في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد يكون المؤيد لأي من الطرفين مخطئا، لذا يجب عليه أن يكون متواضعا، بحسب شادي حميد، زميل معهد بروكينجز للأبحاث، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) ترجمه "الخليج الجديد". 

وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت حركة "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال الإسرائيلي.

حميد قال إنه "قبل أيام من شن حماس هجومها على إسرائيل وذبحها بوحشية لمئات المدنيين، قلت لصديق مازحا: "لم يعد أحد يهتم بالشرق الأوسط بعد الآن".

وتابع: "وقبل حوالي أسبوع من الهجوم، تفاخر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أمام الجمهور بأنه تحت مراقبة إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، "أصبحت منطقة الشرق الأوسط أكثر هدوءا اليوم مما كانت عليه منذ عقدين من الزمن".

حميد شدد على أن "الشرق الأوسط لا يبقى هادئا أبدا. وإذا تُركت المصادر الأعمق للصراع العنيف في المنطقة لتتفاقم، فإن أي سلام وهدوء سيمران بسرعة؛ لذلك من المفيد وجود جرعة من التواضع".

و"التواضع الفكري هو سمة وممارسة تسمح للمرء بقبول حدوده، وحتى لو اعتقدنا أننا على حق، فإن ذلك يستلزم إبقاء احتمال أننا قد نكون مخطئين مفتوحا. ولكن على مستوى أعمق، يتضمن التواضع الاعتراف بأن الحقيقة نفسها أكثر تعقيدا مما قد تبدو للوهلة الأولى، وفقا لحميد.

اقرأ أيضاً

تحقيق: حسابات إسرائيلية وأمريكية روجت كذبة قطع رؤوس أطفال قرب غزة

تصورات مسبقة

حميد قال إن "البحث عن الحقيقة لا ينبغي أن ينطوي على جمود. نحن جميعا نتاج بيئاتنا. وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفلسطين على وجه الخصوص، فإننا نطرح تصوراتنا المسبقة على أي نقاش".

وأردف: "نحن نطرح قراءتنا الانتقائية للتاريخ وشعورنا المتطور بالظلم، ولا يتعلق الأمر بالخلاف حول الحقائق، بل يتعلق بكيفية تفسيرها. وآمل أن يفهم المزيد من الأمريكيين هذه الحقيقة، مع الأخذ في الاعتبار مدى اختلافنا مع بعضنا البعض".

وزاد: "يميل الناشطون المؤيدون للفلسطينيين إلى التأكيد على مجموعة أصلية من المظالم التي حدثت في 1948 عندما تم إنشاء إسرائيل (على أراض فلسطينية محتلة)، وتحديدا طرد الفلسطينيين من أراضيهم وديارهم، ومن ثم الظلم اللاحق المتمثل في الاحتلال الذي لا ينتهي منذ 1967".

واستدرك: "لكن الإيذاء ليس منافسة. لماذا يجب أن ينفي أحد أشكال المعاناة شكلا آخر؟ ينبغي أن يكون من الممكن الاعتراف بشيئين في وقت واحد، يجب علينا أن ندين أعمال حماس الشنيعة ضد المدنيين الإسرائيليين، بينما نرفض أن ننسى أن إسرائيل كانت مرتكبة لاحتلال وحشي ضد الفلسطينيين".

وأردف: "سيدين البعض هذا باعتبار أنهم "جانبين" (مختلفين)، ولكن هناك، بكل معنى الكلمة، طرفان رئيسيان في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكل منهما روايات متنافسة، وللأسف لا يمكن التوفيق بينها".

و"الحديث عن الفظائع بعد وقوعها هو حقل ألغام. وفي زمن الحرب، فإن القيام بذلك بشكل جيد يتطلب على وجه التحديد ذلك النوع من الكرم المفترض تجاه الجانب الآخر الذي تعمل الحرب نفسها ضده"، كما زاد حميد.

 وشدد على أن "التواضع الفكري أمر صعب، ولكنه ينبغي أن يكون أسهل بالنسبة للأقوياء؛ لأنه على الرغم من أن لديهم الكثير ليخسروه، فإن احتمالات خسارتهم أقل".

وحتى الثلاثاء، قتلت غارات إسرائيل  2808 فلسطينيين وأصابت 10950، وهي تستهدف المباني السكنية والمرافق وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.

فيما قتلت "حماس" نحو 1400 إسرائيلي وأصابت 4229 وأسرت ما ما لا يقل عن 199 إسرائيليا، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال وسناء، في سجون إسرائيل.

ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون نسمة، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.

اقرأ أيضاً

ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة

المصدر | شادي حميد/ واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: صراع فلسطين إسرائيل حقائق الأمريكيون

إقرأ أيضاً:

مسؤول أميركي: هجوم إسرائيل على لبنان يزيد مخاطر صراع أوسع

قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال تشارلز براون أن أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع تنجر إليه إيران والمسلحون المتحالفون معها، لا سيما إذا تعرض وجود جماعة حزب الله للتهديد.

ولم يكشف براون عن توقعه للخطوات التالية التي يمكن أن تتخذها إسرائيل، لكنه أقر بحقها في الدفاع عن نفسها.

وحذّر براون من أن "شن هجوم على لبنان يمكن أن يزيد من احتمال نشوب صراع أوسع".

وقال براون للصحفيين قبل توقفه في الرأس الأخضر في طريقه للمشاركة في محادثات دفاع إقليمية في بوتسوانا: "حزب الله أكثر قدرة من حماس فيما يتعلق بالقدرات الشاملة وعدد الصواريخ وما شابه. وأود فقط أن أقول إنني أرى إيران أكثر ميلا لتقديم دعم أكبر لحزب الله".

وتابع قائلاً: "مرة أخرى، كل هذا يمكن أن يساعد في توسيع نطاق الصراع في المنطقة ويجعل إسرائيل تشعر بالقلق ليس فقط بشأن ما يحدث في الجزء الجنوبي من البلاد، ولكن أيضا بشأن ما يحدث في الشمال".

وأشار براون إلى أن "قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن إسرائيل من هجمات حزب الله قد تكون محدودة أكثر من قدرتها على المساعدة في اعتراض الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل، والذي جرى إحباطه إلى حد كبير".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية: حزب الله أقوى من حماس.. وإسرائيل تعرف كلفة الحرب مع لبنان (فيديو)
  • فلسطين: إسرائيل تتبع وسائل لا إنسانية في حربها الممنهجة تجاه قطاع غزة
  • فلسطين : الاحتلال يمارس جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة
  • جهود أميركية حثيثة لمنع «صراع شامل» بين لبنان وإسرائيل
  • السفير الفلسطيني ضيف إيمان أبوطالب على الحياة الجمعة المقبل
  • بسبب حماس.. تواصل التوترات والجدل بين غوتيريس وإسرائيل
  • بسبب حماس.. شد وجذب مستمر بين غوتيريس وإسرائيل
  • جنرال أمريكي: الهجوم الإسرائيلي في لبنان يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع
  • جنرال أميركي: الهجوم الإسرائيلي في لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع
  • مسؤول أميركي: هجوم إسرائيل على لبنان يزيد مخاطر صراع أوسع