوية والثقافة الوطنية"، نؤكد التزامنا الراسخ بحماية حقوق أطفالنا، وتعزيز هويتهم الوطنية، وغرس قيم الأصالة والانتماء في نفوسهم.. بفضل رؤية قيادتنا الحكيمة، يحظى أطفال الإمارات برعاية شاملة، وفرص واعدة تمكنهم من تحقيق أحلامهم والمساهمة في مستقبل مزدهر لوطنهم..الأطفال هم أملنا، واستثمارنا الأهم لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم».

أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: نجدد التزامنا الراسخ بتوفير منظومة اجتماعية وتعليمية داعمة لأطفالنا منصور بن زايد: يوم الطفل الإماراتي مناسبة نعزز فيها وعي المجتمع بحقوق الطفل واحتياجاته المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • «أطفال الشارقة»: ترسيخ الهوية الوطنية
  • تكريم أطفال «نور القرآن» في رأس الخيمة
  • روح التفاؤل .. مستشفى قنا العام يوزع فوانيس رمضان على أطفال الغسيل الكلوى
  • تحذير جديد من يونيسف: أطفال السودان يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة 
  • أطفال الإمارات.. حماة التراث
  • ذياب بن محمد بن زايد: أطفال الإمارات أملنا واستثمارنا الأهم لمواصلة مسيرة التنمية والتقدم
  • السليمانية.. مبادرة إنسانية لدعم 7500 أسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة (صور)
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • قوجيل يهنّئ ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم الوطني
  • قوجيل يهنئ ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم الوطني