مصالح تهددها مخاطر.. احتمال غزو إسرائيل لغزة يضع بايدن بموقف صعب
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
سيؤدي غزو الجيش الإسرائيلي المحتمل لقطاع غزة إلى مخاطر عديدة ويُضر بالمصالح الأمريكية؛ ما يضع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في "موقف صعب"، بحسب تحليل لريتشارد هاس في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية (Foreign Affairs) ترجمه "الخليج الجديد".
ولليوم الحادي عشر على التوالي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تتواصل مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى في قطاع غزة.
وقال هاس إنه توجد "دلائل على أن إسرائيل تتحضر لشن هجوم بري على نطاق واسع على غزة؛ ما يضع واشنطن في موقف صعب، فإدارة الرئيس بايدن محقة في تأييد حق إسرائيل في الرد، لكن لا يزال يتوجب عليها تحديد ما هية هذا الرد".
واعتبر أن "رغبة إسرائيل بالقضاء على حماس أمر مفهوم بالكامل بعد ما فعلته، لكن هذا لا يعني أن السعي لتحقيق هذا الهدف هو المسار الأمثل، فحماس شبكة وحركة وفكر، لكنها أيضا منظمة، ويمكن قتل قيادتها، لكن كيانها سينجو."
هاس رأى أن "الولايات المتحدة لا تستطيع إرغام إسرائيل على التخلي عن شن هجوم بري واسع أو الحد منه بعد وقت قصير من انطلاقه، لكن يمكن للسياسيين الأمريكيين أن يحاولوا فعل ذلك، كما يتوجب عليهم اتخاذ خطوات لتقليل فرص اتساع رقعة الحرب".
اقرأ أيضاً
دعمت غزة وانتقدت إسرائيل.. استقبال فاتر لبلينكن بعواصم عربية
دولة قابلة للحياة
"كما يجب على السياسيين الأمريكيين أن ينظروا إلى ما هو أبعد من الأزمة، وأن يضغطوا على نظرائهم الإسرائيليين ليعرضوا على الفلسطينيين مسارا سلميا لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة"، وفقا لهاس.
وتابع أن "عمل الولايات المتحدة لتشكيل الرد الإسرائيلي وما بعده لا يستند فقط إلى حقيقة أن النصيحة هي ما يدين به الأصدقاء لبعضهم بعضا، وإنما أيضا لأن لواشنطن مصالح في المنطقة".
وأردف أن "هذه المصالح ستتضر إذا كان هناك غزو واحتلال إسرائيلي لغزة وسياسات إسرائيلية طويلة الأمد لا تقدم أي أمل للفلسطينيين الذين يعارضون العنف. والبديل عن هذا سيكون أصعب وأخطر بكثير ويتمثل بحرب واسعة واستمرار لوضع قائم إلى أجل غير مسمى".
و"من شبه المؤكد أن شن غزو واسع النطاق ستكون كلفته أكبر من فائدته، فقد رسخت حماس بنيتها التحتية العسكرية في مناطق مدنية بغزة"، كما أضاف هاس.
ورأى أن "أي محاولة لتدمير هذه البنية تتطلب هجوما واسع النطاق على منطقة ذات كثافة سكانية عالية في بيئة حضرية وستكون كلفته عالية على إسرائيل وستؤدي إلى إصابات بين المدنيين تعمل على مضاعفة التأييد لحماس بين الفلسطينيين، كما إن إسرائيل ستعاني من إصابات كثيرة، وقد يتم خطف جنود آخرين".
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت "حماس" عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، وأسرت ما لا يقل عن 199 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، وترغب في مبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، سجون إسرائيل.
اقرأ أيضاً
حماس لن تنتهي.. حتى لو دمرنا قياداتها وقدراتها بغزة (تقدير إسرائيلي)
تطبيع وحرب إقليمية
كما أن "استخدام القوة الهائلة ضد غزة سيجلب غضبا دوليا، وستتوقف معه مباحثات التطبيع (الإسرائيلية) مع الحكومات العربية، وستتجمد علاقات إسرائيل القائمة مع جيرانها العرب أو قد تتعرض للانتكاس"، كما زاد هاس.
ومنذ أشهر، تناقش إدارة بايدن تفاصيل صفقة ضخمة محتملة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، صاحبة المكانة الدينية البازرة في العالمين الإسلامي والعربي والدولة الثرية الغنية بالنفط.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
ولا تتوقف المخاطر المحتلة للغزو البري عند هذا الحد، إذ قال هاس إن "أي عمل عسكري كبير قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة يشعلها إطلاق (جماعة) حزب الله (اللبنانية) لصواريخ ضد إسرائيل، أو اندلاع أعمال عنف عفوية في الضفة الغربية موجهة ضد الإسرائيليين".
وحتى الثلاثاء، قتلت "حماس" نحو 1400 إسرائيلي، فيما قتلت غارات إسرائيل 2808 فلسطينيين وأصابت 10950، وهي تستهدف المباني السكنية والمرافق وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
وبالأساس، يعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون نسمة، من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
اقرأ أيضاً
ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة
المصدر | ريتشارد هاس/ فورين أفيرز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بايدن إسرائيل غزة غزو حماس مصالح
إقرأ أيضاً:
تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن
ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أنه "على مدى العام الماضي، وبعد أن عانت إسرائيل من مفاجأة مدمرة وخسائر فادحة، حققت نجاحات عسكرية ملحوظة. فقد تمكنت من اغتيال يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول من العام الماضي. وفي الشمال، لم تكن النجاحات أقل دراماتيكية، فقد تمكنت إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وخليفته، كما ومعظم القيادات العليا في الحزب".
وبحسب الصحيفة، "لقد تم تدمير معظم مخزون حزب الله من الصواريخ والقذائف والذي يبلغ 150 ألف صاروخ وقذيفة، كما أصبحت قدرة الحزب على التنسيق مجزأة إلى الحد الذي جعله يكافح لإطلاق 50 أو 100 صاروخ بدلاً من إطلاق ألف صاروخ يومياً. لقد تم تطهير المنطقة الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية، والتي زعم الجنود الإسرائيليون أنهم عثروا فيها على مخزونات من الصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة في العديد من المنازل. وعلى الرغم من تصدي عناصره لقوات الجيش الإسرائيلي، إلا أن حزب الله لم يعد قادراً على حشد التشكيلات العسكرية الكبيرة والمعقدة التي كانت في السابق. زد على ذلك، أن إيران وجهت لإسرائيل ضربتين تم صدهما بواسطة الدفاعات الأميركية والإسرائيلية. وفي المقابل، دمرت إسرائيل نظام الدفاع الجوي الرئيسي الإيراني الأمر الذي جعلها عُرضة لضربات مستقبلية".
وتابعت الصحيفة، "ترى القيادة العليا الإسرائيلية الآن أن كل هذه الصراعات تشكل عناصر من حرب واحدة متعددة الجبهات مع إيران، وهي تعتقد أن التحضير للهجوم على حماس كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بحزب الله، الذي يعمل بدوره وكيلاً لإيران. كما وتعتقد أيضاً أن الغرض من هذه الهجمات، على مدى السنوات القليلة التالية، لم يكن إلحاق الضرر بإسرائيل، بل تدميرها. وكان هجوم حزب الله ليتبع نفس النمط الذي اتبعته حماس في هجومها، ولو حدث الهجومان في وقت واحد، لكان موقف إسرائيل قد أصبح أشد خطورة مما كان عليه في السابع من تشرين الأول. ولكن لماذا شن السنوار هجومه قبل أن يشعر حزب الله بأنه مستعد؟ ربما كان ذلك بسبب نفاد صبره. ولكن الروابط كانت أعمق بكثير مما أدركه الإسرائيليون".
وأضافت الصحيفة، "كان صالح العاروري، أحد كبار القادة العسكريين في حماس، يعيش في محيط القيادة العليا لحزب الله في لبنان عندما اغتالته قنبلة إسرائيلية في كانون الثاني. وكان هو وأعداء إسرائيل الآخرون واضحين تمامًا بشأن نيتهم في تدمير البلاد بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه المدنيون. إن إسرائيل تخوض الآن حرباً من نوع مختلف، الأمر الذي أثار عقلية إسرائيلية مختلف، وهذا تغيير جوهري عن إسرائيل في السادس من تشرين الأول 2023. إن إسرائيل تستعد لاحتمالات الحرب الطويلة ضد إيران، حتى في حين لا يمكن إنهاء صراعاتها المباشرة مع حماس وحزب الله بسرعة وحسم، بغض النظر عما قد يرغب فيه القادة الأميركيون والأوروبيون".
وبحسب الصحيفة، "لقد كان الجيش الإسرائيلي دوماً يركز على الحلول القصيرة الأجل، والابتكار التكتيكي والتقني، والمرونة والقدرة على التكيف، وسوف يشكل هذا مشكلة في المرحلة التالية من هذه الحرب. إن إسرائيل لا ترغب في وضع غزة تحت الحكم العسكري أثناء إعادة إعمارها، ولكنها فشلت أيضاً في ابتكار أي بديل معقول، على الرغم من الأفكار المتداولة مثل قوة شرطة دولية أو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة. وما زال حزب الله يعاني من الضربات التي تعرض لها على مدى الشهرين الماضيين، ولكنه ما زال على قيد الحياة، ولقد أثبتت الآمال الإسرائيلية والأميركية في أن يتمكن الجيش اللبناني من احتواء الحزب أنها كانت مجرد أحلام بعيدة المنال، ومن المؤكد أن الضربات البعيدة المدى التي تشنها إيران ضد إسرائيل سوف تستمر".
وتابعت الصحيفة، "في كل الأحوال، يعتقد الإسرائيليون اعتقادا قاتما أنهم لا يملكون خيارا سوى مواصلة القتال. ولكن التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي ملحوظة، فقد أصبح جيش الاحتياط الذي خاض هذه الحروب منهكاً، كما وأمضى العديد من الجنود والطيارين معظم العام الماضي في المعارك، وشعرت أسرهم بالضغوط. وكان المكون القومي الديني في المجتمع الإسرائيلي هو الذي تحمل العبء على نحو خاص. وبسبب نظام الاحتياط في إسرائيل، فإن العديد من القتلى هم من الرجال في منتصف العمر". المصدر: خاص "لبنان 24"