الراي:
2025-01-22@00:20:11 GMT

وعلى ظهور الخيل.. شفاء

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

في عدد من إسطبلات الخيول المتوزعة على مناطق عدة في الكويت يرافق آباء وأمهات أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المصابين بالتوحد لمساعدتهم على ركوب الخيول والتفاعل معها بهدف تحسين حالاتهم المرضية أو الشفاء منها.
ويستعين أولئك الآباء والأمهات بعدد من الأطباء والمتخصصين للاستفادة من خبراتهم المتميزة وتجاربهم الناجحة مع الأطفال إضافة إلى حرصهم على التزود بالمعلومات التي تصدرها مؤسسات طبية مرموقة تظهر الآثار الإيجابية لاستخدام الخيول في علاج أبنائهم.


وعن تأثير الخيول في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد قالت استشارية طب الأطفال التطوري الدكتورة عبير عوض لوكالة الأنباء الكويتية، اليوم الثلاثاء، إن لأي مهارة حركية أثرا جيدا على أطفال التوحد مما يحسن من حالتهم بشكل عام سواء ركوب الخيل أو السباحة أو أي رياضة أخرى مضيفة أن أي مهارة حركية ستعود بالنفع الكبير على أطفال التوحد مع ضرورة إبعادهم عن الأجهزة الذكية مدة طويلة.
وأوضحت أن الشفاء من التوحد أمر مستطاع إذا ما تم تداركه مبكرا عن طريق وسائل العلاج المختلفة ومنها العلاج بالخيول إضافة إلى التعاون الوثيق بين الأهل والطبيب المعالج والمدربين.

إسطبل المزيني
من جهتها قالت صاحبة إحدى المبادرات الأهلية في هذا المجال معالي المزيني إنها حولت قبل ثلاثة أعوام محنة ابنها وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى منحة عبر إنشائها (إسطبل المزيني) في منطقة «أبو الحصاني» لعلاجه من خلال الخيول الموجودة فيه.
وأضافت المزيني أنها عندما لاحظت تحسن حالة ابنها فتحت الإسطبل بدوافع إنسانية أمام حالات ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد بسعر رمزي لكي يتم علاجهم عن طريق التدريب على ركوب الخيول ومخاطبتها والتفاعل معها.
وعن كيفية علاج مثل هذه الحالات أوضحت أن مشية الخيل لها أثر طيب على طفل التوحد لأنها تزيد من تدفق الدم في الجسم ثم إلى المخ فيزيد من تركيزه كما نحرص على ركوب أطفال التوحد على الخيل دون سرج لكي يستشعروا دفء الخيل مما يساعد على تهدئتهم واطمئنانهم.
وأفادت أنه تبين من خلال التجارب الناجحة أنه ليس من الضروري أن ينخرط الأطفال المصابون بالتوحد في حصص تدريبية محددة إذ يكفي ركوبهم على الخيل لتبدأ مرحلة العلاج مضيفة أن الفائدة تشمل أيضا الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة.
وقالت المزيني «لمسنا نتائج مبشرة لأن حالة الأطفال تحسنت كثيرا وبعضهم أصبح يعتمد على نفسه في التحكم بالخيل بعد مرور فترة من التدريب فأصبحوا يجلسون بوضعية متوازنة وأكثر تفاعلا وتواصلا وتعبيرا عن أنفسهم إضافة إلى تحسن النطق لديهم».
ولم تتوقف المزيني عند تلك المبادرة بل حرصت على عقد حلقة شهرية أسمتها (أنت لست وحدك) لتبادل الخبرات بين الأمهات ممن لديهن أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد والاستفادة من التجارب الناجحة إضافة إلى تنظيمها جلسة دورية للتخاطب مع الخيل بهدف تعزيز الحصيلة اللغوية لدى الأطفال.

تحسن الحالات
من جانبها قالت اختصاصية العلاج الوظيفي للاحتياجات الخاصة والتوحد الفارسة سمر الكندري إنها لاحظت من خلال تجربتها في علاج ذوي الاحتياجات الخاصة أو التوحد في (نادي ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد Krc Stars) تحسن معظم حالات التوحد وتطور التآزر البصري ومهارات التوازن الجسدي وتفاعلهم الاجتماعي مع الناس.
وأضافت الكندري أنها لاحظت أيضا وجود تحسن كبير في صحة الأطفال النفسية لأن الخيول تجعلهم يشعرون بهدوء وسعادة أكبر من خلال مساعدتها إياهم على تنظيم مشاعرهم مبينة أن أطفال التوحد قد يعانون من التوتر والغضب الشديد لكن بمجرد اقترابهم من الخيل ولمسها والتفاعل معها يبدأون بالانفتاح على من حولهم ويهدأون بصورة لافتة.
وأشارت إلى أهمية انخراط أولئك الأطفال بالتدريب في المراكز المتخصصة في سن صغيرة لأن النتائج تكون أفضل والتطور أسرع مبينة أن التدريب يبدأ عادة في شهر أكتوبر مع تحسن الطقس.

بلا سرج
بدورها قالت الدكتورة دلال المنصوري التي تعمل أيضا مدربة خيل لذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد في المركز نفسه إن أطفال التوحد لا يوجد لديهم إحساس بالخطر «لذا نحرص على أن نجعلهم يركبون الخيل من غير سرج لكي يستشعروا الحذر ويكونون أكثر اتزانا على الخيل وإحساسا به».

تحسين المهارات الاجتماعية
من جهتها أشارت محللة السلوك المعتمدة من البورد الأميركي ريم الصباغ إلى أهمية ركوب الخيل في تحسين المهارات الاجتماعية والفهم العاطفي باعتباره يشجع على التعاطف وفهم الاتصال غير اللفظي من خلال التفاعل مع الخيول.
وأفادت الصباغ أن العلاج بالخيول يمكن أن يخفف من القلق ويعزز الهدوء بسبب الحركة الإيقاعية التي تتميز بها تلك الحيوانات عند مشيها كما يمكن أن يساعد على تعزيز المهارات الحركية والتوازن وتنسيق حركات الجسم.

خبرة ألمانية
ومن وحي المعاناة انخرط مدرب الخيل الكابتن أحمد العمران في تدريب أطفال الاحتياجات الخاصة والتوحد في أحد إسطبلات الخيل منذ عام 1998 لا سيما أنه أب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال العمران إنه يستخدم تقنية العلاج الطبيعي بواسطة الخيل Hypotherapy التي تعلمها في ألمانيا ثم نقلها لمتدربيه في الكويت مضيفا أن تلك التقنية تساهم في تحسن عضلات الظهر والحوض والساق عند الأطفال مما يساعدهم على التوازن وتحفيز التركيز لديهم فيتولد لديهم شعور بالثقة مع انضباط انفعالاتهم.
وعن نوع الخيول المستخدمة لذوي الاحتياجات نصح بـ«الابتعاد عن الخيول العربية لأن دمها حار وحركية بطبعها وغير ثابتة إلا إذا تم تدريبها خصيصا لهذه الفئة» داعيا إلى «استخدام الخيول الأوروبية كبيرة السن لأنها هادئة مع ضرورة عدم علوها كثيرا لأن الأطفال لا يحبون الخيول العالية».
وناشد الجهات المعنية بإنشاء مركز متخصص بالعلاج الطبيعي عن طريق ركوب الخيل لجميع ذوي الاحتياجات الخاصة والتوحد على أن يديرها نخبة من ذوي الخبرة ممن تتوفر فيهم سمات الكفاءة والإخلاص والحس الوطني.
ودعا إلى جعل رياضة الفروسية مجانية أو بسعر رمزي للتخفيف عن كاهل الآباء إضافة إلى افتتاح نواد للخيل في معظم مناطق الكويت لتحتضن الشباب والأطفال وتسهم في إطلاق مواهبهم وتعزيز مهاراتهم.
وأكد حرصه على تعزيز التوعية برياضة الفروسية وأثرها العلاجي والمجتمعي من خلال إنشاء بودكاست خاص سماه (كابتن أحمد) يتضمن إجراء لقاءات مع مدربين رياضيين ولاعبين واختصاصيين في مجال التغذية.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: من ذوی الاحتیاجات الخاصة أطفال التوحد رکوب الخیل إضافة إلى التوحد فی من خلال

إقرأ أيضاً:

المركز الوطني للتوحد يستعرض برامجه التدريبية

"عُمان": نفذت لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي لمحافظة مسقط زيارة إلى المركز الوطني للتوحد بهدف الاطلاع على الخدمات المقدمة ودعم الأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد وأسرهم.

وخلال الزيارة، قدمت الدكتورة نادية بنت علي العجمية، مديرة المركز، عرضا شاملا حول الخدمات التي يقدمها المركز منذ افتتاحه، كما استعرضت مجموعة من البرامج والمبادرات التي ينفذها المركز، مثل تدريب الكوادر العمانية على أحدث الأساليب والتقنيات في التعامل مع حالات التوحد، بالإضافة إلى حصولهم على شهادة "أخصائي تأهيل توحد" المعتمدة دوليا. وأكدت دور الخبراء المتخصصين في تعزيز جودة الخدمات المقدمة.

كما تحدثت عن الجهود المبذولة لتذليل التحديات المرتبطة بالدمج التعليمي للأطفال المصابين بطيف التوحد في المدارس الحكومية، مشيرة إلى تقديم برامج دعم لهم أو إلحاقهم بالمراكز والمدارس الخاصة حسب الحاجة. ولفتت إلى أهمية الكشف المبكر والعلاج في تقليل الآثار المحتملة للاضطراب وتجهيز الأطفال للاندماج في البرامج التعليمية، وأوضحت أن المركز يعتمد على آلية واضحة تتابع تطور الطفل المصاب بالتوحد، بدءا من التشخيص الأولي وصولا إلى مرحلة الدمج المجتمعي، بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية والتعليم، ضمن مبادرة بدأت منذ عام 2018.

كما تم تسليط الضوء على إصدار بطاقات الإعاقة عبر نظام ربط إلكتروني بين وزارتي التنمية الاجتماعية والصحة لتسهيل التشخيص والإجراءات اللازمة.

وعبر أعضاء المجلس البلدي عن إعجابهم بأساليب العلاج المتطورة التي يتم تطبيقها في المركز للأطفال المصابين بطيف التوحد، وأعربوا عن تقديرهم للجهود المبذولة من قبل المركز الوطني للتوحد، مشيدين ببرامج الإرشاد الأسري والدورات التدريبية التي يقدمها، ومنها الجلسات التدعيمية للأمهات ودليل المستفيد الذي يوجه الأسر حول مراحل تطور الطفل التوحدي. كما أشادوا بالدراسات التي يقوم بها المركز لقياس أثر الخدمات المقدمة ومدى رضا الأسر عن مستوى الرعاية والدعم الذي يتلقونه.

مقالات مشابهة

  • ابني مصاب بمتلازمة داون ويعاني من التنمر.. وأستاذة رياض أطفال تجيب
  • أستاذة رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم الكثير من المهارات
  • أستاذ رياض أطفال: دمج ذوي الهمم مع الأصحاء يعلمهم مهارات كثيرة
  • أستاذ رياض أطفال تقدم روشتة للتعامل مع ذوي الهمم
  • مولوجي: أزيد من 36 ألف طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة متكفل بهم
  • متحف إيمحتب بسقارة يدشن تجربة مسار زيارة لذوي الاحتياجات الخاصة
  • وفد متعدد الجنسيات من المشاركين بماراثون الأقصر الدولي يدعمون مرضى السرطان
  • المركز الوطني للتوحد يستعرض برامجه التدريبية
  • قصور الثقافة تطلق برنامج مصر جميلة لاكتشاف وتنمية مواهب أطفال البحر الأحمر
  • شرطة أبوظبي تختتم المشاركة في بطولة الظفرة لجمال الخيل العربية