الداكي رئيس النيابة العامة: تطور منظومة مكافحة غسل الأموال جعلت بلادنا وجهة آمنة للمستثمرين
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
زنقة 20 ا الرباط
قال الوكيل العام للملك، رئيس النيابة العامة، الحسن الداكي، إن” المنظومة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب عرفت تطورا هم على الخصوص ملاءمة التشريع الوطني مع المعايير الدولية، وتنزيل الإجراءات الواردة في خطة العمل الموضوعة من طرف مجموعة العمل المالي GAFI”.
وأضاف الوكيل العام للملك، رئيس النيابة العامة في كلمة له في افتتاح الدورة التدريبية حول “التحقيق المالي الموازي في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب”، أن “هذا الأمر مكن بلادنا من الخروج من عملية المتابعة المعززة من قبل مجموعة العمل المالي، وهو ما يعتبر مؤشرا قويا على الثقة و المصداقية التي تحظى بها منظومتنا الاقتصادية، ويجعل بلادنا وجهة آمنة للفاعلين الاقتصاديين و المستثمرين”.
وشدد الداكي، على أن “مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب ليست عملية ظرفية مرتبطة بتنزيل خطة عمل أو الخروج من لائحة معينة. بل إنها مبنية على مقاربة مستدامة تقوم على تعزيز المكتسبات ومواصلة تطوير طرق الاشتغال وتدارك النواقص بكل مسؤولية. وهي مقاربة تعكس انخراط المملكة المغربية في ورش مكافحة الفساد المالي بكل مظاهره. هذا الورش الذي يعد ثمرة سياسة رشيدة جعلت مكافحة الفساد من أولوياتها”.
وإستحضر الداكي “ما ورد في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى السابعة عشر (17) لعيد العرش المجيد بتاريخ 30 يوليوز 2016 الذي جاء فيه: “فمحاربة الفساد هي قضية الـدولة والمجتمع، الدولة بـمؤسساتها، من خلال تفعـيل الآليات القانونية لمحاربـة هـذه الـظاهـرة الخطيرة، وتـجريـم كل مظاهرها، والضرب بـقـوة على أيـدي الـمفـسدين،والمجتمع بكل مكوناته، من خلال رفضها، وفضح ممارسيها، والتربية على الابتعاد عنها، مع استحضار مبادئ ديننا الحنيف، والقيم المغربية الأصيلة، القائمة على العفة والنزاهة والكرامة”، انتهى النطق الملكي السامي”.
وقال الحسن الداكي إنه “إذا كان الإجرام المالي عموما يتميز بنوع من التعقيد وصعوبة الإثبات، فإن جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب تبقى أكثر تعقيدا، ولا تنضبط للوسائل التقليدية للمراقبة والتحري والتحقيق نظرا لكون القائمين بها يستخدمون تقنيات متطورة للتمويه والتعتيم والتضليل عبر شبكة معقدة من الإجراءات على درجة عالية من السرية يصعب في أحيان كثيرة اكتشافها والوصول إلى مرتكبيها. ولذلك يبقى الجمع بين وسائل البحث الكلاسيكية والتحقيق المالي الموازي وتقنيات البحث الخاصة، المدخل الأساسي لتطويق جريمة غسل الأموال وكشفها وتقديم مرتكبيها إلى العدالة”.
وأكد الداكي أن “التحقيقات المالية الموازية، ومدى نجاحها في الوصول إلى تحقيق الهدف الأساسي منها والمتمثل في مصادرة متحصلات الجريمة، تعتبر معيارا مهما يتحدد على أساسه مدى التزام الدولة بمتطلبات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإٍرهاب وفقا لمعايير مجموعة العمل المالي، ويعتبر ذلك عاملا حاسما في تقييمها على المستوى الدولي ومن ثم حذفها من قائمة الدول عالية المخاطر”.
وتباع الداكي أنه “غير أن نجاح البحث المالي الموازي في دعم البحث الجنائي يتوقف بشكل كبير على تظافر الجهود والتنسيق بين النيابة العامة وأجهزة الإشراف وأجهزة المراقبة والأشخاص الخاضعين والهيأة الوطنية للمعلومات المالية والشرطة القضائية في إطار تكامل الأدوار وتبادل المعلومات”.
واشار المتحدث ذاته إلى “أن رئاسة النيابة العامة في إطار تعزيز آليات التنسيق والتعاون الوطني و الرفع من جودة التحقيقات المالية الموازية قد أبرمت عدة اتفاقيات شراكة وتعاون مع مؤسسات وهيآت وطنية، نخص منها بالذكر الاتفاقيات الموقعة بين رئاسة النيابة العامة والهيئة المغربية لسوق الرساميل والمجلس الأعلى للحسابات وبنك المغرب والهيئة الوطنية للمعلومات المالية، حيث ساهم التعاون مع الهيئة، في الشق الخاص بطلب المعلومات، في تمكين النيابات العامة من الاستفادة من خدمة goAML (كواميل ) التي تتوفر عليها الهيئة والتي تسمح بالتبادل الفوري والآمن للمعلومات المالية.
أما بالنسبة للتعاون مع بنك المغرب فقد مكن من إحداث آلية لدعم الأبحاث المالية الموازية والحصول على المعلومات المالية حول الحسابات البنكية في وقت وجيز لا يتجاوز ستين (60) دقيقة”.
وشدد رئيس النيابة العامة على أن “تكوين الموارد البشرية المكلفة بمحاربة جرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب يعتبر أهمية بالغة في مسار تطويق هذه الظواهر الإجرامية خاصة على مستوى تنمية قدرات الأجهزة المكلفة بالبحث والتحقيق في موضوع التحقيقات المالية الموازية، إذ أن نجاح هذه الأجهزة خلال البحث والتحقيق في إحدى الجرائم الأصلية من خلال فتح بحث مالي بالموازاة مع البحث الجنائي التقليدي من أجل الكشف عن المتحصلات المالية للجريمة وتعقبها عن طريق توجيه إنتدابات بشأنها إلى المؤسسات المختصة للكشف عن حساباتهم البنكية وممتلكاتهم العقارية والمنقولة، ومن ثم تقديم الأدلة لربط تلك المتحصلات المالية بالجريمة الأصلية، سيساهم لا محالة في تجويد المعالجة القضائية لقضايا غسل الأموال وتعقب الأموال والمتحصلات وحرمان المجرمين من الإنتفاع منها”.
وبقدر دورها في رصد الأموال المشبوهة على النحو المذكور، يضيف الداكي، فإن التحقيقات المالية الموازية تبقى أيضا الوسيلة الناجعة التي تمكن الأجهزة المكلفة بالبحث والتحقيق من التمييز بين الأموال المشروعة وغير المشروعة المملوكة للمشتبه فيهم.
وبالنظر لأهمية هذا الموضوع، أكد الحسن الداكي، فقد عملت رئاسة النيابة العامة على إيلائه أهمية بالغة من خلال التعليمات التي وجهت إلى النيابات العامة على الصعيد الوطني بموجب الدوريتين عدد 48 س/ ر ن ع بتاريخ 14 نونبر 2019 و عدد 14س/ ر ن ع بتاريخ 30/04/2021 حيث تم حثها على تكليف الشرطة القضائية بإجراء الأبحاث المالية الموازية وذلك عبر جرد ممتلكات المشتبه فيهم العقارية والمنقولة، وحساباتهم البنكية وعلاقة تلك الممتلكات بالجريمة، بالإضافة إلى الاستعانة بمخرجات التقييم الوطني للمخاطر لتوجيه الأبحاث نحو الجرائم الأصلية ذات المخاطر المرتفعة، مع التأكيد على ضرورة طلب مساعدة الهيأة الوطنية للمعلومات المالية بشأن جميع الأدلة والمعلومات التي قد تفيد في البحث، فضلا عن تفعيل إجراءات الحجز والتجميد بمناسبة قضايا غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم الأصلية مع جعلها قاصرة على الأموال ذات الصلة بالجريمة واحترام حقوق الغير حسن النية، وذلك بعد إجراء الأبحاث المالية الموازية اللازمة التي تسمح بالتحقق من قيمة الأموال ذات الصلة بالجريمة مع تقديم ملتمسات للمحكمة من أجل مصادرتها في الحالات التي يسمح بها القانون”.
واعتبر الحسن الداكي أن “النصوص التشريعية والآليات المؤسساتية وإن كانتا ضروريتين، إلا أنهما غير كافيتين لوحدهما للحد من المخاطر المستجدة لجرائم غسل الأموال وتمويل الإرهاب والكشف عن مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، وإنما الواقع الحالي يفرض بذل مجهودات ملموسة على مستوى تأهيل كفاءات ومهارات مختلف الفاعلين في هذا المجال وتطوير طرق الاشتغال لديهم، لاسيما أجهزة إنفاذ القانون المكلفة بإنجاز الأبحاث والتحقيقات بخصوصها”.
وأكد أن “البرامج و الأنظمة المعلوماتية المتوفرة لدى أجهزة إنفاذ القانون و كافة المتدخلين في المنظومة الوطنية لئن أثبتت فاعليتها و نجاعتها في تدبير الأبحاث و التحقيقات في قضايا غسل الأموال و تمويل الإرهاب و معالجتها، سواء على المستوى الوطني أو في إطار تفعيل قواعد التعاون الدولي، فإننا في ظل تنامي منسوب التجارة الإلكترونية وتطور التقنيات الجديدة و التكنولوجيا الناشئة، فضلا عن تنامي ظاهرة التعامل بالعملات و الأصول الافتراضية وانتشار وسائل الدفع الحديثة و الاقبال عن اللجوء إلى الانترنيت المظلم وما يطرحه كل ذلك من تحديات بشأن استخدامه في جرائم غسل الأموال و تمويل الإرهاب و الجرائم الأصلية، نؤكد على ضرورة مواصلة الاعتماد على التكنولوجيا و تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويرها بما يتناسب مع خصوصيات إدارة التحقيقات المالية الموازية في هذا النوع من الجرائم، بالشكل الذي يمكن من الرصد الإلكتروني للمعاملات المالية المشبوهة وتحليليها، مع الاستعانة في ذلك بمخرجات الاستراتيجية الرقمية لسلطات انفاذ القانون في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي أعدتها مجموعة العمل المالي و كافة الوثائق و الشبكات العالمية ذات الصلة”.
يذكر أن تم إفتتاح أشغال هذه الدورة التدريبية من تنظيم الهيئة الوطنية للمعلومات المالية وبحضور مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: غسل الأموال وتمویل الإرهاب مکافحة غسل الأموال وتمویل رئیس النیابة العامة من خلال
إقرأ أيضاً:
ڤودافون كاش تطلق خدمة التحويلات المالية الدولية الفورية بين مصر وعدد من دول الخليج
أعلنت ڤودافون مصر، اليوم، عن إطلاق خدمة جديدة للتحويلات المالية الدولية الفورية عبر ڤودافون كاش تتيح للمصريين استلام الحوالات المالية من الخارج بشكل فوري ومباشر في محافظهم الإلكترونية.
وتغطي الخدمة حالياً أربع دول في المنطقة هي الإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت والأردن، مع خطط للتوسع قريباً في المملكة العربية السعودية.
تأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية ڤودافون مصر لتعزيز مكانتها كشركة رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي وتقديم حلول رقمية متطورة للسوق المصري، بالإضافة لتعزيز التحول الرقمي في إطار رؤية مصر 2030، فضلًا عن تمكين المصريين في الخارج وعملاء ڤودافون داخل مصر وخارجها من إرسال واستلام الحوالات المالية فوريًا بكل سهولة.
وعلى عكس خدمات التحويلات التقليدية التي تتطلب زيارة الفروع أو نقاط الاستلام، توفر خدمة ڤودافون كاش تجربة رقمية متكاملة حيث يتم إيداع الأموال فورياً في محفظة المستلم دون الحاجة لأية إجراءات إضافية.
وبمناسبة إطلاق الخدمة الجديدة، قال إسلام مأمون، رئيس قطاع الخدمات المالية في ڤودافون مصر: يسعدنا إطلاق خدمة التحويلات المالية الدولية الفورية في 4 دول خليجية لأول مرة في مصر، بما يسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجال التحويلات الرقمية ويعزز ريادة ڤودافون لحلول التحول الرقمي والشمول المالي، ويحقق أهداف خطة التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030)، مضيفًا أن خدمة التحويل الدولي عبر ڤودافون كاش توفر لعملائنا سلسة وآمنة، نستهدف من خلالها تمكين المصريين بالخارج من تحويل أموالهم لذويهم بطريقة فورية وسهلة وبالمجان للمستلم، مع إتاحة استخدامها في مختلف الخدمات التي توفرها محفظة ڤودافون كاش.
ومن خلال الخدمة الجديدة، يمكن استلام الأموال على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، حيث يمكن للمُرسل تحويل الأموال عبر شركات الصرافة الشريكة، سواء بزيارة أحد فروعها أو استخدام تطبيقها الإلكتروني.
وفي حال توفر منصة رقمية لدى البنك الشريك، يمكن للمرسل إدخال رقم هاتف المستلم وإجراء التحويل مباشرة لمحفظته.
أما المستلم، فلا يحتاج سوى التأكد من أن محفظة ڤودافون كاش الخاصة به نشطة، ليتلقى الأموال فوراً دون أي إجراءات إضافية.
وتتيح خدمة التحويلات المالية الدولية الفورية من ڤودافون كاش للمستلم إمكانية الوصول لأكثر من 400، 000 قناة للسحب النقدي بالمجان، كما يمكنه استخدام الأموال المحولة في أكثر من 20 خدمة تقدمها ڤودافون كاش، بما في ذلك دفع الفواتير والمشتريات وتحويل الأموال.
ويتم استلام التحويلات بالجنيه المصري، حيث تتم عملية تحويل العملة تلقائياً بواسطة شريك التحويل.
وفي هذا الإطار، عقدت ڤودافون كاش شراكات مع عدة بنوك ومؤسسات مالية دولية بالتعاون مع بنك مصر، تشمل الأنصاري للصرافة في الإمارات، والملا للصرافة في الكويت، والفردان للصرافة في قطر، والعلاونة للصرافة في الأردن، مع خطط للتوسع قريباً في المملكة العربية السعودية.
وتقدم هذه الخدمة بشكل مجاني تماما وبدون أي رسوم للمستلمين، مع تطبيق رسوم السحب القياسية لڤودافون كاش فقط في حال رغبة العميل في سحب الأموال نقداً.
وتعمل ڤودافون كاش حالياً على توسيع نطاق الخدمة لتشمل التحويلات الدولية بين المحافظ الإلكترونية والتعاون مع كيانات كبرى أخرى، بالإضافة إلى تغطية دول الاتحاد الأوروبي وممرات رئيسية أخرى.