أطفال غزة: عن الصدمات النفسية التي يحدثها العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
بعد أن أعلن الاحتلال حربا جديدة على غزة. شنّ منذ بدئها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول غارات وقصفا مستمرا راح ضحيته حتى لحظة قراءتك هذا المقال أكثر من 700 طفل من بين العدد الكلّي للضحايا. لكن هذا التقرير لا يتحدث اليوم عن هؤلاء الأطفال الشهداء، وإنما عن الضحايا الأحياء منهم. في هذا المقال، نتطرق إلى الصدمة النفسية والأثر الذي تُحدثه الحرب على الأطفال، وبالتحديد أطفال غزة، ونعرض لشهادات ودراسات لما يعنيه أن يشهد الطفل في عمر مبكر لا حربا واحدة، بل حروبا متعاقبة تسلب طفولته وبراءته، وفي كثير من الأحيان حياته.
قبل عامين أيضًا شهد عدوان عام 2021 الذي شنّه الاحتلال على قطاع غزة استشهاد ستين طفلا. خبرٌ قد يبدو للوهلة الأولى أنه لا يحتمل تفاصيل موجعة أخرى، بيد أن المجلس النرويجي للاجئين صرّح لاحقا أن اثنا عشر طفلا من ضمن هؤلاء الستين كانوا يتلقون علاجا نفسيا يقدمه المجلس، ويساعدهم على التعامل مع صدمات حروب سابقة، ينتهي هنا الخبر[1]. إن هذا العدوان ليس الأول من نوعه على غزة، فقد شهدت منذ أكثر من 20 عاما حتى اليوم خمس حروب، لم يتخللها سوى محاولات التعافي من الحرب التي سبقت، وخوف غير منقطع من حرب تالية، وما بينهما تصعيدات مستمرة بين الحين والآخر. فأصبح اليوم العادي في حياة أطفال القطاع لا يخلو من دخان وانفجارات وتدمير منازل ومنشآت مدنية. أما الأيام الهادئة، فهي أيام استثنائية.
كيف تتغلغل الحرب في نفوس الأطفال؟يعتمد الأطفال بشكل أساسي على دعم ورعاية البالغين ممن حولهم، وهو ما ينقطع بشكل مفاجئ في الحروب نتيجة فقدانهم لمَن يقدم لهم الرعاية (الوالدين بشكل أساسي)، أو حتى الغياب العاطفي للوالدين نتيجة للبيئة التي تفرضها الحرب بطبيعة الحال من خوف وتوتر وتمحور التركيز حول غريزة البقاء وتوفير الحماية. إن غياب ذلك كلّه، بالإضافة إلى صدمات الحرب المتمثلة بالإصابة الجسدية المباشرة (التي غالبا ما يصحبها إصابات نفسية)، والتعرض المباشر لمشاهد الموت والقتل وغيرها، يترك آثارا نفسية تعيش معهم طوال حياتهم، من أهمها اضطراب كرب ما بعد الصدمة (Post-traumatic Stress Disorder)، وذلك بوصفه أحد أكثر الاضطرابات شيوعا لدى الأطفال الذين يعيشون في مناطق معرضة للحروب أو يتعرضون لها. إضافة إلى اضطرابات القلق والاكتئاب، والتغيرات النفسية المتمثلة بالانسحاب العاطفي (Emotional Withdrawal)، ونوبات الغضب والسلوك العدواني الذي يُحاكي إلى حدٍّ ما العنف أو الأذى الذي يختبره الطفل [3] [2].
في قطاع غزة المحاصر، يُشكِّل الأطفال (كل مَن يبلغ من العمر أقل من 18 عاما) ما يُقارب نصف السكان البالغ عددهم أكثر من مليونَيْ فرد. لا يُستثنى هؤلاء الأطفال من الحروب والعدوان الذي يشهده القطاع منذ فرض الحصار عليه، وهم إن تفادوا قتل غارات الاحتلال الإسرائيلي لهم، فلا يمكن أن يفروا من مواجهة مباشرة مع الدمار والموت والرعب الذي يُفضي إلى كل الآثار النفسية التي ذكرناها. ولعل السبب الأوضح والأكثر مباشرة هو القصف الذي يتعرض له القطاع بشكل مستمر، ويزداد زخمه خلال الحروب المُعلنة. يطول هذا القصف البيوت الآمنة، والمدارس، والمساجد، وحتى المشافي وأماكن تقديم الرعاية الصحية. لا يشعر الطفل الغزّي بالأمان في أي مكان كان، وهو مُعرَّضٌ لأن يغادر مسكنه في أي لحظة ليعود فيجد أنه قد سُوي بالأرض، وهي مأساة لا تغيب عن معظم أطفال القطاع الذين عايشوا حتى ولو حربا واحدة على الأقل. وجدت دراسة أُجريت بعد مرور ستة أشهر على حرب 2014 أن الغالبية العظمى منهم تعرضت منازلهم للقصف والتدمير الجزئي أو الكامل. وهنا تخبرنا دراسات عديدة عمّا يعنيه أن تفقد منزلك وملاذك الآمن، حيث تتشارك في نتيجة واحدة مفادها أن الأطفال الذين يفقدون منازلهم نتيجة تدميرها أو حتى يشهدون قصفا لمنازل غيرهم، يُظهِرون أعراضا نفسية سلبية عديدة، منها فقدان القدرة على التركيز، ومشكلات وصعوبات في النوم، والرعب الليلي، وحِدّة الطبع والمزاج، حيث كانت هذه النسب أعلى بشكل واضح عند مقارنتها بالأطفال الآخرين [4] [5].
إضافة إلى الدمار وفقدان المنازل الذي يُحدثه القصف، فإن أصوات القنابل والانفجارات والرصاص المفاجئ الذي لا يعرف موعدا يضع الأطفال في حالة مستمرة من الخوف الدائم والرهبة والقلق. ذلك أن تلك الأصوات ترتبط بشكل مباشر إما بفقدانهم لمنازلهم، وإما معايشتهم لفقدان أفراد العائلة والأصدقاء المحيطين بهم. يضعهم ذلك في حالة ترقب وخوف في كل وقت، ويرفع من مستويات التوتر، وهو ما يصحبه آثار نفسية سلبية على المدى البعيد. في هذا السياق، يتحدث أخصائي الطب النفسي ياسر أبو جامع عن تجربته بصفته طبيبا مقيما في مستشفى ناصر الذي يقع في الجزء الغربي من مدينة خانيونس، عن أمهات كن يُحضرن أطفالهن في منتصف الليل بسبب صراخهم المفاجئ والمستمر بلا سبب عضوي واضح. إن تلك المنطقة -كما يشير أبو جامع- قريبة من المستوطنات الإسرائيلية التي كان يُسمع بوضوح منها أصوات إطلاق الرصاص ليلا، الذي يصيب بعضه جدران منازل الفلسطينيين. يقول أبو جامع: "اعتدنا نحن الكبار على هذه التجربة، وبالطبع كان يتعين على الأطفال أن يتعايشوا معها، حتى الصغار جدا منهم" [6].
لاحقا في عام 2016 -الذي شهد هدوءا نسبيا مقارنة بالأعوام السابقة واللاحقة- قامت إحدى الدراسات بالنظر في العلاقة بين معايشة الحروب ومدى شيوع الاضطرابات نفسية التي ذُكرت سابقا لدى أطفال غزة. أُجريت مقابلات عديدة مع ما مجموعه 251 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6-16 سنة، وخلصت النتائج إلى أن أكثر الأحداث تأثيرا على الأطفال كانت سماع أصوات القصف المدفعي والطائرات المُقاتلة، وأصوات إطلاق النار، بالإضافة إلى تذكرهم مشاهدة الأشلاء البشرية لضحايا الحرب. من بين مَن تمت مقابلتهم، أظهر 148 طفلا (أي ما تُشكِّل نسبته 59%) الأعراض السريرية لاضطراب كرب ما بعد الصدمة، وعانى 22% منهم من اضطرابات القلق، و51% منهم من اضطرابات الاكتئاب [7]. نستعرض تاليا شهادات لأطفال ودراسات أُجريت بُعيد كل حرب عاشها أطفال غزة منذ عدوان عام 2008 وحتى اليوم.
حرب 2008 وقنابل الفسفور المحرمة دوليا: مشاهد لم تغب عن الأذهان في حرب غزة 2008، قام بعض الطلاب برسم دقيق وواضح للقنابل الفسفورية، رغم أن الكبار أنفسهم لم يكونوا على علم مسبق بماهية وكيفية انفجار القنابل الفسفورية. (الأناضول)بعد مرور شهر ونصف على انتهاء حرب عام 2008 في غزة، أُجريت دراسة على ما مجموعه 445 طالبا وطالبة في الصف الثالث الابتدائي بهدف معرفة مدى تأثير العدوان عليهم. طُلب فيها منهم أن يرسموا أي شيء يرغبون به دون أن يتدخل الباحثون في مضمونه أو يُقدموا لهم إرشادات معينة. ووجدوا أن غالبيتهم قاموا برسم مشاهد مما عاشوه خلال الحرب، ابتداء بالطائرات -على اختلاف أنواعها، فبعضهم كما أشارت الدراسة قاموا بكتابة أسماء الطائرات بجانب الصورة- والصواريخ والقنابل، وانتهاء بالبيوت والمساجد التي هُدمت والشهداء الذين قضوا، وفي هذه الحرب تحديدا، قام بعض الطلاب برسم دقيق وواضح للقنابل الفسفورية التي تبدأ بنقطة واضحة تنبعث منها خطوط متفرعة، رغم أن الكبار أنفسهم لم يكونوا على علم مسبق بماهية وكيفية انفجار القنابل الفسفورية. إن كل هذا، كما أشار الباحثان، دلالة واضحة على أن الحرب تشغل حيزا كبيرا من حياة الأطفال وتفكيرهم، وتؤثر على مجريات حياتهم حتى بعد انتهائها [8].
حرب 2012في دراسة أُجريت بعد نهاية العدوان الإسرائيلي الذي استمر لمدة 8 أيام في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012، وذلك بهدف قياس الآثار طويلة الأجل للعدوان على الأطفال، خلص الباحثون بعد إجراء مقابلات مع الأطفال إلى أن ما يقارب 30% منهم ممن تعرض لمستويات عالية من صدمات الحرب قد أظهر أعراضا واضحة لاضطراب كرب ما بعد الصدمة، مع زيادة في احتمالية ظهور أعراض أخرى مصاحبة له مثل زيادة الانفعالات العاطفية وارتفاع في العصابية (Neuroticism) التي تُعرف على أنها سمة من سمات الشخصية الخمس حسب نموذج "العوامل الخمس الكبرى للشخصية" (The Big Five)، حيثُ يُظهر الأشخاص الذين يسجلون نسبة عالية في هذه السمة أعراضا انفعالية بشكل أعلى من غيرهم، كما يميلون للاستجابة بسلبية عالية للصدمات وضغوط الحياة بمختلف أشكالها [9].
حرب 2014: الحرب الأطول والأقسى
نجت الطفلة لمى أبو حصيرة من القصف في حرب عام 2014، لكن أختها استشهدت في قصف على منزلهما، تقول قريبتها: "صدمة استشهاد أختها وإصابتها هي غيّرتها تماما، فبعد أن كانت طفلة هادئة، أصبحت أكثر عدائية، تصرخ في وجه الآخرين حتى عند طلب كأس من الماء". بينما تقول والدة الطفلين أحمد ومحمد أبو دقّس أنها تشتاق لسماع صوت طفليها، حتى مشاجرتهما على ألعابهما وملابسهما، فبعد إصابتهما في القصف، توقف الطفلان عن الكلام تماما، وتضيف: "أحيانا يهمس أحمد لي أنه يريد الطعام". في تقريرها الصادر بعد هذه الحرب، قدَّرت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 373 ألف طفل يحتاجون إلى دعم نفسي واجتماعي متخصص لمساعدتهم على التعامل مع ما خلَّفته من اضطرابات نفسية ومخاوف مستمرة [10].
بعد ستة أشهر من هذا العدوان الذي استمر 51 يوما، جُمعت بيانات 1850 طفلا من غزة أعمارهم تتراوح ما بين 8-15 سنة، بهدف قياس مدى انتشار اضطرابات أو أعراض الصدمات. وبتحليل البيانات وإجراء المقابلات وُجد أن الغالبية العُظمى منهم شهدوا قصف المنازل والأحياء السكنية بأكملها، واضطروا في أحيان عديدة إلى البقاء قسرا داخل منازلهم جراء ظروف الحرب. كما شاهد أكثر من نصفهم جثامين الشهداء بأعينهم، وعانى بعضهم حرمانا من الماء والطعام لفترة ما، وغيرها من الظروف والأحداث الصادمة حتى للبالغين أنفسهم. وعند قياس أعراض اضطراب كرب ما بعد الصدمة وفق اختبارات القياس العالمية (التي تشمل أسئلة حول أعراض مثل الكوابيس المؤلمة والذكريات السيئة، وصعوبات النوم، وغيرها)، وُجد أن 275 طفلا وطفلة تنطبق عليهم معايير وأعراض الاضطراب بشكل واضح أكثر من غيرهم.
خاتمة: "حلمي إنه نضل عايشين.. وما يقصفوا البيوت"من المهم أن نُذكِّر ختاما أن الأطفال الذين تذكرهم التقارير والدراسات ليسوا مجرد أرقام فحسب، بل هي أحلام وذكريات ومستقبل سرقته الحرب من بين أيديهم. وفي حين قد يبدو الحديث عن الآثار والعوارض النفسية رفاهية للبعض عند أخذ الوضع العام بعين الاعتبار، فإن المستقبل أمام أطفال غزة ليس واضحا في معالمه ولا سهلا في طريقه. يستيقظ الطفل "العاديّ" في عالمنا وجلّ ما يشغله هو إنهاء واجباته المدرسية والاستمتاع باللعب أو قضاء الوقت مع أقرانه. أما الطفل الغزّي، فإن النجاة من الموت باتت كل ما يؤرقه، يعقبها انتزاع اعتراف من العالم بأنه كان يصارع الموت في المقام الأول، ثم الاستعداد لخوض حرب قادمة قد ينجو منها وقد لا ينجو. وفي خضم ذلك كلّه، يغدو التعافي من الحرب وصدماتها وأثرها النفسي حقا مضمونا للجميع، باستثنائه.
____________________________________________________________
المراجع
[1] “The children of Gaza are reliving the bombing in their dreams” [2] “Impact of War on Children and Imperative to End War”, (2006) [3] “5 Ways Conflict Impacts Children’s Mental Health” [4] “Traumatic Events Exposure and Psychological Trauma in Children Victims of War in the Gaza Strip”, (2017). [5] “House Demolition and Mental Health: Victims and Witnesses”, (1998). [6] “أزمةٌ جديدةٌ من أزمات الصحة النفسية تجتاح غزة” [7] “The relationship between War Trauma, PTSD, Depression, and Anxiety among Palestinian Children in the Gaza Strip”, (2016). [8] “(الدلالات النفسية لرسومات الأطفال الفلسطينيين بعد حرب غزة”, (2010 [9] “Coping with war trauma and psychological distress among school-age Palestinian children”, (2015). [10] “Occupied Palestinian Territory: Gaza Emergency Situation Report”المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: على الأطفال أطفال غزة أکثر من الذی ی أ جریت
إقرأ أيضاً:
تدشين أول عيادة متخصصة لذوي الهمم في صعيد مصر.. وطبيبة أطفال: ستخفف من أعباء الأسرة في البحث عن رعاية طبية بأماكن مختلفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في خطوة طبية غير مسبوقة في صعيد مصر، تم الإعلان عن تخصيص أول عيادة متخصصة لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة داخل مستشفى الجراحات التخصصية بسوهاج ، لتقديم الرعاية الطبية المتكاملة لهم بصفة يومية، وتأتي هذه الخطوة استجابة لاحتياجات هذه الفئة المهمة في المجتمع، وتأكيدًا على أهمية دمجهم وتمكينهم صحيًا.
تعمل العيادة على توفير خدمات طبية متخصصة تشمل الفحوصات الدورية وتقديم الرعاية في إطار يتناسب مع احتياجات المرضى من ذوي الهمم، مما يُسهم في تحسين جودة حياتهم وضمان حصولهم على خدمات صحية لائقة.
لم تكن هذه الخطوة الأولى لخدمة ذوي الهمم برعاية الحكومة، ولكن يسبقها العديد من المبادرات و البرامج التي استهدفت ذوي الهمم من جميع الأعمار و جميع القدرات المختلفة، منها:
برنامج "دمج.. تمكين.. مشاركة"تأتي هذه المبادرة الرئاسية بهدف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة جوانب الحياة المجتمعية، مع التركيز على التمكين الاقتصادي والاجتماعي لتشمل تقديم منح دراسية مجانية للطلاب من ذوي الهمم، وتكفل الدولة بتنفيذ العمليات الجراحية اللازمة لهم وتحسين ظروفهم الصحية.
كما تهدف المبادرة إلى تعزيز الأنشطة الرياضية وتوفير رعاية خاصة للموهوبين في المجالات الفنية والرياضية، مما يُساعد على تطوير مهاراتهم وتنميتها، و فتح قنوات المشاركة المجتمعية لهذه الفئة وتفعيل دورهم كأعضاء منتجين وفاعلين في المجتمع.
مبادرة "دمج ذوي الإعاقة في المدارس"تهدف هذه المبادرة إلى دمج الأطفال ذوي الهمم في المدارس الحكومية والخاصة، من خلال تطوير البيئة التعليمية لتتناسب مع احتياجاتهم، وتتضمن تدريب المعلمين وتهيئة المدارس بالأدوات اللازمة، مثل تجهيزات الفصول وتقنيات التعليم التفاعلي.
كما تُركّز على دعم هؤلاء الأطفال نفسيًا وتربويًا لضمان اندماجهم مع زملائهم وتحقيق الاستفادة القصوى من العملية التعليمية.
مبادرة "أحسن صاحب"تُعد مبادرة "أحسن صاحب" واحدة من أبرز المبادرات الإنسانية لدعم ذوي الهمم، وتهدف إلى تعزيز روح التفاعل والمشاركة بين الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، وتُشجّع المبادرة على تبنّي مفهوم الصداقة الداعمة من خلال تنظيم أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية تجمع بين الطرفين.
اضطرابات النمو والنطق.. الحاجة إلى رعاية مخصصةتؤكد الدكتورة إيمان يسري، استشاري طب الأطفال، لـ البوابة نيوز أن تخصيص عيادات متخصصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة يُعد ضرورة ملحة لضمان تلقيهم الرعاية الصحية الملائمة، مشيرة إلى أن الأطفال ذوي الهمم غالبًا ما يواجهون تحديات صحية معقدة، تحتاج إلى متابعة دقيقة من قبل أطباء مُدرّبين ومتخصصين.
وأوضحت أن وجود عيادات متخصصة يُسهم في تقديم الرعاية الشاملة التي تشمل الفحوصات الدورية، وخطط العلاج الملائمة وفقًا لكل حالة، خاصة فيما يتعلق باضطرابات النمو والحركة ومشكلات النطق والتواصل، و يساعد التشخيص المبكر والعلاج الصحيح على تحسين جودة حياة هؤلاء الأطفال وتسهيل اندماجهم في المجتمع.
وأضافت “يسري” أن هذه العيادات توفر بيئة طبية مُجهزة تتناسب مع احتياجات الطفل النفسية والجسدية، مما يخفف من معاناة الأسرة في البحث عن خدمات صحية متفرقة، ويضمن الحصول على الرعاية تحت سقف واحد.