هآرتس: على نتنياهو أن يرحل فوراً
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
لم يعد بنيامين نتنياهو صالحا لحكم إسرائيل، بل لا يمكنه البقاء في منصبه ولو ليوم واحد آخر، وعليه أن يرحل فورا.
التغيير ــ وكالات
هذا ما بدأت به “هآرتس” مقالا طالبت فيه رئيس الوزراء بالتنحي دون انتظار، مؤكدة أنه لم يعد قادرا على القيادة، حيث فضحه وجهه “الشاحب رغم كمية المكياج الكبيرة” عندما كان يلقي خطابا “غريبًا وفارغًا” يوم السبت لم يتمكن فيه من إخفاء الصدمة التي كان يعاني منها.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية -على لسان كاتبها نحميا شتراسلر- أن استمرار نتنياهو في قيادة إسرائيل وجيشها خلال الحرب الحالية لن يكون من أجل إسرائيل وإنما من أجل “خلاصه الشخصي” وستكون “كل التحركات في الحرب وكل الاتصالات الدبلوماسية تستهدف أمرا واحدا فقط هو: البقاء في السلطة” وهذا ما لن يتيح تحقيق النصر في الحرب، مما يعني أن على نتنياهو أن يرحل.
وعن أسباب هذه المطالبة، يقول شتراسلر إن نتنياهو لم يكتف بتفكيك المجتمع الإسرائيلي ويضعف جيشه خلال الأشهر التسعة الماضية، ولم يساهم فقط بتقوية حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بتمكينها من الحصول على أموال عززت مكانتها، بل إنه حقا المسؤول الأول عن المذبحة التي تعرضت لها إسرائيل وأودت بقتل وجرح واختطاف المئات وهو ما “يشكل الآن تهديدًا وجوديًا واضحًا لدولة إسرائيل ومواطنيها”.
وانتقد المقال بشكل لاذع أولئك الذين مكنوا نتنياهو من الاستمرار في الحكم، واصفا ما فعلوه بأنه “أمر مخز” مشددا على أن وزير الحرب (بيني غانتس) وزملاءه هم الذين قدموا لنتنياهو طوق نجاة “منقوعا في الدم” عندما انضموا لحكومته متسببين بذلك في انقسام المعارضة.
إنقاذ نفسه
لكن نتنياهو، بدلا من التركيز على الحرب، باشر فورا في القيام بما وصفه الكاتب بأنه “عمل حيوي لإنقاذ نفسه” ملقيا باللوم هو وأبواقه فيما حدث يوم السبت 7 أكتوبر على الجيش الإسرائيلي والمخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام و”الشاباك” وغانتس ومن كانوا يحتجون على التعديلات القضائية، محاولا بذلك سل نفسه من هذه القضية سل الشعرة من العجين، فلا يكون عليه لوم في أي شيء يتعلق بذلك الهجوم، حسب شتراسلر.
واستطرد الكاتب تعامل نتنياهو مع الكيبوتسات (مستوطنات زراعية عسكرية) قائلا إنها عاشت طيلة سنوات حكمه تحت وابل من الصواريخ والبالونات الحارقة، وأن الحل الوحيد الذي كان أمامها هو تبني عائلات من القوميين المتدينين المتطرفين التي يمكنها بصراخها أن تجعل وزير المالية بتسلئيل سموتريش -بدلا من تقليص كتيبة ونصف كتيبة من قوات الحدود- يضيف كتيبتين لحماية الكيبوتسات.
وأبرز أن هذه هي الطريقة التي يتصرف بها القوميون المتدينون المتطرفون في مستوطناتهم، حيث يصرخون بمرارة لممثليهم ثم يحصلون على المزيد من القوى التي تحميهم لدرجة أن طفلا منهم إذا ذهب للمدرسة ترافقه فرقة حماية من الجنود.
وما زاد الطينة بلة -حسب الكاتب- هو قرار الحكومة عام 2014 مضايقة المنسقين الأمنيين في البلدات الحدودية لغزة، إذ قلصت رواتبهم، وخفضت قسائم البنزين الخاصة بهم، وصادرت سياراتهم المضادة للرصاص، وخفضت عدد بنادقهم، وقلصت فرق الرد السريع، مما وجه ضربة قاتلة لقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.
وهذا يعني أن الأمر الأكثر فظاعة أنه تم التخلي عن الكيبوتسات لأسباب سياسية، إذ لم ير فيهم نتنياهو أنهم من معسكره الصحيح، معسكر المتدينين، ولم يقم بزيارة هذه المجتمعات الحدودية مطلقًا طوال السنوات التي قضاها بالسلطة، مما يعني أنه في الحقيقة “أنذل شخص في تاريخ الشعب اليهودي” ويجب أن يرحل اليوم وليس غدا، وفقا لشتراسلر.
المصدر : هآرتس
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إسرائيل غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل تُعرقل وقف إطلاق النار بغزة وليس حماس
اعتبرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، إن إسرائيل، وليست حماس، هي التي تُعرقل وقف إطلاق النار في غزة وتمنع عودة الأسرى المحتجزين في القطاع.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها: "دفع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثمن عودة إيتمار بن غفير إلى الحكومة مُسبقًا. ليس من ماله الخاص بالطبع، بل بدماء الرهائن (الأسرى) التسعة والخمسين الذين قد يُحدد مصيرهم استئناف الحرب، التي حسمت بالفعل مصير مئات الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال".
وأضافت: "يوم الثلاثاء، وصف إيليا كوهين، الذي أُطلق سراحه من أسر حماس، تجدد الحرب بأنه حكم إعدام على الرهائن، لكن هذا لا يهم رئيس الوزراء بقدر ما يهمه مكافأته المتمثلة في عودة حزب القوة اليهودية بزعامة بن غفير إلى أرض الوطن".
وكان حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف أعلن عودته إلى الحكومة فور استئناف الجيش الإسرائيلي الثلاثاء هجماته على غزة والتي أدت إلى قتل وجرح المئات من الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وكانت الحكومة الإسرائيلية صدقت بالإجماع، مساء الثلاثاء، على عودة بن غفير وزيرا للأمن القومي بعد أن قدم استقالته في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي عشية تصديق الحكومة على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وقالت الصحيفة: "وفقًا للبيان الصادر عن مكتب نتنياهو، اتُخذ قرار ضرب غزة مع وزير الدفاع إسرائيل كاتس بعد رفض حماس المتكرر إطلاق سراح رهائننا، ورفضها جميع المقترحات التي تلقتها من المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء".
وأضافت: "ولكن لا بد من القول، وبصوت عالٍ وواضح، إن هذا كذب. إسرائيل، وليست حماس، هي التي انتهكت الاتفاق. في يومه السادس عشر كان من المفترض أن يبدأ الطرفان مناقشة المرحلة الثانية، والتي كان من المفترض أن تنتهي بإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين. ولكن رفضت إسرائيل".
وتابعت: "كما أخلت إسرائيل بوعدها بالانسحاب من ممر فيلادلفيا بين اليوم الثاني والأربعين واليوم الخمسين من وقف إطلاق النار".
وأردفت: "علاوة على ذلك، أعلنت إسرائيل أنها ستوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتغلق المعابر الحدودية. هذا القرار، شأنه شأن قرار وزير الطاقة (إيلي كوهين) بوقف كمية الكهرباء المحدودة التي تُقدمها إسرائيل إلى غزة، يُخالف صراحةً التزام إسرائيل في الاتفاق باستمرار دخول المساعدات طالما استمرت محادثات المرحلة الثانية".
ومطلع مارس/ آذار الجاري انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة، لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، فيما قطعت لاحقا الكهرباء.
في المقابل تؤكد حركة "حماس" مرارا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "جميع المقترحات التي تلقتها حماس من ويتكوف نابعة من رفض إسرائيل الالتزام بنصيبها من الاتفاق. وبالتالي، فإن محاولة تصوير رفض حماس لمقترحات ويتكوف كذريعة لاستئناف القتال ليست سوى تلاعبٍ مُضلّل".
وأكدت: "إسرائيل - وليست حماس - هي من يمنع تنفيذ الاتفاق وعودة الأسرى".
وأضافت: "كما ذكر البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أن هدف الهجوم المُتجدد على غزة هو تحقيق أهداف الحرب كما حددها المستوى السياسي، بما في ذلك إطلاق سراح جميع أسرانا، الأحياء منهم والأموات".
واستدركت: "هذه كذبة أخرى. الضغط العسكري يُعرّض الأسرى للخطر، وبالطبع حياة الجنود الإسرائيليين وسكان غزة، ويُدمّر ما تبقى من القطاع".
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو تخلى عن الأسرى لإنقاذ حكومته، مضيفة: "لا يهمه ولا أعضاء ائتلافه الحاكم صرخة عائلات الرهائن والرهائن العائدين. فالأمر الأهم بالنسبة لهم هو إقرار ميزانية الدولة".
ودعت "هآرتس" الإسرائيليين للمشاركة في الاحتجاجات ضد نتنياهو قائلة: "من المقرر أن تنطلق مظاهرة في القدس يوم الأربعاء من قِبل معظم المنظمات الاحتجاجية المناهضة للحكومة".
وطالبتهم بالانضمام إلى عائلات الأسرى والمطالبة باستئناف وقف إطلاق النار وتوقيع المرحلة الثانية من الاتفاق وتنفيذها، مؤكدة أن حياة الأسرى "في خطر متزايد. يجب أن ننقذهم".
وفجر الثلاثاء، استأنف نتنياهو حرب الإبادة على غزة، متنصلا من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع "حماس" استمر 58 يوما منذ 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت إجمالا أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.