تشهد الساحة الفلسطينية صراعًا جديدًا لٌقب بـ طوفان الأقصى منذ 10 أيام بين قوات حماس والجيش الإسرائيلي، وهو ما رد الأخير عليه بشيء أشبه بالإبادة الجماعية وسط تدمير وسحق المدنيين في غزة ومطالبتهم بالهجرة وترك ديارهم لحماية أنفسهم ومنع وصول المساعدات الدولية لهم. 

هذا الأمر الذي جعل الصين تخرج عن صمتها حديثًا وتؤكًدا أن إسرائيل خرجت من دائرة الدفاع عن النفس، كما فشلت المساعي الدولية في وقف إطلاق النار في غزة.

إعادة تشكيل العالم

وحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية إن المعركة الأخيرة بين حماس وإسرائيل لديها القدرة على إعادة تشكيل العالم. مشيرة إلى وجود علامات على تصعيد الأزمة بالفعل حيث كان بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية قد ربطوا في البداية إيران بعملية طوفان الأقصى، حيث ادعى جيك سوليفان – مستشار الأمن القومي الأمريكي -  أن "إيران متواطئة في عملية طوفان الأقصى بالمعنى الواسع لأنها قدمت نصيب الأسد من التمويل للجناح العسكري لحماس، وقدمت التدريب. لقد قدموا الإمكانيات، وقدموا الدعم، وكان لديهم تعامل واتصال مع حماس على مدار سنوات عديدة”.

الحرب بين غزة وإسرائيل

وفي اليومين الماضيين تغير هذا التقييم، حيث يبدو أن مصادر متعددة تشير الآن إلى أن هجوم حماس على إسرائيل فاجأ القيادة العسكرية والأمنية والسياسية الإيرانية. كما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن تصرفات إسرائيل ضد الفلسطينيين تمثل «جرائم حرب».

وقال إن تصرفات إسرائيل والإنذار الأخير في غزة "سيؤدي بلا شك إلى رد فعل جماعي من محور المقاومة". ومن الواضح أن المقصود من هذا هو أن العميل الرئيسي لإيران في المنطقة، حزب الله، سوف يتدخل. وفقًا لصحيفة "ذا تليغراف" البريطانية.

3 احتمالات متوقعة

 احتمالات إعادة تنظيم الشرق الأوسط، أو حل الدولتين، أو التسوية مع إسرائيل، لم تعد تبدو الآن بعيدة المنال بقدر ما هي غير قابلة للتصور. سيكون للحرب بين حماس وإسرائيل الآن تداعيات خطيرة يصعب التقليل من أهميتها.

أوضحت الصحيفة البريطانية الشهيرة أن الصدمة التي شعر بها الإسرائيليون إزاء فشل أجهزة الاستخبارات في تحديد التهديد وأداء المؤسسة العسكرية الضعيف في التنسيق لمواجهة هجوم حماس سريًعا، ستعمل على إعادة تشكيل المشهد السياسي الهش بالفعل في البلاد.

وأكدت أنه إذا صحت التقارير التي تفيد بأن المخابرات المصرية حذرت نظيراتها الإسرائيلية قبل ثلاثة أيام من هجوم وشيك، فلابد من طرح أسئلة جدية ليس فقط حول السبب وراء عدم التعامل مع هذا التحذير على محمل الجد، بل وأيضاً حول اتجاه حكومة بنيامين نتنياهو!

الغارات الإسرائيلية على غزة

وأشارت ذا تليغراف إلى أن ردود الأفعال الدولية كانت متوقعة حيث حذرت وزارة الخارجية السعودية من مخاطر انفجار الوضع بين حماس وإسرائيل نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيلي وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته.

حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة

ودعت وزارة خارجية الصين إلى ضرورة إنهاء الأفعال العدائية ضد المدنيين وتجنب المزيد من تدهور الوضع. مشيرة إلى أن مسار العمل الأنسب يكمن في "تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين المستقلة".

وتعرض هذا الرد لانتقادات حادة من قبل يوفال واكس، وهو دبلوماسي كبير يعمل في البعثة الإسرائيلية في الصين الذي أشار إلى أن إسرائيل تتوقع "إدانة أقوى" لحماس وأفعالها". 

ومع الظواهر العديدة المتغيرة التي تحدث في العالم حاليًا، تزداد تعزيزات بعض الأفكار السائدة في العديد من الدول حول العالم بأن العالم يمر بمرحلة انتقالية، وأننا ندخل أو أننا بالفعل في عصر الظلام، وأن التهديدات تكمن حولنا. في كل زاوية ــ من تأثيرات التكنولوجيات الجديدة إلى المخاوف بشأن تغير المناخ، ومن المخاوف بشأن الهجرة الجماعية إلى المخاوف المتعلقة باستقطاب الحياة السياسية.

المواجهات بين اسرائيل وغزة

كل هذا بالإضافة إلى مجموعة جديدة كاملة من المنافسات التي اشتدت: ليس فقط بين الكتل الجيوسياسية، مثل الغرب من ناحية، والصين وروسيا من ناحية أخرى؛ ولكن التحالفات الجديدة، مثل مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، والتي من المقرر أن تتوسع في يناير لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين).

أسوأ دروس التاريخ

وربطت صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية ما يحدث اليوم، بما حدث في فترة الحرب العالمية الأولى عام 1914 مؤكدة أننا بحاجة إلى أن نضع في اعتبارنا بعضًا من أسوأ دروس التاريخ والتأكد من عدم تكرارها.

وقالت أن قبل الحرب العالمية الأولى كانت الدول مليئة بالأمل وكان الطقس رائعًا والأمور هادئة للغاية بحسب ما أكدت العديد من الأشخاص الشهيرة الشاهدة على هذا الواقع أنذاك مثل الشاعرة أليس مينيل والسياسي والدبلوماسي البريطاني آرثر نيكولسون. 

وخلال أيام قليلة، تحولت الحياة الهادئة المثالية إلى أسابيع غيرت العالم إلى الأبد بعدما دخلت أوروبا بأكملها في حالة حرب امتدت إلى آسيا وأفريقيا بعد فترة وجيزة واستدل الستار على عصر الإمبراطوريات الأوروبية. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: طوفان الأقصى طوفان الأقصى التسوية مع إسرائيل إقامة دولة فلسطين المستقلة الحرب العالمية الأولى بین حماس وإسرائیل إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: كيف تحولت المظلة الشراعية إلى سلاح سري لحماس؟

نشرت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية مقالا نشره الكاتب نيتسان سادان تناول فيه كيف تحولت المظلات الشراعية -المزوّدة بمحركات- إلى سلاح جوي سري استخدمته حركة حماس في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال الكاتب إن هذه المظلات بدأت كأداة ترفيهية للرياضة والسياحة، ثم تبنتها وحدات كوماندوز من الولايات المتحدة إلى كوريا الشمالية، حتى استغلتها حركة حماس وسيلة اختراق ضمن خطتها الإستراتيجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مجلة إسرائيلية: دياب قاد معركة إنقاذ "الشيخ جراح" والآن يواجه الطردlist 2 of 2نيويورك تايمز: "حملة مدمرة" تطال التعليم الجامعي في أميركاend of list

وذكر أن هناك نوعين رئيسيين من هذه المظلات أولها النوع المزود بمحرك وخزان وقود مرتبط بحزام يُحمل على الظهر، وهو أكثر بساطة وأقل تكلفة.

وثانيها المزود بعجلات، وهي أكثر استقرارا في الجو ويسمح بنقل أكثر من شخص، وقد استخدم مسلحو حماس كلا النوعين في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

تطور

وذكر الكاتب أن المظلات الشراعية المزودة بمحركات بدأت فكرتها في الثلاثينيات مع المهندس الأميركي بادي بوشماير الذي صمم نموذجا يعمل بمحرك صغير ليُسقط من طائرة ثم يطير ذاتيا، لكن المشروع لم يتابع بعد وفاته.

وتسلسلت جهود تطوير المظلة الشراعية، حتى أحدث المهندس الألماني بيرند يرتيج عام 1981 نقلة نوعية باختراع مظلة بمحرك يمكن ارتداؤها دون الحاجة إلى هيكل معدني، مما جعلها أكثر عملية.

إعلان

وطُورت لاحقا في فرنسا عام 1986 لتصبح منتجا تجاريا، مما ساهم في انتشارها كأداة رياضية وترفيهية، وخفض تكلفتها وزيادة شعبيتها.

وذكر الكاتب الإسرائيلي أن هذا التطور لفت في البداية انتباه الجيوش التي رأت في هذه المظلات وسيلة رخيصة وفعالة لتسليح القوات الخاصة، نظرا لصعوبة رصدها عبر الرادارات وانخفاض بصمتها الحرارية والصوتية مقارنة بالمروحيات.

خيار عسكري؟

وبين الكاتب أنه على الرغم من هذا الاهتمام العسكري فإن معظم الجيوش لم تعتمد هذه المظلات كأداة قتالية أساسية، وفضلت استخدام المروحيات لنقل القوات بسرعة وكفاءة.

ولفت إلى أن الجماعات المسلحة، على عكس الجيوش النظامية، وجدت في هذه المظلات أداة مثالية بسبب تكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها في عمليات تسلل سريعة.

وأشار الكاتب إلى أن الوثائق التي عثرت عليها إسرائيل في قطاع غزة كشفت أن استخدام هذه المظلات لم يكن مجرد خيار تكتيكي، بل كان جزءا من "إستراتيجية الخداع" التي تبناها يحيى السنوار، حيث أنشأت حماس نوادي رياضية للطيران الشراعي، مما أوحى لإسرائيل بأن استخدامها لأغراض مدنية بحتة، وهو ما أدى إلى استرخاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

وأكد الكاتب في صحيفة كالكاليست أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا لهذا النوع من الهجمات، إذ ركزت منظومات الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" على اعتراض الصواريخ، بينما لم تكن هناك آليات واضحة للتعامل مع تهديد المظلات الشراعية.

مقالات مشابهة

  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • مصر: غارات إسرائيل على غزة تنذر بعواقب وخيمة
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • الخارجية البريطانية ترفض شجب إسرائيل بعد قتل عاملين في جمعية بريطانية بغزة
  • أخبار العالم | تصعيد خطير في غزة .. إسرائيل تخرق وقف إطلاق النار .. اغتيال قياديين في حماس
  • CBS تزعم تواصل أمريكا وإسرائيل مع 3 دول لتهجير الفلسطينيين ..تفاصيل
  • تفاصيل لقاء حسين الشيخ بالقنصل العام البريطانية
  • صحيفة إسرائيلية: كيف تحولت المظلة الشراعية إلى سلاح سري لحماس؟
  • صحيفة إسبانية: «تشافي» يرفض تدريب مونتيري المكسيكي في كأس العالم للأندية
  • صحيفة: حماس فاجأت إسرائيل والوسطاء بشرط جديد في مفاوضات غزة