في صراع فلسطين وإسرائيل.. شادي حميد للأمريكيين: قد تكونوا على خطأ
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد يكون المؤيد لأي من الطرفين مخطئا، لذا يجب عليه أن يكون متواضعا، بحسب شادي حميد، زميل معهد بروكينجز للأبحاث، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) ترجمه "الخليج الجديد".
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت حركة "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي.
حميد قال إنه "قبل أيام من شن حماس هجومها على إسرائيل وذبحها بوحشية لمئات المدنيين، قلت لصديق مازحا: "لم يعد أحد يهتم بالشرق الأوسط بعد الآن".
وتابع: "وقبل حوالي أسبوع من الهجوم، تفاخر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمام الجمهور بأنه تحت مراقبة إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، "أصبحت منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءا اليوم مما كانت عليه منذ عقدين من الزمن".
حميد شدد على أن "الشرق الأوسط لا يبقى هادئا أبدا. وإذا تُركت المصادر الأعمق للصراع العنيف في المنطقة لتتفاقم، فإن أي سلام وهدوء سيمران بسرعة؛ لذلك من المفيد وجود جرعة من التواضع".
و"التواضع الفكري هو سمة وممارسة تسمح للمرء بقبول حدوده، وحتى لو اعتقدنا أننا على حق، فإن ذلك يستلزم إبقاء احتمال أننا قد نكون مخطئين مفتوحا. ولكن على مستوى أعمق، يتضمن التواضع الاعتراف بأن الحقيقة نفسها أكثر تعقيدا مما قد تبدو للوهلة الأولى، وفقا لحميد.
اقرأ أيضاً
تحقيق: حسابات إسرائيلية وأمريكية روجت كذبة قطع رؤوس أطفال قرب غزة
تصورات مسبقة
حميد قال إن "البحث عن الحقيقة لا ينبغي أن ينطوي على جمود. نحن جميعا نتاج بيئاتنا. وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين على وجه الخصوص، فإننا نطرح تصوراتنا المسبقة على أي نقاش".
وأردف: "نحن نطرح قراءتنا الانتقائية للتاريخ وشعورنا المتطور بالظلم، ولا يتعلق الأمر بالخلاف حول الحقائق، بل يتعلق بكيفية تفسيرها. وآمل أن يفهم المزيد من الأمريكيين هذه الحقيقة، مع الأخذ في الاعتبار مدى اختلافنا مع بعضنا البعض".
وزاد: "يميل الناشطون المؤيدون للفلسطينيين إلى التأكيد على مجموعة أصلية من المظالم التي حدثت في 1948 عندما تم إنشاء إسرائيل (على أراض فلسطينية محتلة)، وتحديدا طرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، ومن ثم الظلم اللاحق المتمثل في الاحتلال الذي لا ينتهي منذ 1967".
واستدرك: "لكن الإيذاء ليس منافسة. لماذا يجب أن ينفي أحد أشكال المعاناة شكلا آخر؟ ينبغي أن يكون من الممكن الاعتراف بشيئين في وقت واحد، يجب علينا أن ندين أعمال حماس الشنيعة ضد المدنيين الإسرائيليين، بينما نرفض أن ننسى أن إسرائيل كانت مرتكبة لاحتلال وحشي ضد الفلسطينيين".
وأردف: "سيدين البعض هذا باعتبار أنهم "جانبين" (مختلفين)، ولكن هناك، بكل معنى الكلمة، طرفان رئيسيان في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكل منهما روايات متنافسة، وللأسف لا يمكن التوفيق بينها".
و"الحديث عن الفظائع بعد وقوعها هو حقل ألغام. وفي زمن الحرب، فإن القيام بذلك بشكل جيد يتطلب على وجه التحديد ذلك النوع من الكرم المفترض تجاه الجانب الآخر الذي تعمل الحرب نفسها ضده"، كما زاد حميد.
وشدد على أن "التواضع الفكري أمر صعب، ولكنه ينبغي أن يكون أسهل بالنسبة للأقوياء؛ لأنه على الرغم من أن لديهم الكثير ليخسروه، فإن احتمالات خسارتهم أقل".
وحتى الثلاثاء، قتلت غارات إسرائيل 2808 فلسطينيين وأصابت 10950، وهي تستهدف المباني السكنية والمرافق وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
فيما قتلت "حماس" نحو 1400 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت ما ما لا يقل عن 199 إسرائيليا، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال وسناء، في سجون إسرائيل.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون نسمة، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
اقرأ أيضاً
ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة
المصدر | شادي حميد/ واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: صراع فلسطين إسرائيل حقائق الأمريكيون
إقرأ أيضاً:
فلسطين تدعو لاجتماع عربي والأزهر يندد بـإرهاب إسرائيل
دعت فلسطين اليوم الثلاثاء إلى عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بعد استئناف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، في حين وصف الأزهر الشريف في مصر استئناف حرب الإبادة بأنه إرهاب أسود.
وقال السفير مهند العكلوك، المندوب الدائم لفلسطين لدى الجامعة، في بيان، إن "فلسطين تقدمت للأمانة العامة لجامعة الدول العربية بطلب عقد دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين".
وأوضح أن الطلب جاء "إثر استئناف إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لجرائم العدوان والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، والتي أوقعت منذ فجر اليوم أكثر من 400 شهيد ومئات الجرحى في قطاع غزة".
وفجر اليوم، كثفت إسرائيل بشكل مفاجئ وعنيف من جرائم إبادتها الجماعية بحق الفلسطينيين، بشن غارات جوية واسعة طالت معظم مناطق قطاع غزة واستهداف المدنيين وقت السحور، وخلفت مئات القتلى والجرحى والمفقودين خلال ساعات.
وأضاف العكلوك أنه "من المنتظر أن تبحث الدورة غير العادية لمجلس الجامعة التحرك العربي والدولي لإلزام إسرائيل بوقف جرائمها وعدوانها ضد الشعب الفلسطيني، والانصياع للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
إعلان موقف الأزهروفي القاهرة، وصف الأزهر الشريف استئناف إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة بأنه إرهاب أسود، وانتقد قوى عالمية تمنح إسرائيل ضوءا أخضر لقتل الفلسطينيين.
وفي بيان له، قال الأزهر إنه يُدين بأشد العبارات "العدوان الإرهابي الغادر الذي شنه الكيان الصهيوني على الأبرياء في غزة فجر اليوم، وهم نيام في خيامهم" واعتبر أن "هذا المشهد يبرهن على طبيعة هذا الكيان (إسرائيل) وغدره وخيانته للمواثيق والعهود من أجل إجبار الشعب الفلسطيني على الخروج من أرضه رغم الرفض العالمي المتكرر".
وشدد الأزهر على أن "ما شهده العالم فجر اليوم من عدوان إسرائيلي على غزة هو إرهاب أسود يُضاف إلى السجل الإجرامي لهذا الكيان الذي استباح دماء الأبرياء وعرضهم وأرضهم وحقوقهم".
من جهتها، طالبت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن الدولي بالعمل على وقف الإبادة فورا وفتح المعابر وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
وفي بيان لها، قالت المنظمة إنها تدين بشدة "استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري الغاشم على غزة" واعتبرت أن ذلك يجسد امتدادا لجريمة الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
وطالبت المنظمة المجتمعَ الدولي، خصوصا مجلس الأمن الدولي، بتحمل مسؤولياته لتنفيذ الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي، وفتح المعابر وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة، والتصدي لمحاولات قضم الأراضي وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وقد استأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة المدمر بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدّعية أنها تستهدف حركة حماس، مما تسبب باستشهاد أكثر من 400 غزي، فضلا عن مئات الجرحى. في حين حمّلت حركة حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.
إعلان