يستضيف صالون اقرأ لي الثقافي مناقشة كتاب "تحولات الثقافة في مصر" الصادر عن دار بيت الحكمة ودار النسيم للنشر، للكاتب صبحي موسى، وذلك في تمام السابعة مساء يوم الخميس المقبل 19 أكتوبر الجاري في مبنى القنصلية بوسط البلد. 

ومن المقرر أن يناقش الكتاب كل من: الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الاسكندرية، الدكتور كمال مغيث الخبير بالمركز القومي للبحوث التربوية، وتدير اللقاء الإعلامية منى سلمان، وذلك بحضور لفيف من الكتاب والنقاد الجمهور.


ومن أجواء كتاب "تحولات الثقافة في مصر":- 
"كثيرا ما يتعامل الناس مع الثقافة على أنها الآداب والفنون، كالشعر والرواية والموسيقى والمسرح والسينما والغناء وغيرها، مما يجعل وزارة الثقافة ـ حسب وجهة نظرهم ـ الوزارة المعنية بالأمر، حيث تقوم مؤسساتها على رعاية هذه الأنشطة واكتشاف الموهوبين فيها وتقديمهم للجمهور. لكن الثقافة كلٌ معقد حسبما يقول علماء الاجتماع، فلا يمكن النظر إليها من جانب واحد فقط، خاصة إذا كنا نريد أن نبني مجتمعا حديثا، نتجاوز فيه أخطاء الماضي، ومن ثم فلابد من العودة إلى التعريفات الأساسية التي تعامل من خلالها علماء الاجتماع مع الثقافة، فهي بحسب مؤسس علم الانثبولوجيا الثقافية إدورد تايلور (ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن والتقاليد، وأي قدرات وعادات أخرى يتعلمها الإنسان كعضو في المجتمع)، أي أنها مجموع المعارف البشرية من عقائد وأخلاق وقوانين وعادات وتقاليد وكل ما يكتسبه الإنسان من المجتمع الذي يعيش فيه. وعرفها جي روشيه في كتابه "مقدمة علم الاجتماع" بأنها مجموعة من العناصر لها علاقة بطرق التفكير والشعور والفعل، وهي طرقٌ صيغت تقريبا في قواعد واضحة، اكتسبها وتعلمها وشارك فيها جميع الأشخاص بصورة موضوعية ورمزية في آنٍ معًا. وذهب الفرنسي إدجار موران إلى أنها مجمل العادات والتقاليد والممارسات والمهارات والمعارف والقواعد والمعايير والمحرمات والاستراتيجيات والمعتقدات والقيم والأفكار والأساطير التي تورث من جيل إلى جيل، فهي أول رأس مال إنساني. أما الجاميكي أورلاندو باترسون فيرى أنها رصيد من الأفكار التي تنتقل عبر المجتمعات وتتولد عبر الأجيال، وتعبر عن كيفية العيش وإصدار الأحكام العامة فيما يتعلق بالمجالات المختلفة، فهي منظومة معلومات ذات مستويات متباينة من الخصوصية. وأكد كلود ليفي شتراوس في تعريفه للثقافة على أنها مجموع الأنساق الرمزية التي تتصدرها اللغة، فهي قواعد الزواج والعلاقات الاقتصادية والفن والعلم والدين، وتعبر عن أوجه الحقيقة لطبيعة المجتمعات، كما أنها بنية مجردة كامنة وراء هذه المجتمعات.

ويمكننا القول أن الثقافة مفهوم متشعب، ورد فيها أكثر من مائة وستين تعريفاً، أبرزها تعريف إدورد تايلور، لكننا في المجمل، من خلال رؤية علماء الاجتماع لها، يمكننا أن نعتبرها العقل الحاكم للمجتمع، بدءا من العادات والتقاليد الموروثة وصولاً إلى الأحلام والأمنيات والتطلعات الخاصة بالمستقبل، وبينهما تأتي العديد من المنظومات المعرفية التي ترتب حياة البشر، ويصبح لزاما علينا حين نتحدث عن الثقافة من منظور اجتماعي أن ندقق في أبعادها وتراكيبها وطبقاتها المتعددة، كي نتمكن من تنميتها وتطويرها بشكل متناغم ومستمر". 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دار بيت الحكمة

إقرأ أيضاً:

اقرأ.. القصة الكاملة لأول نزول للقرآن الكريم بشهر رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ليلة عظيمة من ليالي شهر رمضان، وقبل أكثر من 1400 سنة، كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء، وهو كهف صغير يقع في جبل النور، بالقرب من مكة المكرمة، وقد اعتاد النبي الذهاب إلى هذا الغار ليتأمل في خلق الله، وينأى بنفسه عن ضلال قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام ويعيشون في ظلمات الجاهلية، حيث كان يبحث عن الحق، ويريد معرفة الطريق الصحيح، وكان قلبه معلقًا بالله، رغم أنه لم يكن بعد قد تلقى أي وحي.

وفي تلك الليلة المباركة، كان النبي جالسًا في الغار، متأملاً في الكون، حين فوجئ بشيء لم يكن يتوقعه أبدًا، حيث ظهر فجأةً أمامه جبريل عليه السلام، ملك الوحي، في صورة عظيمة، وملأ المكان بنوره وهيبته، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى شيئًا كهذا من قبل، فشعر بالخوف والرهبة.

اقترب جبريل من النبي، وقال له بصوت مهيب: "اقرأ"، فارتبك النبي، لأنه لم يكن يعرف القراءة، فقال باضطراب: "ما أنا بقارئ؟" أي أنه لا يعرف القراءة، لكن جبريل لم يتركه، بل ضمّه ضمًّا شديدًا حتى شعر النبي بضيق شديد، ثم أطلقه وقال له مرة أخرى: "اقرأ"، فأجاب النبي بنفس الجواب: "ما أنا بقارئ؟"، فعاد جبريل واحتضنه بقوة مرة ثانية، ثم أطلقه، وقال له للمرة الثالثة: "اقرأ"، فقال النبي: "ما أنا بقارئ؟".

عندها تلا جبريل عليه السلام أولى آيات القرآن التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" (سورة العلق: 1-5).

فقد بدأت الرسالة السماوية بكلمة "اقرأ"، حين نزل جبريل عليه السلام على النبي في غار حراء، لتمتد بعدها دعوة الإسلام، وتنشر النور والهداية في العالم، ومنذ ذلك الحين، ارتبط رمضان بالقرآن، فأصبح شهر التلاوة والتدبر، حيث قال الله: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ"، فكانت هذه اللحظة أعظم لحظة في تاريخ البشرية، لحظة بداية نزول الوحي، وبداية الرسالة التي ستغيّر العالم كله، وقد شعر النبي صلى الله عليه وسلم برهبة وخوف شديدين، وخرج مسرعًا من الغار، ونزل من الجبل مرتجفًا، وقلبه ينبض بقوة من هول الموقف.

توجه النبي إلى بيته، وعندما وصل إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، قال لها بصوت مضطرب: "زملوني زملوني"، أي غطوني بالأغطية، فقد كان يشعر بالبرد والرعشة من شدة الخوف، فغطّته خديجة وهدّأته، ثم سألته عما حدث، فحكى لها النبي كل شيء.

لم تتردد السيدة خديجة في تصديقه، فقد كانت تعرف أنه الصادق الأمين، وطمأنته قائلة: "كلا، والله لا يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".

ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان رجلاً كبيرًا في السن، وكان يقرأ الكتب السماوية، وعندما سمع ورقة ما حدث، قال للنبي: "هذا الناموس الذي نزل على موسى، يا ليتني أكون حيًّا إذ يخرجك قومك"، فتعجب النبي، وسأله: "أو مخرجيّ هم؟" أي هل سيخرجني قومي من مكة؟، فقال ورقة: "نعم، لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عُودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا"، فقد كانت هذه بداية رحلة النبوة، وبداية نزول القرآن الكريم، الذي سيقود البشرية إلى النور والهداية، وبعد هذا الحدث العظيم، انقطع الوحي لفترة، ثم نزلت الآيات من جديد، ليبدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الإسلام، وليتحمل الصعاب والمشاق في سبيل نشر رسالة الحق.

مقالات مشابهة

  • بلدي الظاهرة يناقش عددا من المطالب الخدمية
  • بعد دعوات أوزغور أوزيل: هل تشهد إسطنبول تحولات خطيرة في الشوارع؟
  • اجتماع برئاسة الصعدي يناقش الاستعدادات لتنفيذ اختبارات الشهادة العامة
  • اقرأ.. القصة الكاملة لأول نزول للقرآن الكريم بشهر رمضان
  • وكيل الشباب والرياضة بالغربية يناقش استعدادات المديرية لعيد الفطر
  • مدير التأمين الصحي بالغربية يناقش دور الجودة في تطوير الأداء الطبي وتحقيق الاعتماد
  • اقرأ غدًا في «البوابة».. مباحثات مصرية إريترية لتعزيز التعاون ودعم الاستقرار في القرن الأفريقي
  • خلال اجتماع بماسبيرو.. رئيس الأعلى للإعلام يناقش مستقبل العمل الثقافي والإعلامي
  • رئيس الوزراء يناقش جهود تلبية الاحتياجات البترولية وتعزيز قطاع التعدين
  • "بلدي شمال الشرقية" يناقش آليات تنفيذ المشاريع التنموية وفق الخطط المعتمدة