أين السلطة الفلسطينية من العدوان الإسرائيلي على غزة؟
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
رام الله- مع تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري وسط عمليات تهجير جماعي للسكان من أماكن سكناهم تحت تهديد القصف وقطع كامل للمياه والكهرباء والاتصالات لم تكن الأوضاع في الضفة الغربية بعيدة عن ذلك، فقد شهدت اعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال التي أغلقت الضفة بالكامل وقطعت أوصالها ومنعت العمال من الوصول إلى أماكن عملهم.
ولم يتخلل ذلك أي موقف واضح من القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أو القيادات القريبة من السلطة أو منظمة التحرير سوى بيانات شجب وإدانة ومطالبات للمجتمع الدولي بوقف هذه الاعتداءات، وهو ما أثار حالة من السخط من قبل الفلسطينيين الذين وصفوا هذا الموقف بـ"المتخاذل"، والذي لا يرقى إلى حجم العدوان الذي تقوم به إسرائيل.
اشتية لدى ترؤسه اجتماعا لخلية المتابعة الحكومية لتداعيات العدوان المتواصل على قطاع غزة (مواقع التواصل) مطالب الشارع الفلسطينيونشر النشطاء عشرات المنشورات التي انتقدت موقف السلطة الفلسطينية، وتساءلوا عن دورها في ظل استمرار العدوان بشكل متصاعد دون خطاب مباشر من قبل الرئيس إلى الفلسطينيين، ولم تخلُ أي فعالية أو مسيرة في شوارع الضفة من مطالبات مستمرة للقيادة بأخذ دورها والالتحام مع الشعب في مواجهة ما يتعرض له في كل مناطق وجوده، إلى جانب انتقادات كبيرة لطريقة التعامل الرسمية مع 14 ألف عامل غزي تقطعت بهم السبل في الضفة الغربية دون مأوى أو عمل.
الناشط عمر عساف يوضح سبب هذا الغضب، ويقول للجزيرة نت إن "القيادة حتى الآن لم تقدم على خطوة تبين انحيازها للشعب والشارع الفلسطيني، حتى أنها لم ترفع صوتها لتقول إن هذه الجريمة يتحمل الاحتلال مسؤولياتها وحده، وتساوي بين الاحتلال والمقاومة".
"حتى الآن لم نشهد دعوة اجتماع أمناء الفصائل أو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذا أضعف الإيمان"، يقول عساف.
وعما يمكن السلطة القيام به، يجيب عساف "وقف التنسيق الأمني، والانسحاب من الاتفاقيات التي تربطها مع الاحتلال، وحشد التضامن العالمي من خلال تركيز عمل الممثليات والسفارات الفلسطينية في كل العالم لفضح جرائم الاحتلال، وقبل ذلك إطلاق سراح المقاومين الذين تعتقلهم وتمنعهم من مقاومة الاحتلال"، معتبرا أن لدى السلطة وقيادتها فرصة حقيقية للتكفير عن سنوات من التنسيق الأمني مع الاحتلال.
القيادة في حالة انعقاد دائملم يخرج الرئيس الفلسطيني بخطاب إلى الفلسطينيين، فيما كان الخطاب الأول لرئيس الوزراء محمد اشتية بعد أسبوع من العدوان.
وتنشر الوكالة الفلسطينية الرسمية (وفا) تحركات دبلوماسية يقوم بها الرئيس عباس ورئيس الوزراء، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ، دون وجود تواصل مع الشارع الفلسطيني، سواء بالمشاركة في المسيرات التي يتم تنظيمها في مراكز المدن منذ بدء العدوان أو بخطابات موجهة.
تواصلت الجزيرة نت مع عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الله عبد الله، فقال إن "الإجراءات التي تقوم بها السلطة ليست بالضرورة أن تكون معلنة، فمنذ اليوم الأول للعدوان وهي في حالة انعقاد واتصالات وتحرك مع كل الأطراف".
وتابع أن "القيادة الفلسطينية استشعرت الأخطار المترتبة على هذا العدوان منذ اليوم الأول، وبدأت اتصالاتها مع الدول العربية والأجنبية ومجلس الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى".
وعلى الصعيد الداخلي، قال عبد الله إن "القيادة تقف بكل جهد وقوة مع قطاع غزة، سواء في التضامن والدعم أو في التدخل لفتح المعبر لإدخال المساعدات الطارئة إلى القطاع"، مؤكدا أن "هناك جهدا متواصلا، ولكن لا نستطيع أن نضمن النتائج لأنه خارج أيدينا".
الوحدة أولا
بدوره، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي أن كل هذه التحركات تعتبر "ناقصة" ما لم تقم السلطة بتوحيد البيت الفلسطيني لمواجهة ما وصفها بـ"المؤامرة الكبيرة" التي تحاك ضد الفلسطينيين وقضيتهم.
واعتبر البرغوثي في حديثه للجزيرة نت أن أخطر مواجهة حاليا هي التصدي لمحاولات شيطنة الفلسطينيين، وعدم السماح لإسرائيل بتشتيتهم، مؤكدا أن "الحرب ليست على حماس وحدها".
وكما الناشط عمر عساف تساءل البرغوثي عن سبب عدم دعوة القيادة إلى اجتماعات للأمناء العامين للفصائل أو اجتماعات على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية، لتوحيد الموقف الفلسطيني ووضع إستراتيجية مواجهة سياسيا وشعبيا.
وأضاف البرغوثي "للأسف هناك غياب كبير للقيادة الفلسطينية، وهذا يجعلها ضعيفة أمام الضغوط الدولية والإقليمية التي تمارس عليها لمزيد من التنازلات".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا
ناشد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، بإرسال بعثات دولية إلى قطاع غزة للتعامل مع انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خاصة وأن كل ناحية من نواحل العمل الإنساني تشهد أزمة وعدم قدرة على الاستجابة لتداعياتها.
وقال الشوا، في مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، اليوم السبت، إن الاحتلال الإسرائيلي يمنع دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان، حتى لا يروا بأعينهم تداعيات وتفاصيل الكارثة غير المسبوقة على مستوى العالم، والمنظمات الأهلية تقوم بدور كبير إلى جانب وكالات الإغاثة الدولية المختلفة لتقديم ما يمكن تقديمه، ولكن تلك القدرة بدأت في التضاؤل أمام الواقع الإنساني الخطير الذي يتدهور بشكل متسارع خاصة في شمال قطاع غزة، بعد منع الاحتلال وصول الإمدادات لقرابة 70 يوما من الإغلاق والحصار الإسرائيلي للشمال.
وأضاف أن المجاعة التي حاول برنامج الغذاء العالمي وغيره من مؤسسات التعامل معها تزداد يوما بعد يوم، وأصبحت المساعدات غير كافية مقارنة بتزايد الاحتياجات وحجم المعاناة، في ظل القيود وحجم الدمار والاستهدافات الإسرائيلية، وتظهر آثار المجاعة واضحة خاصة على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الشديد في ظل انهيار المنظومة الصحية وحالة البرد الشديدة، لافتا إلى أن هذا الواقع هو الأقل استجابة من قبل الأطراف الدولية المختلفة على صعيد التدخل والضغط السياسي.
وأشار إلى أن بعض طواقم البعثات الدولية تمكنت من الدخول إلى قطاع غزة في ظل إجراءات وشروط يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخولهم وخروجهم وحركة تنقلهم، و2% فقط منهم من تمكن من الدخول إلى شمال القطاع، كما يفرض الاحتلال شروط على عملها ومساعداتها، موضحا أن منظمة الصحة العالمية تمكنت من إدخال بعض الإمدادات للشمال وتزويد المستشفيات ببعض الإمدادات الصحية، وتعمل تلك المستشفيات بأقل ما يمكن من إمكانات.
وأكد الشوا، أن منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا هي العمود الفقري للعمل الإنساني والحافظ لقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما أنها تحمل رسالة مهمة فيما يتعلق بقضيتهم، وتقوم بدور مهم على الصعيد الطبي وتقديم الخدمات، إلى جانب الخدمات الاجتماعية ودورها في البرامج المختلفة على الأرض لا يمكن تعويضه من أي جهة أخرى.
اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يفرض حظر تجوال في قرية خربة أم الخير جنوب الخليل
الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 45.206 شهيدا و107.512مصاب